القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (370) ما هو العقاب الذي حدده الله تعالى في القرآن الكريم للمتقول عليه ؟






مقال (370) ما هو العقاب الذي حدده الله تعالى في القرآن الكريم للمتقول عليه ؟

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد خاتم النبيين و من والاه .
يقول الله تعالى:
" فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ
إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) سورة يونس
و يقول :
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) سورة الحاقة
و يقول :
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) سورة آل عمران
إذا تدبرنا آيات القرآن الكريم نجد العقاب المتكرر في القرآن الكريم لمن يفتري الكذب على الله تعالى هو الختم و الطبع على القلب ومضاعفة عذاب الحياة و الممات وعدم الفلاح و عدم تحقق ما يريد به إثبات كذبه أو ما يفتريه على الله تعالى والخذي و المهانة في الدنيا و الآخرة و غير ذلك و سوف نثبت بإذن الله تعالى كل ما سبق من خلال آيات القرآن الكريم.و سنجدها قد تحققت في مدعي النبوة الميرزا غلام أحمد بينما لا نجدها قد تحقق أي منها في سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم أو أي من رسل الله صلى الله عليهم و سلم .
و حيث أن مقالاتي موجهة في المقام الأول لأتباع الميرزا غلام مدعي النبوة القادياني الهندي فلذلك سوف أبدأ بأساس في التفسير أقره الميرزا غلام أحمد و ابنه بشير الدين محمود صاحب" التفسير الكبير" القادياني و هو أن الواقع الفعلي المشاهد له أولوية ترجيحية كبيرة في بيان و تحديد معنى كلمة متعددة المعاني , كما أن تدبر بقية الآيات في القرآن الكريم المتعلقة بنفس الموضوع أمر مهم فلا يصح تعارض تفسيرات الآيات المتعلقة بنفس الموضوع .
و نذكر الآن ما أقره الميرزا غلام و ابنه محمود :
1- و في كتاب " أسئلة ثلاثة لمسيحي و الرد عليها " ص 413
يقول الميرزا غلام أحمد :
"ليكن معلوما هنا أن الآية التي قدّمها المعترض كاعتراض ذكر الله فيها آيات التخويف فقط كما يتبين من: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا},
...فلما كانت الآيات قسمين، فالتفسير الصحيح لكلمة "الآيات" في الآية المذكورة آنفا هو أن المراد منها هو آيات العذاب لأنه لو لم تؤخَذ بهذا المعنى للزم أن تنحصر جميع الآيات الصادرة عن قدرة الله في قسم التخويف فقط، وحصرُ جميع الآيات في قسم التخويف يخالف واقع الأمر تماما ولا يصح بحسب كتاب الله ولا من حيث العقل ولا يجيزه ضمير أيّ شخص طيب القلب
."  إنتهى النقل
2- الميرزا غلام يرجح أن الحوار الذي دار بين يسوع المسيح في الأناجيل و بين الشيطان أن هذا الحوار لم يكن حقيقيا بل هو مجرد كشف روحاني بناء على الواقع الحادث و النتائج التي ترتبت عليه, فلو كان حقيقيا لآمن بيسوع الكثير من اليهود و الرومان برؤيتهم الشيطان .
يقول الميرزا غلام أحمد في كتابه "ضرورة الإمام" ص 22:
" إلا أن هذا لم يحدث في أرض الواقع، مما يوصلنا إلى يقين أنها كانت مكالمة روحانية يمكن وصفها بكلمات أخرى بالوحي الشيطاني " إنتهى النقل
3- يقول الميرزا غلام في تفسير لسورة الأنبياء :
التفسير الصحيح للأمر هو الذي تفسره الأحداث الواقعة..
4- و في "التفسير الكبير" لبشير الدين محمود الملقب بالمصلح الموعود يقول في تفسيره للآية :
"{يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}
فمن الخطأ القول أنه لم يوجد أحد بهذا الاسم قبل يحيى - عليه السلام - مطلقًا، لأنه
خلاف الواقع." إنتهى النقل  
و مما سبق فلا بد من استعراض و تدبر بعض الآيات التي تكلمت على المتقولين على الله تعالى و المفترين بالكذب لنرى ما هي العقوبات المقررة لهم.
(1) : الختم على القلب :
يقول الله تعالى :
"
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24) سورة الشورى
العقاب المنصوص في الآية بشكل واضح ليس القتل أو الموت بل الختم على القلب
و يزيد الله تعالى بأنه سوف يمحو الباطل و يحق الحق بكلماته و لم يقل بقتله أو بإماتة المتقول على الله تعالى .
و محو الباطل و إحقاق الحق بالكلمات أي بالأدلة فيتحدى الله تعالى الناس بأن يأتوا بمثل ما آتى الله النبيين سواء بالآيات المادية الإعجازية أو كما في حالة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم أن يأتوا بمثل القرآن أو حتى بسورة منه.
و أيضا التحدي يكون بمطالبة المعارضين إثبات أن ما يقوله النبيّ ليس من كلام الله تعالى بإثبات التعارض و الإختلاف فيه , فيقول الله تعالى " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ
وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) سورة النساء
فمن يأتي بكلام من عنده و يدعي أنه من الله تعالى فسوف نجد فيه من الإختلاف و التناقض ليس بالقليل بل الكثير .
و معلوم أن الختم على القلب هو الطبع عليه و الغلق المحكم فلا يخرج منه الباطل الذي فيه و لا يدخله خير ولا هداية ولا إيمان إلا بالتوبة , و سوف نجد أن الختم و الطبع على القلب معناه عدم العلم فيكثر في كلامه الكذب و التناقض و التلفيق وعدم الفهم حتى لكلامه نفسه و غير ذلك الكثير , و إننا نجد كل هذا في الميرزا غلام مدعي النبوة , فقد ثبت يقينا بإقرار منه عدم الفهم لكثير من الإلهامات التي يدعي أنها من الله , أيضا ثابت يقينا كذبه و سرقته لمال أبيه و سرقاته الفاضحة لمئات الجمل و الأساليب البلاغية العربية من كتب من سبقوه من الأدباء مثل " مقامات الحريري "  بل و إقراره بذلك في كتبه المنشورة بالموقع الرسمي لجماعته القاديانية و سماه إقتباس.
(2) : من آثار الطبع و الختم على القلب عدم الفلاح
يقول الله تعالى :
" وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ
إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (117) سورة النحل
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ
إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) سورة يونس
لقد حدد الله تعالى العقاب بشكل واضح أن المدعي على الله بالكذب لن يفلح أبدأ في الدنيا أو الآخرة , و أنه قد يتمتع المتاع القليل في الدنيا , و في الآخرة عذاب أليم .
و قد يقول جاهل أن المقصود
بالمَتَاعٌ قَلِيلٌ هو الحياة القصيرة فلا بد أن يقتله أو يميته الله تعالى بشكل عاجل , و نقول أن الله تعالى وصف الحياة الدنيا كلها بالمتاع القليل الزائل و لم يكن المقصود تقصير عمر المذكورين بل نالوا حياة زمنية كاملة
يقول الله تعالى:
" وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) سورة آل عمران
أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا
مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) سورة التوبة
وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26) سورة الرعد
وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60) سورة القصص
إِنَّمَا هَذِهِ
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) سورة غافر
فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ
شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) سورة الشورى
(3) : من آثار الطبع و الختم على القلب عدم الفقه وعدم الفهم .
يقول الله تعالى :
" رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (87) سورة التوبة
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا
ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) سورة المنافقون
واضح أن الله يختم أي يطبع على قلب المفترين عليه بالكذب فلا فهم ولا فقه ولا علم و لا توفيق .
 (4) :  من آثار الطبع و الختم على القلب عدم العلم
يقول الله تعالى :
" إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَإذنونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93) سورة التوبة
و كم هي الاخطاء و التناقضات التي أقر الميرزا غلام بها في كتبه و عدم فهمه للأوهام التي يتلقاها من ربه يلاش العاجي كما يصفه هو و يسميه ؟
(5) : من آثار الطبع و الختم على القلب عدم السمع أو الإبصار
يقول الله تعالى :
أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ
وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100) سورة الأعراف
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ
وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) سورة الجاثية
حتى السمع لا يسمعون أي هم كالأنعام لهم آذان لا يسمعون بها.
(6) : من آثار الطبع و الختم على القلب الغفلة
يقول الله تعالى :
أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108) سورة النحل
قال الله تعالى بالغفلة ولم يقل بالقتل أو الموت
(7)  : من آثار الطبع و الختم على القلب  إتباع الهوى  
يقول الله تعالى :
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آَنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ
وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16) سورة محمد
و دليل إتباع الهوى للمفترين على الله تعالى أنهم يكيلون بمكاييل كثيرة في الإستدلال.
 (8) : من آثار الطبع و الختم على القلب عدم الإيمان بالبينات الواضحة الجلية .
يقول الله تعالى :
فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ
فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155) سورة النساء
أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) سورة الأعراف
ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) سورة يونس
 (9) : من اثار الطبع و الختم على القلب  موالاة غير المؤمنين و الارتكان إليهم و يكون خليلهم.
يقول الله تعالى :
وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) سورة الإسراء
و لا نجد رجلا ركن و مال إلى أعداء الإسلام  مثل الميرزا غلام أحمد و اعتباره أن نصف الدين طاعة ملكة بريطانيا رئيسة الكنيسة الانجيلية و التي من أهم مهامها تنصير المسلمين على مستوى العالم .
 (10) : من آثار الطبع و الختم على القلب ضعف الحياة و ضعف الممات
يقول الله تعالى :
وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا
لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) سورة الإسراء
فما معنى " ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ"
قال المفسرون يُقصد به ضعف عذاب الحياة و ضعف عذاب الممات .
و قال البعض أن ضعف عذاب الحياة هو العذاب أثناء نزع الروح و عذاب القبر و ضعف عذاب الممات هو ما يكون في الآخرة أو عذاب القبر أيضا .
و لو قال البعض أن ضعف عذاب الحياة هو الموت أو القتل , فثابت من القرآن الكريم قتل الأنبياء و الصالحين , فهل هؤلاء الصلحاء من المفترين على الله تعالى ؟
و الآيات التالية تؤكد بالفعل أن العقاب بضعف عذاب الحياة يكون في أثناء الإماتة :
يقول الله تعالى :
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى
إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) سورة الأنعام
 فلا يصح تفسير ضعف عذاب الحياة بالقتل و الموت لأنه يخالف الواقع المحسوس من قتل أو موت الصلحاء , كما في آيات القرآن الكريم  و قد أثبتنا ذلك من تفسيرات الميرزا غلام و ابنه لبعض الآيات باعتبار الواقع المشهود و أنه أساس في التفسير و ترجيح الدلالات الصحيحة للآيات .
و لو كان التمسك بالجملة " ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ " تعني الموت أو القتل ولا تعني غير ذلك فإن الله تعالى استخدم كلمات أخرى في حق العصاة مثل
قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ " فهل هناك أكبر من كلمات " قاتلهم " لإفادة القتل ؟ فهل كان يتوعد الله تعالى من قال ذلك في حقهم بالقتل ؟ أم هو أسلوب من الأساليب العربية التي تدل على الغضب الشديد من غير إرادة القتل الفعلي ؟
يقول الله تعالى :
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ
قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) سورة التوبة

وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) سورة المنافقون

تفسير الكشاف " ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ"
" وفي ذلك لطف للمؤمنين إِذاً لو قاربت تركن اليهم أدنى ركنة لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ أي لأذقناك عذاب الآخرة وعذاب القبر مضاعفين. فإن قلت : كيف حقيقة هذا الكلام؟ قلت : أصله لأذقناك عذاب الحياة وعذاب الممات ، لأن العذاب عذابان : عذاب في الممات وهو عذاب القبر ، وعذاب في حياة الآخرة وهو عذاب النار " 
إنتهى النقل  

و في تفسير التحرير والتنوير " ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ":
" فَالتَّقْدِيرُ: لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفًا فِي الْحَيَاةِ وَضِعْفًا فِي الْمَمَاتِ، فَضِعْفُ عَذَابِ الْحَيَاةِ هُوَ تَرَاكُمُ الْمَصَائِبِ وَالْأَرْزَاءِ فِي مُدَّةِ الْحَيَاةِ، أَيِ الْعُمْرِ بِزَوَالِ مَا كَانَ يَنَالُهُ مِنْ بَهْجَةٍ وَسُرُورٍ بِتَمَامِ دَعْوَتِهِ وَانْتِظَامِ أُمَّتِهِ، ذَلِكَ أَنْ يَتَمَكَّنَ مِنْهُ أَعْدَاؤُهُ، وَعَذَابُ الْمَمَاتِ أَنْ يَمُوتَ مَكْمُودًا مُسْتَذَلًّا بَيْن كُفَّارٍ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ قَدْ فَازُوا عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ أَشْرَفُوا عَلَى السُّقُوطِ أَمَامَهُ. " إنتهى النقل  
(11) الأصل في عقاب المتقول على الله تعالى هو عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
يقول الله تعالى :
" وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ
إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) سورة يونس
وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60) سورة يونس
لم يقل سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بالخوف من الموت أو القتل بسبب الإفتراء على الله تعالى بل الخوف من عذاب يوم القيامة
(12) مخالفة المفتري على الله تعالى للغة قومه و افتضاحه .
يقول الله تعالى :
" وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ
وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) سورة النحل
و معلوم كمية الأغلاط الهائلة المثبتة يقينا في كلام الميرزا غلام باللغة العربية , غير السرقات و التي يسميها الميرزا غلام اقتباس , بل يعتبرها من قدراته العالية .
(13) الختم على القلب يجعل صاحب هذا القلب كثير الكذب
يقول الله تعالى :
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ
وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) سورة الأنعام
(14) الفيصل الموضح لبيان لكذب المفترين هو الإتيان بالأدلة المثبتة للإدعاء من الطرفين:
يقول الله تعالى :
وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ
بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) سورة الأنعام
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) سورة يونس
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) سورة هود
فالمطلوب  هوالأدلة القطعية التي تثبت كذب المدعي على الله تعالى.
و يؤكد هذا المعنى الميرزا غلام في تفسيره لآيات من سورة البقرة
يقول الميرزا غلام أحمد :
الآية: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَاتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ "
" أي إذا كنتم تزعمون أنه افترى هذا القرآن من عنده أو تعلّمه من الجن، أو كان نوعا من السحر أو الشعر، أو ينتابكم شك من أيّ نوع آخر فأتوا بسورة من مثله ... " إنتهى النقل  
(البراهين الأحمدية، الجزء الثالث)
و في تفسير الميرزا غلام  لسورة الشورى :
الآية 25: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}
" أيْ هل يقول المنكرون إن هذا افتراء على الله لا كلامه؟ فلو شاء الله لقطع نزولَه، ولكنه لا يفعل ذلك؛ لأنه قد جرت عادته أنه يحقّ الحق ويُبطل الباطل بكلماته. وهذا ما يليق به لأنه هو العليم بالأمراض الروحانية، وهو وحده قادر على إزالة المرض واستعادة الصحة. (البراهين الأحمدية) انتهى النقل  
إذن هنا الميرزا غلام أحمد يقر بأن عادة الله تعالى أنه يحق الحق و يبطل الباطل بكلماته أي بالأدلة و ليس بالقتل أو الموت , و كان كلام الميرزا غلام أحمد هذا في كتابه البراهين الأحمدية أي قبل إدعاء النبوة حيث كان يدعي فقط الولاية و أنه المثيل الروحاني لسيدنا عيسى عليه السلام .
و يقول أيضا الميرزا غلام أحمد في تفسيره لسورة الأنعام :
{مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ}
" إن الذي يفتري قولا ليلا ثم يخبر به الناس نهارا ويقول بأن الله قال له كذا وكذا
كيف يمكن أن ينجح في مرامه ويثمر ويزدهر. " (الحكم، مجلد 12، رقم 41، عدد 14/ 7/1908 م، ص 13)
" بالكذب يصبح قلب الإنسان مظلما ويتآكل داخليا، ويضطر المرء لنحت كذبات كثيرة من أجل كذب واحد لأنه يريد أن يضفي على ذلك الكذب صبغة الصدق. وبذلك تزول قواه الأخلاقية والروحانية داخليا فيتشجع إلى درجة يفتري على الله أيضا ويكذّب المرسَلين من الله ومأموريه ويُعدّ أظلم عند الله كما يقول تعالى: {مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ}. اعلموا أن الكذب بلاء سيئ يهلك الإنسان. ماذا عسى أن تكون نتيجة الكذب أخطر من أن يستحق صاحبه العقوبة نتيجة تكذيب رسل الله وآياته " . (الحكم، مجلد 9، رقم 14، عدد 24/ 4/1905 م، ص 2)
و التالي هو تفسير بشير الدين محمود للآية:
" فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) سورة يونس
يقول :
لقد بيّن الله تعالى هنا حقيقتين هامتين:
أولاهما؛ أنه لا يمكن أن ينجو من العذاب بحسب القانون الإلهي اثنان:
الأول: من اختلق الكلام من عند نفسه وعرضه على الناس على أنه كلام إلهي، والثاني: من ناصب العداء لمن يأتي بكلام من الله.
 والحقيقة الثانية هي أن
المفترين على الله كذبا لا يفلحون أبدًا في مرامهم، بمعنى أن الهدف الذي يذكرونه لبعثتهم لا يتحقق، وأن التعليم الذي يعرضونه للعالم لا يُكتب له الانتشار.

 
ولنتذكر أيضًا أن الله - سبحانه وتعالى - قد قال هنا: إن المفتري لا يفلح في هدفه، ولم يقل: إن المفتري لا يمكن أن يجمع حوله فريقًا من الناس أو أنه لن يزدهر ازدهارًا ماديًا. كلا، بل من الممكن تمامًا أن يجمع حوله طائفة من الناس أو أن يحقق ثراءً ماديا. ذلك أن لا أحد من المدّعين يقوم لمجرد جمع زمرة من الناس حوله، وإنما يذكر كل واحد منهم هدفًا روحانيًا من نشر شرع جديد أو تجديد شرع قديم، فما لم ينجح في نيل هدفه الحقيقي هذا فلن يعدّ مفلحًا. وهذا مقياس عظيم لمعرفة صدق المدّعين أو كذبهم، ولا يمكن أن يستغله أي كذاب، كما أنه يبرئ الصادقين منهم مما يثار ضدهم من طعن واعتراض. فمثلاً قُتل النبي يحيى - عليه السلام -، ولكن هذا لم يخلّ بهدفه شيئًا، ولم يقدح في كونه مفلحًا، لأن غاية بعثته كانت تتمثل في أن يعرِّف الناس بالمسيح ويمهد السبيل لتصديقه. وقد نال غايته هذه رغم قتله حيث كان حضرته بمثابة عالمٍ برزخي بالنسبة للأمة اليهودية، وقد بُعث إليهم ليهيئ النفوس لقبول المسيح - عليه السلام -، وقد حقق غاية بعثته هذه حيث بدأ اليهود فعلاً بانتظار ظهور المسيح بينهم، وقام كل أتباع يحيى بتصديق المسيح حتى لم تعد له جماعة مستقلة، بل كلهم انضموا إلى جماعة المسيح عليهما السلام.
 
وكما ذكرت آنفًا فإن هذا المقياس يكشف زيف وكذب المتنبئين الكذابين، ومثال ذلك زعيم البهائيين "بهاء الله". فلنفترض أنه كان في الحقيقة قد ادّعى النبوّة، وليس الألوهية، وأن عدد أتباعه وصل إلى مئات الآلاف، فإنه مع ذلك لن يُعَدَّ صادقًا بهذا الدليل. ذلك أن غاية بعثته كما بيّن هو بنفسه هي أن يبرهن على أن الشريعة الإسلامية ناقصة ومنسوخة، وأنه قد جاء مكانها بشرع جديد؛ الشرع البهائي. ولكن لم تتحقق له هذه الغاية في أي بيت ولا في أي يوم، بل على العكس من ذلك فقد ازداد إقبال الناس على القرآن الكريم، حتى بدأ كثير من الأوروبيين يصدقون القرآن الكريم اليوم وقد كانوا بالأمس القريب يكذبونه ويكفرون به. فالشريعة الإسلامية التي جاء البهاء لإلغائها ونسخها على حد زعمهم تنال كل يوم رضًا وقبولاً لدى الناس، ولكن شريعته هو قد طُويت بيد النسيان. ولو أن أميركا كلها اعتنقت البهائية فلن يُعتبر البهاء أيضًا مفلحًا ما لم تنتشر شريعته وتتوطد في العالم كلّه." إنتهى النقل  
و الخلاصة :
" وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) سورة الحاقة

" وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ
مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) سورة آل عمران
فإنه مما سبق لا يمكن إعتبار أن تفسير آيات سورة الحاقة السابقة التي قال فيها الله تعالى بقطع وتين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لو تقول علي الله تعالى  بالإماتة أو القتل له صلى الله عليه و سلم  لثبوت قتل الأنبياء و الصالحين و أن الكثير من الآيات بينت خلاف ذلك مثل أن يكون العقاب هو الختم على القلب و ما ينجم عنه من نزع العلم و الفهم و السمع و البصيرة للمتقول و المفترين على الله تعالى .
و الأمر الأخير أن الله تعالى ذكر في القرآن الكريم إحتمال موت أو قتل سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و استنكر إحتمال إرتداد المسلمين بسبب موته أو قتله صلى الله عليه و سلم , و معلوم أن سورة الحاقة مكية , و سورة آل عمران مدنية , فكيف نعتبر عدم موت أو قتل سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم هو دليل أنه ليس متقولا على الله تعالى بينما يقول الله تعالى في سورة تالية زمنيا بإحتمال موته أو قتله !!!
والله أعلى و أعلم
د.إبراهيم بدوي
‏2020‏-05‏-10


مقالات متعلقة بنفس الموضوع :


مقال (369) هل بالتأكيد لا بد من موت أو قتل المفتري على الله بالكذب ؟


مقال (367) قاعدة الميرزا العامة و هل قطع وتين المتقول على الله يقصد به الموت أو القتل يقينا ؟


مقال (052) كيف يفضح الله تعالى مدعي النبوة الميرزا الهندي نبي القاديانيين الاحمدي فضيحة علنية عالمية ؟ ؟ http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com.eg/2016/02/052.html

 مقال (236) أدلة اختصاص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بآية قطع وتين المنقول على الله من كلام الميرزا غلام. https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2018/08/236.html


مقال (162) إثبات أن آية التقول على الله تعالى خاصة بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و ليس لغيره من المتقولين على الله بالكذب . https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2017/06/162.html








تعليقات

التنقل السريع