القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (372) إقرار الميرزا غلام بإحياء الله تعالى للموتى و مفارقتهم للحِمام أي الموت.



مقال (372) إقرار الميرزا غلام بإحياء الله تعالى للموتى و مفارقتهم للحِمام أي الموت.


لماذا يتبنى الميرزا غلام أحمد و أتباعه عقيدة أنه من مات فلا بعث له في الدنيا و أنه لا بعث للموتى إلا في الآخرة بالرغم من وجود العديد من الأمثلة في القرآن الكريم تثبت إحياء الموتى في الدنيا سواء بيد الله تعالى أو من خلال بعض الأنبياء مثل سيدنا عيسى و سيدنا ابراهيم عليهما السلام  بإذن من الله تعالى .
السبب أن الميرزا غلام أحمد يريد إثبات أنه حتى لو وافقه البعض أن معنى التوفي في حق سيدنا عيسى عليه السلام هو الموت و الدفن في الأرض , فهذا لا يعني اطلاقا إمكانية بعثه من الموت مرة أخرى قبل يوم القيامة , يعني يريد الميرزا غلام أحمد قطع كل الطرق التي تؤدي إلى عودة سيدنا عيسى عليه السلام إلى الدنيا حتى لو مات فعلا فلا بعث للموتى .
و لكن في الحقيقة قد أسقط الله تعالى الميرزا غلام أحمد في الإقرار بإحياء الموتى في الدنيا كما في سورة البقرة الآية 56 و ما قبلها و بعدها .
يقول الميرزا غلام أحمد في كتابه " سر الخلافة " ص 75:
"  ألا تعرف كيف أنّب الله يهود زمان خاتم النبيين، وخاطبهم وقال بقول صريح مبين: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ * ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ..... وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نؤْمِنَ لَكَ حتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * ثُم بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}. (1)
هذا ما جاء في القرآن وتقرأونه في كتاب الله الفرقان، مع أن ظاهر صورة هذا البيان يُخالف أصل الواقعة، وهذا أمر لا يختلف فيه اثنان.
فإن الله ما فَرَقَ بيهودِ زمانِ نبيِّنا بحرًا من البحار، وما أغرق آل فرعون أمام أعين تلك الأشرار، وما كانوا موجودين عند تلك الأخطار، وما اتخذوا العجل وما كانوا في ذلك الوقت حاضرين، وما قالوا يا موسى لن نؤمن حتى نرى الله جهرة بل ما كان لهم في زمان موسى أثرًا (2) وتذكرة، وكانوا معدومين.
فكيف أخذتهم الصاعقة،
وكيف بُعِثوا من بعد الموت وفارقوا الحِمام؟
وكيف ظلل الله عليهم الغمام؟
وكيف أكلوا المن والسلوى، ونجّاهم الله من البلوى، وما كانوا موجودين، بل وُلدُوا بعد قرون متطاولة وأزمنة بعيدة مبعدة، ولا تزر وازرة وزر أخرى، والله لا يأخذ رجلا مكان رجل وهو أعدل العادلين.
فالسرّ فيه أن الله أقامهم مقام آبائهم لمناسبةٍ كانت في آرائهم، وسماهم بتسمية أسلافهم وجعلهم وُرثاء أوصافهم، وكذلك استمرت سُنة رب العالمين." انتهى النقل 
ماذا يقصد الميرزا غلام أحمد في كلامه بالواقعة و الصورة الظاهرة في البيان القرآني ؟
الواقعة هي مجموعة الأمور التي ذكرها الله تعالى في الآية الكريمة وقعت لبعض اليهود زمن سيدنا موسى عليه السلام مثل :
شق البحر و نجاة بني إسرائيل و إغراق فرعون و جنوده ,  و إتخاذ اليهود للعجل إلها , و صعقهم و بعثهم من موتهم و الباقي كما في الآية .
و أما الصورة الظاهرة في البيان القرآني في الآيات أن الله تعالى يلوم اليهود الذين عاصروا سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم على أفعال لم يفعلوها بل الفاعل هم اليهود الأجداد .
و يظهر لنا جليا من نص كلام الميرزا غلام إقرار الميرزا بأن الله تعالى أمات اليهود الأجداد الذين طلبوا من سيدنا موسى عليه السلام أن يروا الله جهرة ثم بعثهم الله تعالى رحمة منه من موتهم بالصاعقة ؟
ولا يستطيع أن يتعلل أتباع الميرزا بأن الموت المذكور في الآية إنما يقصد به النوم أو الإغماء , و لكن لماذا ؟
 السبب أن الميرزا غلام قال أنهم فارقوا الحِمام - أي الموت - و ذلك بعد ذكره لبعثهم من الموت صراحة  و ذلك على سبيل التأكيد أنه الموت الذي يفارق فيه الميت الحياة و ليس النوم أو الإغماء , و للعلم لم تذكر كلمة " الحِمام " في كلام الميرزا في كل كتبه إلا بمعنى الموت الحقيقي .
و هذا أبلغ رد على من قالوا أن الإحياء من الموت الذي قام به سيدنا عيسى عليه السلام إنما هو إحياء و خلق إعجازي و ليس حقيقي , لأنه – كما يدعون -  من أحياهم سيدنا عيسى عليه السلام لم يمارسوا الحياة الطبيعية من أكل و شرب و تكاثر و غير ذلك من الأمور الحياتية الطبيعية , و لكن أحياهم لسويعات أو دقائق فقط , و لكن كما في الآيات الكريمة أثبت الله تعالى الإحياء الحقيقي لليهود من الموت و لم يَرِد أي نص يفيد أن الموت لحق بمن أحياهم الله تعالى مباشرة بعد الإحياء من الموت و أنهم لم يمارسوا الأمور الحياتية الطبيعية , بل الآيات تثبت العكس , أن الله تعالى قال بأنه أنزل عليهم المن و السلوى و أكلوا و شربوا و لا فرق بينهم و بين الآخرين.
و عليه فبثبوت إحياء الله تعالى للموتى في الدنيا و إقرار الميرزا غلام بذلك فهذا يكفي لمن يتبنى عقيدة موت سيدنا عيسى عليه السلام في فترة بعثته الأولى أن الله تعالى سوف يبعثه مرة أخرى في الدنيا ليكمل مهماته التي ذكرها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
و الله أعلى و أعلم
د.إبراهيم بدوي
‏2020‏-05‏-24

مقالات ذات صلة :

مقال (371) هل يؤمن الميرزا غلام بإمكانية إحياء الموتى في الدنيا سواء من الله تعالى أو من بعض الأنبياء ؟
مقال (291) الميرزا يقر بإمكانية إحياء الموتى ماديا حقيقيا بالدعاء و ليس مجازيا كالهداية للضالين
 مقال (070) الميرزا الهندي يدعي بامكانية احياء الذباب بعد موته


تعليقات

التنقل السريع