مقال (407) الحلقة (1) من نقد كتاب " حقيقة النبوة " تأليف بشير الدين محمود.
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2020/10/407-1.html
الحلقة (1) كشاف كتاب " حقيقة النبوة " : نظرات في كتاب " حقيقة النبوة " تأليف خليفة الاحمدية الثاني بشير الدين محمود الملقب بالمصلح الموعود و صاحب التفسير الكبير الاحمدي .
في الصفحة رقم 7 و ما بعدها كما سنرى يصف محمود عقيدته في نبوة الميرزا غلام بأنه نبي غير حقيقي بمعنى أنه ليس بنبي تشريعي .
يقول محمود :
" الذين قرأوا كتابي "القول الفصل" يعرفون جيدا أنني أنكرتُ بكلمات واضحة كون المسيح الموعود نبيًا حقيقيًا. وما دام المسيح الموعود - عليه السلام - قال بنفسه بأن معنى النبوة الحقيقية هو أن الحائز عليها يأتي بشريعة جديدة، فأنّى لي أن أحسب المسيح الموعود - عليه السلام - صاحب شريعة جديدة مع كونه - عليه السلام - عاملا بشريعة الإسلام ومع ادّعائي اعتناق الإسلام؟ " كتاب حقيقة النبوة ص 7
و يقول ايضا في الصفحة 8 :
" وكتبتُ بصراحة تامة: "لقد قال المسيح الموعود - عليه السلام - بنفسه أن معنى النبي الحقيقي هو النبي الذي يأتي بشريعة جديدة، فمن منطلق هذا المعنى لا نؤمن بالمسيح الموعود نبيًا حقيقيًا قط". (القول الفصل، ص12)" كتاب حقيقة النبوة ص 8
اذن اعتقاد محمود يبينه بقول الميرزا أن النبي الحقيقي هو النبي الذي يأتي بشريعة , و فعلا ادعى الميرزا ذلك حتى يبدأ بتغيير عقيدته في 1901 في كتاب ازالة خطأ من اعتبار كونه مجرد محدَّث أو نبي مجازي و استعاري فقط سابقا و ليس ابدا نبي حقيقي الى الاعتقاد أنه نبي و رسول فعلا لانه يعلم الغيب من الله بكثرة و ليس محدَّثا , ولا ننسى اصرار الميرزا على كونه - بالرغم من رأيه الاخير هذا في نبوته و أنه غير محدَّث - أنه في كتابه الاستفتاء سنة 1907 قال أنه نبي مجازي و ليس على وجه الحقيقة .
المهم , هل يوجد في كتب الميرزا من قبل سنة 1901 ما يثبت أن الميرزا كان يعتبر الانبياء غير التشريعين أنهم أنبياء حقيقيين ايضا ؟
لو اثبتنا ذلك يسقط رأي الميرزا و ابنه محمود في اعتبار ان النبوة الحقيقية هي فقط للانبياء التشريعيين .
معلوم عند الميرزا و الاحمديين أن سيدنا عيسى عليه السلام نبي غير تشريعي و أنه خادم للشريعة التوراتية .
فاذا أثيتنا أن الميرزا وصف سيدنا عيسى عليه السلام بأنه نبي حقيقي مع كونه نبي غير تشريعي - عند الاحمديين - في كتبه من قبل 1901 يسقط تلقائيا اعتقاد الميرزا و ابنه محمود أن الميرزا حينما كان ينكر نبوته فذلك لانه كان يعتقد بان النبوة الحقيقية للانبياء التشريعيين فقط , و حيث انه لم يأتي بشريعة فهو ليس بنبي حقيقي , و حينما عرف - على رأي محمود كما سنرى لاحقا في الكتاب - أن النبي الحقيقي هو من يأتي بالغيب الكثير من الله تعالى , و بالبشارات و الانذارات , و تسمية الله له نبيا , لذلك فالميرزا نبي حقيقي من هذه الجهة , و مع العلم لم أجد و لو لمرة واحدة أن الميرزا وصف نبوته بالنبوة الحقيقية .
نذهب الى كتاب البرية سنة 1898 اي قبل كتاب ازالة خطأ .
يقول الميرزا في كتاب البرية في الصفحة 284 :
" وكان النبي قد قال مرارًا أنه لن يأتي بعده نبي. وكان الحديث "لا نبي بعدي" مشهورًا لدرجة لم يكن يعترض على صحته أحدٌ، وكان القرآن الكريم الذي كل كلمة فيه قطعية، يصدِّق أيضًا بآيته وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ أن النبوة في الحقيقة قد ختمت على نبينا ، فكيف كان يمكن أن يأتي أي نبي بعد النبي بالمعنى الحقيقي للنبوة؟ فبهذا المعنى يختل نظام الإسلام كله،" اهـ
و طبعا الميرزا يقصد سيدنا عيسى عليه السلام , أي أن الميرزا يقصد أن نبوة سيدنا عيسى نبوة حقيقية.
و يقول ايضا في الصفحة رقم 285 من كتاب البرية 1898:
" باختصار إن الله بتسمية النبي خاتمَ النبيين وقول النبي نفسه في الأحاديث أنه "لا نبي بعدي" قد حكم أنه لا يمكن أن يأتي بعد النبي أيُ نبي بالمعنى الحقيقي للنبوة" اهـ
مرة أخرى يقرر الميرزا أنه لن يأتي نبي بالمعنى الحقيقي للنبوة و طبعا يقصد سيدنا عيسى عليه السلام النبي غير التشريعي - من وجهة نظرهم - و يقصد ايضا أن النبي الموصوف بالنبوة اربع مرات في صحيح مسلم بأنه المسيح الموعود انما نبوته غير حقيقية و ما هي الا نبوة مجازية استعارية .
و يقول ايضا الميرزا في الصفحة رقم 288 من كتاب البرية : " يقول القرآن الكريم بوضوح إن النبي هو خاتم الأنبياء، بينما يقرر معارضونا بأن عيسى خاتم الأنبياء ويقولون إن المراد مما ورد في صحيح مسلم وغيره أن المسيح القادم سيكون نبي الله نبوّة حقيقيةً. فكيف يُعدّ نبينا خاتم الأنبياء إذا جاء المسيح إلى العالم بنبوته؟ وأنى لعيسى أن يُحرَم من لوازم النبوة وهو نبي؟ " اهـ
التعليق :
1- واضح استخدام الميرزا لكلمة خاتم النبين بمعنى آخر النبيين , فلا يوجد مسلم يعتقد بأن سيدنا عيسى أفضل و أكمل من سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
2- الميرزا في هذه الفقرة يستنكر رأي المشايخ المعارضين له بأن المسيح القادم سيكون نبي الله بنبوّة حقيقيةً , اذن الميرزا يؤكد أن نبوة سيدنا عيسى نبوة حقيقية , و أن نبوة النبي القادم أي المسيح الموعود كما في صحيح مسلم انما نبوته نبوة مجازية و ليست نبوة حقيقية و الا فقد تعارضت نبوة القادم الحقيقية مع خاتمية نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
سنجد في كتب الميرزا أنه مصر على اعتبار نبوته نبوة مجازية و ليست حقيقية من أول كتاب له بعد البراهين و هو مجموعة فتح الاسلام و توضيح المرام و ازالة الاوهام سنة 1890 الى كتابه الاستفتاء سنة 1907 و ربما بعد ذلك ايضا , و لكن نجد اتباعه من أول بشير الدين محمود يصرون على أن نبوة الميرزا حقيقية , و للكلام بقية باذن الله تعالى .
د.ابراهيم أحمد بدوي
26/10/2020
تعليقات
إرسال تعليق