القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (430) بالأدلة من كلام الميرزا غلام أنه ممن اتخذ ألهه هواه و أضله الله على علم , فلا عذر لأتباعه من الاستمرار في طاعته

 





مقال (430) بالأدلة من كلام الميرزا غلام أنه ممن اتخذ ألهه هواه و أضله الله على علم , فلا عذر لأتباعه من الاستمرار في طاعته.

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2021/01/429_28.html


يقول الله تعالى :
" وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"  (50) سورة القصص

" أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ "  (23) سورة الجاثية

" وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا " (28) سورة الكهف

ببساطة كل من يكيل في تعامله مع الناس في مسألة واحدة محددة بأكثر من مكيال واحد فهو ممن اتخذ ألهه هواه و أضله الله على علم.

يعني في المسألة الواحدة اذا تعامل الرجل مع غيره فكال لمصلحة نفسه بمكيال محدد , ثم اذا تعامل مع آخر, و نفس المكيال السابق لا يكون في صالحه فلا يكيل به, و يحاول إثبات أن هذا المكيال ليس بصحيح و غير شرعي , فهذا يقينا ممن اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ؟.

و أضرب مثالا في حالة الميرزا غلام في مسألة الاحتكام لعلم النحو و الصرف :

عندما أخرج الشيخ رشيد الرضا اغلاطا و عللا في كلام الميرزا فماذا قال الميرزا ؟

قال أنه لا يصح أن يعتبر الشيخ رشيد رضا لسانه - أي لغته العربية - هو الحكم بينهما , بل يجب الاحتكام الى النحو و الصرف و الادب و هذا صحيح , و كان هذا في كتاب " الهدى و التبصرة لمن يرى " سنة 1902 الصفحة 7 (مرفق صورة ).

و هذا هو النص بالكامل :

" فحاصل الكلام أنك زعمتَ أن كتابي مملوٌّ من السهو والخطاء، وما أتيتَ بدليل من النحويين أو الأدباء، فأشكو إلى الله مِن جَورك هذا والافتراء، فإنك شمستَ لي مِن غير سبب ومِن غير أسباب البغض والشحناء. أَوَ جعلتَ معيارَ الصحّة لسانَك الذي تكلّم به عشيرتك من البنات والنساء؟ " انتهى النقل

و يلاحظ من النص تعدي الميرزا على الشيخ رشيد الرضا بقوله " لسانَك الذي تكلّم به عشيرتك من البنات والنساء " و لكن ليس هذا موضوعي الان .


و حينما أراد اثبات أن الاية " فلما توفيتني " تدل على على الزمن الماضي و موت  سيدنا عيسى عليه السلام  و أن هذا يدل على عدم مجيء سيدنا عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة , فماذا قال الميرزا ؟

قال الميرزا في كتابه " عاقبة آتهم" سنة 1896 الصفحة 101 (مرفق صورة ): :

"و أمّا جوابنا فاعلم أن هذا القول قد قيل من قلة التدبر و الإستعجال , و لو فكر قائله لندم من هذا القيل و القال , و لاستغفر كالمذنبين المفرطين . أمَا تَدَبُّر آية "فلما توفيتني" بالفكر و الامعان ؟

فأنه نصٌّ صريح على أن عيسى مات في سابق الزمان , لا أنه يموت في حين من الأحيان , فإن الصيغة تدل على الزمن الماضي , و الصرف ههنا كالقاضي. " انتهى النقل.

اذن الميرزا يعتبر علم النحو و الصرف هو القاضي و الحكم .

 

و لكن حينما تحاور الشيخ محمد حسين البتالوي مع الميرزا حيث قال الشيخ البتالوي أن دخول النون المشددة على الفعل المضارع , يتحول زمن الفعل المضارع الى الاستقبال التام  و ليس الحاضر كما في الاية "ليؤمنن ", فماذا كان رأي الميرزا غلام ؟

يقول الميرزا غلام أنه ليس من مذهبه الاحتكام الى علم النحو و الصرف و أنه بدعة و لا يوجد دليل شرعي على وجوب الاحتكام لهذا العلم .
و هذه النصوص التالية للتأكيد على أقوال الميرزا :

يقول الميرزا في الصفحات من 213 الى 215 من كتابه مناظرة دلهي ( مرفق صور) :

"لم يفرض الله علينا ولا رسولُه أن نتخذ قواعد الصرف والنحو التي اخترعها الناس مرشدا لأنفسنا وأن لا نتخلى عن قاعدة الصرف والنحو وإن كُشفت علينا معاني آية بالتمام والكمال ووُجدت عليها شهادة كبار أهل اللغة المؤمنين أيضا. ما حاجتنا إلى الالتزام بهذه البدعة. ألا يكفينا أن يكشف الله ورسوله وأصحابه علينا معنى صحيحا؟"

و يقول :

"ليس مذهبي أن هؤلاء الناس معصومون من الخطأ تماما في اختراعهم القواعد"

و يقول :

"فباختصار، إن الالتزام بقواعد الصرف والنحو المخترعة ليس من الحجج الشرعية. بل إن هذا العلم إنما هو من اطراد بعد الوقوع، ولا يوجد دليل شرعي على عصمة هؤلاء الناس."

و يقول :

"فملخص الكلام أن الصرف والنحو الذي في أيدينا في هذه الأيام إنما هو لتعليم الأطفال قواعد بسيطة فقط. وإن اعتبارها مرشدا معصوما وبريئا من الخطأ إنما هو فعل الذين يعتبرون غير الله ورسوله أيضا معصوما. لقد أمرنا الله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ(65، أي لا تحتكموا فيه إلا لله ورسوله، فكيف يمكن أن نجعل علماء الصرف والنحو ناقصِي العلم حَكما لنا من دون الله ورسوله؟"

و يقول :

"فلتعلم أنني لا أعتنق مذهبا بأن قواعد الصرف والنحو الحالية بريئة من الخطأ أو هي كاملة وتامة من كل الوجوه. أما إذا كان هذا مذهبك فعليك أن تقدم تأييدا له آية من القرآن الكريم أو حديثا من الأحاديث الصحيحة، وإلا فإن نقاشك هذا لغو ودون جدوى وفكرة واهية تماما وليس حجة شرعية" انتهى النقل

و الان واضح أن الميرزا غلام يكيل بأكثر من مكيال في مسألة الاحتكام الى علم النحو و الصرف فهو ممن اتخذ الهه هواه و ممن اضلهم الله على علم و ممن َخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً , و للأسف لا يعتبر اتباعه بعد كل هذا الوضوح !!!

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

د.ابراهيم أحمد بدوي .
28/1/2021
















تعليقات

التنقل السريع