القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (446) حل الإشكال فيما يؤخذ و ما لا يؤخذ من كتب أهل الكتاب المحكوم عليها بالتحريف و التبديل بحسب رأي الميرزا غلام .

 


 

مقال (446) حل الإشكال فيما يؤخذ و ما لا يؤخذ من كتب أهل الكتاب المحكوم عليها بالتحريف و التبديل بحسب رأي الميرزا غلام .

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2021/06/446.html


يقول الميرزا في كتابه " ينبوع المسيحية " 1906 صفحة 160 :
" والحق أن إثبات زيف الصحف [يقصد الميرزا بالصحف الاناجيل سواء التي اقر النصارى بها مثل الاناجيل الاربعة القانونية أو غير هذه الاناجيل مثل انجيل برنابا ] من ذلك الزمن أو صدقها لم يكن بوسع أحد سوى وحي الله تعالى [ يقصد الميرزا بالوحي هنا القرآن الكريم ]. فإذا توارد وحي الله تعالى مع قصة فهي صادقة وإنْ كذّبها بعض الجهال. والقصة التي كذّبها الوحي الإلهي فهي كاذبة وإن صدّقها بعض الناس " انتهى النقل
اذن من كلام الميرزا فان الله هو من له الحكم في قرآنه في كون النص الكتابي محرف و غير محرف.
وبناء على ما اقر به الميرزا : فحينما يقول الله تعالى : ما قتلوه وما صلبوه فلا اعتبار لمن يقول بل صلبوه و لم يمت و لم يقتلوه صلبا.
و اذا قال الله تعالى "بل رفعه الله اليه , و قد قالوا في كتب اهل الكتاب ان الرفع كان بالجسد , فلا اعتبار لمن ينكر الرفع بالجسد , فإن الله ما أنكر بنص صريح ما قالوه في كتبهم بالرفع بالجسد .
و لم يقل الله بالنبوة البروزية في القرآن , فلا اعتبار لمن يستدل بقول يسوع في الانجيل أن يوحنا هو ايليا المزمع بروزيا أن يأتي.
و في كتاب الملفوظات (من جمع اتباعه ) المجلد 3 بتاريخ 20/ 10/1902 م، يوم الاثنين (عند النزهة) : " العنوان :
(حقيقة كون القرآن مصدِّقا).
كان السؤال الثاني [إبراهيم بدوي : من أربعة أسئلة موجهة من رجل مسيحي للميرزا ] أن القرآن الكريم يصدّق الأناجيل،فهل الأناجيل صحيحة؟ فقال - عليه السلام [يقصدون الميرزا] :
معنى المصدّق من منطلق القرآن هو أنه نقل ما كان صحيحا وما لم ينقله كان غير صحيح، ثم هناك خلافات داخلية بين الأناجيل. فإذا صدق القرآن إنجيلا فأيّ إنجيل منها صدّقه؟
لم يصدّق القرآن إنجيل يوحنا أو متّى قط غير أنه صدّق دعاء بطرس.
كذلك أية توراة صدّقها القرآن الكريم؟
أولا أخبرونا عن توراة متّفق عليها. القرآن يعُدّ توراتكم محرفة، وأنتم تختلفون فيما بينكم أن التوراة مختلف فيها." إنتهى النقل.
ملحوظة هامة : الميرزا غلام في هذا النص لم يكتفي باعتبار النص المخالف للقرآن من نصوص كتب أهل الكتاب نص غير صحيح بل اعتبر النص الذي لم ينقله القرآن الكريم هو نص غير صحيح .

والآن مع نص مهم من كلام بشير الدين محمود الخليفة الأحمدي الثاني، كما جاء في التفسير الكبير الأحمدي بخصوص ما نصدقه وما نكذبه من كتب أهل الكتاب ومعنى التصديق للكتب السابقة في القرآن الكريم:
في الجزء الثالث، تفسير سورة يونس في صفحة 110 الآية 37: " وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ " سورة يونس (37)
يقول بشير الدين محمود: " والحق أن كل ما يعنيه القرآن بكونه مُصدِّقًا لِمَ بين يديه من الكتب السماوية هو مجرد الإعلان عن تلك الكتب أنّها كانت من مصدر إلهي. أما قولهم بأن هذا يعني أن الوحي السابق لا يزال محفوظًا من التحريف فإنهم بذلك يحمّلون الكلماتِ القرآنية ما لا تحتمل ويستنتجون ما لا يصح أبدًا.
 إن القرآن حافل بالأدلة على وجود التحريف في التوراة والإنجيل، كما أن سنة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - لشاهد قوي على ذلك، فلو كانت الكلمات القرآنية تعني في الحقيقة ما ذهب إليه هؤلاء القسيسون لَمَا تردد اليهود والنصارى في الاعتراض على الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكن التاريخ لا يذكر أي اعتراض من جانبهم، بل الثابت أنه - صلى الله عليه وسلم - لَفَتَ نظر المسلمين لِمَا في كتبهم قائلاً: "لا تصدِّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم" (البخاري، الشهادات). فلو كانت كتبهم خالية من التحريف تمامًا لمَا منع الرسول - صلى الله عليه وسلم - المسلمين من تصديق ما فيها.
 وإن قيل: فلماذا يستشهد القرآن بالتوراة والإنجيل في معرض الحديث عن بعض القضايا، إذا كان يرى أن فيهما تحريفًا؟
فالجواب هو أنّ هذا لا يدل أبدًا على خلوّهما من التحريف، إذ إنّ العالم كلّه يستشهد بالكتب التاريخية، ومع ذلك ليس هناك عاقل واحد يعتبر أيًّا منها صحيحًا تمام الصّحة. إنما يعني هذا الاستشهاد تصديقَ حادث معين مذكور في كتاب ما وليس كل الكتاب"
والخلاصة من كلام الميرزا غلام وابنه بشير الدين محمود من خلال الكتب التحفة والينبوع والملفوظات:
ما ذكره القُرآن الكريم من نصوص أو حكايات موجودة في كتب أهل الكتاب هي صحيحة، ويُعتبر ذكرها في القُرآن من غير تعديل أو بيان لأي أخطاء فيها أنّها صحيحة بمعناها الظاهر كما فهمه أهل الكتاب، وإلا فكيف يكون حُكم الحَكم أي القُرآن نافذًا غير قابل للطعن (للاستئناف) وقد نقل الموقف كما هو؟
وما أنكره القُرآن فهو من النصوص المحرفة.
 وما لم يقره أو ينكره القُرآن فنعمل بما جاء في أحاديث سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم أي لا نصدقه ولا نكذبه، فلعلنا نصدق كذبًا أو نكذب صدقًا فمن باب أولى لا نستدل به على أمر ديني وبخاصة في العقائد مثل النبوة، فلدينا ما يكفي من الأدلة من شرعنا ولا نحتاج لغيره وبخاصة في العقائد.
 فلقد نص القرآن الكريم - كما نص الإنجيل - برفع سَيِّدنا عيسى عليه السلام إليه بجسده الشريف، وأيضًا رُفِعَ سَيِّدنا إلياس عليه السلام (إيليا)، وحيث أنّ القُرآن لم يذكر بألفاظ ظاهرة قاطعة أنّ الرفع المقصود ليس الرفع الجسدي، وإنّما هو الرفع الروحاني، فلا بد للأحمديين القاديانية إتباع كلام الميرزا كما بينتُّه ولا خيار لهم في ذلك.
" انتهى النقل.

و الخلاصة :
ما استشهد به القرآن أو ذكره من غير تعقيب عليه تعقيب يفيد الانكار له , أو انكار له بالتصريح فهو من الصحيح الذي لم يجري عليه التحريف.
وما أنكره القرآن فهو من النصوص المحرفة .
وما لم يقره أو ينكره القرآن فنعمل بما جاء في الاحاديث : لا نصدقه ولا نكذبه , فلعلنا نصدق كذبا , أو نكذب صدقا, فمن باب أولى لا نستدل به على أمر ديني و بخاصة في العقائد مثل النبوة.
والله أعلى و أعلم
د.ابراهيم بدوي
24/6/2021


مقالات تحريف الكتاب المقدس عند الميرزا :
مقال (378) ما معنى أن القرآن حكم على كتب أهل الكتاب كما يدعي الميرزا ؟
مقال (055) تحريف الأناجيل بإقرار الميرزا , و هل يصح إستدلال الميرزا القادياني بما فيها ؟؟؟
مقال (142) يقول الميرزا أن "متّى" صاحب الانجيل ليس "متّى" حواري عيسى ؟
مقال (278) هل يصح استدلال الميرزا على أمر مهم و عقائدي ليس له أصل في ديننا من كتب محرفة هذه صفاتها التي كتبها بنفسه ؟


















تعليقات

التنقل السريع