مقال (497) الضربة القاضية السادسة للأحمدية: تعريف الميرزا للقدر المبرم والقدر المعلق المشروط.
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2022/12/497.html
بحسب
تعريف الميرزا غلام :
القضاء أو القدر المبرم أو ما يسميه الميرزا غلام القضاء أو القدر المحتوم هو حكم
رباني بحتمية حدوث أمر مستقبلي مُتَنَبُّأ عنه, ولا يرده دعاء حتى من نبيّ, ولكن
كما يقرر الميرزا غلام فإنّ زمن تحقق هذا القضاء هو من القدر أو القضاء المشروط فقد
يتأخر بتوبة أو خوف ممن سوف يتحقق فيهم هذا القضاء, ولكن كما سنرى لا بد من وقوع
هذا القضاء عاجلا أو آجلا.
بينما
القدر أو القضاء المشروط أو المعلق فهو حكم بأمر سيقع في المستقبل, ولكنه مشروط
بشرط أو أكثر, وتحقق هذا القضاء مرتهن بتحقق الشرط.
ومن أكبر الإشكالات عند الميرزا غلام والأحمدية القاديانية نبوءة زواج الميرزا
غلام من قريبته السيدة محمدي بيجوم, فقد تنبأ الميرزا غلام بموت زوجها وتحولها من
بكر إلى ثيب ثم يتزوج منها الميرزا غلام في نهاية الأمر.
والتالي هو فقط ذكر لهذه النبوءة باختصار لبيان معنى وحقيقة القضاء المبرم والقضاء
المعلق المشروط من خلال واقعة مهمة.
كلمة السر في بيان فشل نبوءة زواج الميرزا غلام
من قريبته السيدة "محمدي بيجم", ونبوءة موت زوجها السيد "سلطان
محمد" هي التعبير "القضاء المبرم", وتعريفه عند الميرزا
غلام مدَّعي النبوّة ونبيّ الطائفة غير المسلمة الجماعة الأحمدية القاديانية.
فالقضاء المبرم - أو القدر
المبرم كما ورد عند الميرزا غلام في كتبه - هوالقضاء الذي حَكَمَ الله تعالى
بوقوعه بلا شرط سابق يمنع وقوعه مثل موت كل الخلائق, ويسمى أيضًا بالقضاء أو
القدر المحتوم وكل هذا يقر به الميرزا غلام في الكثير من كتبه كما سنرى.
وهناك القضاء أو القدر المشروط وهو كما يقول
الميرزا غلام هو قضاء مرتبط بوقوع شرط سابق له, مثل التوبة أوالخوف, فهو يمنع وقوع
هذا القضاء المشروط ويكون القضاء من نوع الوعيد.
وحيث أنّه لكل حادث زمن لا بد لوقوع الحادث فيه, فعندما
قال الميرزا غلام على أمور أنها من قبيل القضاء المبرم ثم لم تتحقق في
الموعد الذي ذكره في النبوءة, قال الميرزا غلام: في القضاء المبرم لا بد من
أن يقع مضمونه, ولكن قد يتأخر بعض الوقت بسب التوبة أوالخوف إذا كان القضاء وعيدا,
وحتى يقع المضمون حتما فلا بد من رجوع من بحقه هذا القضاء المبرم عن توبته
ويعود إلى الفساد مرة أخرى وسنرى تأكيد هذه المفاهيم من خلال الاعلانات للميرزا
وكتبه أيضًا.
ومعلوم أنّ التأخير في تحقق الأمور خلاف الإلغاء لها, وسنرى من كلام الميرزا غلام
إقراره بأنّ الله تعالى قد آخر موت زوج محمدي فقط لفترة بسبب خوفه وتوبته, ولكن لا
بد من عودة العائلة وزوج السيدة محمدي واحد منهم أيضًا للفساد مرة أخرى ليتحقق
قضاء الله المبرم وهو الموت المحقق لزوج محمدي بيجوم المبرم وما يترتب عليه وهو
زواج الميرزا غلام الحتمي المبرم من
السيدة محمدي بيجوم كما جاء في كتاب الإعلانات "الإشهارات" المجلد
الأول.
وهذا هو الجزء المقصود من نص الإعلان من كتاب:
مجموعة الإعلانات - المجلد الأول, وفي آخر المقال أوردت كامل ترجمة الاعلان من
الأردو للعربية, ومع العلم فإنّ هذا الكتاب مترجم للعربية من الأوردو بواسطة
المكتب العربي الأحمدي, ولم يطبع وينشر حتى الآن, وعلى أتباع الميرزا غلام الذين
يبحثون عن الحق أنْ يتوجهوا للقائمين على أمرهم في الجماعة الأحمدية بطلب طباعة
هذا الكتاب وبقية الكتب, أو على الأقل يسألوهم عن النص المشار إليه هل هو نص صحيح
أم لا, ورقم هذا الإعلان هو127 كما يظهر من صور الكتاب الأوردو, بتاريخ وتوقيع
كالتالي:
الراقم: غلام أحمد من قاديان، في 6/
9/1894 م. (طُبع في مطبعة رياض هند أمرتسر).
وفيه يقرر الميرزا غلام بأنّ الزواج من قريبته محمدي بيجوم هو من القضاء
المبرم الذي لا راد له, فتحققه حتمي, ولا عبرة طبعا لارتداد الميرزا غلام عن
هذا الإقرار عندما يأس من الزواج منها فقال إنّه كان من القضاء المشروط, أنه عندما
وعندما تحققت توبة العائلة فلا حاجة للزواج من محمدي بيجوم.
يقول الميرزا غلام في مجلد الاعلانات:
"ولكن بعد موت أحمد بيك استولى على قلوبهم رعب شديد حتى أصبح الذعر والرعب
يسيطران على قلوبهم. مع أنّهم كانوا قساة قلب جدًا، ولكن موت أحمد بيك هاض ظهورهم،
لذلك جاءتني رسائل المعذرة والندم.
ولما خافوا بشدة من الأعماق وارتعبوا كثيرًا كان ضروريا أنْ يؤخر الله تعالى
موعد العذاب بحسب سنته القديمة فيؤخره إلى أن يرجعوا كليا عن تجاسرهم
واستكبارهم وغفلتهم لأنّ ميعاد العذاب يكون قدرا معلَّقا دائما ويؤخَّر
إلى أجل مسمى نتيجة الخوف والتوبة كما يشهد عليه القُرآن الكريم كله.ولكن
جوهر النبوءة أي زواج تلك المرأة مني قدر مبرم لا يمكن زواله بأيّ حال، لأنّه
قد ورد بهذا الصدد في إلهام الله:
"لا تبديل لكلمات الله"، فلو زالت لبطل كلام الله.
فإذا رأى الله تعالى بعد ذلك أنّ قلوبهم قد قست ولم يقدروا المهلة التي أُعطوها
لبعض الوقت فسيتوجّه إلى تحقيق النبوءة الواردة في كلامه المقدس كما قال:
ويردّها إليك،لا تبديل لكلمات الله، ولا شيء متعذِّر عليَّ، وسأرفع جميع
العراقيل الحائلة دون تنفيذ هذا الأمر” انتهى
النقل
وهذه أمثلة من كلام الميرزا غلام بخصوص تعريف القضاء المبرم:
كتاب”البراهين الأحمدية" لسنة من 1880 إلى
1884 الأجزاء 1-4 صفحة رقم 590:
"أمْرَاضُ النَّاسِ وَبَرَكَاتُه"
أي بركات الله، أي أن الفائدة من جعْلك مباركا هي أن ذلك سيكون سببا ل إزالة أسقام
الناس الروحانية، وسيهتدي بكلامك ذووالنفوس السليمة ويرشُدون، وكذلك تزول
الأمراض والأعراض الجسدية أيضًا إن لم يكن القدر مبرما." انتهى النقل.
كتاب”أسئلةٌ ثلاثةٌ لمسيحي والرد عليها" سنة 1892:
" لاحِظوا الآن، مع أن هذا الدعاء ما استُجيبَ لأنّ القدر كان مبرما
-إذ لا تقوم لإرادة المخلوق الضعيف قائمة أمام مشيئة الله الحاسمة"
انتهى النقل
في كتاب”مرآة كمالات الإسلام" سنة 1892 صفحة
رقم 192 ينقل الميرزا غلام كلامًا للشيخ محمد سعيد
البطالوي في رسالة منه للميرزا وجاء ذكرالقدر المعلق والمبرم ولم يعترض الميرزا
غلام على ما جاء في هذه الرسالة بخصوص القدر المبرم والمعلق:
يقول البطالوي للميرزا:
"لا أرى في غير محله القول بأنك إذا كنتَ تحظى بشرف المكالمة مع الله تعالى
وتستطيع أن تسأله تفاصيل المجملات وتواسي البشر أيضًا - كما ادّعيت في رسالتك -
فلتستفسر من الله أولًا قبل تهديدي وتخويفي بأنّ الإلهام المنذر الذي تلقيتَه منه
بحقي هل هو مبرَم وقطعي الوقوع أومعلَّق الوقوع؟ وكذلك هل الخوف أو العذاب
الذي ذُكر فيه يمكن أن يُرفع عني إذا صرتُ تابعًا لك؟
لو أخبرك الله تعالى أنّه ليس مبرما بل هو معلَّق فادعُ الله تعالى أن
يوفقني لمعرفتك ويجعلني تابعًا لك, ويرفع عني ذلك العذاب.
فهيِّجْ بحر رحمتك بهذا الصدد واعمل بسنّة ذلك النبيّ الرحيم الذي رشقه قومُه
بالحجارة وأدمَوه فكان يمسح من وجهه الدم ويقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم
لا يعلمون" وكذلك اعمل بسنته صلى الله عليه وسلم حين جاءه ملك الجبال
وقال بأنّ الله تعالى أرسلني إليك وقال: لوشئتَ لسحقتُ منكريك ومعارضيك تحت هذه
الجبال. فقال صلى الله عليه وسلم: لا أريد ذلك بل آمل أن يخرج من أولادهم من
يؤمنون بوحدانية الله.
وإذا أخبرك الله بأن هذا الإلهام مبرم وقطعي الوقوع فلا تدعني إليك بل اقصص
الإلهام على أتباعك وأثبتْ عليهم نبوتك وولايتك، فإن دعوتي إليك في هذه الحالة عبث
لأنّه ما دعا نبيّ بعد وعدِ عذابٍ محتوم.” انتهى
النقل
وفي كتاب”حقيقة الوحي" لسنة 1906 صفحة رقم 26
يتكلم الميرزا غلام عن الأنبياء:
" كذلك إن دعاءهم وتوجههم أيضًا لا يكون مثل الأدعية والتوجهات العادية بل
يحمل في طياته تأثيرًا قويًا.
لا شك أنهم إذا وجهوا انتباههم - باستيفاء الشروط - لإزالة البلاء فإنّ الله
يرفعه، سواء كان نازلًا على شخص واحد أوأكثر، أو على بلد أوملِك من الملوك، إلا
إذا كان القضاء مبرما غير قابل للرد.
والأصل في ذلك أنّهم يفنون وجودهم فيحصل التوافق في معظم الأحيان بين إرادتهم
وإرادة الله، ولكن عندما يتوجه انتباههم بتركيز وشدة إلى رفع بلاء ويتسنى لهم
الإقبال على الله بالألم والحرقة المطلوبة فإنّ الله تعالى يستجيب لهم حسبما جرت
سنته، ولا يرد دعاءهم. وفي بعض الأحيان لا يُستجاب دعاؤهم لإثبات كونهم عبادًا حتى
لا يُعَدّوا في نظر الجهال شركاء لله.
ولو حلَّ البلاء وظهرت بسببه آثار الموت، فإنّ من مقتضى الأدب لدى المقبولين
في حضرة الله أنهم يمتنعون عن الدعاء في هذه الحالة ويصبرون، لأنّ مِن سنة الله
بوجه عام أن البلاء لا يؤجَّل.
إنّ أفضل وقت للدعاء هو قبل ظهور أمارات اليأس والقنوط بوضوح تام، وقبل ظهور
العلامات الدالة صراحةً على أن البلاء صار على الأبواب، بل قد حلّ إلى حد ما، لأنّ
من سنة الله أنّه إذا ما أظهر إرادته في إنزال البلاء فلا يردها."
انتهى النقل
كتاب” التذكرة" صفحة رقم 92 يقول الميرزا
غلام:
" سيكونون غالبين على معارضيهم بالحجة
والبرهان، وستحالفهم أنوار الصدق والحق الساطعة... لقد تطهّرتم من الشرك فادخلوا
الجنة آمنين... لقد جعلتك مباركًا لكي تكون سببًا في شفاء الناس من أسقامهم
الروحانية، وسيهتدي بكلامك ذووالنفوس السليمة ويرشدون، وكذلك ستزول أمراضهم
وأعراضهم الجسدية أيضًا إن لم يكن هناك قدرٌ مبرم"
انتهى النقل
كتاب” التذكرة" صفحة رقم 117 يقول الميرزا
غلام:
1898
" قبل أيام رأيت في المنام أنّه سيصيبك
بلاءٌ وهمٌّ. لا أحد يستطيع كشف مثل هذه الرؤى والإلهامات. كنتُ أخشى، فظهر هذا في
نهاية المطاف، كان قدرًا مبرمًا فوقَع. (رسالة يوم 8/ 11/1898المرسلة إلى
نواب محمد علي خان - رضي الله عنه -، ورسائل أحمدية، مجلد 5، رقم 4، صفحة رقم 94)”
انتهى النقل
كتاب” عاقبة أتهم” 1896صفحة 8 بالحاشية يقول
الميرزا غلام:
" باختصار؛ لما كانت العقوبة أو الوعد بها لا تندرجان في صفات الله -
التي هي أمّ الصفات- لأنّه في الحقيقة أراد الخير فقط للإنسان، فلا يعدّ وعيد الله
قرارًا حاسمًا ما دام الإنسان حيًّا وقادرا على تغييره.
لذا فإن إخلافه لا يعدّ كذبا أونقضًا للعهد.
وليكن معلوما أنّ الوعيد يتضمن شروطًا خفية في الإرادة الإلهية، وإن كان في الظاهر
خاليا من أي شرط، إلا أن يصرِّح الإلهام أنّه ليس هناك أي شرط، ففي هذه الحالة
يكون القرار حاسما ويُصبح القضاء مبرما.
إن هذه النقطة من المعارف الإلهية - التي أُضمرتْ في سورة الفاتحة- لَجليلةُ
الشأن وجديرةٌ بالتعظيم، فتدبر. منه" انتهى
النقل
التعليق على النص السابق:
تصريح الميرزا غلام بأنّ زواجه من محمدي أنّه قضاء مبرم, وكذلك موت زوجها
أيضًا قضاء مبرم ينفي وجود أي شرط يمكن أن يمنع تحقق القضاء, وأنّ موت كل الخلائق
لا يمكن أن يوجد به أي شرط يمنع تحققه, ولكنّه يتأخر بحسب إقرار الميرزا غلام بسبب
الخوف والتوبة المؤقتة, ولكن لا بد من العودة للفساد من كان في حقه هذا القضاء
المبرم بالموت مهما طال الزمن ليقع قضاء الله تعالى.
واضح الآنْ من جملة النصوص السابقة مفهوم أنّ
"القضاء المبرم" لدى الميرزا غلام إنَّه ما لا يرده الدعاء, وأنّه
غير مشروط بشرط على الإطلاق, وأنّه لوثبت وجود شرط فلا يكون إلا في ما يعرف
بالقضاء المشروط أوما يسمى بالقضاء المُعلق أي ما يُعلق وقوعه على وجود شرط أو أكثر.
أيضا لا يصح مطلقًا أنْ يُشترط لتحقق القضاء
المبرم تحقق قضاء مشروط بشرط قبله أي القضاء المعلق, فالقضاء المبرم
متحقق لا محالة سواء تحقق قبله القضاء المعلق أو لم يتحقق, ومثال ذلك ما قاله
الميرزا غلام إنّ التوقيت لتحقق القضاء المبرم هو قضاء مشروط قد يتأخر بسبب الخوف
أو التوبة ولكن لا يلغي تحقق مضمون القضاء المبرم.
فقول الميرزا غلام إنّ نبوءة الزواج من السيدة
محمدي لم تتحقق لأنها كانت مشروطة, وأنّه ليس هناك ما يجعل نبوءة موت زوجها حتمية
التحقق قول فاسد وتدليس وكذب, لأنّه كما قلنا أن القضاء المبرم ليس له أي
علاقة بتحقق أمر ما قبله أبدًا, ولا ننسى أنّ الميرزا غلام قال بأن زواجه من محمدي
قضاء مبرم أيضًا.
ومعلوم أنّ ما لا يتم الواجب إلا به فهوواجب, من
المعلومات الضرورية أن موت كل البشر قضاء مبرم، وقول الميرزا غلام أن زوج
السيدة محمدي بيجم سيموت على سبيل النبوءة وأنّ موته قضاء مبرم ، فلا يعتبر
كلام الميرزا غلام هذا له أي قيمة بل هو كالعدم, لأنّه كما قلنا تحصيل حاصل لأنّ
موت كل البشر قضاء مبرم أصلًا, والميرزا غلام يعرف هذا الأمر جيدًا, وقول
الميرزا غلام إنّ موت سلطان محمد زوج محمدي بيجوم قضاء مبرم هو بسبب كونه
حلقة سابقة ضرورية للزواج الحتمي من محمدي بيجوم كما رأينا في الإعلان 127
من مجلد الإعلانات الأول, فهو قضاء بموت مبرم لارتباطه الحتمي بقضاء
مبرم بعده وهو الزواج من محمدي وهو كما قال الميرزا غلام في الإعلانات.
إذنْ – تنزلا - لكي يكون لنبوءة الميرزا بموت زوج
محمدي قيمة فلا بدّ من أن يكون لموته إرتباطات محددة.
وهذه الإرتباطات الحتمية هي عدم موت السيدة محمدي
بيجم قبل موت زوجها, فتكون بموته "ثيبا", وأيضًا عدم موت الميرزا قبل كل
ذلك لحتمية زواج الميرزا منها.
إذنْ موت الميرزا قبل موت الزوج يجعل نبوءة
الميرزا بموت زوجها على أنّه قضاء مبرم لا قيمة له إطلاقا ويظهر جليا أنّ الميرزا
غلام كذَّاب ودجَّال, فالكل سوف يموت وهذه قضاء مبرم.
والآن نستعرض نصوصًا كثيرة من كلام الميرزا غلام
كما جاءت في كتابه "عاقبة آتهم" تبين إقرار الميرزا غلام بأن موت
زوج محمدي قضاء مبرم وقد يتم تأخيره وليس الإلغاء, وأنّ عودة العائلة
للفساد حتمية حتى يتحقق موت زوج محمدي في حياة الميرزا وتصبح محمدي ثيبًا فيتزوجها
الميرزا غلام:
يقول الميرزا غلام في كتابه "عاقبة آتهم"
1896 في صفحة 28 :
" إنني أقول مرارا وتكرارا بأن مضمون النبوءة عن صهر أحمد بيك[إبراهيم بدوي: أي موته وكان الميرزا
غلام قد تنبأ بموت زوج السيدة محمدي في خلال سنتين ونصف من الزواج] قضاء مبرم،
فانتظروها؛ وإن كنت كاذبًا، فلن تتحقق هذه النبوءة وسأهلك [إبراهيم بدوي:
بالفعل لم تتحقق النبوءة, وهلك الميرزا غلام قبل زوج محمدي بسنوات طويلة جدًا]، ولو
كنتُ صادقا، فأيضًا سيحققها - عز وجل - حتما مثلما تحققت نبوءتي عن آتهم وأحمد
بيك، فالغاية المنشودة هي مضمون النبوءة، أمّا مواعيد تحقُّقها فتدخل فيها
أيضًا الاستعارات أحيانًا؛ فقد اعتُبرتْ الأيام أعواما في بعض نبوءات الكتاب
المقدس [إبراهيم بدوي: مفيش فائدة, لا سنوات ولا أيام ولا غيره, هلك الميرزا
غلام قبل زوج محمدي], أمّا ما تقرر عند الله - سبحانه وتعالى - فلا مانع له
[إبراهيم بدوي: أي موت زوج محمدي, وزواج الميرزا منها] ، فليخجل هؤلاء
المعترضون قليلا" انتهى النقل
وفي صفحة 135 يبين الميرزا غلام أنّ
البلاء الذي وقع على أم السيدة محمدي بيجوم وهو موت زوجها أحمد بك والد السيدة محمدي بيجوم هو نفس
البلاء المقرر وقوعه على السيدة محمدي بيجوم وهو موت زوجها سلطان محمد, وإنّما
التأخير في موته بسب التوبة والخوف الذي وقع للعائلة, ومعلوم أنّ التأخير لوقوع
أمر ما غير إلغاء هذا الأمر, وقد بيّنّا أنّ الميرزا غلام قال في نفس الكتاب أنّ
العائلة ستعود إلى الفساد مرة أخرى حتى يتحقق ما وعد الله تعالى به – كما يزعم
الميرزا غلام – وهو الموت المبرم لزوج محمدي ثم الزواج منها وهي ثيب.
يقول الميرزا غلام في صفحة 135:
" وبيانه أنّي كنت أريد أن أرقُد، فإذا تمثّلتْ لي أمُّ زوجة "أحمد"،
ورأيتها في شأنٍ أحزَنَني وأرجَدَ، وهو أني وجدتُها في فزع شديد عند التلاقي،
وعبراتها يتحدرن من المآقي، فقلت: أيتها المرأة توبي توبي فإن البلاء على
عَقِبِكِ.. أي على بنتِك وبنتِ بنتك. ثم تنَزّلتُ من هذا المقام، وفهِمتُ
من ربي أنّه تفصيل الإلهام السابق من الله العلام، وأُلقِيَ في قلبي في معنى
العَقِب من الديّان أن المراد ههنا بنتها وبنت بنتها لا أحدٌ من الصبيان،
ونُفِثَ في رُوعي أن البلاء بلاءانِ، بلاء على بنتها وبلاء على بنت البنت من
الرحمن، وأنهما متشابهان [إبراهيم بدوي: أي كما مات أحمد بك والد محمدي
فسيموت زوج محمدي سلطان محمد] من الله أحكم الحاكمين." انتهى النقل
ويؤكد نفس المفهوم في صفحة 186:
" أي توبي توبي أيتها المرأة - والمراد من المرأة هنا أمُّ زوجة أحمد بيك الهوشياربوري- فإن البلاء نازل على إبنتك
وابنتها. وقد نزل بلاء واحد إذ مات أحمد
بيك، أما بلاء بنت البنت فباقٍ ولن يتركه الله حتى يحققه، لكن لما
كانت كلمة "توبي" في الإلهام تُفصح عن الشرط- وقد حققه أقارب أحمد بيك
بعد موته؛ حيث خافوا وأصيبوا بذعر وانشغلوا في الدعاء والرجوع لسلامة صهر أحمد
بيك- فتأخر موت صهر أحمد بيك بحسب سنة
الله تعالى، لأنّ الرعب الذي رسّخه موتُ أحمد
بيك في قلوبهم أدّى بهم إلى التوبة." انتهى
النقل
والنص التالي يبين بوضوح إقرار الميرزا غلام
بعودة العائلة للفساد مرة أخرى بعد أن تابت وتأخر موت زوجها كما مات أبوها أحمد بك,
وأنّ تحقق موت زوج محمدي لا بد من وقوعه, وأنّه معيار لبيان صدق الميرزا غلام من
كذبه.
يقول الميرزا في صفحة 139 :
"فالحاصل أنهم لمّا تابوا تاب الله عليهم بالرحمة والمغفرة، كما
هي سنة قديمة من السنن الإلهية، فإنّه لا يلغي شرط وعيده ولا يترك طريق المعدلة،
ولا يظلم كالمعتدين....
...ثم ما قلتُ لكم إن القضية على هذا القدر تمّتْ، والنتيجة الآخرة هي التي
ظهرت، وحقيقة النبأ عليها ختمت، بل الأمر قائم على حاله، ولا يردّه أحد باحتياله،
والقدر قدر مبرَم من عند الرب العظيم، وسيأتي وقته بفضل الله الكريم.
فوالذي بعَث لنا محمدًا المصطفى، وجعله خير الرسل وخير الورى، إنّ هذا حق فسوف
ترى. وإني أجعل هذا النبأ معيارا لصدقي أو كذبي، وما قلت إلا بعد ما أُنْبِئتُ
من ربي وإن عشيرتي سيرجعون مرة أخرى إلى الفساد، ويتزايدون في الخبث
والعناد، فينزل يومئذ الأمر المقدر من رب العباد.
لا رادَّ لما قضى، ولا مانِعَ لما أعطى. وإنّي أراهم أنهم قد مالوا إلى
سِيَرِهم الأولى، وقست قلوبهم كما هي عادة النَّوكَى، ونسوا أيام الفزع وعادوا
إلى التكذيب والطغوى، فسينزل أمر الله إذا رأى أنهم يتزايدون، وما كان الله أن
يعذّب قوما وهم يخافون" انتهى النقل
وفي صفحة 286 من نفس الكتاب يقول الميرزا غلام:
" فسببُ تأخر النبوءة عائد إلى خوفهم من رعب النبوءة وهيبتها،
فحصل تأخير حسب سنة الله القديمة. إن كلمات "أيتها المرأة توبي توبي فإن
البلاء على عَقِبِكِ" في الوحي الإلهي النازل في 1886 تتضمن شرط التوبة
بصراحة..." انتهى النقل
ويقول الميرزا غلام في كتاب"عاقبة أتهم"
صفحة رقم 60 في الهام له من ربه يلاش العاج
:
" كذّبوا بآياتي وكانوا بها يستهزئون. فسيكفيكهم الله ويردّها إليك. أمرٌ من
لدنا إنا كنا فاعلين. زوّجْناكَها ()
الحق من ربك فلا تكوننّ من الممترين." (أي: فالله تعالى سيكفيك شرَّهم، وسوف
يرد تلك المرأة إليك، هذا الأمر من عندنا، إنا كنا فاعلين. لقد زوّجناك من تلك
المرأة بعد رَدِّها إليك." انتهى النقل
إذنْ من النصوص السابقة من كتاب "عاقبة
أتهم" يظهر لنا بوضوح أنّ الشرط الذي يدعيه الميرزا غلام لمنع الزواج من
محمدي بيجوم من خلال الوحي له التالي "أيتها المرأة توبي توبي فإن البلاء
على عَقِبِكِ” لم يكن له فائدة إلا في تأجيل عذاب العائلة بموت زوج محمدي
لفترة مؤقتة فقط, وأنّ هذا من صفات الله – كما يدَّعي الميرزا غلام – ويقصد بقوله أنّه من صفات الله تعالى أنّه
طالما تاب أو خاف من بحقه الوعيد فإنّ الله تعالى يؤخر أو يؤجل وقوع الوعيد طالما القضاء
مبرم ولكن لا يُلغى, ولكن قد يلغي الوعيد إذا كان القضاء معلقا ومشروطا بتحقق
التوبة.
وعليه فإنّ موت زوج محمدي من القضاء المبرم
ثم الزواج منها أيضًا من القضاء المبرم, وقد أفادت التوبة كما في النص
"أيتها المرأة توبي توبي فإن البلاء على عَقِبِكِ" في تأخير تحقق
الوعيد وليس في الإلغاء للأمر.
وأخيرا فقد ظهر جليًا تدليس الميرزا غلام في كتبه
بعد ذلك في قوله إنّ الله تعالى قد ألغى الزواج بسبب نص وحي التوبة, وأنّه كان هو
الشرط للقضاء المعلق وقد كذب الميرزا غلام لأنّه قد قرر كثيرًا بأنّ موت زوج محمدي
بيجوم والزواج منها قضاء مبرم وليس من القضاء المعلق وأنّ تحقق هذه النبوءة
معيار لصدقه ونبوته.
() مقال
(496) ما هي دلالة التعبير "زوجناكها" الذي قاله يلاش رب الميرزا في
وحيه له بخصوص نبوءة زواج الميرزا غلام من السيدة محمدي بيجوم ؟
لقد قام الميرزا غلام لحسن الحظ ببيان معنى هذا التعبير في كتابه "الديانة
الارية" 1895 الصفحة 75 شرحًا لنفس التعبير بخصوص زواج سيدنا محمد صلى
الله عليه وسلم بالسيدة زينب .
يقول الميرزا غلام:
" أما قوله تعالى بأنّا (زوجناكها) فمعناه
أنه سبحانه وتعالى
راض بهذا الزواج،
وأنه قد أراد تحقق ذلك ...
فليس المراد منه ان يستولي على زينب خلاف مشيئتها
فالظاهر انه ليس من مسؤولية المأذون أنْ يسلم المرأة لرجل دون موافقتها
بل إنّه يخضع لموافقتهما عند اعلان النكاح
اما تزويج الله فيعني حصرا انه سبحانه وتعالى أمال قلب زينب الى ذلك
وقال له إنّه لا بد من ذلك" انتهى النقل.
فإذا كان التعبير معناه كما نقلنا، فهل كان الله
راضٍ عن زواج الميرزا غلام بالسيدة محمدي بيجوم ؟
ولو كان راضيا فلماذا لم يستطع تحقيق هذا الزواج؟
وهل كانت مشيئة ورغبة السيدة محمدي بيجوم مع الزواج من الميرزا غلام ؟
وهل كان المأذون سيزوج محمدي بيجوم للميرزا غلام بدون موافقته ؟
وهل أمال الله قلب محمدي بيجوم للزواج من الميرزا غلام ؟
واذا كان لا بد من تحقق زواج الميرزا غلام من السيدة محمدي بيجوم فهل حدث فعلا هذا
الزواج ؟
طبعا الميرزا غلام كان وقتما كتب هذا الكلام مقتنعا تماما أنه سيتزوج من السيدة
محمدي بيجوم حتما ولذلك قال الميرزا غلام أن الزواج منها قدر مبرم اي حتمي التحقق
ويسبقه موت زوجها سلطان وأن موته قدر مبرم اي حتمي التحقق ، فلا مات زوج محمدي
بيجوم في حياة الميرزا، ولا تزوج الميرزا غلام منها، ولا جاء المصلح الموعود من
الزواج الثالث!!!!
يقول الميرزا غلام في كتابه "الاربعين"
1900 صفحة 141 أن سقوط نبوءة واحدة من مائة نبوءة فيعني أنه ليس من عند الله
فليهنأ الكذابون والمنتفعون والمعاندون من اللأحمديين
القاديانية بنبيهم الدجال
تعليقات
إرسال تعليق