مقال (551) إقرار الميرزا غلام بالفشل في استجابة ربه يلاش العاج له.
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2024/11/551.html
من المعلوم أن استجابة الدعاء لغرض اثبات صدق الادعاء لا تكون الا بالاستجابة بظاهر نص الدعاء، ولا تكون بالاستبدال لغير الظاهر، فحينما يقر الميرزا غلام مدعي النبوة بفشله في استجابة ربه له كما جاء في كتابه (حقيقة الوحي)، فلا دليل على كذبه أكبر من الاعتراف.
يقول الميرزا غلام بأن من آيات صدقه استجابة الدعاء، ولكنه دعا كثيرا لشفاء أحد أصحابه المقربين ليشفيه ربه، ولكنه مات ولم يستجب ربه له، واعتبر ذلك الميرزا فشلا، ولكن ربه يلاش العاج استجاب له في دعاء آخر لينسخ فشله السابق.
في كتاب حقيقة الوحي 1907م صفحة 308 يقول الميرزا:"(142) الآية الثانية والأربعون بعد المئة: ...إن إلهنا كريم ورحيم للغاية، ومن صفاته صفة الإحياء أيضا. وفي السنة الماضية وبتاريخ 11 أكتوبر/تشرين الأول عام 1905 م بالتحديد توفِّي أحد أصدقائنا أي المولوي عبد الكريم بالمرض نفسه. كنت قد دعوت له أيضا كثيرا ولكن لم أتلق أي إلهام عنه يبعث على الاطمئنان. بل أُلهمتُ مرارا ما تعريبه: سُجِّي في الكفن 1. العمر 47 عاما 2، وما نصه: "إنالله وإنا إليه راجعون. إن المنايا لا تطيش سهامها 3". فدعوت على إثرها وتلقيت إلهاما آخر نصه: "يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم 4. تؤثرون الحياة الدنيا 5. وكان في ذلك إشارة إلى أن اعتباره شخصا مهمًا لدرجة كأن موته سيسبب حرجا يدخل في الشرك، وأن التأكيد الشديد على حياته نوع من عبوديته. فالتزمت السكوت بعد ذلك، وأدركت أن موته محتوم. فارتحل من الدار الفانية بتاريخ 11 أكتوبر/تشرين الأول عام 1905 م يوم الأربعاء وقت العصر. ولكن الله تعالى لم ينس الألم الذي أصاب قلبي من أجل الدعاء له، وقدّر أن يتدارك فشلي هذا بنجاح آخر فاختار سيتْهْ عبد الرحمن لإظهار الآية. مع أن الله تعالى أخذ عبد الكريم منا بإماتته ولكنه أعطانا عبد الرحمن من جديد، إذ أصيب بالمرض نفسه ولكنه شُفي بعد ذلك ببركة دعاء هذا العبد المتواضع، فالحمد لله على ذلك. لقد جرّبتُ مئات المرات أن الله تعالى كريم ورحيم، ولكنه حين لا يقبل دعاءً ما لحكمة عنده يقبل عوضا عنه دعاء آخر مثله كما يقول: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}".
د.ابراهيم بدوي
25/11/2024
تعليقات
إرسال تعليق