مقال (552) بشير الدين محمود يعترف أن الميرزا غلام لم يكن أول من قال بعدم وجود النسخ في القرآن، ولا أول من قال بموت سيدنا عيسى عليه السلام، كما أن الكثير مما قاله الميرزا من الحِكَم والاساليب البلاغية قد قالها قبله الصوفية.
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2024/11/552.html
يقول بشير الدين محمود في تفسيره لسورة الكافرون بالجزء العاشر صفحة 532:"هذا المفهوم الذي بينته الآن واضح تمام الوضوح من حيث الكلمات العربية، وكان من المفروض أن ينكشف على المفسرين الأوائل، ولكن لم تنتقل أذهانهم إليه لأن مفهومًا خاصا كان قد سيطرَ على عقولهم. وإن مفخرة تبيان هذا المعنى راجعةٌ إلى أبي مسلم الأصفهاني، حيث طبّق هنا قاعدة نحوية واضحة وأزال بها إشكالية التكرار، وأخرج مفهوم هذه السورة من وراء الحجب (البحر المحيط، وإعراب القرآن لأبي جعفر النحّاس).إنه نفس الرجل الذي يُرمى بالردة والزندقة، ولكن يُنسب إليه أحيانًا تفاسير للقرآن الكريم تجعل المرء يشكّ فيما يُرمى به، ويقول: لعلّ رداء التعصب أخفى إيمانه عن الأعين. إنه هو الشخص الوحيد بين القدامى الذي أنكر وجود النسخ في القرآن الكريم. لا شك أنه قام بمجرد دعوى عدم وجود النسخ في القرآن الكريم (الرازي، قوله تعالى: ما ننسخ من آية ... )، فهو يماثل السير سيد أحمد خان مؤسس جامعة "عليكره" في دعواه بوفاة المسيح - عليه السلام -، أما المسيح الموعود - عليه السلام - فقد برهن على عدم وجود النسخ في القرآن الكريم بأدلة قاطعة، كما أثبت وفاة المسيح - عليه السلام - ببراهين ساطعة (الحق: "مباحثةُ لدهيانه"، الخزائن الروحانية ج 4 ص 92 - 93 وإزالة أوهام، الخزائن الروحانية ج 3 ص 423 - 435). فيمكننا القول أن أبا مسلم والسير أحمد خان قد أصابا كبد الحقيقة في هاتين القضيتين بمساعدة ضوء نجم الفجر، أما المسيح الموعود - عليه السلام - فقد أضاء لنا الشمسَ بعينها، فجزاه الله خيرًا عن المسلمين والناس أجمعين، وأخزى أعداءه ومعانديه.
بشير الدين محمود، يقر كما في النص التالي بأنّ مما جاء به الميرزا من شروحات قد قال بها بالفعل الصوفية من قبل الميرزا غلام، يقول في صفحة 164 من كتابه (التفسير الكبير) الجزء 9 سورة (الشرح) بداية من الصفحة 155:"اليقين درجات عديدة في القرآن الكريم أبرزها ثلاث: عِلمُ اليقين، وعينُ اليقين، وحقُّ اليقين. وموضوع مراتب اليقين هذا، هو من المواضيع الأساسية الهامة التي بيّنها المسيح الموعود - عليه السلام - على وجه الخصوص (إسلامي أصول كي فلاسفي، الخزائن الروحانية المجلد 10 ص 402). أنا لا أقول أن الصوفية الأوائل لم يذكروا هذا الموضوع في كتبهم. كلا، لقد ذكروه في كتبهم، ولكن المسيح الموعود - عليه السلام - قد بيّن جوانب دقيقة عميقة جديدة لهذا الموضوع، وهذا ما لا يوجد في كتب السابقين. لقد اعترض البعض لعدم فهم هذه الحقيقة وقالوا: إن هذه الأمور مذكورة في كتب الإمام الغزالي، حيث اتهم الدكتور الشاعر إقبال أن مؤسس الأحمدية قد سرق هذه المواضيع من كتب الصوفية الأوائل، ولكن التدبر والمقارنة ستكشف للمرء أن هؤلاء لم يذكروا هذا الموضوع بالدقة والروعة التي هي من نصيب المهرة في فن ما، أما المسيح الموعود - عليه السلام - فإنه لم يتناول أي موضوع من هذه المواضيع إلا وذكره بأدق تفاصيله الرائعة بحيث لم يعد هناك حاجة إلى مزيد من التفصيل، وهذا ما يفعله الماهر في أي فن، مما يميزه عن الآخرين...لا شك أن المسيح الموعود - عليه السلام - قد ذكر بعض المواضيع التي قد تناولها بعض الصوفية من قبل، ولكن الفرق هو كالفرق بين ما يرسمه شخص عادي وما يرسمه فنان ماهر. إن هؤلاء الأسلاف قد رسموا هذا الموضوع كما يرسم طالبٌ صورة، أما المسيح الموعود - عليه السلام - فقد رسمه كرسّام ماهر بكل روعته، مما يؤكد تميّزه ونبوغه. كما أنه - عليه السلام - قد ساق الأدلة القرآنية على كل موضوع تنبيهًا إلى أن القرآن الكريم هو الذي قد أعلَمَنا بهذا الموضوع".
تعليقات
إرسال تعليق