رابط أرشيف المقالات بالترتيب الموضوعي
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/p/blog-page_77.html
المقال الثاني من سلسلة
الرد على كتاب (شبهات وردود).
مقال (1002) إثبات مرض الميرزا بالهستيريا، والرد على نبوءة "نموت في مكة أو المدينة".
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2025/01/1002.html
في
سنة 1906 كما جاء في كتاب (التذكرة)، تنبّأ الميرزا غلام بأنه سيموت في مكة أو
المدينة، فنشرتُ سنة 2016م مقالًا أستغرب فيه تفسير الميرزا لهذا الإلهام، حيث
فسره بالفتح له من ربه يلاش العاج، كما فتح الله تعالى على سيدنا مُحَمَّد صلى
الله عليه وسلم في مكة والمدينة، ولكنّ علماء الأحمدية كما في كتاب (شبهات وردود)،
قاموا بالإجابة على هذه النبوءة، باعتبار أنّ الميرزا غلام لم يتنبأ بموته في مكة
أو المدينة، ولكنه شرح النبوءة بدلالة محددة ليس فيها أنه سيموت في مكة أو
المدينة، وكأنهم يقولون إنّ صاحب النبوءة هو من له الحق في بيان معنى إلهامه، فإذا
لم يفسر النبوءة بموته في مكة أو المدينة، فلا حق لأحد أن يقول بغير ما قال الميرزا
غلام صاحب النبوءة.
وعلى
العموم، سنرى ما قاله علماء الأحمدية كما جاء في كتاب (شبهات وردود)، ثم أرد
عليهم.
"نبوءة
الموت في مكة أو المدينة([1]):
يسأل
علماء الأحمدية: "هل تنبأ المسيح الموعود عليه السلام أنه سيموت في مكة أو
المدينة؟ فيما أوحي إليه: "كتب الله لأغلبن أنا ورسلي، سلام قولا من رب
رحيم، سنموت في مكة أو المدينة".
رد
علماء الأحمدية: هذا الإلهام نزل على المسيح الموعود في 14-1-1906، أي قبل
وفاته بسنتين وأربعة أشهر، أي بعد الإلهامات المتواترة بقرب وفاته، والتي على
أثرها كتب المسيح الموعود عليه السلام كتاب الوصية. وقد نشر عليه السلام هذا الوحي
في جريدة الحكم بتاريخ 17-1-1906، وفي جريدة بدر بتاريخ 19-1-1906. ونشر عليه
السلام مع الإلهام تفسيره وشرحه، فقال: لقد قرر الله تعالى منذ البداية أنه هو
ورسله سيظلون غالبين. (2) يقول الرب الرحيم بأنه سلام لك.. أي لن تموت خائبا
خاسرا. (3) أما قوله سنموت في مكة أو المدينة،
فيعني ذلك بأننا سننال فتحًا مكيا (الفتح الذي يشبه فتح مكة) قبل أن نموت، فكما أن
الأعداء قد غلبوا هناك قهرا، كذلك سوف يُغلب الأعداء الآن بالآيات القاهرة. والمعنى
الثاني: أننا سننال فتحا مدنيا قبل الموت، أي أن قلوب الناس سوف تميل إلينا
تلقائيا. وعبارة "كتب الله لأغلبن أنا ورسلي" تشير إلى مكة، وعبارة
"سلام قولا من رب رحيم" تشير إلى المدينة" (التذكرة، ص 503)".
الرد
على علماء الأحمدية:
1- النص "نموت في مكة
أو في المدينة"، هو من إلهام يلاش العاج رب الميرزا له.
2- يرى الميرزا غلام
أنّ وحيه وإلهامه وكلامه الذي يسرِده، هو كلام الله بالقطع واليقين
كما أنّ القرآن والتوراة كلام الله([2]).
3- وبالتالي يجب معاملة الميرزا غلام
لوحيه من ربه يلاش العاج نفس معاملة القرآن
والنصوص المقدسة عمومًا، وبخاصة في تفسير هذه الإلهامات.
4- يرى الميرزا غلام
أنّ تفسير النصوص القرآنية
والحديثية يجب أن يكون بظاهر كلمات النص، ولا يصح التحول إلى
الاستعارات والمجازات إلا
بدليل قطعي([3])،
أي لا يصح الخروج عن دلالة الألفاظ باللغة التي نزل بها الوحي عما هو معروف في هذه اللغة،
إلا بقرينة قوية صارفة،
ولا يوجد في النص أي قرينة تصرف ألفاظ الإلهام
عن دلالتها الظاهرية إلى
المجاز والاستعارة، كما لا يوجد قرينة عقلية تمنع أن يُفهم النص بغير الدلالة
الظاهرية.
5- كما يرى الميرزا غلام
أنّ التفسير بالرأي هو معصية في ديننا الإسلامي([4])،
وحينما بيّن الميرزا ما هو التفسير بالرأي، وصفه أنه التفسير للآيات القرآنية
من غير آية متواترة من القرآن،
أو من غير حديث لسيدنا مُحَمّد صلى الله عليه
وسلم متصل صحيح مرفوع، إذن لتفسير النصوص المقدسة،
لا بد من أن يكون هناك نص مقدس آخر يفسره، وكما بينت من قبل أنّ الميرزا غلام
يعتبر كل ما نطق به سيدنا مُحَمّد صلى الله عليه
وسلم هو من الوحي غير المتلو([5])، تفسيرًا لقول الله تعالى {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى
(1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ
هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)}([6]).
6- إذن
الميرزا غلام يرى أنّ أي تفسير من غير هذين الشرطين هو تفسير
بالرأي، وهو معصية عند الميرزا
غلام، أي أنه حتى التفسير اللغوي
للنصوص طالما خلا من هذين الشرطين فهو معصية، فما بالنا بالتفسير للنصوص المقدسة
حتى من غير وجود علاقة لغوية بين النص بظاهره، وبين شرح وبيان معنى الإلهام!!!
7- وتفسير
الميرزا غلام لم يكن له أصل نصيّ، ولا فسّر النص بما تحتمله
اللغة، وعليه فتفسير الميرزا
غلام تفسي باطني([7]).
8- يستطيع
أي دجال كذاب أن يدعي ما يشاء من الإلهام، ثم يفسره بالطريقة التي يراها تتناسب مع ضلاله،
ليثبت به للناس أنه على الحق.
9- والسؤال:
حتى بعد ما فسر الميرزا
غلام هذا التفسير الباطنيّ، هل كان
هناك ما يثبت حدوث أمور تشبه فتح مكة أو المدينة للميرزا كما كان تنبأ؟
في
الحقيقة كل ما حدث للميرزا في آخر سنة له كانت بيان من الله
سبحانه وتعالى لضلال الميرزا
غلام أحمد بصورة تكفي للعقلاء لمعرفة حقيقته الدجالية:
·
فهل سيطر الميرزا
غلام على قاديان أو أي مدينة أو قرية
رئيسية تشبه مكة أو المدينة في قدسيتها أو في مكانتها؟ لم يحدث.
·
هل حدث للميرزا فتوحات في آخر
عمره مثل الفتوحات التي حدثت لسيدنا
مُحَمّد صلى الله عليه وسلم؟ لم يحدث.
·
بينما نجد عكس ما سبق هو الذي حدث
للميرزا في آخر أيامه([8]):
o
مات الميرزا بالكوليرا الوبائية، حيث
طلب هذه الميتة من ربه يلاش العاج ليموت بها خصمه الشيخ ثناء الله الأمرتسري.
o
مات الميرزا
غلام قبل موت الشيخ ثناء الله
الأمرتسري.
o
مات الميرزا
غلام عن عُمْر أقل مما تنبأ به لنفسه،
كما وعده يلاش العاج.
o
مات الميرزا
غلام ولم يمت زوج السيدة محمدي بيجوم،
كما وعده يلاش العاج.
o
مات الميرزا
غلام ولم يتزوج السيدة محمدي بيجوم،
كما وعده يلاش العاج.
o
مات الميرزا قبل موت الدكتور عبد
الحكيم البطالوي، كما وعده يلاش العاج.
o
مات الميرزا
غلام قبل موت القس بيجوت، كما تنبأ
بموته في حياة الميرزا غلام.
10-
وهنا ينشأ سؤال مهم: إذا كان الميرزا
غلام يعرف
تماما أنه لا يستطيع الذهاب إلى
مكة أو المدينة، لأنّ
معارضيه- كما يدعي هو- يريدون قتله بسبب كفره، فلماذا لم يُخف الميرزا غلام هذا
الوحي ولا ينشره؟
والحقيقة
إنّ الميرزا غلام مريض نفسيً، ويظن أنّ الله تعالى يوحي إليه بالفعل، وقد أقر
بمرضه بنوبات الضعف الدماغية والهستيريا كما سنرى، فأصبح لقمة سائغة لإبليس يتلاعب
به كيفما يشاء، وقد أقنعه بصحة ما يقوم به لصالح الإنجليز، وبخاصة بسبب فضلهم عليه،
وعلى آبائه وعائلته لأنهم أعادوا لهم أملاكهم التي سلبها السيخ- كما يدعي الميرزا
غلام- فكان لا بد من رد جميل
السلطة الإنجليزية بكل ما يستطيع من قوة، والعمل على تلبية أهم رغبة للإنجليز؛ وهي
إلغاء فريضة الجهاد الإسلامي المسلح ضد المحتل الإنجليزي.
11-
هل الميرزا
مريض نفسيّ بأوهام الولاية، والمهدوية، والنبوة، أم هو كذاب؟
· أي مدعي للنبوة إمّا
أن يكون صادقًا أو كاذبًا، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل مثال للمدعين
الصادقين، ونلاحظ في الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أقصد كلام الله تعالى أي
القرآن الكريم البلاغة والنظام والترتيب والسهولة والعمق وغير ذلك الكثير من أوجه
البلاغة، وقد قال الله تعالى {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ
مِنْ مُدَّكِرٍ}([9])
فكلام الله تعالى لا يوجد ما يقارنه.
· أما المدعون للنبوة
الكذبة؛ فهم إمّا أن يكونوا عقلاء أصحاء ويقصدون الافتراء، وإمّا أن يكونوا مرضى
نفسيين، ومدعو النبوة العقلاء الأصحاء حينما يكذبون ويفترون على الله تعالى بادعاء
الوحي والإلهام يكتبون نصوصًا للوحي بالكذب، ولكنهم يحاولون أن يكون ما يدعونه من
نصوص من الوحي جميلة بليغة مرتبة قدر الإمكان، وأمّا المرضى النفسيون فلا يكونون
على الدوام في حالة اللاوعي النسبيّ التي يأتي لهم فيها الوحي والإلهام، فنجد ما
يدعونه من إلهام ووحي عبارة عن ألفاظ وجمل قد تكون بلا معنى يعرفه صاحب الوحي، وقد
تكون غير مترابطة لأنها ليست من كلام الله تعالى، أو قد تكون نصوصًا من آيات
القرآن أو الحديث الشريف أو وقد تكون بعض أشعار العرب، ولكن لا يجمعها ترتيب أو
نظام ولا بلاغة فيها، ومع ذلك لا يجد هذا المريض النفسيّ حرجًا في نشرها على أنها
من كلام الله تعالى، فهو مقتنع تمامًا وبشكل قطعي أنّ الله تعالى يوحي إليه،
وبالتالي لا يستطيع التدخل في نصوص الوحي الذي يدّعيه، فمهما كانت متناثرة غير
مرتبة وغير مفهومة وبلغات قد لا يعرفها، ولا حتى بترتيب معقول، فنجده يكتبه كما هو
مهما كان، ونجده يجزم بنبوءات – لا يقولها عاقل- وأنها لا بد أنّ تتحقق بشكل قطعي،
فإذا لم تتحقق يقول إنه لم يفهم الوحي، وإنّ ربه صحح له الفهم بعد ذلك، والميرزا
أقر كثيرًا جدًا بعدم فهمه للوحي، ووصل به الأمر إلى اتهام الأنبياء بأنهم هم
أيضًا لم يفهموا الوحي من الله تعالى، ولكنه لا يتراجع أبدًا عن وحيه أنه من الله
تعالى، ومن هذه النبوءات نبوءة عمره؛ أنه سيعيش ثمانين سنة قد تزيد قليلًا أو تقل
قليلًا، فلا يمكن أنْ يكون عاقلًا صحيحًا من يقول هذا الكلام، إلا أنْ يكون مريضًا
نفسيًا بأوهام مكالمة الله تعالى له، بينما نجد ما يكتبه في كتبه من غير الوحي
منمقًا مرتبًا لأنه يكتبه حالة الوعي.
· يقول الميرزا أنّ وحيه
من ربه هو ظل للقرآن الكريم، والظل هو المتابعة اللصيقة ومشابهة الظل للأصل
أحيانًا، فهل وحي وإلهام الميرزا يشابه القرآن الكريم، فبنظرة سريعة في كتاب
(التذكرة)([10])
وبقية كتب الميرزا وبخاصة التي كتبها باللغة العربية سنجد الفرق الهائل بين ما
كتبه الميرزا على أنه من وحي ربه، وبين ما كتبه باللغة العربية من غير الوحي
والإلهام، فالميرزا كان يقتبس من كتب أدباء العربية، وكان يطلب التحسين لما يكتبه
باللغة العربية من علماء اللغة العربية المرافقين له، بل ويستعين بالقواميس
العربية كما في الرواية 104 من كتاب سيرة المهدي([11])،
وقد أقر الميرزا بالاقتباس من كتب الأدباء العرب مثل كتاب مقامات الحريري([12]).
والخلاصة:
الميرزا مريض نفسي بأوهام المهدوية والولاية التي قد تصل إلى الاعتقاد بالنبوة([13])،
ويعتقد الميرزا جازمًا أنّ الله تعالى يكلمه ويخاطبه، ولا يستطيع التخلص من هذه
الأوهام، وحينما رأى أنّ ما يتصوره من نبوءات قد سقطت، لم يتراجع عن أوهامه، بل
يبدأ في التحايل والبحث في النصوص عن أي مخرج يعلل به فشله، بحيث لا يخرجه من حالة
الأوهام التي يعيشها بالفعل، وقد يلجأ للكذب بالادعاء أنّ ما يحدث له قد حدث مع
الأنبياء من قبل.
12-
إثبات مرض الميرزا بالهستيريا:
هذه إقرارات من الميرزا ومرافقيه أنه كان مريضًا
بالهستيريا أو المراق، وهناك مشابهة وراثية لحال الميرزا في عائلته.
أولًا:
ما ورد من روايات في كتاب (سيرة المهدي) تأليف (البشير أحمد) ابن الميرزا عبارة عن
إقرارات من الميرزا ومن زوجته (نصرت جيهان)، بأنه مصاب بالهستيريا، أو كما سماه هو
بالمراق، فهذه الإقرارات ملزمة للأحمديين، أمّا رأي ابن الميرزا دفاعًا عن أبيه
بأنّ الهستيريا المذكورة لم تكن مرض الهستيريا المعروف، وإنّما مشابهة في الأعراض
فقط، فهذه شهادة مجروحة، وسأثبتُ بإذن الله تعالى خطأ ما قاله البشير أحمد.
الإقرارات التي وردت في كتاب (سيرة المهدي) أن
الميرزا مصاب بالهستيريا
1- الرواية 372([14])،
وفيها يقر الميرزا بأنه مصاب بالهِسْتِيريا أو كما وصفه بالمراق، ثم يأتي (البشير
أحمد) برأي الطبيب المعالج، أنّ ما عند الميرزا ليس مرض الهستيريا المعروف، وإنّما
هي أعراض التعب والإرهاق الشديد التي تشابه مرض الهستيريا، فإذا كان الميرزا هو
الحَكَمُ العَدْلُ، والذي سماه ربه آدم والمهدي لأنّ ربه يلاش هو معلمه الوحيد،
وأنّ الله لا يتركه على خطأ طرفة عين، فلماذا تركه ربه يقرر أنه مصاب بالهستيريا
أو المراق، ولا يقوم بالتصحيح لهذه المعلومة المخالفة لشرف النبوة، وللعلم عندما
سُئِلَ الميرزا عن إصابة الأنبياء بالهِسْتِيريا نفى ذلك قطعيا([15])،
إذَنْ الميرزا يعرف مرض الهستيريا وقد نفاه عن الأنبياء بشكل واضح وأثبته لنفسه، وبالتالي
لا يصح أنْ يقول (البشير أحمد) نقلًا عن الطبيب المعالج إنّ الميرزا لم يكن يعرف
مرض الهِسْتِيريا، وإنّما تشابهت عليه الأعراض، والأمر الآخر المهم أنّ الميرزا
نفسه كان قد تعلم في شبابه الكثير من العلوم الطبية من أبيه كما في كتاب (البراءة)
1898م([16])،
كما نجد في الرواية 19([17])
إقرار السيدة (نصرت جيهان) زوج الميرزا بأنه مصاب بالهِسْتِيريا، وهي لم تكن
طبيبة، فبالتأكيد قد عرفت إصابة الميرزا بالهِسْتِيريا من زوجها الميرزا نفسه بسبب
تكرار النوبات.
2- ومما يثبت العنصر الوراثي في مرض الميرزا،
الإقرارات المهمة التي وردت في كتاب (سيرة المهدي)، أنّ والدة الميرزا([18])،
وأخته([19]) كانتا
تريان رؤى وكشوف وتتحقق، أي أنّ مسألة الرؤى والكشوف التي تتحقق لم يتفرد بها
الميرزا، بل هي كما قال هو في كتابه (حقيقة الوحي)، هي بسبب البُنية الدماغية لبعض
الناس، وقد يكونون مؤمنين أو فساق أو زناة أو كافرين([20])،
وعائلة الميرزا كانت عائلة فاسقة مساندة على الدوام للمحتل الأجنبيّ مثل الاستعمار
الإنجليزي ضد مجاهدي المسلمين الذين يجاهدون الاحتلال، وقد ذكرتُ ذلك تفصيلًا في
الباب الثاني من كتاب (حقيقية الطائفة الأحمدية القاديانية)، في مناقشة علاقة
الميرزا وعائلته بالاستعمار الأجنبي للهند.
13-
الميرزا
مريض بالضعف الدماغي والتشنجات المتكررة.
كان
الميرزا يعاني من كل هذا، فالميرزا كان يعاني من نوبات الضعف الدماغي بإقراره
المتكرر، وكان يحرص على العلاج منها باستخدام الأدوية والنباتات والأعشاب، وهذا
مما يؤكد على الحالة النفسية والعصبية التي كان يعاني منها، والله تعالى لا يرسل
نبيًّا أو حتى مصلحًا ويعاني من الهِسْتِيريا، أو من نوبات الضعف الدماغي، ويبحث
عن العلاجات لتقوية دماغه باعتراف الميرزا.
·
يقول
الميرزا([21]):
“ يعترض منشي إلهي بخش ورفقاؤه بأنّي استخدم "المسك"
و"كيوره"(1)، وأدوية مثلهما. إنني أستغرب أنهم يعترضون على تناول الحلال
والطيبات من الأشياء. لو تأملوا وأمعنوا النظر في حالة المولوي عبد الله الغزنوي
لخجلوا عند مقارنتي به. كان المولوي عبد الله مشغوفا بالزوجات فكان يأكل البيض
والدواجن بكثرة لدرجة كان يريد الزواج في الفترة الأخيرة من عمره أيضا. أما أنا
فيمكن العثور على شهادة بحقي متى أكون بحاجة إلى "كيوره" وغيره. أتناول
"كيوره" وما شابهه عندما أشعر بشيء من الاختلال في الدماغ أو
التشنج في القلب. والله تعالى يعلم أني لا أحتاج إليهما ما عدا ذلك. عندما
أعمل طويلا جالسا أُصابُ بالنوبة أحيانا فجأة، وفي بعض الأحيان تقارب الحالة إلى
الإغماء، فأضطر لتناوله كعلاج. وللسبب نفسه أخرج للتنزه كل يوم".
وفي الحاشية على النص السابق (1) "كيوره": هو عصير
نوع من الأشجار وتسمى بالإنجليزية Pandanus، يستخدم في القارة الهندية،
يفرح القلب ويقوي الدماغ (المترجم (.
·
يقول الميرزا([22]):
“ 1889سافرتُ مرة إلى مدينة "عليجرة"، وما كنتُ قادرًا على الحديث
الطويل أو الجهد الذهني بسبب نوبة الضعف الدماغي التي أصابتني قبل مدة في قاديان
... فقابلَني شيخ من مشايخ "عليجرة" اسمه محمد إسماعيل والتمس مني
بتواضع مفرط أن ألقي كلمة ... فقبلتُ طلبه بسرور القلب، وأحببتُ أن أبيّن حقيقة
الإسلام في اجتماع عام ... ولكن حدث بعد ذلك أن منعني الله تعالى من ذلك ... وإنني
واثق من أن الله تعالى لم يرد أن أبذل جهدًا ذهنيًا مضنيًا فأُصاب بمرض جسدي، لأن
صحّتي لم تكن على ما يرام أصلاً، لذا منَعني الله تعالى من الخطاب".
·
يقول الميرزا([23]):
“ لا أزال مصابا بضعف الدماغ وتتدهور الحالة أحيانا لدرجة تصبح
قريبة من الموت. لقد شاهد معظمكم حالتي هذه. كذلك أنا مصاب بمرض كثرة البول أيضًا
منذ مدة طويلة وكأنني أُلبستُ مهرودتين، إحداهما في الجزء العلوي من الجسم والأخرى
في الجزء السفلي منه".
وأخيرًا هلك الميرزا في 26 مايو سنة 1908م بالإسهال
والقيء بسبب مرض الكوليرا الوبائي، ولم يستطع الذهاب إلى بيت الخلاء بسبب شدة
الإعياء، فنقلوا له كل ما يلزم لقضاء الحاجة في حجرة نومه فتحولت حجرة نومه إلى
بيت خلاء من كثرة القيء والإسهال([24]).
سلسلة مقالات الرد على كتاب شبهات وردود، وستكون بداية سلسلة هذه المقالات برقم 1001 للتمييز عن المقالات العامة.
مقال (1001) الرد على تكفير الأحمديين للمسلمين ولكل من لم يبايع الطائفة على نبوة الميرزا غلام حتى لو لم يسمع باسمه.
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2025/01/1001.html
([1]) النص كما جاء في كتاب (التذكرة) بتاريخ 14/1/1906م صفحة 640،
يقول الميرزا غلام: " (1): كتب الله لأغلبن أنا ورسلي". (2):
"سلام قولا من رب رحيم". (3): "ہم مکہ میں مریں گے یا مدینہ
میں۔" (أردية). أي: نموت في مكة أو في المدينة. (دفتر الهامات سيدنا
المسيح الموعود عليه السلام ص 55). الشرح: لقد قدر الله تعالى منذ البداية أنه
ورسله هم الغالبون. يقول الله الرب الرحيم سلام أي لن تموت خائبا خاسرا.
أما وحيه: نموت في مكة أو في المدينة، فيعني أنه تعالى سيكتب لي قبل
الموت فتحا كفتح مكة، وسيجعل أعدائي الآن مغلوبين بآيات قهرية كما
جعل الأعداء يوم الفتح مغلوبين قهرا. والمعنى الثاني أنه تعالى سيكتب لي
قبل الموت فتحا كفتح المدينة حيث تهوي إلى قلوب القوم من تلقائها.
ففقرة "كتب الله لأغلبن أنا ورسلي" تشير إلى مكة، وفقرة "سلام
قولاً من رب رحيم" تشير إلى المدينة. ("بدر"، مجلد 2، عدد 3،
يوم 1906/1/19، ص 2 ، و "الحكم"، مجلد 10 عدد 2، يوم 17/1/1906، ص
(3)".
([2]) النصوص
التي تبين عقيدة الميرزا غلام في درجة ومقام وحي يلاش العاج له بالنسبة للكتب
المقدسة القرآن والتوراة والإنجيل:
1- يقول الميرزا غلام في كتابه " تحفة
الندوة ": " ... فكما بيّنتُ مرارا أن الكلام الذي أسرِده هو كلام
الله بالقطع واليقين كما أن القرآن والتوراة كلام الله. وأنا نبيّ الله
بصورة ظلية وبروزية، وطاعتي واجبة على كل مسلم في الأمور الدينية، وواجب عليه أن
يؤمن بي مسيحا موعودا. وكل من بلغته دعوتي - وإن كان مسلمًا - ولكنه لا يعتبرني
حَكَما له ولا يؤمن بي مسيحا موعودا ولا يَعُدّ وحيي من الله تعالى فهو جدير
بالمؤاخذة في السماء لأنه ينكر الأمر الذي كان عليه قبوله في حينه. لا أقول فقط
بأنني لو كنتُ كاذبا لهلكتُ، بل أقول أيضًا بأني صادق مثل موسى وعيسى وداود
والنبيّ صلى الله عليه وسلم وقد أرى اللهُ تعالى أكثر من عشرة آلاف آية لتصديقي.
لقد شهد لي القرآن، وشهد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدد الأنبيّاء
السابقون زمن بعثتي وهو هذا العصر. وكذلك حدد القرآن الكريم أيضًا زمن بعثتي وهو
هذا العصر. لقد شهدت لي السماء والأرض، كذلك ما خلا نبيّ إلا وقد شهد لي. ".
2-وفي مجلد الإعلانات الثاني، الإعلان 211، يقول الميرزا غلام: " وإنني أؤمن بالهامات الله تعالى التي تنزل عليَّ
كإيماني بالتوراة والإنجيل والقرآن المقدس".
3- ويقول الميرزا غلام: " لا أقول لكم
أن تؤمنوا بآيات العصور السابقة فحسب، بل أقول لكم أن تبارزوني إن لم أكن حكَمًا
من الله في رأيكم، واعلموا أنني قد أتيت في وقت اختلاف المعتقدات، وإن جميع
المناقشات الأخرى عابثة بحذائي سوى مناقشة كوني حكَمًا، فهو حق الجميع الذي قمتُ
بالقضاء فيه. لقد خصّني الله تعالى بالآيات الأربع التالية:
o 1 - لقد أُعطيتُ آيةَ الفصاحة والبلاغة
بالعربية ظلّا لمعجزة القرآن الكريم، ولا يقدر أحد على مبارزتي في ذلك.
o 2 - وأُعطيتُ آية بيان حقائق معارف القرآن
الكريم، ولا يقدر أحد على مبارزتي فيه.
o 3 - أُعطيتُ آية كثرة استجابة الدعاء، ولا يقدر
أحد على قبول التحدي فيه. وأقول حلفًا بالله تعالى إن قرابة ثلاثين ألفًا من
دعواتي قد استجيبت إلى الآن، ولديّ ما يثبت ذلك.
o 4 - أُعطيتُ آية الأخبار الغيبية، ولا يقدر أحد
على مبارزتي في ذلك. إنها شهادات من الله تعالى عندي. كما تحققت في حقي نبوءات
الرسول - صلى الله عليه وسلم - مثل آيات ساطعة".
([3]) في كتاب (التحفة الجولروية) 1900م، والمنشور سنة 1902م الصفحة 88،
يقول الميرزا: "فغاية القول: إنّ الحديث "إمامكم منكم" يعني أن
المسيح القادم ليس إسرائيليًا البتة، بل هو من هذه الأمة حصرًا، كما يدل على
ذلك ظاهر النص، أي: إمامكم منكم. أما التكلف والتأويل بأنّ عيسى - عليه السلام
- سيصبح من الأمة بعد النزول ولن يبقى نبيّا، فليس هناك أي قرينة عليه.
والعبارة تجدر أن تُحمل على ظاهرها قبل وجود قرينة، وإلا عُدَّ تحريفا كتحريف
اليهود، باختصار؛ أن القول بأن عيسى - عليه السلام - بعد النزول يرتدي زي
المسلمين ويُدعى فردا من الأمة، تأويلٌ غير عقلاني ويتطلب دلائل قوية، فمن
حق جميع النصوص الحديثية والقرآنية أن تُفسَّر نظرًا لظاهر الكلمات ويُحكم عليها
بحسب الظاهر إلا أن تنشأ قرينةٌ صارفة، ودون القرينة الصارفة القوية يجب أن لا
تفسَّر خلافا للظاهر، وأنّ المعنى الحرفي لـ"إمامكم منكم" يقتضي
أن يولد ذلك الإمام في هذه الأمة حصرًا(*)، وإذا ادَّعى أحد خلاف ذلك بأنّ
عيسى - عليه السلام - الإسرائيلي الذي نزل عليه الإنجيل هو نفسه سيصبح من الأمة
بعد العودة إلى هذا العالم؛ فهذه الدعوى جديدة(**) وتنافي
ظاهر النص، وتحتاج إلى دليل قاطع، فالدعوى دون إثبات غير جديرة بالقبول".
(*) لقد بيّنت في الرد على مغالطة الميرزا
فيما يخص التعبير "وإمامكم منكم"، أنّ قول الميرزا بضرورة ولادة الإمام
في المسلمين حصرًا، يثبت أنّ الإمام المذكور في الحديث لا بد أن يكون هو المهدي
القرشي، وليس بالضرورة أن يكون مولد الموعود وهو الإمام الروحاني في المسلمين
حصرًا من بدايته، فقد يكون مولودًا غير مسلم، ثم يسلم ويحسن إسلامه بعد ذلك، وعلى
العموم قد فصّلت هذا الأمر في الباب الثاني من الجزء الأول من كتابي (حقيقية
الطائفة الأحمدية القاديانية).
(**) قول الميرزا "فهذه الدعوى
جديدة وتنافي ظاهر النص، وتحتاج إلى دليل قاطع"، في منتهى الأهمية،
لأنه يرد على عقيدة الميرزا وبشير الدين محمود في الاعتقاد بنبوة جديدة لم تكن
موجودة من قبل وهي النبوة غير المباشرة، أي التي ليست عن طريق الاجتباء المباشر من
الله تعالى، ولكن هذه النبوة الجديدة غير
المباشرة عن طريق تمام الطاعة لسيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم أي أنها نبوة
ظليّة، ودليل الميرزا وبشير الدين محمود في الاعتقاد بهذه النبوة الجديدة أنّ
القرآن لم ينكر إمكانية وجود هذه النبوة، أي كما سنرى من قول بشير الدين محمود أنه
توصل لهذا الرأي بالاستنتاج والاستنباط كما في كتاب بشير الدين محمود (حقيقة
النبوة)، ولقد ضرب الميرزا وبشير الدين محمود عرض الحائط بظاهر نص الآية
{...الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا...} (4) سورة المائدة، فكيف بعد هذه الآية
الجامعة المانعة تنشأ عقيدة ونبوة بالاستنتاج والاستنباط بعد إكمال الدين وإتمام
النعمة، وليس هذا فقط، بل يرى الأحمديون أنّ من لا يؤمن بهذه النبوة الجديدة
المبتكرة يعد كافرًا كمن كفر بأي نبيّ من الأنبياء السابقين، وعمومًا فقد فصلت
القول في هذا الموضوع في الجزء الثاني من كتاب (حقيقية الطائفة الأحمدية
القاديانية).
([4])
كتاب (إعجاز المسيح)1901م صفحة 68، يقول الميرزا غلام: "... وتعلمون أنه من
فسر القرآن برأيه وأصاب فقد أخطأ ثم تتبعون أهوائكم ولا تتقون من ذرأ وبرأ
وتتكلمون كالمجترئين...".
وفي كتاب (الديانة الآرية) 1895 صفحة 99 يقول الميرزا غلام: " وينبغي أن يتذكروا أن التفسير بالرأي في ديننا معصيةٌ عظيمة،
فحين يريدون أن يفسروا القرآن الكريم فيجب أن تؤيد تفسيرَهم الآياتُ الأخرى من
القرآن الكريم وتشرحه ولا تعارضه وتناقضه، لأن القرآن يفسر بعضه بعضًا،
بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون هناك حديث صحيح مرفوع متصل إلى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - مفسِّرًا لذلك التفسير، لأن النبيّ المقدس الكامل
الذي نزل عليه القرآن الكريم هو أعلم بمعاني القرآن الكريم. باختصار هذا هو
الطريق الأتم والأكمل لتفسير القرآن الكريم، لكن إذا لم يتوفر أيّ حديث
صحيح مرفوع متصل فأدنى استدلال أن تفسر آية من آيات القرآن الكريم في ضوء
الآيات البينات الأخرى. أما إذا فسر أحدٌ بحسب ظنه ورأيه دون
الالتزام بهذين الشرطين فمرفوضٌ وباطل تماما، فلو التزم القس عماد الدين
هذا الطريق لما هلك نفسُه ولما تسبب في هلاك الآخرين".
([5]) كما
رأينا في باب الأصول في هذا الكتاب، وفي كتاب (حقيقية الطائفة الأحمدية
القاديانية) الجزء الأول والثالث.
1-
في كتاب (الواضح في علوم القرآن) [مصطفى ديب البغا].
هو تفسير القرآن الكريم على معان مخالفة لظاهر
القرآن الكريم، مما يجافي معاني الكلمات والجمل في القرآن الكريم،
دون دليل أو شبهة من دليل. وهذا نجده ظاهرا في تفاسير الباطنية الذين رفضوا الأخذ بظاهر القرآن،
وقالوا: للقرآن ظاهر وباطن، والمراد منه:
باطنه دون ظاهره. ومن
أمثلة ضلالهم تأويل قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} بأن
المراد بالصلاة هي العهد المألوف، وسمي صلاة لأنها صلة بين المستجيبين ويبن
الإمام، وتأويل الصيام بأنه الإمساك عن كشف السر.
حكم هذا النوع من التفسير:
هو تفسير باطل وإثم، بل فيه الخروج عن الإسلام لمن اعتقد
ذلك، معاذ الله.
ويستدل لبطلانه بالوجوه التالية:
أ- إنه تفسير يقوم على عقيدة التحلل من التكاليف
الشرعية، والرفض للشرائع والأحكام من حيث الحقيقة والواقع. وفي هذا نقض بناء
الشريعة، وحل عرى الإسلام.
ب- فضلا عن كونه غريبا عن معاني الكلمات والجمل في اللغة
العربية. وفي ذلك مخالفة صريحة لقول الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2].
ج- إنه يجعل القرآن ملهاة، يفسره كل مفسر بما شاء
له ضلاله وهواه.
هـ- إنه يفك عقد المسلمين، ويفرّق جماعتهم، من
جراء فقدان ضوابط تفسير القرآن الكريم
https://shamela.ws/book/11426/235#p1
2-
كتاب
(المفسرون
حياتهم ومنهجهم)، المؤلف: السيد
محمد علي ايازي، التفسير
الباطني:
تفسير
رمزي يرفض الظاهر ويهوي الى الباطن من دون تذوق وجداني وكشف باطني ، ويدّعي من
فسره أن لكل محسوس ظاهراً وباطناً ، فظاهره ما تقع الحواس عليه ، وباطنه ما يحويه
العلم به بأنه فيه ، واستدلوا بتفسيرهم ومنهجهم بقوله تعالى : {وَمِنْ كُلِّ
شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الذاريات : 49]، وقوله :
{وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان : 20] ، وقوله :
{وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} [الأنعام : 120] ، واستدلوا أيضاً بقوله
النبي صلى الله عليه واله (ما نزلت عليّ
من القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن).
إن التفسير الباطني يقوم على أساس اصطناع نوع من المماثلة
بين معنيين لا تربط بينهما أية علاقة حقيقية، لا علاقة لغوية، ولا علاقة عقلية في إيجاد العلة الأصولية المشتركة المنضبطة، أو الاستدلال
بالشاهد على الغائب، أو بالحد الأوسط الذي يجمع بين مقدمتي القضية المنطقية)
(2). وقد يكون التفسير رمزياً فيه علاقة في إيجاد الربط المشتركة بعلاقة لغوية أو عقلية.
ونموذج
من ذلك، تأويلهم في قوله تعالى: {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} [البقرة: 22]. بالوحي الصادر من الله للأنبياء والسماء هي شريعة الحق
أو تجلي الوحي فسالت قلوب الرسل التي احتملت من الوحي قدر ما ينتفع به أهل دوره.
([8]) وقد أثبت كل هذا في الجزء الثالث من كتاب (حقيقية الطائفة
الأحمدية القاديانية) بنصوص من كتب الأحمديين في موقعهم الرسمي.
([11]) 104 - بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. حدثني المولوي شير
علي أن المسيح الموعود؟ كان يقول: إن كتاباتي كلها منصبغة بصبغة الوحي لأنها كُتبت
بتأييد خاص من الله تعالى. وكان يقول: في بعض الأحيان أكتب بعض الكلمات والجمل،
ولكني لا أعرف معناها إلا عندما أرجع إلى القواميس بعد كتابتها.
كان المولوي المذكور يقول: كان الميرزا صاحب
يرسل كتبه العربية ومسوداتها إلى الخليفة الأول والمولوي محمد أحسن، وكان يوصيهما
أن يحسّنوا إذا كان هناك ما يحتاج إلى التحسين. كان الخليفة الأول يقرأ المسودة
ويرسلها كما هي، ولكن المولوي محمد أحسن كان يبذل جهدًا كبيرًا فيغير في بعض
الأماكن كلمات بقصد التحسين. كان المولوي شير علي يقول: قال المسيح الموعود؟ في
إحدى المرات: إن المولوي محمد أحسن يقوم بالإصلاح والتحسين من ناحيته، ولكني أرى
أن كلمتي التي كتبتها هي المناسبة وفي محلها وهي الأفصح، أما ما كتبه المولوي
المحترم فهو ضعيف، ولكني أبقي أحيانًا ما كتبه المولوي المحترم حتى لا يصاب
بالإحباط بشطبي جميع كلماته المقترحة.
([12]) في كتاب (نزول المسيح) 1902م يعترف الميرزا باقتباسه من كتاب
مقامات الحريري صفحة 50 حيث يقول: " والآن اصغوا إلى اعتراضه [أي اعتراض من
يتهمونه بالسرقة الأدبية من كتاب مقامات الحريري]؛ يقول: وردت في هذا الكتاب
(إعجاز المسيح) - الذي يقع في مئتي صفحة - جُمَلٌ سُرقت من مقامات الحريري- وهي
بضع فقرات فقط لو جُمِعت قد لا تربو على أربعة أسطر - وبعضها مسروقة من القرآن
الكريم أو كتب أخرى، وبعضها كُتبت بشيء من التغيير والتبديل وبعضها من أمثال العرب
المعروفة، هذه هي "سرقتي" التي اطلع عليها مهر علي، إنها عشر فقرات أو
اثنتا عشرة فقرة - من بين عشرين ألف فقرة - منها آيات القرآن الكريم وبعضها من
أمثال العرب وبعضها، على حد قوله، توارد مع فقرة للحريري أو الهمذاني (أو
الهمداني)، ولكن من المؤسف أنه لم يشعر بأدنى حياء عند إثارته هذا الاعتراض، ولم
يُعمِل فكره قط أنه حتى إذا لم تُعتبر هذه الجمل القليلة أو بضعة منها تواردا - مع
أنه وارد في كلام الأدباء -، بل ظُنَّ أن هذه الجُمل القليلة قد تم اقتباسها، فما
الاعتراض على ذلك؟ لقد اقتُبست في كتاب الحريري أيضا آيات قرآنية وفيه بضع فقرات
وأبيات لغيره بشيء من التصرف فيها. كذلك توجد فيه بعض الفقرات لأبي الفضل بديع
الزمان بعينها. فهل يجوز القول بأن مقامات الحريري كلها مسروقة؟، بل قد أساء البعض
الظنَّ بأبي القاسم الحريري باعتبارهم كتابه كله من تأليف غيره. ويقول البعض بأنه
عُرض ذات مرة على سبيل الاختبار على حاكم، على أنه كاملٌ في فن التأليف، وأُمِر
بأن يكتب بيانا فصيحا بليغاً بالعربية، ولكنه لم يستطع ذلك فتعرض لخجل وندامة
كبيرة. ولكنه مع ذلك يعُدَّ من الأدباء العظام ويُنظر إلى كتابه "مقامات
الحريري" بنظرة التعظيم والإجلال مع أنه لا ينفع من الناحية الدينية أو
العلمية شيئا؛ ذلك لأن الحريري لم يقدر على أن يكتب قصة صادقة أو أسرار الحقائق
والمعارف بعبارة فصيحة وبليغة ليثبت أنه قادر على أن يجعل الكلمات تابعة للمعاني
والمعارف، بل جعل المعاني تابعة للكلمات من البداية إلى النهاية، الأمر الذي أثبت
أنه ما كان قادرا قط على أن يسرد حادثا حقيقيا بالعربية الفصيحة. فالذي يهتم
بالمعاني ويهدف إلى بيان المعارف والحقائق لا يستطيع الحصول على النخاع من عظام
جمعها الحريري"
([13]) وللعلم فإنني كطبيب قد رأيت الكثير من هذه
الحالات في المستشفيات متعددة الأقسام التي عملت بها، بل من هذه الحالات من يدعي
الألوهية أيضًا.
([14]) الرواية 372. - بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. حدثني
الدكتور مير محمد إسماعيل وقال: سمعت المسيح الموعود يقول مرات عديدة: إنني مصاب بالهستيريا، وأحيانًا كان يصفه بالمراق،
والحقيقة أنه بسبب جهوده الفكرية وأعماله اليومية الشاقة من أجل تأليف الكتب كان
يتعرض لأعراض عصبية توجد
عمومًا في مرضى الهستيريا، منها مثلا التعرض للضعف الفجائي أثناء العمل الجهيد،
والتعرض للدوار، وبرودة اليدين والقدمين، ونوبة الإرهاق والقلق، أو الشعور بحالة
موشكة على الموت، أو التعرض للاضطرابات القلبية في الأماكن الضيقة أو بين الناس
وغير ذلك من الأعراض. إنها علامة لحساسية الأعصاب أو الإرهاق، ومريض الهستيريا
أيضا يعاني من هذه الأعراض. وبهذا المعنى كان حضرته مصابًا بهذا المرض الهستيري أو
المراق. أقول: ما تقدّم في رواية المولوي شير علي أن حضرته كان يقول: يظن البعض عن
الأنبياء أنهم مصابون بمرض الهستيريا إلا أن هذا خطأ الناس، الحقيقة هي أنه تظهر
لدى الأنبياء بسبب رهافة الحس أعراضٌ تشابه أعراض الهستيريا مما يجعل البعض يخطئون
فيظنون أنه الهستيريا؛ وهذا يعني أن ما كان حضرته يقول أحيانًا أنه مصاب
بالهستيريا إنما كان تماشيًا مع هذا التعبير السائد وإلا فكان يعرف علميًّا أنه
ليس بالهستيريا وإنما هي أعراض تشابه أعراض الهستيريا التي تولدت من رهافة الحواس
والإرهاق الشديد لكثرة الأشغال. وأقول أيضا بأن الدكتور مير محمد إسماعيل طبيب
حاذق وماهر جدًّا. كان ينجح بعلامات عالية في الامتحانات في فترة دراسته وفي
الامتحان الأخير للطب احتل المركز الأول في إقليم البنجاب كله، كما أن مهارته
وحذاقته وجدارته أيضا معروفة ومعترف بها في أيام وظيفته. ولكونه قريبًا للمسيح
الموعود تمتع بصحبة حضرته وتسنت له فرص كثيرة لمعالجته أيضا لذلك فيقام لرأيه وزن
لا يحظى به رأي آخر.
([15]) الأنبياء والهستيريا، 367 - بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ. حدثني المولوي شير علي وقال: قال حضرته مرة أثناء النزهة: يظن البعض
عن الأنبياء أنهم مصابون بمرض الهستيريا إلا أن هذا خطأ الناس، الحقيقة هي أن حواس
الأنبياء تصبح أرهف وأسرع إلى أبعد الحدود مما يجعل البعض يخطئون فيظنون أنها
الهستيريا، في حين أنها ليست بالهستيريا البتة، بل هي حالة مشابهة لها من حيث
الظاهر فقط مما يجعل الناس يخطئون فيصفونها بالهستيريا.
([16]) يقول الميرزا في كتاب (البراءة) صفحة 266: "وأقول عودًا إلى
الموضوع السابق بأن دراستي في الطفولة بدأت على هذا النحو ... أني عندما بلغت
السادسة أو السابعة من عمري وُظِّف معلمٌ فارسي لتعليمي؛ فعلمني قراءة القرآن
الكريم وعددًا من الكتب الفارسية، وكان اسم ذلك الصالح فضل إلهي. فلما أصبحتُ ابن
عشر سنين تقريبًا عُيِّن لتربيتي أستاذ في اللغة العربية واسمه فضل أحمد. وأعتقد
أنه لما كانت دراستي هذه بذرة ابتدائية لفضل الله - سبحانه وتعالى - لذلك كان
"فضل" هو الاسم الأول للأستاذَين المذكورَين. فالمولوي فضل أحمد الذي
كان متديِّنًا وشيخًا جليلًا، ظل يدرِّسني بجهد واهتمام كبيرَين، ودرست على يده
بعض كتب الصرف وبعض قواعد النحو. وبعد ذلك حين بلغ عمري 17 أو 18 عامًا تعلمت بضع
سنين على يد شيخ آخر يدعى "غل علي شاه"، كان والدي قد وظفه وعيّنه
لتدريسي في قاديان. ولقد تلقّيت منه
العلوم المتداولة آنذاك من النحو والمنطق والطب قدرَ ما أراد الله - سبحانه وتعالى
-، كما درست بعض كتب الطب من والدي أيضًا إذ كان خبيرًا في الطب وكان طبيبًا حاذقًا. وكنت يومذاك
منكبًّا على قراءة الكتب وكأنني لم أكن في هذا العالم. كان والدي يوصيني مرة بعد
أخرى بالتقليل من مطالعة الكتب، لأنه كان يخشى بدافع اللطف المتناهي أن تختل صحتي،
كما كان يقصد من ذلك أن أبتعد عن هذا الأمر وأشاركه في همومه وغمومه"
([17]) 19. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. حدثتني والدتي أن المسيح الموعود تعرض لنوبة الصداع
والهستيريا للمرة الأولى بعد بضعة أيام من وفاة بشير الأول (وهو أخونا
الكبير الذي توفي في 1888). كان نائمًا إذ أصيب بحازوقة سببت له وعكة صحية إلا أن
هذه النوبة كانت خفيفة. ثم بعد مدة يسيرة خرج للصلاة وأخبرني بأنه يعاني من وعكة
صحية خفيفة. تقول والدتي: بعد قليل طرق شيخ حامد علي الباب (وهو كان خادمًا قديمًا
للمسيح الموعود، وقد توفي الآن) وقال: سخّني إبريقًا من الماء. تقول والدتي بأنني
أدركت أن صحته ليست على ما يرام، فقلت لإحدى الخادمات أن تسأل عن حاله، فقال شيخ
حامد علي: إنه متوعّك قليلا. فتحجبت وذهبت إلى المسجد فوجدته مضطجعًا، فلما دنوتُ
منه قال: كانت قد ساءت حالتي كثيرًا، ولكني الآن أشعر بالتحسن. كنت أؤم الصلاة إذ رأيت شيئًا أسود ارتفع من أمامي ووصل
إلى السماء، ثم سقطتُ على الأرض صائحًا وتعرضت لحالة تشبه الإغماء. تقول والدتي:
ثم أصبح يتعرض لهذه النوبات بصورة مستمرة. سألتُها: كيف كانت هذه النوبة؟
فقالت والدتي: كانت يداه وقدماه تبرد وتتوتر أعصاب بدنه ولا سيما أعصاب الرقبة،
وكان يصاب بالدُوار فلم يكن يقوى على القيام في هذه الحالة. كانت هذه النوبات
شديدة في البداية ثم بعد ذلك لم تبق فيها الشدة المعهودة كما أن طبعه اعتادها. سألتُها: هل كان يعاني من مرض في الرأس
قبل هذا؟ قالت: فيما سبق كانت تأتيه
نوبات خفيفة من وجع الرأس. سألتُها: هل كان يصلي بالناس في السابق؟ قالت:
نعم، ولكنه بعد هذه النوبات ترك ذلك. أقول:
حدث هذا الأمر قبل إعلانه بأنه المسيح الموعود. (إن كلمة الهستيريا التي
استخدمتها والدتي المحترمة عند ذكر نوبات الدُوار عند المسيح الموعود ليس المراد
منها ذلك المرض الذي يسمى بالهستيريا في علم الطب، بل استخدمت هنا للتشابه الجزئي
بين الدُوار ومرض الهستيريا بعيدًا عن المعنى الطبي المعروف، وإلا فلم يكن مصابًا
بالهستيريا كما شُرح ذلك في الرواية 365 و369 الواردتين في الجزء الثاني من هذا
الكتاب. وحيثما ذكر المسيح الموعود مرضه هذا لم يستخدم قط لفظ الهستيريا عنه، كما
لا يمكن أن يسمى مرض الدُوار بحال من الأحول بالهستيريا أو المراق في علم الطب، بل
تستخدم كلمة vertigo
باللغة الإنجليزية للدُوار ولعله نوع من وجع الرأس الذي يصاب فيه الإنسان بالدوار
ويشعر بالتوتر في أعصاب رقبته وفي هذه الحالة يصعب على المريض القيام أو المشي إلا
أنه لا يؤثر على حالة يقظته أو حواسه. فلقد رأيتُ أنا أيضا - راقم هذه الأسطر -
المسيح الموعود مرات عديدة في حالة تعرضه للنوبة المذكورة إلا أنني لم أره في حالة
أثرت على وعيه أو حواسه. وكان مرض المسيح الموعود هذا قد جاء طبقًا لنبوءة النبي
... التي أخبر فيها أن المسيح الموعود سيأتي بين المهرودتين أي ثوبين معصفرين (أي
مرضين اثنين). (انظر: مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة). أما ما ورد في الرواية أنه
قد رأى شيئًا أسود يرتفع نحو السماء فهو أمر عادي عند من أصيب بالدُوار إذ تبدو له
جميع الأشياء حوله تدور وترتفع، وبما أن المريض في مثل هذا الوضع يميل نحو إغماض
عينيه لذلك فإن هذه الأشياء تتراءى له سوداء. أما الحالة المشابهة بالإغماء فليس
المراد منها - كما تدل عليه كلمات الرواية أيضا- فقْد الوعي بكل معنى الكلمة، بل
المراد منه عدم التمكن من فتح العينين أو الكلام جراء الضعف الشديد، والله أعلم)
يرجى لمزيد من التوضيح مراجعة الروايات 81 و293 و459 التي تسلط مزيدا من الضوء على
هذا الموضوع.
([18]) 10. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. حدثتني والدتي أن
المسيح الموعود أخبرها أنه لما كان المرزا الكبير (أي والد المسيح الموعود) موظفًا
في كشمير، كانت والدتنا كثيرًا ما
تقول: يقول لي قلبي اليوم أن شيئًا ما سيصلنا من كشمير، فكان يأتينا في اليوم نفسه
شخص من كشمير. وحصل أحيانًا أن
والدتنا ما أن تنهي كلامها حتى يطرق أحدٌ الباب فلما نسأله نعلم أنه جاء من كشمير.
تقول والدتي: كان جدّك يرسل أحدًا لإيصال رسالةٍ ومبلغٍ من المال بعد كل بضعة
أشهر. كان هذا المال وغيره من قطع الذهب والفضة يأتي مخيطًا في صدرية يظل هذا
الشخص الموفَد يلبسها أثناء سفره ثم عند وصوله إلى قاديان يخلعها ويرسلها إلى
البيت فيُخرج منها أهل البيت تلك النقود وغيرها ويعيدون الصدرية إلى الشخص الموفد.
كما قالت والدتي: كان جدك يشغل منصب "صوبه" في إحدى المناطق في كشمير.
وبينما كنا نتكلم إذ صعد إلينا الخليفة الثاني للمسيح الموعود فقال: كان منصب
"صوبه" في مناطق كشمير في تلك الأيام يوازي الحاكم أو نائب الحاكم في
حكومة الإنجليز. أقول: كانت جدتنا والدة المسيح الموعود - واسمها "جراغ بي
بي"- قد توفيت في حياة جدّنا، وكانت تحبّه حبًّا شديدًا، وكان أيضا يكنّ لها
حبًّا كبيرًا ولاحظت أنه كلما ذكرها اغرورقت عيناه.
([19]) 199. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. حدثني مرزا سلطان
أحمد بواسطة المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: كانت أخت لوالدي المحترم ترى رؤى
وكشوفًا كثيرة، ولكن جدّي كان يقول عنها بأن هناك خللا ما في دماغها،
ولكنها رأت بعض الرؤى التي اضطر بسببها جدي ليغير فيها رأيه. فقد رأت مرة في
الرؤيا أن عجوزًا مسنًّا أعطاها ورقة مكتوبة كتعويذة لها. فلما استيقظت كان بيدها
قطعة من الورق التي كتبت عليها بعض الآيات القرآنية. ثم رأت في رؤيا أخرى
أنها تمشي على ضفاف النهر وتخاف من الماء وصاحت بأعلى صوتها: ماء ماء. فلما
استيقظت كانت قدماها مبللتين بالماء وعليهما آثار الرمال. بعد رؤية كل ذلك كان جدي
يقول: لا علاقة لهذه الأمور بالخلل في الدماغ.
([20]) كتاب (حقيقة الوحي) 1905-1907 صفحة 3 يقول الميرزا: " ليكن
معلوما أن الشيطان للإنسان عدو مبين، ويحاول أن يهلكه بطرق مختلفة. فمن الممكن أن
تكون الرؤيا صادقة ومع ذلك تكون من الشيطان، وأن يكون الإلهام صادقا ومع ذلك يكون
من الشيطان، لأن الشيطان مع كونه كذابا يخدع الإنسان باطلاعه على الصدق أحيانا
لينزع الإيمان. أما الذين يصلون في صدقهم ووفائهم وحبهم لله تعالى درجة الكمال فلا
يمكن أن يكون للشيطان عليهم سلطان، حيث يقول الله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ
لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}؛ فهذه علامة على أن أمطار فضل الله تعالى تنزل عليهم،
وعلى أنه توجد فيهم ألوف أمارات القبول عند الله التي سنذكرها في هذا الكتاب لاحقا
بإذن الله، ولكن الأسف كل الأسف أن كثيرا من الناس يكونون أسرى في قبضة الشيطان،
ومع ذلك يعوِّلون على رؤاهم وإلهاماتهم، وبواسطتها يريدون ترويج معتقداتهم الخاطئة
ومذاهبهم الباطلة، بل يقدمون تلك الرؤى والإلهامات شهادةً، أو ينوون الاستخفاف
بالدين الحق بتقديمهم تلك الرؤى والإلهامات، أو أن يجعلوا أنبياء الله الأطهار في
أعين الناس أناسًا عاديين. أو يريدون أن يظهروا أنه إذا كان صدق دين يثبت بالرؤى
والإلهامات فلا بد من اعتباره صادقا. ومنهم من لا يُقدِّمون رؤاهم وإلهاماتهم
لإثبات صدق دينهم، بل يهدفون من بيانها إلى أن يثبتوا أن الرؤيا والإلهام ليس
معيارا لمعرفة دين حق أو شخص صادق. ومنهم من يقصون أحلامهم استكبارا واعتزازا
بأنفسهم فقط. ومنهم مَن إذا ظهر صدق بعض أحلامهم وإلهاماتهم - حسب رأيهم - قدموا
أنفسهم بناء عليها أئمةً أو رُسُلا. فهذه بعض المفاسد التي انتشرت في هذه البلاد
بكثرة هائلة، وقد تطَّرق إلى أصحابها الكبر والغرور بدلا من الإيمان والصدق.
وفي صفحة 13 يقول الميرزا غلام: " إنني
أهدف من هذا البيان إلى أن رؤيةَ أحدٍ رؤى صالحة أو تلقّيه بعض الإلهامات الصادقة
لا تدل على كماله ما لم تصحبها العلامات الأخرى التي سنذكرها في الباب الثالث بإذن
الله القدير، بل تكون نتيجة بُنيته الدماغية. لذا لا يُشتَرَط في ذلك كون صاحبها
صالحا وتقيا، كما ليس ضروريا أن يكون مؤمنا ومسلما. وكما يرى بعض الناس رؤى أو
يعلمون شيئا بواسطة الهامات بسبب بُنيتهم الدماغية فقط، كذلك تناسب بعضَ الطبائع
الحقائقُ والمعارف بناء على بُنيتها الدماغية، فتخطر ببال أصحابها أمور لطيفة.
والحق أنه ينطبق عليهم الحديث: "آمن شِعره وكفر قلبه"، لذا فإن معرفة
الصادق ليس بوسع كل شخص بسيط. ترجمة بيت فارسي: هناك أبالسة كثُر في صورة آدم،
فيجب ألا تُعطَى اليدُ (البيعة) في يد كل واحد منهم.
تعليقات
إرسال تعليق