كتاب (حقيقية الطائفة
الأحمدية القاديانية)
الباب الرابع
الفصل الثاني
إبراء الطائفة الأحمدية
من بعض ما نسب إليها
تكوين
الكوادر من الإخوة الجدد الذين يتم تجهيزهم حتى يستطيعوا مقاومة الطائفة الأحمدية
القاديانية، يتطلب تعريفهم المعلومات غير الصحيحة عن الأحمدية القاديانية قبل
وأثناء التحلي بالمعلومات الصحيحة، ولكن لماذا؟
عندما
يقوم أخٌ من الكوادر بمحاورة القاديانيين، ويُظهر لهم معلومة يتصورها هو أنّها
صحيحة تمامًا، وأنّها من السِهام التي تصيب القاديانية في مقتل، وأثناء الحوار،
وغالبًا هناك متابعون سواء كانوا من الأحمديين أو من غيرهم، فيقوم الأحمدي
القادياني ببيان أنّ هذه المعلومة غير صحيحة، ويستطيع الأحمدي إثبات ذلك بكل يسر،
فماذا سيكون موقف الأخ المعارض للقاديانية وقتها؟ وما هي قناعة المتابعين لهذا
الأخ المحاور من مقاومي الأحمدية؟
سوف
يَرونه ضعيف الحُجة، وقد استطاع القادياني الإجابة عليه، وتفنيد كلام الأخ المحاور
المسلم بسهولة، وقد ظهر القادياني بصورة أقوى من معارض القاديانية، ولن يستمع
المتابعون مرة أخرى لهذا الأخ المسلم معارض القاديانية مستقبلًا، حتى ولو كان عنده
بعد ذلك معلومات صحيحة فعلًا، فقد أصاب الشك والريبة قلوب المتابعين.
إِذَنْ
حمل الأخ معارض القاديانية لمعلومات بعضها غير صحيح سوف يفقده ثقة من حوله من
المتابعين، ولا أخفيكم سرًا أنني قد تعرضت لمثل هذه الظروف غير الحميدة في أول
حواراتي مع الأحمديين بسبب الأخطاء في بعض معلوماتنا عن الأحمدية، ومقالاتي بهذا
الخصوص ليست جديدة، بل كنت أناقش الإخوة الزملاء مقاومي القاديانية كثيرًا في
حوارات خاصة، وكنت متصورًا أنّ هذه المعلومات غير الصحيحة قد ماتت وانتهى أمرها،
ولكن بالمتابعة وجدتها مازالت تنتشر، والمشكلة أننا في منشوراتنا في مواقع التواصل
الاجتماعي نقوم بتصدير ما عندنا للإخوة الأفارقة ومن في حكمهم من غير العرب، فلو
تابعونا وحملوا مثل هذه المعلومات غير الصحيحة، فسوف يتضررون مستقبلًا حتمًا كما
بيّنت.
ولقد
قام فريقنا فريق (إنقاذ الأحمديين)، بنشر مقالات كثيرة ورسائل موجهة وبتكرار
لتوضيح مثل هذه الأمور بعد صدور مقالات ومنشورات من مُفْتِين وعلماء كبار في
البلاد الإسلامية قالوا بأمور غير صحيحة في الأحمدية القاديانية، وهذه الأخطاء
مِنْ هؤلاء العلماء يستغلها القاديانيون في نشر دعوتهم ويستفيدون منها كثيرًا
عندما يُظهِرون للناس أنّها اتهامات باطلة وبلا دليل، بل يَتَحَدُّون من يتناقلها
من الإخوة بأنهم لا يستطيعون إثباتها من كتب الأحمدية الرسمية، فَيَظْهَرُون بمظهر
المظلومين.
ومن الأخطاء
المشار إليها، الادعاء بأنّ للقاديانيين كتاب غير القُرآن يتعبدون الله به، واسمه
"الكتاب المبين"، وأنهم ألغَوا الحَجَ إلى مكة، واستبدلوه بالحَج إلى
قاديان، وغير هذا كثير من المعلومات غير المثبتة.
لا
نريد أنْ يقع مَنْ معنا ومَنْ يأتي بعدنا من الإخوة في أخطاء وقعنا فيها من قبل،
والخلاصة فإنّ الاتهام بباطل ولو لكافر زنديق غير مقبول.
يقول
الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ
شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى ألا
تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هو أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إن اللَّهَ
خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}([1])، ما أقوم به من
تصحيح للمعلومات بشكل شخصي، وما قمنا به كمجموعة ليس حبًا في الأحمدية القاديانية،
ولكنّه العدل والحق والتخلية قبل التحلية.
والتالي
هو مقال لشيخنا الفاضل (أمجد
سقلاوي)، يُظهر
جزءًا من أعمال (فريق
إنقاذ الأحمديين) في
اتجاه تصحيح مثل هذه الأخطاء، يقول حضرة الشيخ الفاضل
في مقال بعنوان "الأحمدية بريئة من..": "من المعلوم جدًا أنّ
المعلومات عن الطائفة الباطنية الأحمدية أو القاديانية من الكثرة بحيث لم يعد
المبتدئ في دراستها التمييز بين الغث والسمين، لذلك لا بد من تبيان الكثير من
المسائل التي يجب التوقف عن نشرها على أنّها حقائق، لذلك سأقف في هذا المنشور على
بعض الإشاعات التي نالت من الأحمدية، وبالتأكيد لا أستطيع إلا أن أؤكد أنّ من وقع
في تلك الإشاعات عن الأحمدية قد ساهم بشكل أو بآخر في التأثير على بعض العوام بشكل
سلبي حيث تستخدم الطائفة الأحمدية تلك الإشاعات لصالحها وتقوم بتعميم كل ما هو
أكيد ومخالف لِمَا هو معتاد عند المسلمين بحيث تظهر بصورة الملاك الطاهر البريء،
وسأستخدم أسلوب النقاط بصيغة سؤال وجواب:
1- هل الغلام القادياني ادعى الألوهية؟
الغلام
القادياني لم يدّع الألوهية، مع أنه قد أشار في بعض مناماته أو كشوفه التي يطلق
عليها وحي، بأنه قد حل فيه الله - تعالى الله علوًا كبيرًا- وبأنه صار هو والذات
الإلهية كيانًا واحدًا.
2- هل مات الغلام
القادياني في بيت الخلاء؟
لم يمت
الغلام القادياني في بيت الخلاء، وإنما تم تجهيز غرفته لقضاء حاجته فيها وذلك
لضعفه الشديد ومرضه وكثرة عدد المرات التي يحتاج فيها للتبول.
3- هل ادعى الغلام القادياني أنه تلقى كتابًا
جديدًا غير القرآن الكريم؟.
لم
يثبت من كلامه هذه الادعاء.
4-هل يوجد عند الطائفة الأحمدية كتابًا مقدسًا يسمى ا"لكتاب
المبين"؟.
لا
يوجد لدى الطائفة الأحمدية كتابًا مقدسًا اسمه "الكتاب المبين"، وما
يوجد عندهم الآن هو كتاب تم تجميع فيه ما يسمونه "الوحي المقدس" تحت اسم
"تذكرة".
5-هل تبيح الطائفة الأحمدية المخدرات
والخمور؟
6-هل تصلي الطائفة الأحمدية باتجاه
قاديان بلد الغلام القادياني؟
لا
تصلي الطائفة الأحمدية باتجاه قاديان وإنما باتجاه مكة المكرمة.
7-هل تحج الطائفة الأحمدية لقاديان؟
الطائفة
الأحمدية تحج لمكة المكرمة، وإنما حاول محمود - ابن الغلام القادياني وخليفته
الثاني- تحويل الحج لقاديان، وله كلام في هذا الموضوع، حيث جعل الحج لقاديان حجًا
ظليًا، إلا أنه لم يستطع البوح بأكثر من ذلك.
8-هل الطائفة الأحمدية تشكل مسلحًاعلى الأمن في المجتمعات؟
الأحمدية
لا تشكل خطرًا([2]) حقيقيًا على الأمن
في المجتمعات، فهم لا يؤمنون بالتحرك المسلح، ولكن تشكل خطرًا على عقول
المسلمين" انتهى النقل من كلام فضيلة الشيخ أمجد سقلاوي.
3-
هل "الدولة الإلهية السماوية"
التي ذكرها الميرزا كثيرًا هي الحكومة الإنجليزية؟.
وهي من الأخطاء الشائعة بخصوص الأحمدية القاديانية
لقد تكرر ذكر الدولة
السماوية في كتب الميرزا، ولم أعثر على نص قطعي يفيد حتمًا أنّ الميرزا مدَّعي
النبوّة قصد بهذا التعبير دولة بريطانيا، بل المقصود في كلام الميرزا بقوله
"الحكومة الإلهية" أو "الحكومة السماوية" هو الله تعالى، وسوف
يَظْهَرُ هذا جليًا من النصوص التالية.
يقول الميرزا([3]): “ ولكني ما كنت ذا خصب ونعمة وسعة وثروة وجذبني
الله تعالى إليه وجعلني من الملهمين المُحَدَّثين...، فهذه الدولة الإلهية
السماوية([4]) قد أغنتني وجبرت عيلتي وأدخلتني في المنعمين،
فقصدتُ أن أعُين الحكومة الإنجليزية بهذا المال([5]) فقمتُ لإمدادها بقلمي ويدي، وعاهدتُ الله تعالى مذ
ذلك العهد أنْ لا أؤلف كتابًا مبسوطًا من بعد إلا وأذكر فيه ذكر إحسانات قيصرة
الهند([6]) وذكر مننها التي وجب شكرها على المسلمين. ومع ذلك
كان في خاطري أن أدعو القيصرة المكرمة إلى الإسلام، فإنها أحسنتْ إلينا وإلى
آبائنا. وما كان جزاء الإحسان إلا أن ندعو لها أن يرزقها الله تعالى توحيد
الإسلام، فألفت كتبًا وحررت في كل كتاب أن الدولة البريطانية محسنة إلى مسلمي
الهند وتنتجعها ذراري المسلمين، فلا يجوز لأحد منهم أن يخرج عليها ويسطو كالباغين
العاصين، بل وجب شكر هذه الدولة وإطاعتها في المعروف، فإنها تحمي دماءهم وأموالهم
وتحفظهم من سطو كل ظالم، فإن لم نشكر فكنا ظالمين.... فأشعت تلك الكتب المحتوية
على تلك المضامين في كل ديار وفي كل أناس، وأرسلتُها إلى ديار بعيدة من العرب
والعجم وغيرهما... لعلها تكون صالحة لشكر الدولة وامتثالها، ولعلهم يعلمون أن هذه
الدولة محسنة إليهم فيحبونها طائعين، هذا عملي وهذه خدمتي والله يعلم نيتي وهو خير
المحاسبين".
ويقول الميرزا ([7]): “الأسف كل الأسف أنّ قدرة الله تعالى تنزل من
السماء لتأييدي بكل وضوح، ولكنهم لا يكادون يعرفونها. لقد تم الصلح بين ترانسفال (Transvaal) والدولة البريطانية، ولكن حرب هؤلاء مازالت قائمة. لقد أعملت
ترانسفال (Transvaal) العقل والحكمة إذ وجدت الدولة البريطانية أقوى منها فخضعت لها،
أما هؤلاء القوم فمازالوا متمرّدين على الحكومة السماوية. لا يرون
آيات الله، ولا ينظرون إلى حاجة الأمة الضعيفة، ولا يشاهدون غلبة الصليب ولا تنخلع
قلوبهم بالنظر إلى فتنة الارتداد المستمرة والحامية الوطيس. وإذا قيل لهم إن هذا
المجدد جاء عند الضرورة تمامًا وعلى رأس القرن بالضبط وفي أيام غلبة الصليب وقد
سُمِّي مسيحًا موعودًا لأنه ظهر في زمن فتنة الصليب، قالوا: لقد ورد في الأحاديث
أنه سيأتي في الأمة ثلاثون دجالون حتى يقضوا عليها قضاء نهائيًا فما أغربه من
اعتقاد!! ".
لم يقصد الميرزا أنّ الدولة
السماوية هي بريطانيا للأسباب الآتية:
1- أنّ
الميرزا يقول" الأسف كل الأسف أن قدرة الله تعالى تنزل من السماء لتأييدي بكل
وضوح، ولكنهم لا يكادون يعرفونها"، فالكلام واضح أنّه يخص القدرة الإلهية
المؤيدة له والتي لا يعرفونها أو لا يكادون يعرفونها.
2- أوضح الميرزا أنّ من
العقل التصالح مع الدولة البريطانية كما تصالحت دولة (ترانسفال Transvaal) مع الدولة البريطانية لمّا وجدتها أقوى منها فخضعت لها.
3- يستغل الميرزا النقطة
السابقة، أي يجب أن تتصالحوا أنتم أيضًا مع الحكومة السماوية القوية أي الله تعالى
وتؤمنون بالمسيح الموعود، كما فعلت ترانسفال مع الدولة البريطانية الأقوى منها ولا
داعي للتمرد على الحكومة السماوية أي الله تعالى وقد ظهرت الأدلة والآيات التي
ذكرها في الصفحات السابقة لهذه الصفحة.
4-. يقول الميرزا "
أمّا هؤلاء القوم فمازالوا متمردين على الحكومة السماوية"، ويعقب الميرزا
بعدها ويقول" لا يرون آيات الله"، وهذا يؤكد أنّه يقصد بالحكومة
السماوية الله تعالى.
5- لقد تكرر وصف الميرزا
الله تعالى بالحكومة الإلهية السماوية كما في كتابه (نور الحق) صفحة 22، فلا قيمة من التعسف في الادعاء بأنّه يقصد
بالحكومة السماوية أنها الحكومة البريطانية، فعندنا من الأدلة الدالة على بطلان
نبوته الكثير، والتركيز عليها هو الأهم من إضاعة الوقت والمجهود في صراعات غير
مجدية، بل قد ينتصر فيها القاديانيون.
يقول الميرزا([8]): “لقد اتفقت الكتب كلها ويعترف الجميع أنّ الطاعون
سيحل في الأيام الأخيرة وأخبر به جميع الأنبياء. أما ما ورد أن باب التوبة سيُغلق
في الأيام الأخيرة فمعناه أنّه عندما يحل الموت لا تفيد التوبة، السباع المقبوض
عليها أيضًا تعجز عن فعْل شيء. فلا بد من مخافة الله، وأن مخافة الله وخشيته تُعرف
بالالتزام بالصلاة. انظروا كيف يلتزم الإنسان بقوانين الحكومة، فلماذا إذا
لا يقدّر أوامر الحكومة السماوية التي لا مجال لمقارنتها بالحكومة الأرضية؟
الوقت الحالي خطير جدًا. الطاعون عذاب الله فاخشوه واضربوا مَثلًا حسنًا للآخرين،
فإذا أبدى أحد نموذجًا سيئًا مع كونه في جماعتي فهذا لا يبرر الاعتراض على الجماعة
لأنّ في البحر يوجد من كل شيء، ولكنه يظلم نفسه بنفسه وسيندم. فعليكم أن تكثروا من
الدعاء ليوقظكم الله من الغفلة. الذنوب تصدر نتيجة الكسل والغفلة ثم يغيب تصور
خشية الله من أمام الأعين. فالسعيد هو ذلك الذي لا يجالس المستهزئين في هذا الوقت
العصيب ويدعو الله في عزلة، ويخاف أن يحل به عذابه - عز وجل - بقطع من الليل أو
النهار".
ويقول الميرزا([9]): “ولا أرغب في تاج أو عرش في الأرض، ولا يتوق قلبي
لتاج حكومة من الحكومات، يكفيني نيل حكومة سماوية، فليس للبلاد
والعقارات الدنيوية من بقاء، سُلِّمتُ إلى السماء من اليوم الأولِ، فأنّى لي أن
أطمع في أموال الدنيا".
ويقول الميرزا([10]): “ يا مساكين، هداكم الله، إنّ خلافة المسيح الموعود
خلافة روحانية ولا علاقة لها بحكومات الدنيا إذ قد أُعطي حكومة سماوية.
ثم أن العصر الراهن ليس بالذي يمكن أن يؤمن فيه الناس بالسيف إيمانًا صادقًا، بل إنّ
الجهال لا يزالون يعترضون على السيف الذي كان في الأزمنة الغابرة دع عنك أن
يُقتلوا بالسيف مجددًا، نعم، هناك حاجة ماسة للسيف الروحاني، وليعملنَّ عمله ولا
يستطيع أحد أن يعيقه. والآن أنهي هذه المقدمة، ولكن أشهِرُ فيما يلي على الأعداء
سيفًا روحانيًا...".
ويقول الميرزا([11]): السَيِّد القس! أما سؤالك إن وُجِد شخص كرسول الله
- صلى الله عليه وسلم - في زمن هذه الحكومة الإنجليزية، فما يمكن أن تفعل به هذه
الحكومة؟ ليكن واضحًا لك إذ لو كان سَيِّد الكونين - صلى الله عليه وسلم - موجودًا
في زمن هذه الحكومة، لاعتزت هذه الحكومة السعيدة بحمل حذائه، كما قام قيصر من
مكانه لما رأى كتابه، هذا غباؤك وشقاؤك أنك تسيء الظن بهذه الحكومة كأنها أعداء
المقدَّسين عند الله، إن هذه الحكومة تعز أدنى أمراء المسلمين، انظر إلى نصر الله
خان الذي لا يساوي عَبيد حضرته - صلى الله عليه وسلم - كيف احترمته قيصرة الهند
دام ظلها، فلوكان ذلك الوجود المقدس عالي الشأن -الذي يسقط بين قدميه ملوكٌ في هذه
الدنيا أيضًا - موجودًا في هذا الوقت لعاملته الحكومة بالعجز والتواضع دون شك، ولا
تقدر حكومة إنسانية أمام حكومة إلهية إلا أن تُظهر عجزها واعتقادها بما جاء به،
ألا تعلم أن قيصر الروم والذي كان ملكًا مسيحيًا في زمن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - ولم يكن أقل شأنًا من هذه الدولة كان يقول: لو حظيت أن أحضر في
صحبة ذلك النبيّ العظيم الشأن لغسلت قدميه (1)".
تعليقات
إرسال تعليق