القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (172) خطأ استدلال الميرزا الهندي و الأحمديين بالآية "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ



ان شاء الله سيتم ترجمة المقال لاحقا 
God willing, the article will be translated later
Si Dieu le veut, l'article sera traduit plus tard

مقال (172) خطأ استدلال الميرزا الهندي و الأحمديين  بالآية  "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا" على استمرار النبوة في الأمة الاسلامية .

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبيّ الأميّ و من اهتدى بهديه إلى يوم الدين
1.  فإن الميرزا غلام أحمد مدعي النبوة و الأحمديون يستدلون بالآية "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا" (69) من سورة النساء المشار إليها بأنها تثبت استمرار النبوة و استحقاق النبوة بالطاعة لله تعالى و الرسول صلى الله عليه و سلم , و أن هذه الأصناف الأربعة المشار اليهم بالمنعم عليهم في الآية هي نفس المنعم عليهم الوارد ذكرها في سورة الفاتحة " " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ ..." (7) سورة الفاتحة و بالتالي فنحن – على قول الميرزا غلام أحمد و الأحمديين - نطلب من الله سبحانه و تعالى في كل مرة نقرأ الفاتحة أن نكون أنبياء أو أن يكن من بيننا أنبياء و أن هذه النبوة مستمرة إلى يوم القيامة , و أنه لا يصح قول غير هذا و إلا فنحن نعتقد – كما يقول الميرزا غلام أحمد و الأحمديون أتباعه – بأننا أمة محرومة من فضل الله تعالى .
2.  و الآن نأتي برأي صحيح من قول الميرزا غلام أحمد و هو يتكلم عن سبب نزول الآية و بهذا الرأي إن شاء الله تعالى  سوف نعرف مناسبة الآية و ما ينبني عليها , و هل المعية في الآية يقصد بها المعية في الدنيا ؟ أم في الجنة في الآخرة ؟  

وهل ما قاله الميرزا غلام أحمد في مواضع أخرى صحيح ؟ أم أن الله تعالى رزقه الإختلاف و التناقض ليكون عبرة لغيره و دليلا لمن أراد الحق و التعرف على حال الميرزا غلام أحمد فيستقر في وجدانه و عقله كم هو الميرزا غلام أحمد دجال و كذاب .
    3.    يقول الميرزا غلام أحمد في كتاب " فتاوى المسيح الموعود الجزء2  في كلامه عن الوهابيين و علاقتهم بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم من جهة الحب له صلى الله عليه و سلم :
"لقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما مفاده: إن في الجنة مكانا أعلى أتبوأه. فبكى لسماع هذا القول صحابي كان يحبه 
صلى الله عليه وسلم كثيرا وقال: أحبك كثيرا يا رسول الله، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : إذًا ستكون معي.
 المشرك لا يمكن أن يحب النبي صلى الله عليه وسلم حبّا صادقا كذلك لا يمكن للوهابي أيضا أن يحبه. إنهم بمنـزلة الآريين بين المسلمين، لا روحانية فيهم ولا الحب الصادق لله ورسوله. " انتهى النقل .
هنا الميرزا الهندي استدل بالحديث الشريف الذي هو سبب نزول الآية "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا",
فماذا قال الميرزا غلام عن الصحابي المحب ؟
هل قال إنه سيكون نبيّا " أي من النبيين"؟
أم قال مع " مع النبيين" في الجنة ؟
و هل المعية ستكون في الدنيا ؟ أم في الجنة في الآخرة ؟
الحقيقة الميرزا غلام استدل بالآية على أن المقصود من " فَأُولَئِكَ مَعَ " بالمعنى المراد الحقيقي للآية , أي المعية بالمرافقة مع سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم , و لم يقصد هنا الميرزا أنها تعني " من النبيين" و هو ما يصر بقية الأحمديين على تفسير الآية به .
و الأمر الآخر , فقد شرح الميرزا غلام القادياني أن المعية المقصودة  لم تكن في الدنيا بل في الجنة , و بالتالي كيف يحق للأحمديين أن يقولوا أنه من الممكن أن يصبح الطائع لله و الرسول في الدنيا أن يكون نبيا في الآخرة ؟.
4.    و يعيد الميرزا غلام أحمد نفس كلامه في
ملفوظات سيدنا السميح الموعود مجلد 1
يقول:
"
...قال النبي صلى الله عليه و سلم  ذات مرة ما مفاده: إن في الجنة مكانا أعلى أتبوأه. فبكى لسماع هذا القول أحد الصحابة، سأله النبي صلى الله عليه و سلم  : ماذا يُبكيك؟ قال:أنا أحبك يا رسول الله، ولكن تكون في ذلك المقام وأين سأكون أنا؟ قال النبي صلى الله عليه و سلم  : ستكون معي. فتبين من ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم  شمل وجود ذلك الصحابي." انتهى النقل  
    5.    يستدل الأحمديون أن حرف الجر " مع " الوارد في الآية " فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ " ليس معناه المعية و الرفقة و لكن معناه " من " و يستشهدون بالنص التالي من الآية القرآنية :
 " وتوفنا مع الابرار " بأن معناها توفنا من الأبرار , و هكذا يمكن استبدال الحرف "من" بالحرف "مع" فيكون المعنى الصحيح – على قولهم - للآية " فَأُولَئِكَ من الَّذِينَ انعم الله عليهم ...." أي من النبيين و غيرهم .
و سنجيب عليهم كما يلي :
          · أولا استشهاد الميرزا غلام أحمد السابق و شرحه للآية يكفي للرد على زعم الأحمديين في الحقيقة و لكن نزيدهم استدلالا .
  ·  و في كتاب"سر الخلافة"/1894 م  ص_50 و 51  
يقول الميرزا غلام القادياني في معرض الإفاضة من سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و علاقة ذلك بالصدّيق :" كان رضي الله عنه عارفا تامَّ المعرفة، 
سليم الخلق رحيم الفطرة، 
كان يعيش في زيّ الانكسار والغربة، 
كان كثير العفو والشفقة والرحمة، 
كان يُعرف بنور الجبهة.
كان شديد التعلق بالمصطفى، 
التصقت روحه بروح خير الورى
،
وغشيه من النور ما غشّى مقتداه محبوب المولى
، 
اختفى تحت شعشعان نور الرسول وفيوضه العظمى.

وكان ممتازًا من سائر الناس في فهم القرآن وفي محبة سيد الرسل وفخر نوع الإنسان.. 
لما تجلى له النشأة الأخروية والأسرار الإلهية، 
فَض التعلقات الدنيوية، 
نبَذ العُلق الجسمانية،
وانصبغ بصبغ المحبوب
، 
ترك كل مُراد للواحد المطلوب، 
تجردت نفسه عن كدورات الجسد، 
تلونت بلون الحق الأحد، 
غابت في مرضاة ربّ العالمين.
إذا تمكن الحبُّ الصادق الإلهي من جميع عروق نفسه، 
جذر قلبه وذرات وجوده، وظهرت أنواره في أفعاله وأقواله وقيامه وقعوده،
سُمّي صدّيقًا وأُعطي علمًا غضا طريّا وعميقا، من حضرة خير الواهبين. فكان الصدق له ملكة مستقرة وعادة طبعية، وبدت فيه آثاره وأنواره في كل قول وفعل، وحركة وسكون،وحواس وأنفاس، 
أُدخل في المنعمين عليهم
 من رب السماوات والأرضين.
وإنه كان نُسخة إجمالية من كتاب النبوة، 
كان إمام أرباب الفضل والفتوة، 
من بقية طين النبيين.
ولا تحسب قولنا هذا نوعًا من المبالغة ولا من قبيل المسامحة والتجوز، 
لا من فور عين المحبة،
بل هو الحقيقة التي ظهرت عليَّ من حضرة العزة
.
كان مشربه رضي الله عنه  التوكل على رب الأرباب، 
قلة الالتفات إلى الأسباب،
وكان كظلٍ لرسولنا وسيدنا صلى الله عليه و سلم  في جميع الآداب، وكانت له مناسبةة أزلية بحضرة خير البرية، ولذلك حصل له من الفيض في الساعة الواحدة ما لم يحصل للآخرين في الأزمنة المتطاولة والأقطار المتباعدة. واعلم أن الفيوض لا تتوجه إلى أحد إلا بالمناسبات " 
و يكمل الميرزا الهندي 
 وأما الصدّيق فقد خُلق متوجّها إلى مبدأ الفيضان، 
مقبِلا على رسول الرحمن،
فلذلك كان أحق الناس بحلول صفات النبوة، 
أولى بأن يكون خليفة لحضرة خير البرية
،
ويتحد مع متبوعه ويوافقه بأتم الوفاق
، 
يكون له مظهرًا في جميع الأخلاق 
السير والعادة وترك تعلقات الأنفس والآفاق، 
لا يطرأ عليه الانفكاك بالسيوف والأسنة،
ويكون مستقرا على تلك الحالة
 ولا يزعجه شيء من المصائب والتخويفات واللومم واللعنة، 
يكون الداخل في جوهر روحه صدقا وصفاء وثباتا واتقاء
، 
لو ارتد العالم كلّه لا يُباليهم ولا يتأخر بل يقدم قدمه كل حين.
ولأجل ذلك قَفَّى الله ذِكر الصدّيقين بعد النبيين، 
و قال: " فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ". 
و في ذلك إشارات إلى الصدّيق وتفضيله على الآخرين، فإن النبي صلى الله عليه و سلم  ما سمى أحدًا من الصحابة صدّيقًا إلا إياه، ليُظهر مقامه ورَيّاه، فانظر كالمتدبرين.
وفي الآية إشارة عظيمة إلى مراتب الكمال وأهلها لقوم سالكين.
وإنا إذا تدبرنا هذه الآية، وبلّغنا الفكر إلى النهاية،
فانكشف أن هذه الآية أكبر شواهد كمالات الصدّيق،
وفيها سرّ عميق ينكشف على كل من يتمايل على التحقيق.
فإن أبا بكر سُمّي صدّيقًا على لسان الرسول المقبول،
والفرقان أَلْحقَ الصدّيقين بالأنبياء
 كما لا يخفى على ذوي العقول،
ولا نجد إطلاق هذا اللقب والخطاب على أحد من الأصحاب،
فثبت فضيلة الصدّيق الأمين،
فإن اسمه ذُكر بعد النبيين. 
" انتهى النقل

هل سيدنا أبي بكر رضي الله عنه لم يكن من الذين قال الله تعالى فيهم " و من يطع الله و الرسول " ؟؟ فيكون بحسب كلام الميرزا غلام و الأحمديين " من النبيين " 
          ·  الآية موضوع البحث تتكلم على أصناف أربعة معروفة محددة و هم الأنبياء و الصديقون و الشهداء و الصالحون , و هناك صنف خامس لم يكن من هذه الأصناف الأربعة , فلو كان منهم ما تكلم الله تعالى عليه باعتباره سيكون رفيقا لهذه الأصناف الأربعة لاحقا في الآخرة  ؟
          · معلوم من كان من قوم في الدنيا و ليس بالضرورة معهم حين وفاته فهو في الآخرة منهم و هو أيضا معهم, فالأنبياء في الآخرة مع الأنبياء مع اختلاف الدرجات و هم منهم بالقطع , و الصدّيقون في الآخرة مع الصديقين فهم منهم من الأصل , و هكذا أيضا الشهداء و الصالحون , و يتفضل الله تعالى بأن يرفق أي فئة مع الأخرى من غير أن يكونوا منهم , أي يكونون معهم رفقاء و هم ليسوا منهم .
      ·  و من كان طائعا لله و الرسول و لم يكن من قوم بعينهم - كما في الآية موضوع البحث - حين وفاته , أي ليس منهم , أي ليس نبيا و لا صديقا و لا شهيدا و لا صالحا , وكان مع القوم رفيقا لهم في الدنيا حين وفاته , أو لم يكن معهم رفيقا أي متواجدا معهم في الدنيا لحين وفاته , و لكن كان طائعا لله و الرسول حين وفاته, فيصح بفضل الله تعالى أن يكون معهم في الآخرة أي رفيقا لهم و هو ليس منهم , مثل الصحابي سبب نزول الآية , و كما قرر الميرزا غلام أحمد في شرحه للآية ,  فقد كان مع سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و لم يكن نبيا, و تنطبق الآية  أيضا على كل من كان مطيعا لله و الرسول حين وفاته , فسيكون رفيقا لهم , بالرغم من كونه ليس منهم كما أسلفت .

      ·  الآية تنبئ بما سيكون في الآخرة و ليس في الدنيا , فلو افترضنا - تنزلا – أنه من يطع الله و الرسول قد يصبح نبيا كما يدعي الأحمديون لإثبات استمرار النبوة , فهذه النبوة  سيكون في الآخرة و ليست في الدنيا , و بالتالي لا تدل الآية على استمرار النبوة في الدنيا , و استدلال الميرزا غلام أحمد بالآية كما أوضحت سابقا يثبت قولي هذا , فمن لم يكن نبيا في الدنيا فهل سيكون نبيا في الآخرة ؟
   
   و الله اعلى و اعلم 
    د.ابراهيم بدوي 
    4/7/2017

Article (172) The erroneous inference of the Ahmadis - followers of Mirza Ghulam al-Qadiani - to prove the continuation of prophethood in the Islamic nation until the Day of Resurrection










تعليقات

التنقل السريع