القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (243) هل يرى الميرزا الهندي مدعي النبوة أنه آخر الأنبياء و أنه النبي الوحيد بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ أم يرى أن النبوة مستمرة إلى يوم القيامة؟



مقال (243) هل يرى الميرزا مدعي النبوة  أنه آخر الأنبياء و أنه النبي الوحيد بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ أم يرى أن النبوة مستمرة إلى يوم القيامة؟


كنت إلى وقت قريب أنكر  أنه قد ورد على لسان الميرزا نص  يفيد استمرار النبوة إلى يوم القيامة و أنه لم يرد على لسانه إلا أنه نبي و أنه النبي الوحيد بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم .
و هذا نص من النصوص المهمة للميرزا في كتابه "توضيح المرام" /1890 صفحة 69 .
يحتوي هذا النص على إقرار الميرزا بخصوص معنى الخاتمية الوارد في آية "خاتم النبيين" بسورة الأحزاب  و إفادتها الإنقطاع أي أن "خاتم النبيين" في الآية تعني الآخير و ليس الأفضل فقط كما يدعي الأحمديون في كتابهم شبهات وردود.
أيضا النص يحتوي على المغالطات التي انطلت على الأحمديين باعتبار أن الجزء من مجموعة الأجزاء كالنوع من مجموعة الأنواع .
أيضا النص يحتوي على إقرار الميرزا باستمرار النبوة إلى يوم القيامة بالرغم من قوله بعد سنوات  بأنه النبي الوحيد بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم كما في كتابه "الخطبة الإلهامية"/1900 م   و كتابه "حقيقة الوحي"/1906م .
و هذا هو نص كلام الميرزا في توضيح المرام :
يقول الميرزا :
" فاعلم أرشدك الله تعالى أن النبي محدَّث والمحدَّث نبيٌّ؛ باعتبار المحدَّثية نوعا من أنواع النبوة . وقد قال رسول الله : لم يبق من النبوة إلا المبشرات، أي لم يبق من أنواع النبوة إلا نوع واحد؛ وهي المبشرات من أقسام الرؤيا الصادقة والمكاشفات الصحيحة والوحي الذي ينـزل على خواص الأولياء، والنورُ الذي يتجلى على قلوب قوم موجَع. فانظر أيها الناقد البصير، أَيُفهَم من هذا سد باب النبوة على وجه كلّي؟ بل الحديث يدلّ على أن النبوة التامة الحاملة لوحي الشريعة قد انقطعت، ولكن النبوة التي ليس فيها إلا المبشرات فهي باقية إلى يوم القيامة، لا انقطاع لها أبدا. وقد علمتَ وقرأتَ في كتب الحديث أن الرؤيا الصالحة جزءٌ من ستة وأربعين جزءا من النبوة، أي من النبوة التامة. فلما كان للرؤيا نصيب من هذه المرتبة، فكيف الكلام الذي يوحى من الله تعالى إلى قلوب المحدَّثين. فاعلم، أيدك الله، أن حاصل كلامنا أن أبواب النبوة الجزئية مفتوحة أبدا. وليس في هذا النوع إلا المبشرات أو المنذرات من الأمور المغيّبة أو اللطائف القرآنية والعلوم اللدنِّية. وأما النبوة التي هي تامة كاملة جامعة لجميع كمالات الوحي؛ فقد آمنا بانقطاعها من يوم نزل فيه: " مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " انتهى النقل.
و هذه نصوص الميرزا التي أثبت فيها أنه النبي و الرسول الوحيد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنه اللبنة الأخيرة في عمارة الأنبياء و أنه خاتم المرسلين :
يقول في كتاب " الخطبة الإلهامية "/1900 م  ص 49 :
" هذان حزبان من المغضوب عليهم وأهل الصلبان ذكَرهما الله في الفاتحة، وأشار إلى أنهما يكثُران في آخر الزمان ويبلغان كمالهما في الطغيان، ثم يقيم ربُّ السماء حزبًا ثالثًا في تلك الأوان، لتتمّ المشابهة بأُمّةٍ أُولى ولِتتشابهَ السلسلتان. فالزمان هذا الزمان، وتمّ كلّ ما وعد الرحمن، ورأيتم المتنصّرين من المسلمين وكثرتهم، ورأيتم يهودَ هذه الأمّةِ وسيرتهم، فكان خاليًا موضعُ لَبِنةٍ أعني المُنعَم عليه من هذه العمارة.. فأراد الله أن يُتمّ النبأ ويُكمِل البناء باللبنة الأخيرة، فأنا تلك اللبنة أيها الناظرون" انتهى النقل.

و في كتاب " حقيقة الوحي"/1906 ص 0368  يقول الميرزا غلام :
" ومن الغباوة أيضا أنهم يقولون من أجل تحريض الجهلاء من الناس إن هذا الشخص يدّعي النبوة، ولكنه افتراؤهم البحت؛ إذ لم أدَّعِ قط نبوةً يمنعها القرآن الكريم. إن ما ادّعيته هو أنني من الأمة من ناحية ومن ناحية أخرى نبي ببركة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. وليس المراد من النبوة إلا أني أحظى بكثرة المكالمة والمخاطبة الإلهية. الحقيقة أنه كما كتب المجدد السرهندي في مكتوباته: مع أن بعض أفراد هذه الأمة قد خُصُّوا بالمكالمة والمخاطبة الإلهية وسيبقون مخصوصين إلى يوم القيامة، غير أن الذي يُشَرَّف بكثرة المكالمة والمخاطبة الإلهية وتُكشف عليه الأمور الغيبية بكثرة يسمَّى نبيا.
وليتضح الآن أن هناك نبوءة في الأحاديث النبوية الشريفة أنه سيكون في أمة النبي صلى الله عليه و سلم  شخص يُسمَّى عيسى بن مريم ونبيا، أي سيُشرَّف بكثرة المكالمة والمخاطبة الإلهية وتُكشف عليه الأمور الغيبية بكثرة لا تُكشف إلا على نبي كما يقول الله تعالى: فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ والثابت المتحقق أنه لم يُعط غيري خلال الـ1300 سنة المكالمةَ والمخاطبة التي شرَّفني الله بها والأمور الغيبية التي كشفها عليَّ، وإذا أنكر ذلك أحد فإن مسؤولية الإثبات تقع عليه.
فمجمل القول إنني أنا الفرد الوحيد الذي خُصَّ من بين الأمة بهذه الكثرة من الوحي الإلهي والأمور الغيبية، وكل من خلا قبلي من الأولياء والأبدال والأقطاب في الأمة لم يعطَوا هذا النصيب الوفير من هذه النعمة، ومن أجل ذلك أنا الوحيد الذي خُصَّ باسم "النبي"، بينما لم يستحقه هؤلاء جميعًا، لأن كثرة الوحي وكثرة الأمور الغيبية شرط لذلك، وهذا الشرط غير متوفر فيهم. وكان لا بد من أن يحدث ذلك لكي تتحقق نبوءة النبي  بجلاء لأن الصلحاء الآخرين الذين خلَوا من قبلي لو حظُوا بالقدر نفسه من المكالمة والمخاطبة الإلهية والاطلاع على الأمور الغيبية واستحقوا أن يسمَّوا أنبياء لوقعت شبهة في نبوءته . لذا فقد منعت الحكمة الإلهية هؤلاء الصلحاء من نيل هذه النعمة كاملاً ؛ فقد ورد في الأحاديث أن شخصا واحدا فقط سينال هذه المرتبة، وبذلك ستتحقق النبوءة.
ليكن معلوما أننا كتبنا بعض النبوءات نموذجًا فقط، غير أنها في حقيقة الأمر تُعدّ بمئات الآلاف ولم تنقطع سلسلتها بعد. وقد نزل عليَّ كلام الله تعالى بحيث لو سُجِّل كله لمـَا قلَّ عن عشرين مجلدا. وننهي الكتاب على هذا القدر وندعو الله تعالى أن يبارك فيه من عنده ويجذب به مئات ألوف القلوب إلينا، آمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
. " انتهى النقل.
و يقول أيضا الميرزا في حقيقة الوحي 461 :
" على أية حال، إن هذه الآية نبوءة عن نبي سيظهر في الزمن الأخير، وإلا فلا مبرر لإطلاق تسمية أصحاب رسول الله على الذين سيولَدون بعده  ولم يروه . لم يقل الله تعالى في الآية المذكورة آنفا: وآخرين من الأمة، بل قال: وَآخَرِيِنَ مِنْهُمْ ويعرف الجميع أن ضمير "منهم" عائد على الصحابة . لذا لا تنطبق كلمة "منهم" إلا على الذين يوجد فيهم رسول هو بروز للنبي . وقد سماني الله تعالى محمدا وأحمد في البراهين الأحمدية قبل 26 عاما وعدّني بروزا للنبي . فلهذا السبب خاطبَ  الناس وقال ما نصه: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، وقال أيضا ما نصه: "كل بركة من محمد، فتبارك من علّم وتعلّم." فإذا قال أحد: كيف يُعلَم أن الحديث: "لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجل من فارس" يخصني أنا، ولماذا لا يجوز أن يكون في حق أحد من الأمة غيري؟ فالجواب على ذلك هو أن الوحي الإلهي اعتبرني في البراهين الأحمدية مصداقا لهذا الحديث مرارا، وقال بصراحة تامة إن الحديث المذكور يخصني أنا. وأقول حلفا بالله تعالى إنه لكلام الله الذي نزل عليّ، ومَن ينكر فليبارز للمباهلة، ولعنة الله على مَن كذَّب الحق وافترى على حضرة العزة. ولم يدّعِ إلى يومنا هذا أحد من الأمة المحمدية أن الله تعالى سماه بهذا الاسم، أو قال إني أنا الوحيد الذي استحق هذا الاسم بناء على وحي الله. كم هو جهل وخروج عن الحق والصدقِ القولُ إنني ادّعيتُ النبوة!" انتهى النقل.
كل هذا يؤكد أن الميرزا غلام أحمد القادياني الهندي لا يعي كل ما يكتبه لوجود الاختلاف و التضاد و التعارض في كلامه و قد وصف هو بنفسه أنه من يوجد في كلامه الاختلاف و التعارض فهو غير عاقل .
والله أعلى وأعلم
د ابراهيم بدوي
11/10/2018

اضافة يوم 16/7/2023
يقول بشير الدين محمود في تفسير سورة البقرة الجزء الاول صفحة 168:
" إن الجماعة الإسلامية الأحمدية تعتقد أن الله تعالى قد فتح بمؤسسها مرزا غلام أحمد (عليه وعلى مُطاعه الصلاة والسلام) أبواب النبوة المحمدية النابعة من معين سيده وسيدنا ومولانا محمد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - .. تلك النبوة اللائقة بشأنه الأجلّ الأعظم، والمختصة بأمته فقط، والتي تعكس أنوار كمالاته - صلى الله عليه وسلم -، لأجل إصلاح هذا العصر الغاصّ بالفتن، ولاسترداد مجد الإسلام الغابر، وبهذه الجماعة جدد الخلافة للأمة المسلمة، وأنشأ بها جماعة نشيطة تلبي دعوة الخلافة إلى خدمة الإسلام، ولا تزال بفضل الله تعالى، وببركة الاقتداء الكامل بالمصطفى - صلى الله عليه وسلم - ساهرة على الكفاح المتواصل لاستعادة حقوق الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم. وليس ببعيد ذلك اليوم المبارك الذي تعلو فيه كلمة الإسلام الحق، وتندحر جموع الكفر .. مصداقا للبشارة الإلهية:

{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (القمر:46) .. إن شاء الله، وهو على كل شيء قدير.

 


مقال (241) الفرق بين الجزء و النوع و إثبات كذب الميرزا الهندي و أتباعه في أن نبوته هي نوع من أحد أنواع النبوات.












تعليقات

التنقل السريع