" الأصل الرابع عشر من أصول الاستدلال: الدليل المركب من أجزاء لا يمكن الاستدلال به إلا بوجود الأجزاء جميعها معا "
الدليل المركب من أجزاء لا
يمكن الاستدلال به إلا بوجود الأجزاء جميعها معا
من القواعد التي ارتضاها الميرزا
غلام لإثبات صدق الإسلام وصحة القُرآن وصدق نبوة سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم
كما نَصّ عليها في كتابه (البراهين الأحمدية) الجزء الأول الصفحة 30 هي أنّ الدليل
المركب من مجموعة من الأجزاء فلا بد لاعتباره دليلًا يمكن الاستدلال به أنْ يوجد بالأجزاء
جميعها معًا وليس بعضها فقط.
وهذا
نص كلام الميرزا: "... لذا فإن العقل يحكم مضطرًا حُكما قاطعًا بأنّ القُرآن الكريم
كتاب الله الواحد الذي لا شريك له ولا يساوي علمُ إنسان علمَه. فقد قدّمنا هذا الدليل
على سبيل المثال من الأدلة المركبة التي يشكِّل كل جزء من أجزائها دليلا في حد ذاته.
إذَاً فإن أجزاء هذا الدليل كلها أدلة أقيمت على العقائد الحقة. ولمّا كان هذا الدليل
أيضًا صنفًا من أصناف الأدلة، لذا؛ ما دام من واجب المخاصم الإتيان بكافة أصناف الأدلة،
فيجب عليه تقديم هذا الدليل أيضًا. ولكن لتقديم هذا الدليل يجب عليه بيان كافة الأدلة
التي يتألف ويتكون منها هذا الدليل أو يشملها من حيث وجودها الكلّي؛ مثل الدليل على
إثبات وجود الخالق وإثبات التوحيد وإثبات قدرته التامة على الخلق وغيره، لأن تلك الأدلة
هي أجزاء هذا الدليل. والمعلوم أن وجود الكل بدون وجود الأجزاء مستحيل، ولا يمكن
وجود شيء دون أجزائه. فمن الواجب على المخاصم أن يقدم هذه الأدلة الجزئية كلها
أيضًا". المعلن: العبد المتواضع، ميرزا غلام أحمد، من قاديان، محافظة غورداسبور،
البنجاب "
فالنبوة
كما في الأحاديث الشريفة الصحيحة والتي كررها الميرزا تحتوي على مجموعة من الكمالات
الضرورية، وهم حوالي 46 جزءًا من الكمالات، وأنها جميعها قد رُفِعَت عدا الرؤيا الصالحة
يراها الرجل الصالح وترى له، كما وفي الأحاديث النبوية التالية:
"الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ
جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ “الراوي:
أبو سعيد الخدري | المُحَدَّث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري.
"لَمْ يَبْقَ مِنَ النبوّة
إلا المُبَشِّراتُ. قالوا: وما المُبَشِّراتُ؟ قالَ: الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ"
البخاري
"كَشَفَ رَسولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم السِّتَارَةَ والنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أبِي بَكْرٍ، فَقالَ:
أيُّها النَّاسُ، إنَّه لَمْ يَبْقَ مِن مُبَشِّرَاتِ النبوّة إلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ،
يَرَاهَا المُسْلِمُ، أوْ تُرَى له" الراوي: عبدالله بن عباس | المُحَدَّث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم.
“إن الرسالةَ والنبوةَ قد انقطعتْ، فلا رسولَ بعدي،
ولا نبيّ. قال: فشقَّ ذلك على الناسِ فقال: لكنِ المبشِّراتُ. فقالوا: يا رسولَ اللهِ
وما المبشِّراتُ، قال: رؤيا المسلمِ وهي جزءٌ من أجزاءِ النبوةِ" سنن الترمذي
“إن الرسالةَ والنُّبُوَّةَ قد انقطَعَتْ؛ فلا
رسولَ بَعْدي ولا نبيّ. قال: فشَقَّ ذلك على الناسِ، قال: قال: ولكنِ المُبَشِّراتُ،
قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما المُبَشِّراتُ؟ قال: رُؤْيا الرَّجُلِ المُسلِمِ، وهي جُزءٌ
مِن أجزاءِ النُّبُوَّةِ." المُحَدَّث: شعيب الأرناؤوط
| المصدر: تخريج المسند
“ذهبتِ النبوّة فلا نبوةَ بعْدِي، إلا المبَشِّراَتُ:
الرؤيا الصالحةُ يراها الرَّجلُ، أو تُرَى لَهُ" المُحَدَّث: الألباني | المصدر:
صحيح الجامع
وقد أعتبر الميرزا أنّ الرؤيا الصالحة
والتي هي أحد كمالات النبوّة قد آتاها الله تعالى للميرزا وأنها نوع من أنواع النبوّة
سماها الميرزا بالنبوة الظلية والمجازية والاصطلاحية، وقال أتباعه إنّها نبوة حقيقية.
ومن خلال النص القاعدي الهام الذي
أتيتُ به من كتابه البراهين فكلام الميرزا باعتباره نبيّا - بسبب الرؤيا المنامية كما
يدّعي - باطل لأنه قد جاء بأحد الأجزاء فقط – كما يدّعي، ولو جاء بكل الأجزاء إلا جزءًا
واحدًا فأيضًا يبطل منه الادعاء بالنبوة لأنه قد نَقُصَ أحد الأجزاء من مجموعة الكمالات
اللازمة كمجموعة متكاملة للنبوة، والتي هي أجزاء الدليل المركب لإثبات النبوة.
فالنبوة في كل الأنبياء لا بد من
وجود جميع كمالاتها لا ينقص منها أي جزء وإلا كان دليل ثبوتها ناقصًا لبعض الأجزاء
أي بعض الكمالات وهذا لا يصح في أي نبيّ أو رسول من عند الله تعالى.
والآن مع بيان الفرق بين ما تعنيه
كلمة "الجزء"، وما تعنيه كلمة "النوع"، حيث خلط الميرزا غلام بين
الكلمتين تدليسًا على الناس ليوهمهم أنّ من آتاه الله تعالى الرؤيا الصالحة فهو نبيّ
من ضمن أنواع الأنّبياء، فذكر في مواضع أنّ الرؤيا الصالحة هي جزء من أجزاء النبوة،
وفي مواضع أخرى جعل الرؤيا الصالحة والمبشرات هي نوع من أنواع النبوة.
لو عندنا شيء مكون من مجموعة من الأجزاء ولا يمكن
الاستغناء عن أي جزء من هذه الأجزاء المكونة لهذا الشيء ليكون كاملًا وفعالًا، وفي
نفس الوقت عندنا مجموعة من الأنواع وهناك وصف مشترك بينهم، ولا يحتاج أي من نوع من
هذه الأنواع لبقية الأنواع الأخرى ليكون كاملا وفعالا بنفسه.
فهل يصح تسمية الجزء المكمل لمجموعة الأجزاء كما
سبق أنه نوع من أنواع هذا الشيء؟ نضرب أمثلة للتوضيح:
مثالٌ للشيء المكون من أجزاء يُكَّمِلُ بعضُها
البعض: الطبيب يدرس مجموعة كبيرة من المواد الدراسية (أي الأجزاء المذكورة بالأعلى)
بإتقان ولا يُعتبر دارسًا فعليًا إلا بشهادة من له حق الإثبات أو النفي للإتقان الدراسي
وهم أساتذة كلية الطب، فهل يصح تسمية طالب الطب هذا الذي لم يُكْمِل الدراسة لكل الأجزاء
أي المواد الدراسية المطلوبة للتأهل، ولم يحصل على الشهادة الدالة على الإتقان لهذه
الدراسات، فهل يصح أنْ نسميه طبيبًا؟ وأنّ يُسْمَح له بممارسة الطب؟ والتالي مثال للنوع
والأنواع: بينما هناك أنواع من الأطباء والتخصصات الطبية مثل الممارس العام وتخصص الأمراض
الباطنة والمسالك والجراحة وغيرهم الكثير من التخصصات أي من أنواع الأطباء، فكل تخصص
هو نوع وكلهم يجمعهم صفة الطبيب. وتوضيح آخر، هل لو قام رجل وقال أشهد ألا إله إلا
الله بصوت مرتفع، فهل نعتبره مؤذنًا؟ ونعتبر أنّ ما قام به آذان للصلاة؟ هو جاء بجزء
من الآذان، ولكن لا يمكن اعتباره مؤذنًا إلا باكتمال الآذان وبقية ما يلزم باعتباره
مؤذن
ما الذي أريد أنْ أصل إليه من خلال هذا المقال؟
في الأحاديث الشريفة برفع النبوّة وأنّه لم يبقى منها مِنْ كمالات النبوّة إلّا الرؤيا
الصالحة يراها العبد الصالح أو ترى له، اعتبر الميرزا غلام نفسه نبيًّا لأنّه يعتبر
أنّ الرؤى والأحلام التي يراها - بافتراض صحة كلامه- تكفي لاعتباره نبيّا لأنّ الرؤيا
والأحلام هي جزء من كمالات النبوة، بالرغم من أنّ في نفس الحديث القائل بالرؤى التي
تتحقق وأنّها من كمالات النبوّة نفى الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه استمرار النبوّة.
وهنا يجب التنبيه إلى أنّ كمالات النبوّة لا بد
من اجتماعها في كل الأنبياء، ولو بنسب متفاوتة بينهم، ولكن لا يمكن اعتبار من جاء بجزء
أو بواحدة من هذه الكمالات أنّه نبيّ كمنْ قال إنّ مَنْ قال أشهد ألا إله إلا الله
بصوت مرتفع أنّه مؤذن، أو من درس مادة طبية مثل طلاب الطب أنّه طبيب ويحق له ممارسة
الطب.
و هذا عنوان المقال و رابطه :
مقال (241) الفرق بين الجزء و النوع و إثبات كذب الميرزا الهندي و أتباعه في أن نبوته هي نوع من أحد أنواع النبوات
23/10/2018
تعليقات
إرسال تعليق