القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (304) "ما يُقدَّم بلا دليل غير جدير بالقبول"هكذا قال الميرزا غلام أحمد القادياني.






مقال (304) "ما يُقدَّم بلا دليل غير جدير بالقبول"هكذا قال الميرزا غلام أحمد القادياني.

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2019/04/304.html

الكثير جدا من الأحمديين يَرَوْنَ أنه لا ضرورة لمطالبة أي مدعي النبوة بالأدلة على صدقه, فإن كان هذا المدعي كاذبا فعليه كَذِبُه, ولا إثم عليهم في إتباعه, وإنْ كان صادقا ولم يؤمنوا به فسيتعرضون للعقاب الرباني, و يستندون في قولهم هذا إلى جزء من الآية القرآنية وهو "وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ" وتركون - سواء بعلم أو بجهل - بقية الآية والتي تقول:
 
"وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) سورة غافر

فالآية تثبتُ قبل الجزء "وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ " أنّ سيدنا موسى عليه السلام قد جاء بالبينات, ومعلوم أن البينات هي الأدلة القطعية.

والتالي هو رأي الميرزا غلام أحمد القادياني في إدعاء البعض  - غير الميرزا غلام - بأنه المهدي المنتظر أو أنه المسيح الموعود من غير دليل .
في كتاب الميرزا "ترياق القلوب" سنة 1898م  يحكي الميرزا أنّ بعض المعارضين له ذَكَرَ أنَّه قد سبق قبل الميرزا غلام أحمد القادياني الادّعاء من بعض الدجَّالين أنَّه المهدي, فلا حجة للميرزا بالقول بالتفرد بالادعاء في زمنه, بل هو دجَّال  مثلهم .
فكان جواب الميرزا غلام أحمد القادياني في نصٍ طويل في كتابه "ترياق القلوب" صفحة 223 وما بعدها أنّ هؤلاء المدعين ليس معهم إلا الإدعاء, ولا يوجد معهم آيات واضحة سماوية وأرضية تثبتُ صحة الإدعاء، فكان مما قال الميرزا:
"ولكن لو كانت فيهم شائبة من الصدق والعدل لتفكروا إنْ كان للادعاء الذي لا يدعمه دليل أهمية.
ولو افترضنا جدلا أن أحدَا قد ادّعى قبلي كونه المسيح الموعود والمهدي في زمن من الأزمان, أو يدَّعي الآن؛ فإنّ هذا النوع من الادّعاءات المفتقرة إلى الدليل قد وجدت حتى في زمن الأنبياء"
وقال أيضا :
"
أمّا إذا طَلَبَ أحدٌ الحقَ بإخلاص القلب، فله أن يطلب الآيات السماوية ليطمئن قلبُه" انتهى النقل.
فلمّا ذَكَرَ المعارضون له كرامات ومعجزات لأوليائهم، قال الميرزا:
" والجواب على هذه الأمور كلها هو أنها ليست بكرامات، ولا يقوم عليها دليل من حيث مبدأ إثبات الأشياء"
وقال أيضا:
"
وإذا جاز الإيمان بكل غث وسمين من غير الدليل فأي ذنب اقترفه الهندوس إذن حتى لا يُؤمَنُ بعجائب آلهتهم؛ فما أكبرها من كرامة أن انفجر نهر "الغانج" من أضفار إلهةٍ، وقد أظهر"كرشنا" معجزات كثيرة أخرى"
وقال أيضا:
"
والمعلوم أن ما يُقدَّم بلا دليل غير جدير بالقبول، والقصص المنسوجة لتعليل النفوس فقط لا يمكن أن تسمَّى كرامةً"
وقال:
" من المؤسف حقا أن الناس لا يفرِّقون في هذا الزمن بين الادّعاء والدليل. ولو طُلب منهم على الادّعاء دليلٌ لقدموا ادَعاءً آخر ولا يدرون ما هو الادّعاء وما هو الدليل."
و قال أيضا:
"
أما تقديم الادّعاءات بلا دليل فهو مما يؤسف له.
متى أنكرنا استمرار ادّعاء الأشرار دعاوي باطلة مقابل الصادقين؟" انتهى النقل.

وفي كتاب "ينبوع المعرفة" اتهم الميرزا الآريين الهندوس بأنّهم يدَّعون أنّ كتابهم المقدس "الفيدا" هومن عند الله تعالى, ولم يأتوا بأدلة على هذا الإدعاء إلا من نصوصٍ هي في كتابهم تقول أنَّه من الله تعالى, فيصفهم الميرزا بأنهم غير عاقلين :
 يقول الميرزا "
من المؤسف حقا أنهم لا يدرون أنّ الادّعاء بلا دليل ثم الإتيان بكلام هراء بناء على الادّعاء نفسه وتسميته دليلا ليس فعل العاقلين." انتهى النقل

و الخلاصة:
الميرزا يرفض الإيمان بالمدَّعين للنبوة أو حتى الولاية من غير أدلة, ولا يعتد بالكرامات التي يذكرها أتباع المدَّعين لأنها بعد مرور الوقت تصبح مجرد قصص.
وطبعا الأدلة التي لا يصح الإيمان إلا بها لا بد أن تكون قطعية وليست ظنية فإنّ الظن لا يغني من الحق شيئا كما قال الميرزا غلام في كتابه "إتمام الحجة" صفحة 60.
فهل لدى الميرزا أو أتباعه أي دليل من الأدلة القطعية - والتي سماها الله تعالى البينات - على صدق إدَّعائه النبوة والرسالة?


1- قال الميرزا غلام القادياني أنَّه فارسي الأصل حتى يتسنى له الادّعاء أنه الفارسي المشار إليه في الحديث الشريف الذي مفاده أن الإيمان لو ارتفع إلى الثريا لجاء به رجل من فارس, واعتمد الميرزا غلام القادياني على علاقة هذا الحديث ب "الآخرين" المذكورين في سورة الجمعة.
والفضيحة الكبيرة للأحمديين أن الميرزا غلام القادياني قال أنَّه لا يملك أي دليل على أنه من فارس إلا الإلهام, وطبعا الإلهام والوحي هو مجرد إدعاء, إذن الميرزا غلام القادياني يستدل على صحة وصدق إدعائه للنبوة بإدعاء الإلهام له أنه من فارس بلا أي دليل .
2- الإنباء بالغيب .
يقول الميرزا غلام القادياني أنّ تحقق النبوءات الغيبية التي يوحيها إليه ربه هي من الأدلة والآيات السماوية الإعجازية الخارقة التي يعرف الناس بها أن هذا المدّعي من عند الله تعالى, ويدّعي الميرزا أن كل هذا قد تحقق في حالته.
و لكنّ المنجمين أيضا يتنبؤون وقد تتحقق النبوءات, فما الفرق بين الأنبياء و المنجمين؟
الأنبياء لا تسقط ولا نبوءة واحدة, بينما في حالة المنجمين فلا بد من سقوط بعض النبوءات, وبالفعل قال الميرزا غلام ذلك في كتابه "
الأربعين" 1900م, حيث قال أن عدم تحقق نبوءة واحدة من نبوءاته و لو كن مئة, فهذا يعني أنه كذّاب و دجّال, وفي الحقيقة فإن أكبر ثلاث نبوءات للميرزا غلام والتي استمر يذكرهن, وينتظر تحققهن لأكثر من عشرين سنة, لم يتحققن, وكانت فضيحة كبرى للميرزا غلام في حياته, وفضيحة لأتباعه بعد موته, وهذه النبوءات كالتالي وقد أفْرَدْتُ مقالات تفصيلية عليهن, أنقلها هنا في هذا الملف لاحقا  بإذن الله تعالى :

1- بدأ الميرزا غلام أحمد القادياني بالتنبؤ سنة 1880م بأن عمره سيكون 80 سنة قد تزيد بعض السنوات أو تقل مثلهن, وفي سنة 1905م قرر الميرزا أن عمره سيكون ما بين 74 و 86 سنة, وهذا لم يحدث, حيث مات الميرزا سنة 1908م  لم يتعدى السبعين سنة.

2- تنبأ الميرزا سنة 1887م بأنه سيتزوج من زوجة ثالثة وهي قريبته السيدة محمدي بيجوم, وسوف ينجب منها أولاد كثيرة ومنهم ابنه الذي سيصبح المصلح الموعود, فمات الميرزا ولم يتزوج السيدة محمدي بيجوم, و لم يتزوج زواجا ثالثا إطلاقا.

3- تنبأ الميرزا غلام القادياني سنة 1886م بأن الله سيرزقه ابنا ذا صفات رفيعة عُليا كأن الله نزل من السماء - بحسب وصف الميرزا - وأنّ هذا الابن هو من سيكون المصلح الموعود بعد الميرزا, وفي كتابه "ترياق القلوب" 1899م صرح بأن ابنه "مبارك أحمد" هو من سيكون المصلح الموعود بسبب انطباق الصفات المذكورة في نبوءة المصلح الموعود سنة 1886م عليه, وأن الاسم "مبارك" كان مذكورا في صُلب إعلان النبوءة سنة 1886م في الصحيفة؛ تحديدا في الصفحة الثالثة منها والعامود الثاني والسطر السابع, ولكن الله تعالى كان بالمرصاد للميرزا غلام فأمات الطفل مبارك أحمد في عمر 9 سنوات, وَلِيَ مقالات منشورة وكتيب باللغة العربية - وقد تُرْجِمَ إلى الانجليزية والفرنسية - في إثبات عدم تحقق هذه النبوءة بالأدلة من كتب الميرزا المنشورة في موقع الأحمديين.

والنبوءات التي لم تتحقق كثير جدا, وسوف أذكرها لاحقا بإذن الله تعالى في هذا الملف.
د ابراهيم بدوي
24/4/2019

 روابط مقالات ذات علاقة بموضوع المقال:

 مقال (211) ما الفرق بين الأنبياء والمنجمين فيما يخص التنبؤات بغيب يقع في المستقبل? وما رأي الميرزا الهندي مدعي النبوة?

http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2018/02/211.html


مقال (213 ) هل كثرة الأتباع دليل صدق مدعي النبوة?

http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com.eg/2018/02/213.html

 

مقال (056) الميرزا الهندي وتهافت الإستدلال.

http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com.eg/2016/02/056-01.html

 

مقال (117) هل البينات التي جاء بها الأنبياء لإثبات صدقهم, هل هي الأدلة القطعية من حيث الثبوت والدلالة?

http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2016/12/117.html


مقال (246) القاعدة الرابعة من كلام الميرزا:

" الدليل المركب من أجزاء لا يمكن الاستدلال به إلا بوجود الأجزاء جميعها معا"
 وبهذه القاعدة تسقط نبوة الميرزا.

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2018/10/246.html

 

مقال (297) مواصفات النبوءات التي يعتد بها لإثبات صدق الأنبياء وأنهم من الله كما يراها الميرزا.

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2019/04/297.html

 

مقال (290) هدم الأصل الأول لدى الميرزا غلام لإثبات نبوة نبيّهم الدجَّال "أنه من فارس".

 

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2019/03/290.html

مقال (297) مواصفات النبوءات التي يعتد بها لإثبات صدق الأنبياء وأنهم من الله كما يراها الميرزا.

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2019/04/297.html


تعليقات

التنقل السريع