القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (325) تعلق الميرزا بالآية "يد الله فوق أيديهم " في شرحه لوحيه الكفري " أنت مني بمنزلة أولادي "




مقال (325) تعلق الميرزا بالآية "يد الله فوق أيديهم " في شرحه لوحيه الكفري " أنت مني بمنزلة أولادي "


حينما أراد الميرزا غلام أحمد الخروج من المعنى الكفري في وحيه :
" أنت مني بمنزلة أولادي "
" أنت مني بمنزلة ولدي"
" أنت مني بمنزلة الأولاد"
فقال الميرزا غلام أحمد أنه تعبير على سبيل الاستعارة و المجاز و جاء بنصوص قرآنية تؤكد كلامه بزعمه , و في مقالين سابقين أجبت على بعض ما جاء به الميرزا غلام أحمد من تبريرات , و في هذا المقال أجيب على الآية "يد الله فوق أيديهم ".
و هذا هو نص كلام الميرزا في كتاب التذكرة :
"
انت مني بمنزلة اولادي "
و في الحاشية :
"
لا يغيبنّ عن البال أن الله تعالى منـزه عن الأولاد، فلا شريكَ له وولد، ولا يحقّ لأحد أن يقول إني إله أو ابن إله، لكن هذه الجملة قد وردت هنا على سبيل المجاز والاستعارة ..."
تمامًا كما وصف الله تعالى في كلامه المجيد رسولَه صلى الله عليه وسلم بأن يده يده حيث قال: " يدُ الله فوق أيديهم" ، كذلك قال تعالى له أن يعلن: " قُلْ يا عبادي" بدلاً من أن يقول: "قل يا عبادَ الله"، وقال تعالى: " فاذكروا الله كذكرِكم آباءَكم" . فاقرأوا كلام الله هذا بحذر وحيطة، وآمِنوا به باعتباره من قبيل المتشابهات، ولا تتدخلوا في كيفيته وتفصيله، مفوضين حقيقته إلى الله تعالى، وموقنين بأن الله منـزه عن اتخاذ ولد، إلا أن كلامه يحوي كثيراً من المتشابهات، فاتقوا اتّباع المتشابهات فتهلكوا. ولقد ورد عني من البينات الوحيُ التالي في البراهين الأحمدية: "قُلْ إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد، والخيرُ كله في القرآن." (دافع البلاء، الخزائن الروحانية، مجلد 18، ص 227) انتهى النقل.
و يؤكد الميرزا غلام أحمد كلامه أيضا في كتاب كحل عيون الاريا/1886 :
الآية 11: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}
فليكن واضحا أن الذين بايعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بايعوه بوضع يدهم في يده - صلى الله عليه وسلم -، هذا كان الطريق السائد في بيعة الرجال. ففي هذه الآية عدّ الله تعالى ذات النبي - صلى الله عليه وسلم - ذاته على سبيل المجاز وعدّ يده - صلى الله عليه وسلم - بمنزلة يده هذا الكلام في مقام الجمع وقد ورد بحق النبي - صلى الله عليه وسلم - بسبب القرب البالغ نهايته. (كحل لعيون الآريا، ص 1677 - 168)
و الان فلنرى هل للخليفة الاول نور الدين تفسير آخر للاية يؤدي إلى اخراج قطعية دلالة الآية إلى أن تكون ظنية الدلالة بسبب تعدد و اختلاف التفاسير – و بخاصة ممن يراهم الاحمديون ملهمين - و بالتالي لا يصح القطع و الفصل بهذه الاية في ازالة كفرية الدلالة لوحي الميرزا غلام أحمد " انت مني بمنزلة الاولاد".
يقول الخليفة الاحمدي نور الدين في تفسيره " حقائق الفرقان":
" وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) سورة الذاريات
قال ردا على سؤال: لقد خلق الله الأرض والسماء بأيديه ولم يعي بخلقها، لماذا خلقها بالأيدي؟ بل كان عليه أن يخلقها بقوله: "كن":
... ثم اسمعوا أن معنى "يد" هو القوة. لقد جاء في القرآن الكريم عن داود - عليه السلام -: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (ص: 18) .. أي كان قويا ومتوجها إلى الله تعالى. ومعنى اليد النصرةُ وما شابهها أيضا. فقد ورد في المفردات للإمام الراغب: {يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (الفتح: 11) أي نصرته وقوته. واليد بمعنى الملك والتصرف أيضا: يقول الله تعالى: {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} (البقرة: 238). كل من هذه المعاني يمكن أن ينطبق هنا. وكلمة اليد تُطلق على كل هذه المعاني في محاورات الناس العادية. (نور الدين، الطبعة الثالثة، ص 203 - 204)
إذن من وجهة نظر الخليفة الأحمدي الملهم – كما يعتقدون -  نور الدين أن يد الله هنا تعني النصرة و القوة و هذا فعلا المعنى الأقرب.
و إذا تمسك الأحمديون و منهم الميرزا غلام أحمد بقول بن عباس " متوفيك مميتك" فهذا أيضا بن عباس يقول " يد الله بالوفا لما وعدهم بالخير فوق أيديهم".
و في كتاب: التفسير المظهري للمؤلف: المظهري، محمد ثناء الله:
وقال ابن عباس يد الله بالوفا لما وعدهم بالخير فوق أيديهم
وقال الكلبي نعمة الله عليهم فى الهداية فوق ما صنعوا من البيعة
و في كتاب: الدر المنثورللمؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) يقول :
"وَأخرج عبد بن حميد عَن الحكم بن الْأَعْرَج رَضِي الله عَنهُ {يَد الله فَوق أَيْديهم} قَالَ: أَن لَا يَفروا."
إذن المعنى الذي قاله الميرزا غلام أحمد لم يقل به إلا القليل النادر و هذا يخرج الاستدلال بالآية من القطعية إلى الظن و بالتالي لا يصح إخراج وحي الميرزا غلام أحمد من التخريف و الأوهام ذات المدلول الكفري بنسبة الأولاد لله و لو بالاستعارة.
فلقد قرر الميرزا غلام أحمد في مناظرة دلهي مع الشيخ البطالوي بخصوص الآية
" وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا " أنه بسبب تعدد التفاسير للآية فقد خرجت من نطاق قطعية الدلالة في إثبات حياة سيدنا عيسى بن مريم إلى ظنية الدلالة فلا يصح الاستدلال.
يقول الميرزا :
" فليكن واضحا أن الدليل الأول الذي قدّمه المولوي المحترم قبل غيره هو أن الآية الكريمة من سورة النساء: (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) تشهد بكل جلاء ووضوح على حياة المسيح ابن مريم الجسدية. ولما كانت الشبهة تخالج قلب المولوي المحترم بأن هذه الآية حمّالة أوجه، وقد استنبط منها المفسرون معاني مختلفة عديدة ولم يحدَّد لها معنى واحد في أي تفسير مفصّل، فبذل قصارى جهده ليجعلها قطعية الدلالة وأخرج بهذا الصدد كل ما كان في جعبته، ولكن من المؤسف جدا أنه فشل في قصده هذا ولم يستطع أن يجعلها قطعية الدلالة بل أنشأ فيها شبهات أخرى " انتهى النقل  
و يقول في نفس الكتاب :
"
فملخص الكلام، إذا كنت تحسب الآية المذكورة قطعية الدلالة فلا حاجة إلى المؤيدات الأخرى، أما إذا أردتَ أن تؤيِّدها بآيات أخرى فلم تعد تلك الآية قطعية الدلالة في نفسها. لقد أخرجتَ طوعا أو كرها الآيات الأربعة من قائمة الأدلة، أما الآية الأولى فيعتبرها المفسرون في العالم كله متشابهة وحمالة أوجه فلا يمكن اعتبارها قطعية الدلالة على حياة المسيح بحال من الأحوال، كما مرّ شرحه. فأيّ دليل بقي في يدك على حياة المسيح؟ إذا كان فقَدِّمه!! ولأنه ليست هناك علاقة بين الحياة والممات فاتق الله وتُب عن عقيدة حياة المسيح.
و يقول في كتاب الحرب المقدسة :
" ما أقوله وأكتبه بالتكرار هو أنكم لم تقدموا إلى الآن أدلة عقلية على ألوهية المسيح. أما النبوءات المنقولة التي تقدمونها مرة بعد أخرى ليست بشيء يُعتدّ به فهي متنازع فيها وتستمدون منها معنى ويستخرج الموحدون معنى آخر، ويستنبط اليهود معنى ثالثا ويستنتج المسلمون شيئا آخر، فكيف صارت قطعية الدلالة والحالة هذه؟ تعرف أيضا أن المراد من الدليل هو ما كان قطعي الدلالة ومنيرا في حد ذاته وبديهيا ومثبتا لأمر وليس محتاجا إلى إثبات نفسه لأن الأعمى لا يهدي الأعمى الطريقَ." انتهى النقل  
و لا ننسى قول الميرزا غلام أحمد بخصوص الأدلة ظنية الدلالة أن الظن لا يغني من الحق شيئا كما في كتابه إتمام الحجة صفحة 61.
ارجو الاطلاع على المقالات التالية ذات الصلة :

مقال (323) الميرزا جاء ليكحلها فأعماها في شرحه لوحيه " انت مني بمنزلة أولادي"

مقال (324) وحي الميرزا " أنت مني بمنزلة أولادي" و علاقته بالمجاز و الاستعارة.


مقال (150) مقام ابن الله للميرزا الهندي كما هو للمسيح الناصري !!!https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2017/03/150_21.html


ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
د.ابراهيم بدوي
4/10/2019

تعليقات

التنقل السريع