كتاب نبوءة المصلح الموعود وإثبات عدم تحققها
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2023/03/blog-post_19.html
في النص التالي يدافع الميرزا عن نفسه و إلهاماته حينما ولدت له إبنة و هي أول الأبناء من الزوجة الثانية و كان قد تنبأ الميرزا بولادة ولد له هو الطفل المسعود و هو من سيكون المصلح الموعود لاحقا .
خلاصة دفاع الميرزا غلام أحمد أن الوحي في هذه النبوءة لم يذكر فيه أن هذا الحمل بالتحديد هو من سيكون للولد المسعود و إنما قال في "مدة الحمل" بلا تحديد , و لم يقل الميرزا "هذا الحمل " , أي أن الميرزا تمسك بعدم ورود كلمة " هذا " في الوحي و بالتالي مجيء بنت في هذا الحمل لا يعني سقوط النبوءة أو حتى الفهم الخاطئ للنبوءة , بل الفهم الخاطئ للنبوءة هو فهم المعارضين كما قال الميرزا غلام أحمد .
الخلاصة :
و إذا لم تتحقق في مواعيدها فمن الذي يجب أن تسود وجوههم ؟
أم سيقول الميرزا غلام أحمد ليس بالضرورة تحقق النبوءات في مواعيدها و إنما يكفي تحقق المضمون كما في حاشية صفحة 171 بكتابه حقيقة الوحي .
يقول الميرزا غلام:
" (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ( . يجب ألا يُفهم من ذلك أنه يُخلَق على الفور دون أدنى تأخير لأنه لم يرد في الآية لفظ على الفور بل الآية تدل على تنفيذ الأمر. والمراد من ذلك أن الله يستطيع أن ينفذ أمرا فورا إذا أراد ويستطيع أن يؤخره أيضا إذا أراد ذلك. وهذا هو الملحوظ والمشهود في قانون الله أيضا أن بعض الأمور تتم عاجلا وبعضها تتحقق آجلا. فما وجه الاعتراض في ذلك؟ لو كان أحد يتحلى بشيء من الحياء لمات خجلا بالتأمل في حقيقة مثل هذه الاعتراضات ولكن المشكلة أنه ليس لدى هؤلاء القوم أدنى حياء " انتهى النقل
الاعلان (38) لسنة 1886
بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم
الإعلان محك الأخيار والأشرار
ترجمة بيت أردري: "كم من أعباء حملناها في حبك، ما أكثر ما رأينا من السماء بعدما رأيناك".
كل مؤمن وطيب القلب يشهد نتيجة تجربته الشخصية على أن الأوفياء بصدق القلب لله تعالى مولاهم الكريم جلّ شأنه يُلقَون في المصائب على قدر إيمانهم وصبرهم، ويُبتلون بابتلاءات قاسية. يضطرون ليسمعوا من خبيثي البواطن كلاما مؤذيا كثيرا ويتحملوا أنواع الشدائد والمصائب. ينسج الأشرار أصناف المكائد وألوان التهم ضدهم ويفكرون دائما ليدمروهم. هذه هي سُنَّة الله الجارية مع الذين يحظون بنظر عطوفته - عز وجل -. فالذين هم أتقياء وصادقون في نظره يتأذون دوما على يد الجهال ولسانهم. فلأن هذه هي سنة الله منذ القِدم لذا لو تأذيت أنا أيضا على يد الأقارب والأغيار لوجب علي أن أشكر وأفرح إذ اعتُبرت في نظر ذلك الحبيب الحقيقي أهلا بأن أُوذَى وأُعذَّب في سبيله. فتحمُّل الأذى على هذا النحو عين سعادتي.
ولكن عندما أنظر من منطلق آخر أن بعض الأعداء لا يكتفون بإيذائي فقط بافتراءاتهم بل يعيث الفساد في الأشرار والذين يجهلون الحقيقة، ففي هذه الحالة أرى واجبا عليَّ أن أُنقذ عديمي العلم من الفتنة جُهد المستطيع.
فليكن واضحا أن بعضا من المعارضين الذين لا يخافون الله والذين سوّد العناد والتعصب قلوبهم حرّفوا إعلاني المطبوع في 8/ 4/1886 م وبدّلوه مثل اليهود ويسردونه للناس البسطاء بإلباسه معانيَ مشوَّهة تماما، وينشرون من عند أنفسهم إعلانات ليرسخوا في أذهانهم خدعة منهم أن ميعاد النبوءة عن ولادة الابن قد مضى وبالتالي بطلت النبوءة. وأرى من المناسب أن أكتفي في جواب ذلك بالقول: لعنة الله على الكاذبين. ولكني متأسف إلى جانب ذلك على أن هؤلاء الوقحين والديوثين لا يخافون نتيجة ضغنهم وعنادهم الشديد لومة لائم أو لعنة لاعن قط. وقد تلاشت من طبائعهم كل الخصائل الإنسانية الحسنة مثل الحياء والخجل التي تستلزم الإنسانية كأن الله تعالى لم يخلقها فيهم أصلا.
وكما أن المريض اليائس عن حياته ينبذ كل مقتضيات الحذر والحطية والحِمية واضعا في الاعتبار أنه لم تبق من حياته إلا أيام قلائل ويأكل ويشرب كل شيء، كذلك تماما ترك هؤلاء القوم أيضا كافة متقضيات الحذر والحيطة معتبرين البُغض والعناد مرضا عضالا وبدأوا بغير وازع ورادع بتصرفات وسلوكات لا يُحمد عقباها. لقد أعمى البُغض والعناد والجنون الشديد عقولهم تماما فلا يرون أنه قد ذُكرت في إعلان 22/ 3/1886 م لولادة الابن الموعود مدة تسع سنوات بمنتهى الصراحة. ولا يتضمن إعلان 8/ 4/1886 م ذكر أي عام أو شهر ولا يذكر أيضا أن مدة تسع سنوات التي حُدِّدت سابقا قد نُسخت الآن. غير أن في ذلك الإعلان جملةً ذات أوجه بأنه لن يتجاوز مدة الحمل.
ولكن هل يثبت من هذه الجملة وحدها أن المراد من مدة الحمل هي الأيام المتبقية من الحمل الحالي وليس مدة أخرى؟ لو وردت على رأس تلك الجملة كلمة "هذا الحمل" لكان هناك بعض المجال للاعتراض، ولكن لما لم يرد لفظ "هذا" - الذي يمكن أن يحدد الوقت - على رأس العبارة الإلهامية فإن الاستنباط من الجملة المذكورة المعنى الذي كان ممكنا أن يُستنبَط في حال ورود لفظ "هذا" ليس إلا إلحادا وخيانة بحتة. يمكن لكل عاقل لم يُصَب فهمُه بآفة وليس على قلبه غشاوة العناد أو الشر أن يفهم بكل سهولة أنه يجب أن يضع المرء في الحسبان عند استنباط المعنى من جملة ذات أوجه جميع الاحتمالات التي يمكن أن تنشأ منها. فالجملة المذكورة أعلاه أي "لن يتجاوز مدة الحمل" هي ذات أوجه وشرحها الصحيح والصائب هو ذلك الذي بينه السيد مير عباس علي شاه اللدهيانوي في إعلانه (1) بتاريخ 8/ 6/1886 م أي أنه لن يتجاوز مدة الحمل الموعودة - وهي تسع سنوات - أو مدة الحمل المعهودة التي هي سنتان ونصف أو أكثر من ذلك بقليل عند الأطباء. لو أريدَ الحصر في الحمل الحالي لكانت العبارة كالتالي: لن يتجاوز بقية أيام هذا الحمل. ولهذا السبب أشرت في ذلك الإعلان أن الجملة المذكور أعلاه لا تخص الحمل الحالي. ولكن المشكلة أن عميان القلب يصبحون عميان العيون أيضا.
وفي الأخير أريد القول أيضا بأنه من حكمة الله العظيمة أنه لم يرزقني ابنا هذه المرة لأنه لو وُلد هذه المرة ماذا كان سيؤثر في أولئك الذين قالوا مسبقا بأنه يمكن لشخص حكيم أن يخبر بناء على قواعد الطب نظرا إلى علامات الحمل الجاري هل سيولد الابن أو البنت. وهذا ما اتهمني به البانديت ليكهرام البشاوري وبعض المعاندين الآخرين بأن هذا الشخص بارع في أمور الطب وبناء على ذلك يكون قد علم أن المولود هو ابن. كذلك نشر شخص يُدعى محمد رمضان في جريدة بنجابية بتاريخ 20/ 3/1886 م أن البشارة بولادة الابن ليس دليلا على كونه من الله، إذ كل من قرأ أعمال أرسطو يستطيع أن يخبر بكل دقة بعد فحص بول الحامل هل سيولد الابن أو البنت. ويقول بعض المعارضين من المسلمين بأن الابن قد وُلد قبل شهر ونصف أي قبل إدلائه بالنبوءة ولكنه أخفى ذلك مكرا منه وسيُذيع بعد قليل أن الابن قد وُلد. فما أحسن أن الله تعالى قد أجّل ولادة ذلك الابن السعيد والموعود إلى وقت آخر لأنه إذا وُلد هذه المرة فمن كان سيحكم في تلك المفتريات؟ أما الآن فإن بشارة ولادة ذلك الابن غيب محض. وليس هناك حمل الآن حتى تُقدَّم أعمال أرسطو أو قوانين جالينوس لمعرفة جنس الجين، كذلك ليس هناك ابن مستور ليُعرض بعد فترة من الزمن. بل لا أعرف هل سأعيش إلى تسع سنوات أم لا؟ ولا أدري ما هم الأولاد الذين سيُولدون في هذه الفترة بدلا من أن يقال بالقطع واليقين بولادة الابن بناء على التخمين والقياس فقط.
أقول في الأخير بأن منشي محمد رمضان لم يتكلم في الجريدة المذكورة مراعيا مقتضى الأدب بل نسبني بكثرة على غرار المعاندين في الدين إلى المفترين المعروفين. بل قد استهزأ بي في أحد الأماكن حيث أدليتُ بنبوءة من الله في إعلان 20/ 2/1886 م بأن الله تعالى بشّرني بأنك ستنكح بعض السيدات بعد هذا الإعلان وسيُنجبن. فقال المنشي عن هذه النبوءة بأن للإلهام عدة أنواع. الصلحاء يتلقون إلهام الحسنات والزناة يتلقون إلهامات عن النساء. لا أريد أن أقول شيئا هنا إذ يمكن للقراء الكرام أن يدركوا بأنفسهم مدى أدب المنشي المحترم ولباقته. ثم هناك شخص آخر يعمل مراقبا في السكك الحديدية ويُظهر اسمه "نبي بخش" (1) يقول في رسالته المرسلة باسمي في 13/ 6/1886 م بأن نبوءتك ثبت أنها كاذبة إذ وُلدت بنت، وإنك في الحقيقة مكّار ومزيف وكاذب جدا. فما أستطيع القول على ذلك إلا أن أدعو: يا ربي القادر على كل شيء، إن الناس عميان فارزُقهم عيونا. أعطِهم فهمًا فهم لا يعلمون. إنهم مليئون بالخبث فوفِّقهم لكسب الحسنات. فليسأل أحد هذا الشخص أين تلك الكلمة أو الجملة في الإعلان التي خرجت من قلمي وتعني أن الابن سيولَد في هذا الحمل ولن يتجاوز عن ذلك قط؟ إذا كنت قد كتبتُ ذلك في أي مكان فيجب على ميان نبي بخش أن ينشرها في جريدة. لو قرأ إعلاناتي عادل بعيون باصرة لعلم أنه لم تُذكر فيها نبوءة يمكن لأحد أن يبطش بخطأ واحد فيها بل كلها صادقة وستتحقق قريبا في وقتها المناسب وتسبب الإهانة والخزي للمعارضين.
انظروا كيف تحققت نبوءة نشرتُها إجمالا في 20/ 2/1886 م أن أميرا بنجابي الأصل سيواجه ابتلاء! كنت قد أخبرتُ مئات الهندوس والمسلمين في مختلف البلاد أن المراد من شخص بنجابي الأصل هنا هو "دليب سنغ" الذي يشاع في هذه الأيام خبر مجيئه إلى بنجاب، ولكنه سيفشل في إرادة مُكثه في البنجاب بل يكون في هذا السفر خطر على كرامته وراحته أو على حياته.
وقد كُتبت هذه النبوءة وأشيعت في وقت أي في 20/ 2/1886 م حين لم يكن لهذا الابتلاء أدنى أثر في الظاهر وفي نهاية المطاف اضطر لتحمل معاناة وإحراج وخجل وندامة شديدة كما جاء في النبوءة وخابت آماله فيما نوى. فانظروا كيف تجلى صدق هذه النبوءة. كذلك سيتجلى صدق جميع الأنباء في مواعيدها وستسودّ وجوه الأعداء، ليس مرة بل مرات عديدة. هذا فعل الله الذي أعماهم إلى الآن وقسّى قلوبهم. ومن جانب آخر جعل طوفان المواساة يهيج في قلبي. فأتضرع في حضرته - عز وجل - لحل هذه المشكلة.
بيت فارسي ص 114
والسلام على من اتبع الهدى
بسم الله الرحمن الرحيم
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}
الإعلان واجب البيان
"طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (إِنْجِيلُ مَتَّى 5: 10)
منذ أن بدأ الميرزا غلام أحمد المحترم - مؤلف البراهين الأحمدية - يعلن أمام الأمم كلها أن القرآن وحده يملك ميزة أن البركات تنزل باتباعه الصادق فقط وتظهر الخوارق، وينال المرء مكانا بين المقبولين عند الله. ولم يكتف - عليه السلام - بالإعلان فقط بل أخذ على عاتقه مسؤولية إثباتها أيضا. بعث إلى بلاد أوروبية وأميركية رسائل بالبريد المسجل بشأن هذه المسؤولية ونشر عشرين ألف إعلان بهذا المضمون. منذ ذلك الوقت بدأت قلوب الآريين والقساوسة وغيرهم ترتعب بخوف عجيب، وتتصاعد من كل حدب وصوب أصوات الصراخ والعويل.
وخاصة إن الأوباش من الآريين أحبوا أن ينجزوا مهمتهم في بذاءة اللسان وكيل الشتائم والتهمة الزائفة لكي يذروا الرماد على شمس الصدق بأي حال ولكن أنوار الصدق لا يمكن أن تُخفَى بإخفائهم. ولقد جرت سنَّة الله منذ القِدم أن الصادقين يؤذَون دائما، ويقول الأشرار بحقهم كلاما سخيفا مختلف الأنواع. ولكن الحق يعلو في نهاية المطاف دائما. الافتراء الجديد الذي اقترفه بعض الآريين المعاندين والقساوسة الذين لا يخشون الله، والذي ذكره شخص يسمَّى بالبانديت ليكهرام البشاوري في إعلان طُبع في مطبعة "شفيق هند" بلاهور، ونُشر في مجلة "نور أفشان" العدد 3 يونيو/حزيران جاء فيه بأن نبوءة الميرزا أنه سيولَد في بيته ابنٌ بطلت تماما لأنه قد وُلدت في بيته بنتٌ بتاريخ 15 أبريل/نيسان.
والآن فليقرأ محبو الصدق إعلانات الميرزا المحترم وليقرأوا ما استنتج منها هؤلاء المعارضون فيسعرفون جيدا مدى تفاقم ضغينتهم وبُغضهم وكذبهم وعدم خشيتهم لله. إن الإعلانات الثلاثة التي نشرها الميرزا المحترم بهذا الصدد أمامي الآن. الإعلان الأول الذي نشره الميرزا المحترم في 20/ 2/1886 م في هوشيار بور لم يذكر فيه أيّ تاريخ أي متى وفي أية سنة سيولَد الابن الذي ذُكرت صفاته في الإعلان. والإعلان الثاني الذي نشره - عليه السلام - بتاريخ 23/ 3/1886 م مفيد جدا إذا قد كُشف فيه بمنتهى الصراحة أن ذلك الابن سيوُلد في غضون تسع سنوات ولن يتجاوز هذه المدة. والإعلان الثالث الذي نُشر من قبله - عليه السلام - عبارتُه ذاتُ أوجه ومبهمة بعض الشيء ولا يوجد فيه تصريح متى وبأي تاريخ يولَد هذ الابن، غير أن فيه جملة أنه سيولد في فترة قريبة لن يتجاوز مدة الحمل. والمعلوم أن عبارة "لن يتجاوز مدة الحمل" ذات أوجه. لو كان على رأس العبارة الإلهامية لفظ "هذا" أي إذا كانت العبارة: "لن يتجاوز مدة هذا الحمل بل سيولد في أثنائها" لكان هناك مجال للمؤاخذة بلا شك.
أما النقد الآن فهو بغير حق ولا يثبت منه إلا أن المعترض عنيد من الدرجة القصوى وذو فهمٍ وطبع معوج وساذج جدا. الحق أن عبارات إلهامات الله وقوانين السلطان تكون من الشوكة والاحترام بحيث يجب البحث في كل لفظ منها. إذًا، إن ترك اللفظ "هذا" في العبارة الإلهامية الذي كان من شأنه أن يحدّد النبوءة يوضح بكل صراحة أنه ليس المراد من الحمل هو الحمل الجاري، بل للجملة معنيان لا ثالث لهما.
أولا: أنه لن يتجاوز مدة الحمل أي تسع سنوات، لأن هذه هي المدة الموعودة لحمل ذلك الابن الخاص.
ثانيا: أنه لن يتجاوز مدة الحمل المعهودة. ويرى كثير من الأطباء أن مدة الحمل المعهودة هي سنتان ونصف، بل عند البعض أقصى حد الحمل هو ثلاث سنوات أيضا.
على أية حال، لا يمكن الطعن في صحة النبوءة من منطلق كِلا الوجهين. لذلك فقد كتب الميرزا المحترم بمنتهى الصراحة في إعلانه في 8 أبريل/نيسان تخمينا منه أن ذلك الابن سيولَد على الأغلب في هذه الحمل أو في حمل قريب منه. ثم كتب في السطر الأخير من الإعلان نفسه بأنه قد كَشف بقدر ما كُشف عليه، وإذا كُشف عليه المزيد في المستقبل سوف ينشره أيضا. فقد بين الميرزا المحترم في الإعلان نفسه أن الجملة الإلهامية المذكورة في الإلهام ذات أوجه وستُشرح لاحقا إذا شاء الله. الآن، هل لعادل أن يستخرج من أية كلمة من كلماته - عليه السلام - أن ذلك الابن سيولَد في هذا الحمل حتما وليس في أي وقت آخر؟
فأقول بأسف شديد بأن أعداء الإسلام يُفقدون ثقتهم نتيجة غلبة ثورة العناد في العداوة ويُثبتون خبث باطنهم على الناس دون مبرر. ولا يرون أنه لا مجال لهم للاعتراض ما دام الميعاد المحولا يفكرون عند إثارة الضوضاء والشغب قبل الأوان أنه حين تتحقق النبوءة في وقتها ماذا ستكون حالتهم يومذاك، وكم سيواجهون من الندم والخجل؟ ولا ينتهبون أيضا إلى أنه إذا كان إلحاق الضرر بالأمر الحق بهذا النوع من الطعن السخيف ممكنا لما سلم حقٌ من هذه الصدمة. لقد طعن اليهود في عدة نبوءات للمسيح - عليه السلام - على هذا النحو بل أكثر من ذلك بكثير، واعتبروا نبوءاته بعيدة عن الحق والصدق أيما بُعد. ولكن هل يمكن أن تحط هذه المطاعن السخيفة من شأن صدقها؟ إن أصحاب البواطن الخبيثه يحاولون دائما أن يذرّوا التراب على القمر إلحادا وعداوة منهم، ولكن الحق انتصر دائما في نهاية المطاف، وسينتصر الآن أيضا.
إن كتاب السيد الميرزا المحترم، "سراج منير" موشك على أن يرى النور، وليس فيه نبوءة واحدة بل هو زاخر بالنبوءات الكثيرة، عندها سيتميز الحق من الباطل. فاصبروا قليلا. والسلام على من اتبع الهدى.
المعلن: مير عباس علي اللدهيانوي في 8/ 6/1886 م. (طُبع في مطبعة "شعلة نور" بتاله
رابط مقالاتي الخاصة بالدفاع عن اتهام حضرات الانبياء بسوء الفهم :
يقول الميرزا غلام أحمد
بخصوص الالهام للملهمين و من الذي له الحق في شرح معناه و تفسيره :
" المعنى الصحيح للإلهام هو ذلك الذي يبينه الملهَم بنفسه، ولا يفوق
شرح شخص آخر أو تفسيره قط المعنى الذي يبينه الملهَم بنفسه لأن الملهَم يكون مطلعا على كيفية إلهاماته الداخلية
ويفسره مستمدا القوة الخاصة من الله - عز وجل .
أليس بيان الملهَم معنى إلهامه أو شرح المؤلف معتقدا ورد في تأليفه
أوثق عند العقل من بيانات الناس الآخرين؟ بل
يجب التأمل جيدا أنه إذا بيّن المؤلف أمرا غيبيا قبل الأوان وأعلن عن أمر بكل وضوح
فهو المسؤول عن إلهامه وشرحه، والتدخلُ في أموره إنما هو كقول أحد بأن تأليفك لا
يعني ذلك بل يعني كما فكرتُه أنا." انتهى
النقل
( اعلان رقم 43 بتاريخ 7/ 8/1887م من مجلد الاعلانات الاول للميرزا
غلام ).
تعليقات
إرسال تعليق