مقال (468) ما هي العطاءات من الله – كما يرى الميرزا غلام - التي ينالها الباحث الصادق عن الله بالإسلام على وجه كامل، ليس تكلُّفا ولا تصنُّعا ؟ و هل تحققت في الميرزا غلام ؟
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2021/11/468.html
بالاطلاع على ما قاله الميرزا غلام في كتابه "مرآة كمالات الاسلام
" 1892 الصفحة 135 و ما يليها نذكر بعضا من هذه العطاءات التي يثبتها
الميرزا لنفسه و نرى هل تحققت في الميرزا غلام ؟ :
1- يقول الميرزا غلام :
" تجليات هدى الله العليا تتوجّه
إليه [أي للباحث عن الحق]خارقةً كل الحُجُب."
فهل هذه التجليات التي تخرق كل الحجب جعلت الميرزا غلام يفهم الهام و وحي و انباء ربه
له ؟
أم أن الميرزا غلام يقر بأنه لم يفهم الكثير جدا من هذه الالهامات و الانباء
المستقبلية ؟
و اذا كانت هذه التجليات تخرق الحجب كلها بالنسبة للباحثين المخلصين , فلماذا حرم
الله تعالى منها الانبياء – بحسب العقيدة الاحمدية – فجعل الكثير من انبياء الله
الكرام ومنهم سيدنا محمد و ابراهيم و نوح و موسى و عيسى و يونس عليهم الصلاة و
السلام لا يفهمون الكثير من وحي الله تعالى لهم ؟
2- يقول الميرزا غلام :
" والأوامر والعقائد التي قبِلها
الإنسان من قبل إيمانًا وعلى سبيل السماع فقط تُكشف عليه في هذه المرحلة مشهودةً
ومحسوسة بواسطة الكشوف الصحيحة والإلهامات اليقينية القاطعة وتُظهَر عليه دفائن
الشرع والدين والأسرارُ الكامنة في الملة الحنيفة."
يقصد الميرزا غلام أن الاوامر و العقائد التي كان يؤمن بها بالغيب هذا الباحث الصادق من
قبل يكشفها الله تعالى عليه في مرحلة البحث مشهودة محسوسة بواسطة الكشوف الصحيحة و
الالهامات اليقينية القاطعة , فيعرِّفَه الله تعالى الصحيح و غير الصحيح من هذه العقائد
و الاوامر .
و الان يحق لنا أن نسأل :
معلوم أن بداية وحي النبوة للميرزا غلام – كما يدعي - كان في سنة 1882 في شهر مارس كما ورد في كتاب
التذكرة , و كتاب " معلومات دينية " الاحمدي تأليف كهنة الاحمدية , و
كتاب "السيرة المطهرة " تأليف كاهن الاحمدية مصطفى ثابت .
بل بعض كهنة الاحمدية يرون هذه البداية كانت في سنة 1875 .
ومعلوم أن الميرزا غلام في زمن كتابة
كتابه الكبير البراهين الاحمدية الاجزاء
الاربعة الاولى من 1880 الى 1884 كان يؤمن بأن سيدنا عيسى عليه السلام حي في
السماء و أنه نازل آخر الزمان , فهل الميرزا غلام في هذا الزمن لم يكن باحثا عن
الحق دع عنك أن يكون نبيا أو وليا مقربا , و لماذا لم يكشف الله عليه حقيقة عقيدة
حياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء ؟
ايضا في زمن البراهين كما بالسابق كان يؤمن الميرزا غلام بأن التوفي له أكثر من
معنى و حتى لو كان التوفي من الله و في حق من يصح له الموت , فقد كتب الميرزا غلام
أن التوفي قد يكون بمعنى اعطاء الاجر بالكامل و ليس فقط الموت .
و أيضا في زمن كتاب " ازالة
الاوهام " 1890 كتب الميرزا أن الله تعالى كشف عليه أن الضمير " الهاء" في قول الله
تعالى " قَبْلَ مَوْتِهِ "
كما في الاية الكريمة " وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ
بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) سورة النساء , يعود الضميرعلى سيدنا
عيسى عليه السلام أي قبل موت سيدنا عيسى
عليه السلام , بينما نجد الميرزا غلام في
كتابه " حمامة البشرى " 1894 و كتابه " حقيقة الوحي " 1907 تراجع
و انكر كل هذا , أي ينكر ما قاله مقسما
بالله بالكشف من ربه و يتبنى القول بأن الضمير في التعبير " قَبْلَ مَوْتِهِ " يعود
لأهل الكتاب !!!!
فهل في زمن " ازالة الاوهام " لم يكن الميرزا غلام باحثا عن الحق ؟
3- يقول الميرزا غلام :
" ففي هذه الدرجة تُجاب
أدعيته اصطفاءً وليس ابتلاء "
فهل استجاب رب الميرزا غلام له حينما طلب
الميرزا غلام من الله تعالى أن يفصل بينه و بين الشيخ ثناء الله الأمرتسري بأن
يميت الكاذب ( يقصد الشيخ ثناء ) في حياة الصادق ( يقصد الميرزا غلام نفسه ) بمرض
وبائي ؟
لقد مات الميرزا غلام في حياة الشيخ ثناء الله بالكوليرا الوبائية .
4-
يقول الميرزا غلام :
" والعطية العليا التي يُعطاها هي مكالمات الله ومخاطباته التي تنـزل
على قلبه باستمرار - دون أدنى شك وريب وغبار - ساطعةً مثل القمر "
فهل كانت مكالمات و مخاطبات
رب الميرزا غلام له ساطعة مثل القمر ؟
حينما قال الميرزا غلام في سنة 1886 كما في كتاب "التذكرة" أنه
توجه الى الله ليعرف حقيقة نبوءة المصلح الموعود , حيث كان الميرزا غلام يؤمن بأن
هذا الابن المصلح الموعود سيكون ابن الزوجة الثانية , يقول الميرزا غلام أن ربه من
خلال الالهامات المتكررة صحح له هذا الفهم , و أن هذا الابن سيكون من الزواج الثالث - الذي لم يحدث اطلاقا - و أنه
سيرزق منه بابناء كثيرة ايضا , فهل كانت الالهامات الكثيرة المتكررة ساطعة مثل
القمر؟
و هل كان فعلا المصلح الموعود كما يعتقد الميرزا و أتباعه من الزوجة الثالثة ؟
فهل كان الميرزا غلام وقتها باحثا عن الحق دع عنك أن يكون نبيا في سنة 1880 أو
1875 .
5- يقول الميرزا غلام :
" نبع الإلهام يجري دائما في المقرَّبين؛ فيتكلمون حين تُنطقهم روحُ القدس ويرون حين تُريهم
روح القدس، ويسمعون حين تُسمعهم روح القدس وتنشأ جميع إراداتهم بنفخٍ من روح القدس
و الحق والحق أقول بأنهم يكونون مصداقا ظليا للآية: ]وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى[ "
فمن الذي أنطق
الميرزا غلام حينما قال بأن سيدنا عيسى عليه السلام حي في السماء و أنه نازل آخر الزمان سنة 1884 ثم ارتد عن هذا الرأي ؟
و من أنطق الميرزا غلام حينما قال أن معجزات سيدنا عيسى عليه السلام حقيقية و لم يستفد من البركة ( البحيرة )
العجيبة زمن سيدنا عيسى عليه السلام ثم ارتد عن هذا الرأي ؟
ومن أنطق الميرزا غلام حينما قال بأن التوفي قد يكون معناه اعطاء الاجر بالكامل
سنة 1883ثم ارتد عن هذا الرأي ؟
و من انطق الميرزا غلام حينما قال أن الانبياء أولهم آدم و آخرهم سيدنا محمد صلى
الله عليه و سلم سنة 1884 ثم ارتد عن هذا الرأي و أثبت لنفسه النبوة و الرسالة ؟
و من أنطق الميرزا غلام حينما قال أن الموت في التعبير " قبل موته " هو
لسيدنا عيسى عليه السلام سنة 1890 ثم ارتد عن هذا الرأي ؟
6- و يقول الميرزا غلام :
" ويتلقّون أجوبة على أسئلتهم كما يجيب صديقٌ صديقَه "
فمن الذي أجاب الميرزا غلام حينما قال
له ربه يلاش بوحي و الهام متكرر أن المصلح الموعود سيكون من الزواج الثالث الذي لم
يحدث اطلاقا ؟
7- يقول الميرزا غلام :
" ويحظى بصورة ظلية بكافة
مراتب الهداية والمقامات السامية التي نالها الأنبياء والرسل من قبل، ويصبح وارثا
للأنبياء والرسل ونائبا لهم. والحقيقةُ
التي تُسمّى معجزة للأنبياء، تظهر فيه باسم الكرامة. والحقيقة التي تُسمّى للأنبياء
عصمة، تُذكر فيه باسم المحفوظية. والحقيقة التي تُسمّى للأنبياء نبوّة، تظهر فيه في حلّة
المحدَّثية. فالحقيقة تبقى هِيَ هِيَ ولكنها تُعطى أسماء مختلفة نظرا
إلى ضعفها أو قوتها؛ لذا
تشير ألفاظ النبي صلى الله عليه و سلم المباركة إلى أن المحدَّث يكون نبيا من حيث
القوة. ولولا
انسداد باب النبوة لكان في كل محدَّث قوة وموهبة ليكون نبيا. فمن منطلق هذه
القوة والموهبة يجوز حمل المحدَّث على أنه نبي؛ بمعنى أنه يجوز القول: "المحدَّث
نبي"، حيث يقولون: "العنب خمرٌ، نظرًا إلى القوة والاستعداد؛
ومثل هذا الحَمل شائع متعارف في عبارات القوم، وقد جرت المحاورات على ذلك، كما لا
يخفى على كل ذكي عالم مطّلع على كتب الأدب والكلام والتصوف."
من النص السابق يقرالميرزا بالتالي :
الميرزا غلام ينكر المعجزات لنفسه و
يسميها كرامات لأنه ليس بنبي .
الميرزا غلام ينكر العصمة لنفسه و يسميها محفوظية
لأنه ليس بنبي .
الميرزا غلام ينكر النبوة الحقيقية لنفسه وأنها فقط محدثية لأنه ليس بنبي .
الميرزا غلام يقر بانسداد باب النبوة و
يعلن استمرار المحدثية التي فيها من قوة النبوة .
الميرزا غلام يقر بأن اعتبار المحدثية
نبوة بالقوة و ليس بالفعل أي ليست بالحقيقة و انما هي باعتبار ما يقال في كتب الادب و الكلام و التصوف
, يعني لم يجد الميرزا غلام في القرآن ولا السنة ما يؤيد كلامه فذهب الى كتب الادب
و الكلام و التصوف.
أما القراءة التي جاء بها الميرزا غلام فهي غير متواترة و بالتالي لا يمكن
اعتبارها قرآنا يتلى , و هذه القراءة غير المتواترة هي دليل ادانة للميرزا و ليست
تأييدا له , لأن الله تعالى فرَّق بين الرسول و النبي و المحدث , فلو كان النبي هو
الرسول ما كان الله يفرق بينهما في الذكر, ونفس الطريقة لو كان المحدث نبيا ما فرق الله بينهما في
الذكر , فالمحدث غير النبي , و النبي غير الرسول.
و لو كان وجود المحدَّث و اهميته للمسلمين بمكان و أنه سوف يجيء هذا المحدث لينقذ
المسلمين من الشرك و البدع لكان الله تعالى ابقى كلمة " المحدَّث " الى
يوم الدين في القرآن الكريم .
و هناك نص آخر في هذا الكتاب يؤكد الميرزا على انه ليس بنبي انما هو فرد من امة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم , يقول في الصفحة 133 :
" إن بعض أفراد هذه الأمة- وإن لم يكونوا أنبياء- يحظون بمكالمة الله مثل الأنبياء. وإن آيات الله البينات تظهر على أيديهم - وإن لم يكونوا رسلا - كما تظهر على أيدي الرسل وتجري في هذه الأمة أنهار الحياة
متدفّقة، وليس لأحد أن يبارزها في ذلك.
هل لأحد أن يبارزني في إراءة البركات والآيات ويرُدّ إزائي على ادّعائي هذا؟ " اه
و باذن الله تعالى سيكون لنا مع كتاب
" مرآة
كمالات الاسلام " مقالات كثيرة نظرا لأهمية الكتاب بحسب كلام
الميرزا غلام .
والله تعالى أعلى و أعلم
تعليقات
إرسال تعليق