القائمة الرئيسية

الصفحات

 



مقال (530) هل مات سيدنا عيسى عليه السلام وعمره 120 سنة؟

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2024/07/530-120.html


حديث تكرر استشهاد الميرزا به وقد ذكره الأحمديون في كتاب (معلومات دينية) صفحة 46 وهو العمر الذي مات فيه سيدنا عيسى عليه السلام كما يعتقدون حيث يقولون:

س: كم كان عمر سيدنا عيسى عليه السلام عند وفاته؟

ج: لقد ورد في كنز العمال، وفي المستدرك، والبداية والنهاية، وقصص الأنبياء: حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم "إنّ عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة".

الرد على استدلال الأحمديين بالحديث السابق:

1.   كما قلت إنّ الحديث لم يرد في الكتب المُسَلّم والمُعْتَرَف بها.

2. نَص الحديث كما جاء في كتاب (البداية والنهاية):"عن فاطمةَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أخبَرَها أنه لم يكن نبيٌّ كان بعدَه نبيٌّ إلا عاش الذي بعدَه نصفَ عُمْرِ الذي كان قبلَه وأنه أخبَرَني([1]) عيسى بنُ مريمَ عاش عشرين ومائةَ سنةٍ فلا أراني إلا ذاهبٌ على رأسِ ستين"، وسنعتبر أنّ الحديث صحيحًا تنزلا مع الأحمديين، بالرغم من تضعيف علماء الحديث له.

3.   وإذا كان عمر سيدنا عيسى عليه السلام 120 سنة، فكم سيكون عمر الأنبياء من قبله؟

معلوم من كلام الميرزا غلام أنّ سيدنا عيسى عليه السلام كان الخليفة الثالث عشر([2])، وقد سبقه 12 خليفة بعد سيدنا موسى عليه السلام، فسيكون كان عمر النبيّ قبل سيدنا عيسى عليه السلام ضعف عمر سيدنا عيسى عليه السلام أي سيكون 240 سنة، وسيكون عمر سيدنا موسى عليه السلام بالآلاف وليس بالمئات، وهذا غير معقول ولا مقبول.

1-   قد يقول أحد الأحمديين: لا يثبت أنّ كل الخلفاء بعد سيدنا موسى عليه السلام كانوا أنبياء.

فأقول: لو اعتبرنا أنّ هذا الكلام صحيح، فمن هم الأنبياء من بعد سيدنا موسى عليه السلام؟

على سبيل المثال لا الحصر فإن منهم: إيليا، وإليشع، وإشعياء، وآخرون، فلو اعتبرنا أنّ عمر كل نبيّ نصف عمر من كان قبله، فكم سيكون عمر سيدنا موسى عليه السلام، وكم سيكون عمر الأنبياء من قبل سيدنا موسى عليه السلام؟

ولقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم فقط أسماء 25 نبيًّا، منهم سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، فكم سيكون عمر سيدنا نوح عليه السلام.

ولو اعتبرنا الأنبياء الذين لم يذكر الله تعالى أسماءهم، وهم حوالي 124000 نبيّ([3])، فكم سيكون عمر سيدنا نوح عليه السلام أو سيدنا آدم عليه السلام!!!

إذن متن هذا الحديث غير معقول من جهة معارضته للواقع، ولا يصح الاستدلال به.

4. أما بالنسبة لعلاقة عمر الميرزا بعمر من سبقه من الأنبياء أي سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، فإن بشير الدين محمود مصلحهم الموعود، يعتبر نبوة الميرزا نبوة حقيقية، ونبوته لا تختلف عن نبوة بقية الأنبياء من حيث الشروط اللازمة والضرورية ليكون النبيّ نبيًّا، والاختلاف بين الأنبياء في أمرين كما يقرر بشير الدين محمود؛ أولا اختصاص نبوة كل نبيّ؛ فهذا تشريعيّ، وهذا مستقل غير تشريعيّ، وهذا ظلي بروزيّ، والاختلاف الثاني في كيفية وصول النبوة للنبيّ، فالأنبياء قبل الميرزا، وصلت لهم النبوة بطريق مباشر من الله تعالى، بينما نبوة الميرزا كانت بطريق غير مباشر؛ أي من خلال الطاعة التامة لسيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، أي أنّ نبوة الميرزا غلام نبوة ظلية.

فإذا كانت نبوة الميرزا حقيقية، ولا تفترق عن نبوة الأنبياء من قبله، فيجب – لو اعتبرنا الحديث صحيحًا – أن يكون عمر الميرزا ثلاثين سنة، لأنه نبيّ مثل بقية الأنبياء، ويجب أن يكون عمره نصف عمر النبيّ الذي قبله أي سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يكن عمر الميرزا غلام كذلك، فهذا يدل على أحد أمرين:

·       إما أنّ الحديث لا يصح الاستدلال به لعدم موافقته للواقع.

·   وإما أن نعتبر الميرزا دجالًا وكذابًا ومدعيًّا للنبوة، لأنه لو كان نبيًّا لمات في عمر 30 سنة، وهذا بالقطع لا يوافق عليه الأحمديون إطلاقًا، لأنه يتعارض مع ما قرره الميرزا غلام أن عمره سيكون 80 سنة تزيد أو تنقص 6 سنوات.

2-   قد يقول الأحمديون: إنما يقصد سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم الأنبياء التشريعيين فقط، والميرزا ليس نبيًّا تشريعيًّا.

فأقول: إنّ سيدنا عيسى عليه السلام في العقيدة الأحمدية نبيّ غير تشريعيّ، وعندما قال سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم إنّ عمره نصف عمر سيدنا عيسى عليه السلام، فلا يصح التفرقة بين نبيّ تشريعي وغير تشريعي، لأنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم لم يفرّق بين نبيّ تشريعيّ وغير تشريعيّ في نص الحديث، وإنما ذكر كل الأنبياء، وعملًا بالمبدأ الصحيح الذي يقر به الميرزا وعلماء الأحمدية؛ أنّ النكرة إذا جاءت في سياق أفادت الشمول، كما في قوله صلى الله عليه وسلم :"لم يكن نبيٌّ كان بعدَه نبيٌّ"، فكلمة "نبيّ" نكرة، وقد جاءت بعد النفي ب"لم"، وهذا دليل على شمول كافة الأنبياء، ومعلوم أنه لا يصح تخصيص العام إلا بقرينة لازمة قوية كما يقول الميرزا، وحديث سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم كما رأينا كان عامًا في كل الأنبياء بدليل ذكره لسيدنا عيسى عليه السلام غير التشريعي في الفكر الأحمدي.


د.ابراهيم بدوي

25/7/2024

 


[1] بمتابعة بقية الأحاديث في نفس الموضوع، فإنّ المخبر هو سيدنا جبريل عليه السلام، وقد أخبر سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم بما ورد في الحديث.

[2] كتاب (التحفة الجولروية) 1902 صفحة 93 يقول الميرزا:" ...وقد عدّ القرآن الكريم هؤلاء الخلفاءَ أنهم اثنا عشر، والثالث عشر هو عيسى - عليه السلام -، وهو المسيح الموعود لأمة موسى عليه السلام".

[3] كتاب (حقيقة الوحي) 1907 صفحة 365 يقول الميرزا:" ويتفق 124 ألف نبي أنه يمكن أن يُرَدّ كل بلاء بالصدقة والدعاء والتضرع والابتهال. ويمكن أن يفقه كل من يملك قليلا من العقل أن البلاء الذي أراد الله إنزاله وكان في علمه وحده ولم يُخبَر به النبي يُسمَّى بلاء، أما حين يُطلَع عليه النبي يُسمَّى البلاء نفسه نبوءة وعيد".

 


مقالات ذات علاقة بهذا المقال:

مقال (459) هل تمنع العبارة " لا نبيّ بعدي " كل أنواع النبوات ؟

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2021/10/459.html



تعليقات

5 تعليقات
إرسال تعليق
  1. هناك أيضًا حديث آخر أردت الإشارة إليه؛ وهو الحديث عن عمر النبي داود (ﷺ). في حديث صحيح جمعه الإمام الطبري في تاريخه، نرى أنه في الجنة، عندما مسح الله (ﷻ) ظهر النبي آدم (ﷺ) وأراه ذريته التي ستولد حتى يوم القيامة، رأى النبي آدم (ﷺ) بين ذريته أنبياء الله (ﷻ)، ورأى بين الأنبياء شخصًا كان أكثرهم نوراً. سأل النبي آدم (ﷺ) الله (ﷻ): "من هذا، الذي هو أكثرهم نوراً؟"، فأجاب الله (ﷻ): "هذا ابنك داود"، ثم سأل النبي آدم (ﷺ) الله (ﷻ) عن عمر النبي داود (ﷺ): "ما العمر الذي قدرته له؟"، فأجاب الله (ﷻ): "قدرت له 40 سنة من العمر"، ثم توسل النبي آدم (ﷺ) إلى الله (ﷻ) أن يزيد للنبي داود (ﷺ) 60 سنة أخرى من عمره؛ فاستجاب الله (ﷻ) لدعاء النبي آدم (ﷺ)، ومنح 60 سنة أخرى للنبي داود (ﷺ) من عمر النبي آدم (ﷺ). لذا، في هذا الحديث نرى أن عمر النبي داود (ﷺ) الإجمالي هو 100 سنة. ولكن إذا كان الحديث الذي يقول إن "كل نبي يعيش نصف عمر النبي السابق" صحيحًا، فإن النبي داود (ﷺ) الذي جاء قبل النبي عيسى ابن مريم (ﷺ)، يجب أن يكون أكبر سنًا من النبي عيسى ابن مريم (ﷺ) من الناحية الحسابية. لكن هذا ليس هو الحال، حيث أن عمر النبي داود (ﷺ) هو 100 سنة، بينما عمر النبي عيسى ابن مريم (ﷺ) هو 120 سنة. وبما أن الحديث يؤدي إلى تناقض، والحقيقة لا تؤدي إلى تناقضات، يمكننا بالتالي أن نستنتج بأمان أن الحديث المذكور باطلٌ قطعًا.

    ردحذف
    الردود
    1. هذا هو المصدر: صفحة 155و156
      https://shamela.ws/book/9783/153#p1

      حذف
  2. بارك الله فيك اخي المحترم ، لو تتكرم علي بذكر اسمك فهذا يشرفني ، التعليقات لا يظهر فيها اسم صاحب التعليق.
    د ابراهيم بدوي
    28/7/2024

    ردحذف
    الردود
    1. وأنت أيضا بارك الله فيك.
      هذا حسابي على تويتر:
      https://x.com/msmhao

      حذف
    2. لاحظت أن الرابط موقع الشاملة ليس صحيحا، هنا الرابط البديل:
      https://shamela.ws/book/9783/153#p1

      حذف

إرسال تعليق

التنقل السريع