القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (477) قواعد أصولية يقرها الميرزا غلام في مواضع و ينكرها في مواضع أخرى .

 



مقال (477) قواعد أصولية يقرها الميرزا غلام في مواضع و ينكرها في مواضع أخرى .

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2022/01/476_18.html

 

يقول الميرزا غلام في كتاب "مرآة كمالات الإسلام" 1892 صفحة رقم  378 :

" فمن الواضح أن حسبان حسن الإدارة والتخطيط بدعةً ومعصية، وعدَّ أنصار الدين مردودين وهم الذين يشتغلون في إعلاء كلمة الإسلام ليلَ نهارَ والذين قال النبي - صلى الله عليه وسلم - عنهم: حب الأنصار من الإيمان؛ ليس عملا طيب الطوية، بل عمل مَن مُسخت صورُهم الروحانية في الحقيقة. ولو قلتَ بأن المراد من الحديث: حُب الأنصار من الإيمان، وبُغض الأنصار من النفاق هم الأنصار الذين كانوا يسكنون في المدينة وليس الأنصار كلهم وبوجه عام؛ لاستلزم ذلك بأن بُغض أنصار النبي - صلى الله عليه وسلم - الذين جاؤوا بعد ذلك الزمن جائز. كلا، ثم كلا، بل الحق بأن هذا الحديث يفيد العموم، وإنْ قيل في فئة معينة، كما هو حال كثير من الآيات القرآنية التي نزلت في فئة معينة وهي تفيد العموم."

هنا الميرزا غلام القادياني يذكر لنا قاعدتين .
القاعدة الاولى: منح و تخصيص البعض شيئا يعني جوازه أو عكسه لغيرهم .

مثل  تخصيص الانصار ( اهل المدينة المنورة )  بالحب و أن هذا يعني جواز عدم حب بل بغض غيرهم .

و في الحقيقة لا أرى إشكالا في هذا الامر , فالحب و البغض ليس بيد أحد , و انما نحن مسؤولون عما ينجم عنه الحب او البغض من اهدار لحقوق الناس , فالحب و البغض من الامور القلبية , و ليس على ما في القلب من حب و بغض حساب , و انما سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم يتكلم عن علامات الايمان القلبية فيعرف المسلم من هذا المقياس هل هو على الايمان أم هو من أهل النفاق .
و أما جواز نفس الشيء لغيرهم أو منعه فهو صحيح , فقد لا أحب مسلما ينصر الاسلام مثلا بالمال و انما عدم حبي له بسبب افعال أخرى غير اخلاقية , و كما قلت سابقا أن الحب و البغض من الامور القلبية التي ليس عليها حساب طالما لم أظلمه بسبب عدم حبي له .

القاعدة الثانية : العبرة بعموم اللفظ و ليس بخصوص السبب .

و هي ايضا صحيحة , و الميرزا غلام القادياني هنا يقصد أن كلمة "الانصار" هنا بمعناها اللغوي و هم من ينصرون الاسلام في كل الازمنة و الامكنة و ليس بالمعنى الاصطلاحي ( اهل المدينة المنورة )  .

و لكن هذه القاعدة الثانية كان يجب على الميرزا غلام القادياني و اتباعه الالتزام بها و لكنهم خالفوها كما سيلي .

اولا : فمثلا  كلمة " النبيين "  في الجزء من الاية "وخاتم النبيين" تفيد العموم , بالرغم من أن الاحمديين يرونها خاصة بالانبياء التشريعيين فقط , هذا لو أقروا بأن معنى " خاتم" الاخير .

فمهما قالوا بان سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم هو الاخير للانبياء التشريعيين فقط و ليس لعموم الانبياء , فان العموم في كلمة " النبيين" باعتبار قاعدة الميرزا غلام القادياني تضطر الاحمديين الى اعتبار المعنى العام و الغاء المعنى الاصطلاحي الخاص .

ثانيا : قول سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم " لا نبي بعدي " فمعلوم أن مجيء النكرة مثل هنا كلمة " نبي " في سياق النفي كما في الاداة " لا " يفيد العموم , و لكننا نجد الاحمديين يخالفون الاصول المعلومة و المتفق عليها و التي هم ايضا يعلنونها و يستدلون بها في بعض كتبهم – كما سنرى لاحقا في مقالات سابقة ذات صلة – يخالفون هذا المعلوم و يقولون بل سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لا نبي تشريعي بعده , اي يتركون العام الواضح و يخصصون العام بلا اي دليل قطعي .

ثالثا  : من الاصل – كما سنرى في مقالات ذات صلة - فإن الميرزا غلام القادياني  ينكر التحول من المعاني الاصطلاحية التي استقرت في الشريعة الاسلامية الى معاني لغوية لتتوافق مع هوى البعض و سمى هذا التحول الحادا صريحا.

يقول الميرزا في كتابه ازالة الاوهام /1891 صفحة 371 :

" إذا خصّ القرآن كلمة ما، بمعنًى معين؛ فإن صرف هذا المعنى عن تلك الكلمة - بناء على مجرد فكرة ورود معناها الآخر في المعاجم - ليس إلا إلحادا صريحا " انتهى النقل

 فهنا الميرزا غلام القادياني ترك عامدا الكلمة او التعبير الاصطلاحي " الانصار " الذي يخص اهل المدينة المنورة  الى المعنى اللغوي اي معنى الانصار و هم من ينصرون الدين .

و هذه هي أحد مشاكل الميرزا غلام القادياني و الطائفة الاحمدية القاديانية و هي الكيل بمكاييل متعددة بحسب الهوى.

و هم بذلك يخضعون انفسهم للاية القرآنية :
" أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) سورة الجاثية

والله أعلى و أعلم

د.ابراهيم بدوي

18/1/2022

 

مقال (180) الميرزا يتهم من يُخرج الفاظ القرآن الاصطلاحية الى معانيها اللغوية او الاجتهادية بالالحاد و التفسير بالرأي .

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2017/07/180.html

 

مقال (459) ماذا أفادتنا الجملة " لا نبيّ بعدي "






تعليقات

التنقل السريع