القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (556) التعريف بالجماعة الأحمدية القاديانية وبيان خطورتها على المسلمين.

 








مقال (556) التعريف بالجماعة الأحمدية القاديانية وبيان خطورتها على المسلمين.

من كتاب "حقيقة الطائفة الاحمدية القاديانية"

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2025/01/556.html





الباب الأول

ويشمل الفصول التالية:

الفصل الأول:

التعريف بالجماعة الأحمدية القاديانية:

أولًا : الجماعة الأحمدية القاديانية جماعة تكفيرية.

·      نصوص تكفير الميرزا للمسلمين.

·      نصوص التكفير عند الخليفة الأحمدي الثاني بشير الدين محمود.

·      نصوص التكفير عند الخليفة الأحمدي الأول الحكيم نور الدين.

·      تصريح وتأكيد الجماعة الأحمدية القاديانية على تكفير غير الأحمديين.

ثانيا: أدلة اعتبار الجماعة الأحمدية القاديانية جماعة انفصالية.

ثالثا: أدلة اعتبار أنّ الطائفة الأحمدية القاديانية أخطر على المسلمين من اليهود والنصارى.

·      يتبعون رجلًا ادعى النبوّة والرسالة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا في حد ذاته كفر ونقض للعقيدة.

·      فتح باب النبوّة إلى يوم القيامة.

·      إفسادهم لعقيدة المسلمين بادّعاء بنوة الميرزا الاستعارية لله.

·      استباحة الإساءة للأنبياء والمرسلين.

·      تعطيل جهاد المحتل الكافر لبلاد المسلمين.

·      لا يحبون الخير لغير الأحمديين القاديانيين.

 

الفصل الثاني:

التعريف بالميرزا غلام أحمد القادياني مؤسس الطائفة الأحمدية القاديانية، وبيان مراحل تطوره:

·      الاعتقاده أنه وليّ مُحَدَّث، ولم يكن يعتقد في هذه الفترة أنّه المسيح الموعود الآتي آخر الزمان، بل كان يعتقد بأنّ المسيح الموعود هو بالفعل سيدنا عيسى عليه السلام وأنّ سيدنا عيسى عليه السلام حي في السماء، وأنه نازل آخر الزمان.

·      ثم تطور إلى الاعتقاد بموت سيدنا عيسى عليه السلام وأنه أي الميرزا غلام هو المسيح الموعود، وأنه هو نفسه المهدي المنتظر في نفس الوقت، وأنه ليس بنبيّ، وإنما هو وليّ مُحَدَّث فقط.

·      ثم تطور إلى الاعتقاد بأنه نبيّ ورسول مجازيّ ظليّ، وأنه أفضل من سيدنا عيسى عليه السلام بمئات المرات، أفضل من بعض الأنبياء.

·      ومات الميرزا غلام سنة 1908م على الاعتقاد بنبوته اللغوية المجازية، وأنه خاتم الأولياء كما أنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء، ولم أجد أي نصٍ يدل على اعتقاد الميرزا غلام القادياني بأنه نبيّ على الحقيقة، كما تدعي الطائفة القاديانية.

الفصل الثالث

أولًا: بيان أهمية معرفة متى بدأ وحي النبوة والرسالة التي ادّعاها الميرزا غلام.

ثانيا: بيان العطاءات اللدنية من ربه يلاش العاج([1]) له، ومنها:

·      أنّه هو الحَكُم العَدل.

·      أنَّ الله تعالى قد أصلحه تمام وكمال الإصلاح وكان في سنة 1878م.

·      أنّه من المُطَهَّرين، وأنّ الرحمن علمه القرآن، وأنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم هو معلمه بعد الله تعالى.

·      أنّ ربه سماه آدم والمهدي.

·      ادعاؤه العصمة، ومرافقة الروح القدس له في كل حين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

الفصل الأول

التعريف بالجماعة الأحمدية القاديانية

تُسَمِّي هذه الجماعة نفسها بالجماعة الإسلامية الأحمدية، خداعًا للناس الذين لا يعرفون حقيقتها، وحقيقة مؤسسها مدعي النبوة الميرزا غلام أحمد القادياني الهندي([2])، وكانت بدايتها في 23/3/1889م؛ حينما أخذ الميرزا البيعة ممن يصدقونه.

واستمرت هذه الجماعة بعد موت الميرزا في سنة 1908م إلى الآن، ومع أنّ ابن الميرزا الأكبر([3]) بشير الدين محمود كان في عمر 18 سنة عند موت الميرزا، إلا أنّه قد تم اختيار الحكيم نور الدين ([4]) ليكون الخليفة الأحمدي الأول للميرزا، واستمر إلى سنة 1914م، ولعل سبب عدم تولي بشير الدين محمود الخلافة بعد موت أبيه مباشرة؛ أنّ محمودًا كان بليدًا، وكان لا يعرف لغاتًا غير الأردية([5])، كما أنّ الميرزا لم يصرح قبل موته بأنّ ابنه بشير الدين محمود هو من سيكون الخليفة من بعده، أو أنّ بشير الدين محمود هو من سيكون المصلح الموعود([6])، وكان عُمْرُ بشير الدين محمود وقت موت الميرزا غلام 18 سنة تقريبًا.

وبعد موت الخليفة الأحمدي الأول نور الدين انقسم أتباع الميرزا إلى قسمين، هما جماعة قاديان بقيادة بشير الدين محمود، وأصبح الخليفة الأحمدي الثاني، واستمرت الخلافة الأحمدية في أبناء وأحفاد الميرزا إلى اليوم، وأمّا الجماعة الأخرى فهي جماعة لاهور بقيادة صاحب الميرزا واسمه مُحَمَّد علي اللاهوري.

تؤمن جماعة قاديان بنبوة حقيقية للميرزا، وتعتقد بكفر من لا يؤمن به أو لا يصدقه، بل تؤمن بكفر منْ لم يسمع به كما سنرى لاحقًا من نصوص التكفير، بينما جماعة لاهور لا تؤمن بنبوة حقيقية للميرزا، بل ترى أنه فقط عالم مجدد ومُحَدَّث، وبالتالي لا تُكَفِّر من لا يؤمن به نبيًّا.

والجماعة الأحمدية القاديانية هي القسم الأكبر الآن، وهي منتشرة في الكثير من دول العالم، ولها قنوات فضائية وتليفزيونية ومحطات إذاعية ومواقع على الشبكة العنكبوتية الدولية كثيرة جدًا وبلغات كثيرة، وتفرض على أتباعها القادرين ماليًا تبرعات ملزمة للجماعة.

بعد موت الخليفة الأحمدي الثاني بشير الدين محمود؛ وهو منْ لقبته الجماعة القاديانية بالمصلح الموعود([7])، تلاه الخليفة الأحمدي الثالث (الميرزا ناصر)([8]) ، ثم الخليفة الأحمدي الرابع (الميرزا طاهر)([9]) ، ثم الخليفة الأحمدي الخامس الحالي واسمه (الميرزا مسرور)([10]) ، وكلهم كما قلتُ من نسل الميرزا غلام.

وتمارس الطائفة الأحمدية القاديانية أساليب كثيرة ومتنوعة من الخداع والتمويه والمظلومية لإقناع السذج من المسلمين أنها جماعة مسالمة عقلانية، وتدعي الجماعة أنّ علماء المسلمين قاموا بتكفيرها بدون حق، مما أدى إلى مهاجمة الناس لهم، وأحيانًا يصل الأمر إلى القتل لأنهم فقط أحمديون، كما يكذبون لإثبات أنهم على الحق بحجة أنهم منتشرون في أكثر من 200 دولة حول العالم، وأنّ عددهم يفوق المائتي مليون نفس([11])، ومن جملة كذبهم أنّ علماء المسلمين كانوا (ي) فرون من مناظرتهم العلنية.

وفي الحقيقة فإنّ هذه الطائفة الأحمدية القاديانية ليست فقط جماعة تكفيرية انفصالية، بل هي جماعة خطرة، ليس فقط على المسلمين، بل خطرة على السلم العالمي، حيث يتمنون انتشار الأوبئة والحروب في جميع أنحاء العالم طالما لا يؤمنون بنبوة حقيقية للميرزا غلام، وسنرى أدلة كل ذلك من كلام مؤسسي الأحمدية أنفسهم في الصفحات التالية تحت العنوانين التاليين:

1- الطائفة الأحمدية القاديانية طائفة تكفيرية انفصالية.

2- الطائفة الأحمدية القاديانية أخطر على المسلمين من اليهود والنصارى.

 


 

1- الطائفة الأحمدية القاديانية طائفة تكفيرية انفصالية

يتباكى الأحمديون القاديانيون كثيرًا بسبب تكفير علماء وفقهاء المسلمين وكافة المجامع الإسلامية لهم، ويرى الأحمديون أنّ هذا ظلم وعدوان وقع عليهم وبلا أي دليل، فإنهم يدَّعون - أي الأحمديون - أنّهم يؤمنون بالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويقيمون كافة الشعائر الإسلامية فهم من أهل القبلة.

وبالرغم من أنّ الميرزا يلوم العلماء على تكفيره بدون أسباب قاطعة ويقينية صحيحة([12])، ولكن بالاطلاع على كتبهم المنشورة في موقعهم الرسمي سواء كُتُب نبيّهم الميرزا المؤسس الأول للأحمدية، أو كتب المؤسس الثاني بشير الدين محمود، أو ما كُتب عن سيرة الخليفة الأحمدي الأول الحكيم نور الدين ، أو ما صرحت به الجماعة الأحمدية القاديانية كما في كتابهم (شبهات وردود)؛ سنجد نصوصًا كثيرةً لهم يُكَفِّرون فيها المسلمين، وليس هذا فقط، بل بشير الدين محمود يرى أنّ من لم يُبايع وينضم للطائفة الأحمدية القاديانية فهو كافر أيضًا بسبب عدم المبايعة حتى لو كان يصدِّق الميرزا في دعواه.

فإذا كان الأحمديون لا يرون تكفير علماء المسلمين لهم صحيحًا بحجة أنهم أي الأحمديين يؤمنون بالله تعالى ويقومون بنفس الشعائر الإسلامية، ومذهبهم ومذهب مؤسسهم هو السنة والجماعة، ونحن بدورنا نقول بقولهم أيضًا، فلماذا يرانا الأحمديون كافرين؟

وإذا كان بشير الدين محمود يقول بتكفير كل من هو غير أحمديّ قاديانيّ، إلا أنه يقرر بأنّ تكفيره للناس لا يعني حتمية عذابهم في الآخرة، ويقرر أيضًا أنّ هناك فَرْقًا بين كون المرء كافر وبين مؤاخذة الله تعالى له وعقابه بدخوله النار، إلا أنّنا سنجد الميرزا يقول بعقاب من يكفر به في الآخرة وأنه من أهل النار.

ولأنّ الله تعالى لا بد من فضح الجماعات الضالة فقد رزقهم الاختلاف والتضاد، فنجد الميرزا يقول([13]): “.إنّ المؤاخذة لا تكون إلا لمن ينكر نبوة النبيّ التشريعي ومعلوم أنّ الأحمديين يرون أنّ الميرزا نبيّ غير تشريعي، فكيف يصح أن يقول الميرزا بأنّ من لا يؤمن به هو مؤاخذ عند الله وهو من أهل النار كما سنرى في نصوص تالية!!!


 

وبإذن الله تعالى سيكون ترتيب النصوص كالتالي:

أولًا: بعض نصوص تكفير الميرزا للمسلمين كما وردت في كتب الميرزا.

ثانيًا بعض نصوص التكفير من كُتُب الخليفة الأحمدي الثاني بشير الدين محمود.

ثالثا بعض نصوص التكفير من كلام الخليفة الأحمدي الأول الحكيم نور الدين.

رابعا: تصريح وتأكيد الجماعة الأحمدية القاديانية على كلام مصلحهم الموعود بشير الدين محمود في تكفير غير الأحمديين المبايعين للجماعة، وليس هذا فقط، بل التصريح بكفر حتى من لم يسمع باسم الميرزا.

خامسا: النصوص من كلام الميرزا تبيّن قصده بأهل النار، وسنجد أنّ الميرزا قصد بأهل النار أَصْحَابِ السَّعِيرِ أو أهل الجحيم، وأنّ الكفر المقصود هو الكفر الاعتقادي أو الكفر الناتج عن رمي المؤمنين بالكفر عن غير وجه حق.

 

 


 

أولًا: بعض نصوص تكفير الميرزا لغير الأحمديين

النص الأول: ينقل أتباع الميرزا كلامًا له بتاريخ آذار/مارس 1906، حيث يقول([14]): “لقد كشف الله عليّ أنّ كلّ من بلغَتْه دعوتي ولم يصدّقني فليس بمسلم، وهو مؤاخذ عند الله تعالى". وهذا النص كما سنرى هو أحد النصوص التي يستند إليها الخليفة الأحمدي الثاني بشير الدين محمود على تكفير غير المبايعين. ويلاحظ هنا أنّ الميرزا اشترط وصول البلاغ للمعنيين وليس كما سنرى من كلام بشير الدين محمود حيث اعتبر كل من لم يؤمن بالميرزا نبيّا ورسولًا فهو كافر، حتى لو لم يصله البلاغ.

وقد يقول بعض الأحمديين إنّ الميرزا حينما قال "لقد كشف الله عليّ أنّ كلّ من بلغتْه دعوتي ولم يصدّقني فليس بمسلم، وهو مؤاخذ عند الله تعالى"([15]) لم يقصد الميرزا بالتعبير "ليس بمسلم" أنه كافر أو من أهل النار، وأجيب عليهم بالتالي:

أولًا: بشير الدين محمود؛ وهو من يلقبه الأحمديون بالمصلح الموعود، قد بيّن أنّ الميرزا قصد بهذا النص التكفير لمن لا يؤمن به نبيًا ورسولًا، وسنرى ذلك في نصوص التكفير عند بشير الدين محمود لاحقًا، فهل الأحمديون يرون خطأ مصلحهم الموعود في بيان كلام أبيه، والمصلح الموعود هو من قال عنه الميرزا:

o     في كتاب (التبليغ) يصف ابنه الذي سيكون المصلح الموعود فيقول الميرزا([16]): “قد أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام أنّ المسيح الموعود يتزوج، ويولد له. ففي هذا إشارة إلى أنّ الله يعطيه ولدًا صالحًا يشابه أباه ولا يأباه، ويكون من عباد الله المكرمين . والسر في ذلك أنّ الله لا يبشر الأنبياء والأولياء بذرية إلا إذا قدّر توليد الصالحين".

o     وقد قال الميرزا إنّ هناك نبوءة من أحد الأولياء بخصوص الميرزا غلام، وقد جاء فيها في صفحة 93 : “حين ينقضي عصر هذا المبعوث([17]) بكل نجاح يخلفه ابنه الذي سيكون تذكارًا له، أي أنه قد قُدّر له أن يهبه الله تعالى ولدًا صالحًا يكون على أثره وأسوته ومتصبغًا بصبغته، ويكون تذكارًا له من بعده، وهذا يتطابق مع نبوءتي التي أنبأت فيها عن ابن موعود لي"([18]).

إذن لا بد من قبول الأحمديين لشرح وبيان بشير الدين محمود الملقب بالمصلح الموعود لكلام أبيه الميرزا غلام.

ثانيًا: النصوص التالية من كلام الميرزا تثبت قصد الميرزا أنّ من لا يؤمن به كافر، وأنه من أهل النار:

1-  في سنة 1888يقول الميرزا([19]): "وبشّرني أنّ الذي يعاديك ويعارضك بعد معرفة صدقك فهو من أهل النار. (مقتبس من الرسالة المؤرخة في آب 1888، المنشورة في "الحكم"، مجلد 5، عدد 32، في يوم 31/ 8/1901، صفحة 6، عمود 2).

2-  وفي سنة 1899 يقول الميرزا([20]): “ جو شخص تيري پيروي نہيں کرے گا اور تيري بيعت ميں داخل نہيں ہو گا اور تيرا مخالف رہے گاوہ خدا اور رسول کي نافرماني کرنے والا اور جہنمي ہے?" (أردية)، أي: أنّ الذي لا يتّبعك ولا يبايعك، ويظل معارضًا لك، فهو عاصٍ لله ولرسوله، ومِن أهل النار. (رسالة المسيح الموعود - عليه السلام - إلى بابو إلهي بخش، يوم 16/6/1899، مجموعة الإعلانات، مجلد 3، صفحة 275).

النص الثاني: يصف الميرزا ما عليه هو بأنه كسفينة نوح، وبدأ كلامه بالقَسَم؛ مما يبين القصد الظاهر لكلامه بلا أي تأويل([21])، فسفينة نوح كانت للمؤمنين، ومن كان خارجها فهم من الكافرين، وعليه فالنص المشار إليه لا يعني إلا تكفير الميرزا لمن لا يؤمن به، بالرغم من أنّ في السطور بعد تصريحه ينفي فيها اّنه رسول، يقول الميرزا([22]): “ أنا سراج الصدق والحقِّ في حَرَمِ القُدسِ، وإن يده تعصمني من الريح الصرصر، إن السماء تشهد على صدقي كل حين وآن، وإن لم يؤمن بي أهل الدنيا فلا أبالي، والله إني كسفينة نوح من ربي، وشقيٌ من يبقى بعيدا عن مرْفَئِي، إن نارًا أحرقت الزمن الأخير، ووالله؛ إني نهر الكوثر لعلاجه، لستُ رسولا وما جئت بكتاب، بل أنا ملهَم من الله ومنذِر".

النص الثالث: وفي هذا النص لم يكتف الميرزا بتكفير من لا به نبيًّا ورسولًا، بل يرى كفر من يعتقد بحياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء، وأنه نازل آخر الزمان، يقول الميرزا([23]): “ومع ذلك، إذا كان نبيّنا - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء، فلا شك أنه مَن آمنَ بنزول المسيح الذي هو نبيّ من بني إسرائيل فقد كفَر بخاتم النبيّين. فيا حسرة على قومٍ يقولون إنّ المسيح عيسى بن مريم نازلٌ بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقولون إنه يجيء وينسخ من بعض أحكام الفرقان ويزيد عليها، وينزل عليه الوحي أربعين سنة، وهو خاتم المرسلين. وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: “لا نبيّ بعدي"، وسمّاه الله تعالى خاتم الأنبياء، فمِن أين يظهر نبيّ بعده؟ ألا تتفكرون يا معشر المسلمين؟ تتبعون الأوهام ظلمًا وزورًا، وتتخذون القرآن مهجورًا، وصرتم من البطّالين".

النص الرابع: يقول الميرزا([24]): “... إنّ لفظ (تَقَوَّلَ) يتعلق بالقطع واليقين. فكما بيّنتُ مرارًا أنّ الكلام الذي أسرِده هو كلام الله بالقطع واليقين كما أنّ القرآن والتوراة كلام الله. وأنا نبيّ الله بصورة ظلية وبروزية، وطاعتي واجبة على كل مسلم في الأمور الدينية، وواجب عليه أن يؤمن بي مسيحًا موعودًا. وكل من بلغته دعوتي - وإن كان مسلمًا - ولكنه لا يعتبرني حَكَمًا له ولا يؤمن بي مسيحًا موعودًا ولا يَعُدّ وحيي من الله تعالى فهو جدير بالمؤاخذة في السماء، لأنه ينكر الأمر الذي كان عليه قبوله في حينه. لا أقول فقط بأنّني لو كنتُ كاذبًا لهلكتُ، بل أقول أيضًا بأني صادق مثل موسى وعيسى وداود والنبيّ صلى الله عليه وسلم، وقد أرى اللهُ تعالى أكثر من عشرة آلاف آية لتصديقي. لقد شهد لي القرآن، وشهد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدد الأنبياء السابقون زمن بعثتي وهو هذا العصر. وكذلك حدد القرآن الكريم أيضًا زمن بعثتي وهو هذا العصر. لقد شهدت لي السماء والأرض، كذلك ما خلا نبيّ إلا وقد شهد لي".

يقول الميرزا هنا بمؤاخذة الله تعالى لمن لا يؤمن به نبيًّا، مع اعتقاد الميرزا والأحمديين أنّ الميرزا ليس نبيًّا تشريعيًّا، ولكن لأنّ الله سبحانه وتعالى يرزق مدعي النبوة الاختلاف الكثير في كلامهم، وما يدعون إنّه من كلام الله تعالى، فنجد الميرزا يقول بعدم كفر ولا مؤاخذة إلا منكر الأنبياء التشريعيين كما في النص التالي([25]): “النكتة الجديرة بالذكر هنا أنّ الأنبياء الذين يأتون بشريعة، وأوامر جديدة من الله، هم الذين يحق لهم وحدهم أن يعتبروا منكريهم كفارا، وباستثناء النبيّ صاحب الشريعة؛ إنْ أنكر أحد ما أحدًا من الملهمين أو المُحَدَّثين وإن كانوا يحتلّون مرتبة عظيمة عند الله وكانوا مكّرمين بمكالمة الله، فلا يصبح منكرهم كافرا".

النص الخامس يصرِّح الميرزا بكفر من لا يؤمن به نبيًّا ورسولًا كفر مخرج من الملة: “والكفر نوعان: الأول([26]): أن ينكر أحدٌ الإسلام ولا يؤمن بالنبيّ صلى الله عليه وسلم كرسول من عند الله. والنوع الثاني من الكفر هو ألا يؤمن بالمسيح الموعود مثلا، وأنْ يكذِّب - رغم إتمام الحجة - الذي أكد الله ورسوله على تصديقه، مع ورود التأكيد نفسه في كتب الأنبياء السابقين أيضًا. فإنّه كافر بسبب إنكاره أمر الله وأمر الرسول. ولو تأملنا جيدًا لرأينا أن كلا النوعين من الكفر يدخل في نوع واحد في الحقيقة لأنّ الذي لا يقبل أمر الله والرسول بعد المعرفة جيدًا فإنّه بحسب نصوص القُرآن والحديث الصريحة لا يؤمن بالله ولا بالرسول. وأي شك في أنّ الذي تمت عليه الحجة عند الله بالكفر من النوع الأول أو الثاني، جدير بالمؤاخذة يوم القيامة. أمّا الذي لم تتم عليه الحجة عند الله وهو مكذِّب ومنكر فمع أنّ الشريعة (التي تُطلَق أحكامها على الأعمال الظاهرية) قد سمّته كافرًا، وندعوه نحن أيضًا كافرًا اتِّباعًا للشريعة، إلا أنّه مع ذلك لن يكون معرَّضًا للمؤاخذة عند الله حسب مضمون الآية: “لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إلا وُسْعَهَا"، ولكننا لسنا مخوّلين للحكم بنجاته وإنما أمره على الله ولا دخل لنا في ذلك. وكما قلت آنفًا إنّ الله تعالى وحده يعلم مَن الذي لم تتم عليه الحجة بعدُ عنده عز وجل رغم وجود الأدلة العقلية([27]) والنقلية([28]) والتعليم الجميل والآيات السماوية([29])".

ويكمل الميرزا حيث يقول([30]): “لا يجوز لنا أن نجزمَ أنّ الحجة لم تتم على شخص ما لأننا لا نعرف ما يكِنُّه باطنه. ولمّا كانت إرادة كل نبيّ دائمًا أن يتم حجته على الناس بتقديم الأدلة والآيات من كل نوع، وأيدهم الله تعالى أيضًا في ذلك دائمًا، فالذي يقول إنّ الحجة لم تتم عليه فإنّه بنفسه مسؤول عن إنكاره. وإنّ مسؤولية إثبات هذا الأمر تقع على عاتقه هو، وعليه أن يجيب كيف لم تتم الحجة عليه رغم وجود الأدلة العقلية والنقلية والتعليم الجميل والآيات السماوية ورغم توافر الهداية من كل نوع. إنّه لمن قبيل النقاش العقيم والهراء البحتِ القولُ أنّ الذي لم تتم عليه الحجة سيحظى بالنجاة في حالة الإنكار أيضًا بعد اطلاعه على الإسلام.، بل الحق أن كلامًا مثله يمثِّل إساءة إلى الله تعالى القادر والقدير الذي أرسل رسوله. إضافة إلى أنّ ذلك يستلزم الإخلاف في وعده تعالى إذ لم يقدر على إتمام الحجة على المكذبين رغم وعده بذلك؛ فكذَّبوا رسوله ومع ذلك نالوا النجاة".

ويكمل الميرزا في صفحة 166 ويقول([31]): “ يا قليلي الفهم، ما دام الله تعالى قد أتم حجة دينه القويم بحسب سنته، فما الحاجة إذن لإدخال الشبهات في الموضوع وتقديم الأمور العابثة؟ إذا كان هناك مَن لم تتم عليه الحجة فعلا في نظر الله فأمره إلى الله، ولا حاجة لنا للخوض في ذلك. أما إذا كان أحد يجهل الإسلام جهلا تاما ومات في حالة الجهل مثل الأولاد الصغار والمجانين والساكنين في بلد لم تصله دعوة الإسلام فإنهم معذورون".

واضح من كلام الميرزا إقراره بمسألة العذر بالجهل، فكما قال الميرزا إنّه لا يقال للأولاد الصغار والمجانين أنهم كفار بسبب عدم إيمانهم أو حتى عدم علمهم ببعثة الميرزا نبيًّا ورسولًا، أيضًا لا يصح أن نصف من لم يسمع به من الأصل أنهم كفار كما في حال البلاد التي لم يصلها خبر الميرزا، فقول الميرزا بالعذر لهم لا يعني عدم عقابهم وعذابهم في الآخرة فليس له أو لغيره أن يحدد ما يجب أن يفعله الله سبحانه وتعالى، ولكن قول الميرزا بالمعذرة معناه ألا يصح إطلاق وصف الكفر عليهم، وهذا النص الأخير فيه الرد الكافي على كلام بشير الدين محمود كما سنرى أنه حتى من لم يسمع بالميرزا فهو كافر.

كما رأينا يقرر الميرزا أنّ إرادة النبيّ هي إتمام الحجة على الناس بالأدلة والآيات من كل نوع وليس من بعض الأنواع ليثبت للناس أنّه بحق من عند الله تعالى، وأنّ الله تعالى يؤيده دائما في ذلك، ولكننا لا نجد من أتباعه إلا تقديم الأوهام والظنيات، أو يقررون عدم الاحتياج للأدلة من أي نوع وقد يكتفون برؤى منامية، كما يقرر الميرزا أنّ القول بالنجاة يوم القيامة لمُنكر صدقه بالرغم من الادّعاء من طرفه عدم إتمام الحجة عليه هو هراء، وأنّ مناقشة مَنْ يقول بذلك هي من قبيل النقاش العقيم، ثم يقرر أيضًا أنّ من يقول بهذا القول فهو يسيء إلى الله القادر القدير الذي أرسل رسوله، وأنّ هذا القول أيضًا يعتبر وصفًا لله تعالى بإخلاف الوعد لأنّه – بحسب رأي الميرزا– قد وعد بإتمام الحجة على المكذبين ولم يستطع ذلك، وهنا يجب إلزام الميرزا والأحمديين بأن تكون حجتهم لإثبات نبوة الميرزا تامة، ولا تكون الحجة تامة إلا إذا كانت قطعية الثبوت والدلالة، فإتمام الشيء إيصاله إلى كماله ومنتهاه وأعلى درجة له، كما يقول الله تعالى "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِينًا"([32])، فالنعمة التي تمت لا يستطيع أحد الزيادة عليها، والأدلة النقلية لا تُقبل في العقائد خاصة إلا إذا كانت قطعية الثبوت والدلالة، والأدلة السماوية أي الآيات الإعجازية كذلك لا بد أن تكون واضحة ظاهرة خارقة دقيقة لا خفاء فيها، ولا إخلاف لميقات قرره الله فيها، وإلا فكيف تكون تامة وبها نقص مثل عدم وضوح النبوءة..

فالميرزا بسبب عدم فهمه للنبوءات الغيبية – كما سنرى - التي يتوهم أنها من الله تعالى، وتحققت على عكس ما فهمه وتوقعه، قد خالف رأيه بحتمية أن تكون الحجج النبويّة تامة.

 

النص السادس: يقول الميرزا([33]): “...يتضح من هذا الكلام الإلهي أنّ الذين يُكفِّرون ويُكذِّبون هم قوم هالكون، فلا يستحقون أن يُصلِّي وراءهم أحد أبناء جماعتي، فهل يمكن لحيٍّ أن يُصلِّي خلف ميت، فتذكروا أنّ الله - سبحانه وتعالى - أخبرني أنّه حرام عليكم قطعًا أنّ تُصلّوا خلف أي مكفِّر أو مكذب أو متردد، بل يجب أنْ يؤمّكم أحدٌ منكم، وإلى هذا يشير جانب من حديثِ البخاري "إمامكم منكم"([34]) أي عندما سينزل المسيح فسيكون لزامًا عليكم أن تتركوا نهائيًا سائرَ الفِرق التي تدَّعي الإسلام، وسيكون إمامكم منكم. فعليكم أن تعملوا بذلك، فهل تُريدون أن تقوم عليكم حجةُ الله وتَحبط أعمالُكم وأنتم لا تشعرون، فالذي يقبلني بصدق القلب فهو يُطيعني أيضًا بإخلاص، ويعتبرني حَكَمًا في كل أمر ويطلب مني الحكم في كل نزاع. أما الذي لا يقبلني بصدق القلب فسترون فيه نخوة وأنانية؛ فاعلموا أنّه ليس مني لأنه لا ينظر إلى أقوالي التي تلقيتُها من الله بعظمة فلا تعظيمَ له في السماء "منه"".

التعليق:

يمكننا أن نتبين من النص السابق عدة أمور:

أولا: تحريم ومنع صلاة الأحمديين ليس فقط خلف إمامٍ مكفِّر أو مكذِّب للميرزا، ولكن أيضًا لمن يتردد في التصديق بما جاء به الميرزا، والمتردد لم يكفّر ولم يكذّب الميرزا.

ثانيا: نصح الميرزا أتباعه بترك كل الفرق الإسلامية المخالفة لهم لأنّه يراهم غير مسلمين، وإنما هم مسلمون بالاسم فقط وليس بالحقيقة، وهنا يحكم الميرزا الحَكَم العدل([35]) – كما يرى نفسه - بكفر كافة الفرق الإسلامية، وإذا قيل: إننا كأهل السُنَّة والجماعة لا نصلي خلف الشيعة ولا نكفرهم، والإجابة: أننا لا نكفرهم فعلًا، ولكننا لا نقول إنهم يدَّعون الإسلام كما قال الميرزا على المسلمين في النص محل النقاش، بل نحن نرى أنّ عموم الشيعة فعلًا مسلمون.

ثالثا: عدم تنفيذ أمر الميرزا لأتباعه بعدم الصلاة خلف غير الأحمديين يحبط أعمالهم.

رابعا: الميرزا يدعي أنه هو الحَكَمُ العَدْلُ، وهذا يستلزم أنْ يكون له الحُكم في كل أمرٍ ونزاعٍ يخص الأحمديين، وأنّ مًنْ لا يقبل ولا يطيع الميرزا بصدق القلب، ولا ينظر بعظمة إلى أقواله التي تلقاها من ربه فهو ليس منه، ولا تعظيم له في السماء، وعليه فلا يصح عقائديًا مخالفة أي أحمدي – حتى لو كان من يعتبرونه المصلح الموعود أو الخليفة الأول نور الدين - لأي تفسير من الميرزا لآيات القرآن، ولكننا سنجد في الحقيقة أنّ الخليفة الأول الأحمدي نور الدين، وبشير الدين محمود الخليفة الأحمدي الثاني يخالفان في تفسيرهما للكثير من الآيات القرآنية تفسير الميرزا غلام([36]).

خامسا: الذي يصف نفسه أنه الحكم العدل، وله الحُكْم في كافة الأمور والنزاعات، وفي أماكن أخرى يرى نفسه أنّه معصوم، كان يتوجب عليه ألا يخطئ في فهم نصوص الوحي التي تلقاها من ربه، وألا يرتد وينقلب على معتقداته وأفكاره وكشوفه السابقة المُثبَتة في كتبه، وألا يكون هناك الكثير من الاختلاف والتضاد في كلامه، والذي يؤكد موضوع تكفير الأحمديين للمسلمين هو التطبيق العملي حيث إنّ الأحمديين لا يُصَلُّون خلف المسلمين، ولا يُزَوِّجُون بناتَهم للمسلمين، ولا يصلون الجنازة على موتى المسلمين، ولا يشاركونهم ذبائحهم، كما جاء في كتاب (فقه المسيح)([37]).وأغلبية الأحمديين القاديانيين لا يعلمون بمثل هذه النصوص، لأنهم لا يقرأون في كتب الميرزا، وإنّما يأخذون دينهم ممّا ينشره علماء هذه الطائفة، ويخدعونهم بأنّ شعار الأحمدية "الحب للجميع ولا كره لأحد"، وبالتالي الأحمديون السذج يشعرون بالغُبن والظلم أنّ المجامع الإسلامية حكمت بكفر هذه الطائفة الأحمدية، بينما الميرزا نبيّهم وابنه بشير الدين محمود هما من قررا وأعلنا كفر كل من لا يؤمن بالميرزا نبيًّا ورسولًا، أو حتى لم يبايع الجماعة الأحمدية، أو كما سترون لاحقًا يحكمون بكفر كل من لم يسمع بالميرزا غلام.

النص السابع:

يقول الميرزا غلام([38]): “ فقد تمزقت جميع ألبسة التقوى، وجميع الأفكار في القلوب تنجست.

إذا كان هناك بعض الصالحين فقد صاروا ترابا، أما الآخرون فقد صاروا ظالمين وسفاكين.

فقد أصبحتم محل غضب الله بأنفسكم، وابتعدتم عن ذلك الحبيب عقابا على معاصيكم.

فما معنى قتال الأغيار إذ قد أصبحتم أنتم الأغيار وصرتم جديرين بالعقاب.

فقولوا صدقا وحقًّا؛ أين توجد الأمانة، وأين ذلك الصدق والتديّن؟

فحين لم يبقَ فيكم إيمان ولا عرفان ولا نور المؤمنين.

فاطّلِعوا على كفركم أيها القوم وتذكَّروا آية {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}.

ففكرة مجيء المهدي الدموي- الذي سيجعل الدين يزدهر بقتل الكفار-

أيها الغافلون، هي كلام فارغ وبهتان عديم الثبوت وغير عقلاني".

 

النص الثامن:

في حوار([39]) بين أحد الطلاب وبين الميرزا، تحت العنوان "الغرض من بعثة المسيح الموعود"، يقول الميرزا: “إن لي مهمتين اثنتين الأولى : إزالة الأخطاء التي تطرقت إلى الاعتقاد بما يناقض النصوص، الثانية: إصلاح حالة الناس العملية لينالوا التقوى والطهارة كالصحابة

الطالب: هل ادعى أحد من قبل أيضا أنه نبي في الإسلام؟

المسيح الموعود عليه السلام : أنّي كان لأحد أن يدعي من قبل، لأنهم ما كانوا مأمورين بذلك، أما أنا فمأمور.

الطالب: لماذا يُعد معارضك كافرا؟

المسيح الموعود عليه السلام: معنى الكفر هو الإنكار ما دام هؤلاء الناس لا يؤمنون بالمبعوث من الله ويشتمونه وينكرونه فلا يقتصر الأمر على ذلك([40])، بل يفتح بابا آخر، وينطلق اللسان ويسلب التوفيق للأعمال رويدا رويدا."

واضح من السطور الأخيرة عندما واجه الطالب الميرزا باتهامه بالتكفير لمعارضيه أنّ الميرزا لم ينكر ذلك، وكان عليه لو أنه لا يعتقد بكفر معارضيه أن ينكر ذلك بكل وضوح، ولكنه بدأ يشرح كيف أصبح معارضوه كفارًا، فقد اعتبر الميرزا أنّ الكفر هو الإنكار، ثم بدأ في بيان أنّ معارضيه ينكرون أنه مبعوث من الله سبحانه وتعالى وبالتالي فهم يستحقون أن يكونوا كفارًا.

 

النص التاسع: هناك كتاب من تأليف رجل اسمه "سيد زين العابدين ولي شاه" الأحمدي، وهو كما يظهر من صورة الصفحة المرفقة([41]) أستاذ تاريخ الأديان سابقًا بكلية صلاح الدين ببيت المقدس سنة 1912م، ومؤلفه جاء بنص يفيد تكفير الميرزا لمن عصاه أي لمن لا يؤمن به، ويدعي أنه من كلام الميرزا، ولا نستطيع إقامة الحجة على الأحمديين بهذا النص لأنّي لم أجده بنفس الألفاظ في كتب الميرزا، وعموما فقد وجدتُ بالبحث أنّ أقرب نص له في كتاب (الملفوظات)، ومعناه قريب مما في صورة الصفحة المرفقة من كتاب ( سيد زين العابدين ولي شاه) الأحمدي.

ينقل الأحمديون كلامًا للميرزا في الكتاب([42]) تحت العنوان: “ضرورة الإيمان بالمسيح الموعود": "عندما بلغ المسيح الموعود عليه السلام إلى هنا في خطابه طرح خليفة رجب الدين سؤالا بأعلى صوته عن ضرورة الإيمان، وكان من سكان لاهور من العوام، مع أنّ هذا التدخل منه أزعج بعض الإخوة لأنه صرف انتباه المبعوث الرباني عن الضرورة التي شعر بها بنور فراسته وكان يحدّث الناس عنها، ولكني أرى أنّ هذه اللفتة أيضًا لم تخرج عن حكمة الله تعالى، فقال عليه السلام: جوابه الموجز هو أنني شرحتُ في كثير من الكتابات والخطابات أنني أنا المسيح الذي وُعد به في القرآن الكريم إجمالًا وفي الأحاديث تفصيلًا، والذين لا يؤمنون به فاسقون بحسب القرآن الكريم. ويتضح من الأحاديث أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال بأنّ الذي لا يؤمن بهذا المسيح فكأنه لا يؤمن بي صلى الله عليه وسلم، ومن عصاه فكأنه عصاني. الناس يخدعون الخلق ويوقعونهم في الأخطاء كأني اختلقت شهادة جديدة أو صلاة جديدة، فبِمَ أردّ على هذه الافتراءات؟ فبالافتراءات من هذا القبيل اتخذوا إنسانًا ضعيفًا إلهًا ثالثًا. اعلموا أني مسلم ومن الأمة المحمدية، وإنّ اختلاق صلاة جديدة أو الإعراض عن القبلة كفرٌ عندي. أؤمن بجميع أوامر النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأؤمن أنّ الإعراض عن أصغر حُكم وقاحة. وإنّ دعواي خاضعة لما قال الله ورسوله. ولم أختلق شهادة، أو صلاة، أو حجًا منفصلًا ،أو شيئًا آخر منفصلًا عن اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم. إنّ مهمتي هي خدمة هذا الدين وإثبات غلبته على الأديان كلها. وأتبع القرآن والأحاديث الثابتة من النبيّ صلى الله عليه وسلم. وأرى أضعف الأحاديث أيضا جديرا بالعمل بشرط ألا يخالف القرآن الكريم، وأحسب الصحيحين أصح الكتب بعد كتاب الله.

والأمر الثاني الذي يجب أن تتذكروه هو أنني لم أرغب قط أن يؤمن بي الناس، بل أنا أنفر دوما من أن يجتمع الناس حولي، أما إذا كنت أخالط الناس وأجلس معهم فلا أفعل ذلك برغبتي الشخصية قط، بل الله يُكرهني ويأمرني أن أفعل ذلك.

أخبروني ماذا أفعل في هذه الحالة إن لم أطعْ أمره عز وجل؟ أنا أعمل تحت إمرة وحي الله تعالى ليل نهار. ما أقوله هو أنْ آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم حق الإيمان. والمراد من الإيمان به هو العمل بوصاياه صلى الله عليه وسلم التي منها أنه عندما يأتي ذلك المسيح الموعود فكونوا معه. إن مَثل الإيمان بي كمثل سيدٍ يقول لخادمه إنّ فلانًا ضيفي فأت به وأطعِمْه وأكرِمه حق التكريم والتعظيم. وإذا قال الخادم في الجواب بأني أعرفك أنت فقط ولا يهمني تعظيم شخص آخر وتكريمه، ولا أرغب في ذلك. ففكِّروا الآن، هل أطاع سيده؟ كلا، لأنه أنكر العمل بما يرضيه. فاعلموا أنكم أيضا لن تؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم إيمانا حقيقيا إلا إذا آمنتم بجميع أحكامه ووصاياه. ومن عصى الحكم الأخير فكأنه عصى الأحكام كلها. فكِّروا مليا؛ إذا صلّى أحد وصام طول حياته وفي الفترة الأخيرة من حياته آمن بآلهة الهندوس بدلا من الإيمان بـ "لا إله إلا الله"، فهل ستنفعه الصلاة والصوم؟".

واضح من كلام الميرزا أنه يرى أنه من لا ينفذ وصية سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم – بحسب فهم الميرزا – بأنه يجب عليه أن يؤمن ويصدق ويطيع الميرزا فقد عصى سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم معصية كفرية لأنّ الميرزا قال "ومن نقض الحكم الأخير فكأنه نقض الأحكام كلها"، ثم شبه ذلك العاصي بمن آمن بإله الهندوس بعد أن كان يؤمن بلا إله إلا الله أي كفر بعد إيمانه.


 

ثانيًا بعض نصوص تكفير بشير الدين محمود لغير الأحمديين([43])

النص الأول: في كتاب (مرآة الحق)([44]) تأليف الخليفة الأحمدي الثاني بشير الدين محمود، وقد وضعه للرد على اتهامات مُحَمَّد علي اللاهوري مؤسس الجماعة الأحمدية اللاهورية([45])– وهو أحد كبار مرافقي وأصحاب الميرزا المقربين - حيث اتهم مُحَمَّد علي اللاهوري ابن الميرزا غلام بشير الدين محمود أنّه يكفِّر كل من لا يؤمن بالميرزا نبيًّا سواءً أكان من المسلمين أهل القبلة أو من غيرهم، فأقر بشير الدين محمود بالتكفير وهذا نص كلامه حيث يقول: “الفصل الأول تفنيد الأحداث الخاطئة التي سردها المولوي محمد علي عند ذكره الخلافات في الجماعة اتهامه إيايّ بتغيير الاعتقاد: بعد ذكره مماثلتنا مع النصارى بصورة خاطئة سرد المولوي محمد علي المحترم تاريخ الخلافات، وحاول أن يثبت كيف غيّرتُ (أي أنا العبد الضعيف)([46]) معتقداتي متأثرًا ببعض الأحداث بعد وفاة المسيح الموعود، وقد ذكر السيد محمد علي التغير في ثلاث من معتقداتي. الأول: أني روّجتُ عن المسيح الموعود أنه نبيّ. الثاني: أنه - عليه السلام - هو المصداق للنبوءة المذكورة في الآية القرآنية: {اسمه أحمد} (الصف:7) والثالث: أن جميع المسلمين الذين لم يبايعوا المسيح الموعود كفار وخارجون عن دائرة الإسلام وإن لم يسمعوا حتى اسم المسيح الموعود. بيان المعتقدات الثلاثة: أعترف أنني أعتنق هذه المعتقدات، ولكني لا أقبل أني اخترتها منذ عام 1914م، أو قبلها بثلاثة أو أربعة أعوام، بل كما سأثبتُ لاحقًا أنّ الاعتقاد الأول والثالث أعتنقهما منذ زمن المسيح الموعود، أما الاعتقاد الثاني، كما بينته في محاضرتي المنشورة فقد تبنَّيتُه بعد النقاش مع أستاذي الخليفة الأول - رضي الله عنه - ونتيجة تعليمه بعد وفاة المسيح الموعود".

ويكمل بشير الدين محمود كلامه:

"اعتقادي عن النبوءة: “اسمه أحمد": اعتقادي عن هذه النبوءة هو أنها في الحقيقة تتضمن نبوءتين: عن الظِلّ وعن الأصل. النبوءة عن الظل هي عن المسيح الموعود والنبوة عن الأصل هي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أما في هذه النبوءة فقد أُخبر عن الظلّ بصراحة تامة. والخبر عن الظل يتضمن خبرا عن الأصل تلقائيا لأن وجود النبي الظلي يقتضي تلقائيا وجود نبي يكون بمنزلة الأصل. لذا يُستنبَط من هذه الآية نبأ عن نبي أيضا سينال البركات منه المصداقُ الحقيقي لهذه النبوءة. ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يمكن أن يكون ظلا، بل هو الأصل فلم ينل البركة من أي إنسان، بل الآخرون ينالونها منه. والزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينال البركات من الآخرين، والعياذ بالله، إساءة إليه. لذا بناء على بعض الأدلة الأخرى اعتقد أن المصداق الأول لهذه النبوءة هو المسيح الموعود الذي هو ظِلّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومثيل المسيح الناصري. ولكنني أرى أن هذه نبوءة لم يحددها أيّ نبي بالإلهام لذا فالاعتقاد عنها- أيا كان - ليس إلا تحقيقا علميا فقط. فلو استنبط أحد معنى آخر من هذه الآية سنعُدّه مخطئا ولن نعُدّه خارجا عن الأحمدية أو مذنبا. إذًا، هذه ليست قضية نعير لها أهمية من منطلق الدين.".

ويكمل بشير الدين محمود كلامه: “اعتقادي حول كفر غير الأحمديين: أعتقد أن الكفر يترتب في الحقيقة على إنكار الله تعالى، وعندما ينكر أحد الوحيَ النازل من الله الذي يكون الإيمان به ضروريا للناس كان إنكاره كفرا. ولا يمكن للإنسان أن يؤمن بالوحي إلا إذا آمن بصاحبه لذا فإن الإيمان بصاحب الوحي أيضا ضروري، ومن لا يؤمن فهو كافر. ولكن ليس لأنه لا يؤمن بشخص معين، بل لأن عدم الإيمان به يستلزم إنكار كلام الله أيضا. أرى أن هذا ما يسفر عنه الكفر بالأنبياء جميعا وليس بسبب إنكار شخصهم. ولأن الوحي الواجب الإيمان به ينزل على الأنبياء فقط لذا إن إنكار الأنبياء وحدهم هو الكفر وليس إنكار غيرهم. ولأن الوحي الذي جُعل الإيمان به واجبا على بني البشر جميعا نزل على المسيح الموعود - عليه السلام - لذا إن الذين لا يؤمنون به كفار في رأيي بحسب تعليم القرآن الكريم وإن كانوا يؤمنون بالحقائق الأخرى كلها لأنه لو وُجد في أحد وجه واحد من أوجه الكفر لكان كافرا. إن تعريف الكفر عندي هو عدم الإيمان بأصل من الأصول التي يُعدّ منكرها عاصيا لله والتي يؤدي إنكارها إلى انعدام الروحانية. وليس أن يُنزل على شخص مثله عذاب أبدي وغير مجذوذ. ولأن بناء أحكام الإسلام هو على الظاهر لذا إن الذين لا يؤمنون بنبي وإن لم يسمعوا عنه شيئا يسمَّون كفارا وإن كانوا لا يستحقون العذاب عند الله لأن عدم إيمانهم ليس ناتجا عن خطئهم. فقد ظل المسلمون يسمُّون الذين لم يُسلموا كفارا بالإجماع سواء أسمعوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم لا. ولم يفتِ أحد إلى يومنا هذا بكون الأسكيمو من إيسلندا أو الهنود الحمر من أميركا أو السكان الأصليين في أستراليا مسلمين، كما لم يفتوا بإسلام ملايين النصارى الذين يسكنون في الجبال أو في أدغال أوروبا ولا يعرفون عن تعليم رسول الله - صلى الله عليه وسلم – شيئا".

إِذَنْ بشير الدين محمود يقر بنبوة الميرزا نبوة كمثل نبوة الأنبياء السابقين جميعهم صلوات الله وسلامه عليهم، وأنّ اسم الرسول "أحمد" الوارد في بشرى سَيِّدنا عيسى عليه السلام في القُرآن الكريم إنما هي نبوءة تخص الميرزا في المقام الأول كما شرح بعد ذلك، ويقر أيضًا بتكفيره لكل المسلمين الذين لم يبايعوا الميرزا نبيّا، حتى لو لم يسمعوا باسم الميرزا غلام.

ويقول أيضًا بشير الدين محمود: “ما دمنا نؤمن بالمسيح الموعود نبيّ الله فأنَّى لنا أن نحسب منكريه مسلمين؟ لا شك أننا لا نحسبهم كافرين بالله، أي ملحدين، ولكن أي شك في كونهم كافرين بالمبعوث من الله؟ والذين يقولون: نحسب الميرزا المحترم رجلًا صالحًا فلماذا نُعَدّ كافرين؟ عليهم أن يفكروا هل الصلحاء يكذبون أيضًا؟ إذا كان الميرزا المحترم صالحًا فما عذرهم في قبول دعاويه؟".

ويكمل بشير الدين محمود كلامه ويقول: “ثم أثبَتُ من خلال مقتبسات من كلام المسيح الموعود - عليه السلام - أنّه يرى منكريه كفارًا، ففيما يلي بعض الفقرات من تلك المقتبسات حيث كَتَبَ - عليه السلام - إلى المرتد عبد الحكيم بتيالوي: “على أية حال، ما دام الله تعالى كشف لي أن كلّ من بلغته دعوتي ولم يؤمن بي ليس مسلمًا وهو مسؤول عند الله فكيف يمكنني أن أنبذ أمر الله لقول شخص محاط بآلاف الظلمات سلفا؟، بل الأهون من ذلك أن أطرد هذا الشخص من جماعتي. لذا أطرده من جماعتي من اليوم".

ويكمل بشير الدين محمود كلامه ويقول: “لا تقوم الحجة فقط على الذين سعوا في التكفير، بل كل من لم يؤمن به ليس مسلمًا ثم شرحتُ بلوغ الدعوة بكلمات المسيح الموعود أنّه بلّغ دعوته إلى العالم كله، وبذلك قد بلغت دعوته العالمَ كله، ولكن ليس ضروريًا أن يقال لكل شخص على حِدَى، ثم أثبتُّ بواسطة عبارات المسيح الموعود أنّ الذين لا يكفّرون المسيح الموعود - عليه السلام - ولا يؤمنون به أيضًا هم أيضًا مع هؤلاء، بل الذي ينتظر لمدة أخرى لمزيد من الاطمئنان ولا يبايع يُصنَّف أيضًا مع المنكرين. ثم لُخِّصت تلك العبارات بكلماتي: “ فليس الذي يكفِّره فقط، بل الذي لا يكفّره ولا يؤمن به أيضًا عُدّ كافرا، كذلك الذي يحسبه صادقًا في القلب ولا ينكره باللسان أيضًا ولكنه مازال مترددًا في البيعة عُدّ كافرًا بعد ذلك نقلتُ بعض المقتبسات التي تؤيد المقال ونقلت فتوى المسيح الموعود - عليه السلام - عن منع الصلاة وراء غير الأحمديين مظهرين ضعفهم مقابل حركة الصلح المذكورة آنفًا (التحفة الغولروية) صفحة 34، الحاشية)([47]) وفي الأخير استدللت من آية قرآنية بأنّ الذين لا يؤمنون بالميرزا المحترم رسولًا كفارٌ أشد الكفر وإنْ كانوا يعترفون بصدقه باللسان...".

واضح بلا أدنى شك تكفير بشير الدين محمود لكل مَنْ هو ليس أحمديًّا مبايعًا، وحتى لو لم يسمع باسم الميرزا من قبل، والأمر المهم في كلام بشير الدين محمود أنّه استدل بنَص كلام أبيه الميرزا الذي أتيتُ به سابقًا، وهو وارد في كتاب (التذكرة)([48])، حيث أوضح أنّ التعبير "غير مسلم" الذي رمى به الميرزا من لم يؤمن به نبيًّا ورسولًا أنّ معناه الكفر وليس نقص في كمال الإيمان الذي لا يخرج المسلم من الملة.

وعمومًا فإنّ النص المشار إليه من كتاب (مرآة الصدق) قد جاء ذكره في كتاب (شبهات وردود) الأحمدي باللغة العربية، وقد ذكرتُه مع إرفاق صورًا من الكتاب بعد صفحات في هذا الفصل في ذكري للنصوص من كلام الجماعة الأحمدية القاديانية إقرارًا بعقيدتهم في تكفير غير الأحمديين حتى الذين لم يسمعوا باسم الميرزا غلام.

والنص التالي من كلام بشير الدين محمود كما جاء في كتاب (التفسير الكبير) المنشور في الموقع الرسمي للأحمديين، وهو يتوافق مع ما قاله محمود في كتاب (مرآة الحق)، وقد أتيتُ به هنا تأكيدًا لما نقلتُه، وحتى لا يتصور الأحمديون أننا نكذب أو ندلس عليهم في النقل من كتبهم.

 

يقول بشير الدين محمود([49]): “الآية:{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}...والآن وقبل أن أتناول تفسير هذه الآية أودّ أن أذكر أمرين عن الأحاديث المذكورة أعلاه: الأول: أن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "مَن سمع بي"([50]) لا يعني مجرد السماع، بل سماع الحجة، فليس المراد أن أحدًا لو علم بدعوى مؤسس الإسلام ولم يؤمن به فهو في النار، ذلك أن العقاب لا ينزل بدون إقامة الحجة القاطعة، وقد ورد في الأحاديث نفسها أن بعض الناس لا يُعاقَبون رغم سماع الأمر، فمثلا ورد فيها أن المجنون هو ممن رُفع عنه القلم فلن يعاقِبه الله على أفعاله الجنونية (البخاري: كتاب الطلاق)، مع أنه يسمع حتمًا. فثبت أن مجرد السماع لا يكفي للعقاب، وإلا لعوقب المجنون والمعتوه. وليس هذا الفرق إلا لأن المجنون يسمع، لكنه لا يعقل شيئا، لذلك فإن الذي سمع ذكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - دون أن تقام عليه الحجة، فلا يستحق العقاب، لأن العقاب يكون بعد إتمام الحجة وكشف الحقيقة على الإنسان، وما دام هذا الإنسان لم يعِ دعوى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكيف يستحق العقاب؟

والأمر الثاني هو أن الثابت من هذه الأحاديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد فرَّق بين الكفر والعقوبة، وهذه قضية هامة ما زالت محلّ نزاع بين جماعتنا وبين "البيغاميين"([51]) منذ مدة طويلة. حيث يتساءلون: أكافر مَن لم يسمع بمؤسس الجماعة؟ فعندما نقول: نعمْ، هو كافر، يرفع هؤلاء عقيرتهم مثيرين ضجة بأن هذا ظلم عظيم، فكيف يمكن أن يُعتبر مَن لم يسمع حتى باسم مؤسس الجماعة مِن أهل النار. والحق أن هناك فرقًا بين الكافر وبين أهل النار. وقد بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - هنا صراحة أن الكفر والعقوبة أمران مختلفان كليةً. إن كل مسلم سيقول إن من لم يسمع باسم النبي - صلى الله عليه وسلم - هو كافر، ولا أظن أن هناك فرقة واحدة في المسلمين تختلف في هذا الأمر، فتعتبر الذين لم يسمعوا باسم النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنين. فباستثناء الشريحة القليلة التي لا تستحق الاهتمام والتي لا تعتبر أهل الكتاب كافرين، فإن جمهور المسلمين يقولون بشكل قاطع إن في الدنيا فريقين: مسلم وكافر. فما هو قول جمهور المسلمين هؤلاء عن المسيحيين أو اليهود أو الهندوس أو الزرادشتيين أو أتباع ديانةِ "الشانتو" اليابانية أو أتباع الديانة الكونفوشيوسية الصينية الذين لم يسمعوا باسم الرسول - صلى الله عليه وسلم -؟ فهل يسمّونهم مسلمين؟ من البديهي أنه لا يُدعى مسلمًا إلا مَن قال لا إله إلا الله وآمن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حقًا أو في الظاهر. فما دام هذا هو التعريف البسيط للمسلم فمن الواضح أن الذين لم يشهدوا ألا إله إلا الله ولم يُوَفَّقوا للإيمان بمحمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنهم يُدْعون كفارًا في كل حال. ومع ذلك يصرح الرسول - صلى الله عليه وسلم - هنا أنهم لا يعاقَبون رغم كفرهم، وإنما يعاقَب مَن سمع به - صلى الله عليه وسلم. أي مَن بلغته دعوته - صلى الله عليه وسلم - وأقيمت الحجة عليه ومع ذلك ظلّ على كفره ولم يُرِدْ أن يدخل في الإسلام ويؤمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم لقد تبين من ذلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أعلن حتى عن نفسه -ناهيك عن الأنبياء الآخرين- أن عدم إيمان المرء به لا يجعله من أهل النار -شريطة أن لا تكون الحجة قد أقيمت عليه- غير أنه يجعله كافرًا حتمًا، وإن كان يعيش في أي بقعة من بقاع الأرض، وإن لم يسمع باسمه - صلى الله عليه وسلم - قط، إنه كافر حتما، ولكنه لن يُعاقَب إلا بعد إتمام الحجة. وكأن هذه القاعدة التي بيّنها الرسول - صلى الله عليه وسلم - إنما تخصّ العقوبة لا الكفر. لقد فرّق - صلى الله عليه وسلم - بين الأمرين معتبرًا الكفر والعقاب شيئين مختلفين. وهذه بالضبط هي عقيدتنا عن المسيح الموعود - عليه السلام -. فالذي لم يسمع باسمه هو كافر، ولكنا لا نعتبره من أهل النار؛ إذ يمكن أن يختبره الله تعالى في الآخرة فيغفر له بناءً على إيمانه الفطري([52]). إننا لا نستطيع الجزم بصدد عقابه، لكننا مضطرون لاعتباره كافرًا لأن الإسلام يذكر اصطلاحين فقط: مؤمن وكافر، فالذي آمن بنبي فهو مؤمن، ومن لم يؤمن به فهو كافر، سواء كان عدم إيمانه بسبب عدم علمه بالأمر، أو بسبب شرّه. إذا كان عدم إيمانه بنبي بسبب عدم علمه فهو كافر، لكنه ليس من أهل النار، وإذا كان كفره بنبي بسبب شرّه، فهو كافر ومن أهل النار. الأسف أن "البيغاميين" في هذه الأيام يَضلّون لعدم فهم هذه الحقيقة، فالحق أنهم حين يهاجمونني فإنما يهاجمون الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فهو الذي قد بيّن هذا الفرق بين الكفر والعقاب، ففي أحاديث كثيرة قد فرّق - صلى الله عليه وسلم - بين كفر المرء وبين أن يكون من أهل النار".

التعليق على كلام بشير الدين محمود:

يؤكد بشير الدين محمود تكفيره لمن لم يسمع بالميرزا وليس فقط تكفيره لمن لا يؤمن به نبيًّا ورسولًا.

أيضًا نفى محمود أنّ من لم يسمع بالميرزا أنه من أهل النار برغم كفره، وهو بهذا يعارض كلام الميرزا الذي أثبتَ كفر من لا يؤمن به وأنه من أهل النار كما رأينا في الصفحات السابقة.

وبالنسبة لرأي محمود؛ أنّ الناس إما مسلم أو كافر ولا ثالث لهما، فإنه هناك من يُسَمّون بأهل الفَتْرة، ويقصد بهم - كما سنرى من كلام بشير الدين محمود، ومن الأحاديث الشريفة - هم مَنْ لم يأتهم نبيّ ولا رسول ليعرفوا منه الحقيقة، فلا هم مسلمون ولا هم كافرون، ويفصل الله تعالى في حالهم يوم القيامة كما سنرى.

نص كلام محمود في أهل الفترة وقد تحدث عنهم هو نفسه:

يقول بشير الدين محمود([53]): “أما قوله تعالى {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ} فقد فصّله القرآن الكريم في أماكن أخرى منها: 1 - قوله تعالى {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ - قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنا نَذيرٌ} (المُلك: 9 و 10) 2 - وقوله تعالى {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} (الزمر: 72) 3 - وقوله تعالى {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} (فاطر: 38) 4 – وقوله { وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} (59) (القصص: 60)، 5 - وقوله {وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (القصص:48). أي بما أن هذا عذر معقول لذلك بعثنا إليهم الرسل دائمًا، ولم نعذبهم إلا بعد إقامة الحجة عليهم وبعد أن كفروا برسلهم. كل هذه الآيات من سنة الله تعالى أن لا يُنزل العذاب على أي قوم دون أن يبعث إليهم رسولا، بمعنى أن المنطقة التي تكون رسالةُ رسول ذلك العصر موجهة اليهم لا تتعرض للعذاب ما لم يظهر بينهم رسول آخر - وإن كان تابعًا للنبي السابق - وما لم يقم بإنذارهم. وقد يسأل هنا أحد: فما بال القوم الذين يذوقون هذا العذاب ولم تقم عليهم الحجة؟ لقد جاء الجواب على ذلك في حديث ورد في مسند أحمد بن حنبل والمروي عن أبي هريرة - رضي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أربعة يحتجّون يوم القيامة: رجلٌ أَصَمُّ لا يسمع شيئًا، ورجل أحمقُ، ورجل هَرِمٌ، ورجل مات في فترة. فأما الأصم فيقول: رَبِّ، لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئًا؛ وأما الأحمق فيقول: جاء الإسلام والصبيانُ يَحذِفوني بالبَعْر؛ وأما الهَرِم فيقول: ربّ، لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئًا؛ وأما الذي مات في الفترة فيقول: رَبِّ، ما أتاني لك رسول؟ فيأخذ سبحانه مواثيقَهم لَيُطيعُنَّه، فيرسل إليهم رسولاً أَنِ ادخُلوا النار. فمن دخلها كانت عليه بردًا وسلامًا، ومن لم يدخلها سُحب إليها" (روح المعاني) .. أي أن الله - عز وجل - سوف يختبر هؤلاء يوم القيامة بهذا الطريق، فتنكشف فطرتهم على حقيقتها، ويُجزَون بحسبها".

ثم يأتي بشير الدين محمود بالحديث بنصه في الحاشية كما يلي: “(ونصُّ الحديث: “عن الأسود بن سريع أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أربعة يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئا، ورجل أحمقُ، ورجل هَرِمٌ، ورجل مات في فترة. فأما الأصم فيقول: ربِّ، لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا، وأما الأحمق فيقول: ربِّ، لقد جاء الإسلام والصبيان يحذِفوني بالبَعْر، وأما الهرم فيقول: ربي لقد جاء الإسلام وما أعقِل شيئا، وأما الذي مات في الفترة فيقول: ربِّ، ما أتاني لك رسول؟ فيأخذ مواثيقَهم لَيُطِيعُنّه، فيرسل إليهم أَنِ ادخُلوا النار. قال: فوالذي نفسُ محمد بيده، لو دخلوها لكانت عليهم بَرْدًا وسلامًا .... عن أبي رافع عن أبي هريرة مثلَ هذا، غير أنه قال في آخره: فمَن دخلها كانت عليه بردًا وسلامًا، ومَن لم يدخلها يُسحب إليها" (مسند أحمد: مسند المدنيين رقم الحديث 15712)"([54]).

والحديث التالي رواه ابن القيم([55]): وهو يؤكد ما جاء في مسند أحمد: “أربعةٌ يحتجون يومَ القيامةِ ، رجلٌ أصمٌّ لا يسمعُ ، ورجلٌ هرمٌ ، ورجلٌ أحمقٌ ، ورجلٌ مات في الفترةِ . أما الأصمُّ فيقول : ربِّ لقد جاء الإسلامُ وأنا ما أسمع شيئًا . وأما الأحمقُ فيقول : ربِّ لقد جاء الإسلامُ والصبيانُ يحدفونني بالبعرِ. وأما الهرمُ فيقول : ربِّ لقد جاء الإسلامُ وما أعقلُ . وأما الذي في الفترةِ فيقولُ ربِّ ما أتاني رسولٌ . فيأخذُ مواثيقَهم ليُطعْنَه . فيرسلَ إليهم رسولًا أنِ ادخلوا النارَ . فوالذي نفسي بيدِه لو دخلوها لكانَتْ عليْهِم بَردًا وسلامًا"([56]).

النص الثاني من نصوص تكفير بشير الدين محمود لغير الأحمديين:

يقول بشير الدين محمود([57]): “وأقدم قصة سليمان عليه السلام كمثال آخر. كان الكفار في زمنه يسمّونه كافرًا كما يقول الله تعالى في القُرآن " وما كفر سليمان، ولكن الشياطين كفروا" أي لم يكفر سليمان البتة، بل أعداؤه الذين كانوا بعيدين عن الله صاروا هم أنفسهم كفّارا بتكفيره".

التعليق: لا يوجد في الآية ما يدل إطلاقًا على ما ذهب إليه بشير الدين محمود أنّ أعداء سَيِّدنا سليمان عليه السلام الذين كانوا بعيدين عن الله صاروا هم أنفسهم كفّارا بتكفيره، وهذا هو نص الآية الكريمة: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلا بِإذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَو كَانُوا يَعْلَمُونَ}([58]).

ونكمل كلام بشير الدين محمود، يقول: “لقد ذُكرت في هذه الآية نقطة عظيمة تهمكم أيضًا وهي أنّ بعض الناس يقولون إنّ إنكار نبيّ مشرع فقط يعد كفرًا وإنكار الأنبياء الآخرين ليس كفرًا. ولكن سليمان لم يكن نبيّا مشرعًا عند اليهود ولا عند المسلمين، بل يقول الجميع أنّه كان نبيّا غير مشرع، ومع ذلك يقول الله تعالى "ولكن الشياطين كفروا" أي أعداؤه كانوا يقولون إنّه كَفَرَ، ولكنهم كانوا كافرين هم أنفسهم. فتبين من ذلك أن إنكار أنبياء غير مشرعين أيضًا كفر. فلو قال منكرو المسيح الموعود عليه السلام أنّه ليس نبيّا مشرعًا فكيف صار منكروه كافرين؟ لَمَا نفعهم هذا العذر. كان المولوي مُحَمَّد علي يركز كثيرًا على إنكار نبيّ مشرع فقط كفر، ولكن الله تعالى يقول في هذه الآية بكل صراحة "وما كفر سليمان، ولكن الشياطين كفروا" أي لم يكفر سليمان، بل أعداؤه ارتكبوا كفرًا بتكفيره، فالذي يُكَفِّرُ مرسلًا صادقًا من الله أو أتباعه يصبح هو نفسه كافرًا بحسب القُرآن الكريم، بل لو تأملنا في هذه الكلمات بنظره شاملة لتبين أنّها تعني في الحقيقة أنّ المنكر يصبح كافرًا بمجرد الإنكار وإن لم يُكَفِّر"([59]).

واضح أنّ بشير الدين محمود أخرج الآية الكريمة من معناها الواضح إلى معانٍ تخدم هواه فقط، وهي تكفير منكر نبوة الميرزا حتى لو لم يحكم بكفر الميرزا، وللعلم فإنّ بشير الدين محمود ذكر أنّ القائل بعدم كفر من ينكر نبوة نبيّ غير تشريعي هو المولوي (الشيخ) مُحَمَّد علي اللاهوري، ولكن في الحقيقة إنّ مُحَمَّد علي اللاهوري نقل كلامًا للميرزا غلام كما ورد في كتاب (ترياق القلوب) صفحة 305 بالحاشية([60]).

النص الثالث: يقول بشير الدين محمود([61]): “لقد نقلت نصًا من كلام المسيح الموعود عليه السلام ويتبيّن منه بصراحة أنّ المُكفِّرين وغير المؤمنين سواسية ولا فرق بينهم، وكما يصبح مكفّر مسلم كافرًا بنفسه كذلك الذي لا يؤمن بنبيّ يصبح كافرًا نتيجة عدم إيمانه، وأنقل هنا نصًا آخرًا من كلام المسيح الموعود عليه السلام قال فيه إنّ الذي يؤمن بصدقه، ولكنه يترد في البيعة لمزيد من الاطمئنان هو أيضًا كافر. فقد نقل المسيح الوعود في ضميمة (البراهين الأحمدية) الجزء الخامس، صفحة 345 سؤالًا: “لم يظهر من حضرتك تأثير إلى الآن بصورة واضحة وباهرة. وإنّ انضمام مئتَي ألف أو ثلاث مئة ألف ليس إلا غيض من فيض. فهل يجوز أم لا أن يتأخّر أحد - بغير الإنكار- ويمتنع عن الانضمام إلى الجماعة إلى وقت ظهور تأثير بيّن؟" فقال في الجواب: “إن التأخُّر والامتناع أيضًا نوع من الإنكار" فكل عاقل فطين يستطيع أن يرى أن السائل اشترط في سؤاله أن شخصًا لا يكذّبك ولا ينكرك، ولكنه يتأخر في البيعة لمزيد من الاطمئنان فما حكمه؟ فقال عليه السلام إنه كالمنكر تماما، وإنّ حكم المنكر مذكور في فتواه التي نقلتها من (حقيقة الوحي) أي قد عدّه عليه السلام كافرًا، بل الذي لا يكذّبه، ولكن لا يؤمن بادّعائه فقد عدّه عليه السلام كافرًا، وكذلك الذي يحسبه صادقًا في القلب ولا ينكره باللسان، ولكنه يتردد في البيعة حسبه المسيح الموعود عليه السلام كافر. فالجدير بالتأمل كم كان موقف المسيح الموعود عليه السلام قويًا بهذا الخصوص".

النص الرابع: يقول بشير الدين محمود([62]): “...الدليل السادس على نبوة المسيح الموعود هو أنه لو لم يُؤمَن به نبيًّا لوقعَ خللٌ خطير يكفي لجعل الإنسان كافرًا".

وفي الحقيقة فإنّ أمر تكفير الأحمديين لغير الأحمديين سواء علموا بالميرزا أو لم يعلموا به واضح شديد الوضوح ولا يحتاج إلى مزيد بيان.


 

ثالثا نصوص التكفير عند الخليفة الأحمدي الأول الحكيم نور الدين.

في كتاب (نور الدين) تأليف مُحَمَّد ظفر الله خان([63])، تصريح واضح لا يقبل المواربة، حيث أقر (نور الدين) بكفر من لا يؤمن بالميرزا مبعوثًا من عند الله سبحانه وتعالى، في صفحة 280 ينقل المؤلف إجابة نور الدين على سؤال بخصوص الاختلافات بين الأحمديين وغيرهم من المسلمين، حيث يقول: “وفي 27 فبراير (شباط) 1911م استفسر أحد الأشخاص من حضرة خليفة المسيح عما إذا كان الاختلاف العقدي بين الأحمديين وغير الأحمديين هو خلاف في الأساس أو في التفصيل. فقال: “إنه من غير الصحيح القول بأن هذا الخلاف في التفصيل. صحيح أننا نؤدي الصلاة كما يؤدونها، وليس هناك أي فروق فيما يتعلق بالزكاة والحج والصيام، ولكني أعتبر أننا نختلف في الأساس، ويمكن شرح ذلك الأمر على الوجه التالي. إن الدين يتطلب الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره واليوم الآخر. ويزعم معارضونا أنهم يؤمنون أيضا بكل هذه الأمور، ولكن هنا يبدأ الخلاف. فلا أحد يعتبر من المؤمنين ما لم يؤمن برسل الله تعالى، أي بجميع الرسل دون أي تفرقة بينهم فيما يختص بالزمان أو بالمكان، فإن رفض المبعوث من لدن الله تعالى يصم الإنسان بالكفر. ومعارضونا يرفضون قبول دعوى حضرة الميرزا المحترم بأنه مبعوث من الله تعالى، وهذا أمر لا يُعتبر من التفاصيل، إذ يقول القرآن المجيد: “لا نفرق بين أحد من رسله" (البقرة: 268). إن رفض الإيمان بالمسيح الموعود يُعتبر تفريقا بين الرسل. ونحن نؤمن بأن الرسول ﷺ خاتم النبيين، كما جاء ذلك في الكتاب العزيز بسورة الأحزاب، ونؤمن أن كل من لا يعتبره كذلك فإنه لا يكون من المؤمنين. ولكننا نختلف مع معارضينا على معنى تعبير "خاتم النبيين"، غير أن هذا الخلاف لا علاقة له بقوله لا نفرق بين أحد من رسله. وعلى هذا فإني أعتبر أن هناك خلافا في الأساس وليس في التفاصيل بيننا وبين غير الأحمديين".

 


 

رابعا: تصريح علماء الطائفة بتكفير غير الأحمديين، حتى من لم يسمع باسم الميرزا.

في كتاب (شبهات وردود) الأحمدي المنشور في الموقع الأحمدي الرسمي، وكان ما سطروه ردًا على أحد سؤال المعترضين: كيف يقول بشير الدين محمود بكفر غير الأحمديين حتى من لم يسمع باسم الميرزا غلام.

" الاعتراض: الأحمدية تكفر الناس، ثم تشكو من تكفيرها، أليس هذا تناقضا؟ ألم يقل الخليفة الثاني: كل من لم يبايع المسيح الموعود ولو لم يسمع به، فهو كافر وخارج عن الإسلام؟

 

الرد: هنالك مسألتان لا بد من التفريق بينهما: مسألة إطلاق لفظ الكفر أو الإيمان على شخص، ومسألة استحقاقه العذاب. هذان أمران مختلفان ولا تلازم بينهما، أي قد نسمي شخصا كافرا، بينما هو يستحق دخول الجنة، وقد نطلق على شخص صفة الإسلام، وهو في جهنم. مثال على الحالة الأولى : شخص لم يسمع بالإسلام البتة، ولكنه يعبد الله كما وصله من عقائد، ويقوم بالعمل الصالح، فهو في اصطلاحنا - كافر، ولكنه في الجنة. هو كافر لأنه لم يعتنق الإسلام، وفي الجنة لأنه قام بما يجب عليه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. ومثال على الحالة الثانية: شخص أعلن الإسلام وباطنه غير ظاهره، فنحكم بإسلامه؛ أي هو مسلم، ولكن مصيره جهنم. وهذه المسألة لا خلاف يُذكر فيها بين المسلمين، فمن يُسمّي اليهود والنصارى مسلمين؟ إنهم كفار بالرسالة الإسلامية، ولكن هل كل يهودي وكل نصراني في النار؟ الجواب: إن ذلك يعتمد على سبب عدم إيمانه بالإسلام. والله وحده من يعلم السبب الحقيقي، وفيما إذا كان معذورا فيه. أي أننا لا نستطيع الإجابة على هذا السؤال البتة. أما وصف شخص بأنه مسلم أو كافر، فهذا يمكننا أن نطلقه بسهولة.

إن القضية الأخرى الهامة هنا هي أن الإيمان بالمسيح الموعود ليس قضية ثانوية، بل هذا الإيمان واجب كوجوب الإيمان بأي نبي سابق، والكفر به جريمة كحال الكفر بأي نبي سابق. إن كفر أي مسلم بالمسيح الموعود يساوي كفر أي يهودي بالمسيح الناصري حين بعث إليهم، ويساوي كفر أي مسلم بالمسيح الناصري حين ينزل من السماء على فرض أنه سينزل. لذا يمكن أن نطلق لفظ كافر على من لا يؤمن بالمسيح الموعود عليه السلام من هذا الباب، ولكن هذا لا علاقة له بالحكم عليه بدخول الجنة أو النار. ولا علاقة له بأنه معذور في عدم الإيمان أو غير معذور، لأن هذا يعلمه الله وحده. هذه الجملة التي قالها الخليفة الثاني للمسيح الموعود عليه السلام لا بد من فهمها في ضوء هذه التوطئة، وفي ضوء سياقها، حيث يقول الخليفة الثاني رضي الله عنه شارحا إياها تحت عنوان عقيدتي بشأن كفر غير الأحمديين): "أعتقد أن الكفر هو نتيجة إنكار الله تعالى. عندما ينزل من الله تعالى وحي يكون الإيمان به ضروريا للناس، وإنكاره كفر. وبما أن الإنسان لا يؤمن بالوحي إلا إذا آمن بمن نزل عليه الوحي، لذا لا بد من الإيمان بصاحب الوحي، ومن لا يؤمن به فهو كافر. ليس بسبب أنه لا يؤمن بزيد أو عمرو، بل لأن إنكاره للوحي وصاحب الوحي يؤدي إلى إنكار كلام الله. وعندي أن سبب الكفر بالأنبياء كلهم يعود إلى هذا المبدأ وليس بسبب إنكار شخصهم. وبما أن الوحي الذي يجب الإيمان به لا ينزل إلا على الأنبياء، لذا فإن إنكار الأنبياء فقط هو الذي يؤدي إلى الكفر، أما إنكار غير الأنبياء فلا يؤدي إلى أي كفر . وبما أن الوحي الذي قد فرض على الناس جميعا الإيمان به قد نزل على المسيح الموعود عليه السلام، لذا أرى أن الذين لا يؤمنون به كافرون بحسب القرآن الكريم، حتى لو آمنوا بوحي آخر؛ لأنه إذا وجد وجه واحد من أوجه الكفر في شخص لأصبح كافرا. والكفر عندي هو إنكار مبدأ من المبادئ التي يُعتبر رافضها متمردا وعاصيا الله، أو تموت الروحانية فيه بسبب إنكاره إياها. ولكن هذا لا يعني أن شخصا مثله يُعذب بعذاب غير مجذوذ إلى الأبد. وبما أن أوامر الإسلام تحكم على الظاهر ، لذا فالذين لا يؤمنون بنبي- وإن كان سبب عدم إيمانهم أنهم لم يسمعوا به سوف يُعتبرون كافرين، حتى لو كانوا غير مستحقين للعذاب عند الله، لأن عدم إيمانهم لم يكن ناتجا عن خطأ منهم. والمعلوم أن المسلمين كلهم على مر العصور ظلوا يعتبرون الذين لم يدخلوا الإسلام كافرين، وإن لم يسمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم. لم يحدث إلى اليوم أن أحدا قد أصدر فتوى بكونهم مسلمين. كما لم يفتوا بإسلام آلاف مؤلفة من المسيحيين من ساكني الجبال في أوروبا ممن لم يسمع بالنبي ﷺ ولم يطلع على تعليم النبي صلى الله عليه وسلم.(مرآة الصدق، ص 113)".

 

 


 

خامسا: النصوص من كلام الميرزا التي تبيّن قصده بأهل النار

النصوص التالية أتيتُ بها لأنّ الطائفة الأحمدية القاديانية تدعي أنّ تكفيرهم لغيرهم لا يتعلق بمصيره في الآخرة، فقد يكون كافرًا ومصيره في الجنة، وقد يكون مسلمًا ومصيره النار، فهذه النصوص من كلام الميرزا تبين أنّ الميرزا حينما ذكر كفر من لا يؤمن به فقد – كما رأينا في النصوص السابقة من كلام الميرزا - قد قال باستحقاق من يكفر به أن يكون من أهل النار.

وسنجد أنّ الميرزا قَصَدَ بالتكفير هو الكفر الاعتقادي أو الكفر الناتج عن رمي المؤمنين بالكفر عن غير وجه حق.

·      يقول الميرزا([64]): “ويقول الله جل شأنه مشيرا إليهم: {نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ}(3). كذلك من الكفار أهل النار أيضًا من يحتلون درجة عليا؛ حيث تُضرَم في قلوبهم نارُ جهنم قبل أن يدخلوها بصورة كاملة كما يقول الله جلّ شأنه: {نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} (4)".

·      ويقول الميرزا([65]): “والمعلوم أنّ الكافر إنْ مات على الكفر كان من أهل النار حتمًا. فهذان الشخصان[66]- أدخلهما الله الجنة - أفتيا بكفري ودخولي جهنّم، ونشرا الهاماتهما بكل قوة وشدة. لا أرى ضروريا أن أسهب فيما يتعلق بإلهاماتهم، بل يكفي القول بأن الإلهام إما أن يكون من الرحمن أو من الشيطان. فلو توجّه المرء إلى استكشاف أمر ما، أو إلى الاستخارة أو الاستخبار، واضعا في الحسبان أفكاره وأهواء نفسه، ولا سيما إذا كانت في قلبه أمنية كامنة أن يتلقى كلمة خير أو شر بحق أحد بحسب رغبته هو؛ لتدخلَّ الشيطانُ عندئذ في أمنيته حتما، ولجرت على لسانه كلمات شيطانية".

·      ويقول الميرزا([67]): “يقول الله حكاية عن أهل الجحيم {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}: أي سيقول أهل النار: لو كنا عقلاء، واختبرنا أمور الدين والعقائد بوسائل عقلية، أو أصغينا إلى أقوال العقلاء والباحثين الكاملين لما كنا اليوم في الجحيم".

وهذه الآيات بكاملها: “وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)".

·      ويقول الميرزا([68]): "...فكما بيّنتُ مرارًا أنّ الكلام الذي أسرِده هو كلام الله بالقطع واليقين كما أن القرآن والتوراة كلام الله، وأنا نبيّ الله بصورة ظلية وبروزية، وطاعتي واجبة على كل مسلم في الأمور الدينية، وواجب عليه أن يؤمن بي مسيحًا موعودًا وكل من بلغته دعوتي - وإن كان مسلمًا - ولكنه لا يعتبرني حَكَما له ولا يؤمن بي مسيحا موعودا ولا يَعُدّ وحيي من الله تعالى فهو جدير بالمؤاخذة في السماء لأنه ينكر الأمر الذي كان عليه قبوله في حينه. لا أقول فقط بأنني لو كنتُ كاذبا لهلكتُ، بل أقول أيضًا بأني صادق مثل موسى وعيسى وداود والنبيّ صلى الله عليه وسلم، وقد أرى اللهُ تعالى أكثر من عشرة آلاف آية لتصديقي. لقد شهد لي القرآن، وشهد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدد الأنبياء السابقون زمن بعثتي وهو هذا العصر. وكذلك حدد القرآن الكريم أيضًا زمن بعثتي وهو هذا العصر. لقد شهدت لي السماء والأرض، كذلك ما خلا نبيّ إلا وقد شهد لي".

·      ويقول الميرزا([69]): “ماذا أقول عن أهل الدنيا؛ كيف ناموا، وكم ينفرون من الحق ويحبون الكذب؟، لقد وقعت الحُجُب على عقولهم مع مشاهدتهم مئات الآيات، فقد تنحّوا عن الحق وأحبوا أن يكونوا من أهل النار، لولا سوء الظن لانمحى الكفر، فويل لسوء الظن فبسببه فسد العقلاء أيضا".

·      ويقول الميرزا([70]): “ارفعوا الحجاب قليلا وافحصوا إيمانكم، إنكم تكفِّرونني، ولكن قد تكونون بأنفسكم من أهل النار".

·      وفي تفسير الميرزا لسورة البقرة الآية 167 يقول: “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِأي سيلتمس أهل النار أن يرسَلوا إلى الدنيا مرة أخرى ولو لمدة وجيزة ليتسنى لهم أن يتبرأوا من آلهتهم الباطلة كما تبرأوا منهم، ولكنهم لن يخرجوا من الجحيم".

 

 

 

 

 

 

 


 

أدلة اعتبار الطائفة الأحمدية جماعة انفصالية

مختصر النصوص، وتجدون النصوص بكاملها في الحاشية([71]):


 

أولا: تحريم الصلاة خلف غير الأحمديين:

1-  يقول الميرزا: “حرام عليكم قطعًا أن تصلّوا خلف أي مكفِّر أو مكذب أو متردد، بل يجب أن يكون إمامكم منكم"([72]).

2-"عليكم أن تصلّوا منفصلين عنهم"([73]).

3-  "لذا لا تصلح الصلاة وراءهم. أما الذين يلزمون الصمت من بينهم فإنهم أيضًا منهم، ولا تصلح الصلاة خلفهم أيضًا"([74]).

4-  "اصبروا ولا تصلّوا وراء مَن ليس من جماعتنا، ففي ذلك خيرٌ وبرّ، وفي ذلك نصرتكم وفتحكم العظيم، وهذا هو سبب تقدم هذه الجماعة"([75]).

5-  "لا تصلوا وراء غير الأحمديين، فقال - عليه السلام -: هذا صحيح، إذا كان المسجد لغير الأحمديين فصلوا في البيت وحدكم ولا ضير في ذلك. الأمر لا يقتضي إلا قليلا من الصبر"([76]).

6-  "يجب أن تسألوا إمامًا لا تعرفونه، فإذا كان مصدّقا فصلُّوا خلفه وإلا فلا"([77]).

7-  "من واجبكم أن تُخبروه أولا، وإذا صدّق فبها ونعم، وإلا لا تضيعوا صلاتكم خلفه. وإذا لجأ إلى الصمت، لا يصدّق ولا يكذّب فهو منافق، فلا تصلّوا خلفه"([78]).

ثانيا: حرمة الاختلاط مع غير الأحمديين

1-  "فإذا بقيتم مختلطين معهم فلن يكون نظر الله الخاص عليكم كما هو الآن. عندما تنفصل الجماعة الطاهرة عن الآخرين تنال تقدما"([79]).

2-  "عليكم أن تصلّوا منفصلين عنهم"([80]).

3-  "هذه جماعة ربانية، ويريد الله أن تنفصلوا عن الآخرين"([81]).

4-  "الاختلاط مرةً بعد أخرى مع أولئك الذين يريد الله فصلنا عنهم مخالفٌ لمشيئة الله"([82]).

5-  "الذين يكفّروننا ويشتموننا صراحة، لا تسلموا عليهم، ولا تأكلوا معهم، غير أن البيع والشراء جائز، إذ لا منة فيه لأحد"([83]).

6-  "أما الذي يدل سلوكه على أنه لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فإنه أيضًا مكذِّب لنا في الحقيقة. وأما الذي لا يصدّقنا ويكتفي بقوله عنا بأنه رجل صالح فإنه أيضًا معارض لنا في الواقع. والحق أن هؤلاء منافقون بطبعهم"([84]).

7-  وتحت العنوان: الأضحية بالاشتراك مع غير الأحمديين يقول الميرزا: إن هؤلاء الذين يطردونكم من بينهم ويكفِّرونكم ولا يحبون أن يشتركوا معكم فما حاجتكم إلى الاشتراك معهم؟ توكلوا على الله وحده"([85]).

ثالثا: تحريم الصلاة على موتى المسلمين:

1-  يقول الميرزا بخصوص الصلاة على الميت غير الأحمدي: "إذا كان يعارض هذه الجماعة وكان يسيء إلينا فلا تصلوا عليه، وإذا كان صامتا وكان في الوسط فصلاة الجنازة عليه جائزة بشرط أن يكون الإمام منكم وإلا فلا"([86]).

2-  "إذا مات شخص ليس منكم، وكان هناك من يؤمّ صلاة الجنازة ويصلي عليه من غير الأحمديين، ولا يحبون أن يؤمّها أحدكم وكان هناك خطر للنزاع فاتركوا ذلك المكان وانشغلوا في عمل حسن يهمّكم"([87]).

3-  "وأكبر دليل عندنا على عدم صلاة الجنازة على غير أحمدي هو أنه قد جيء بجثة ابن المسيح الموعود - عليه السلام - نفسه وقيل له أن يصلّي عليه الجنازة، ولكنه رفض"([88]).

4-  يقول بشير الدين محمود الخليفة الأحمدي الثاني: “يثبت من القرآن الكريم أن الذي أسلم في الظاهر، ولكن تبيّن كفرٌ يكنّه قلبه لا تجوز صلاة الجنازة عليه، فكيف إذًا، تجوز الصلاة على غير أحمدي"([89]).

5-  ويقول: “الحقيقة أنه قد قيل له أن يصلّي على فلان فصلّى حاسبا إياه أحمديا. لا بد أن يكون قد حدث ذلك فقط"([90]).

6-  ويقول: “يعلم الجميع عني أنني لا أرى صلاة الجنازة على غير أحمدي جائزة"([91]).

7-  ويؤكد بشير الدين محمود على ما ورد بإجازة الميرزا لصلاة الجنازة على غير الأحمديين، بأنّ أفعال الميرزا تنافي ذلك([92]).

 

رابعا: تحريم تزويج بنات الأحمديين لغير الأحمديين.

1-  يقول الميرزا: "لا ضير في الزواج من ابنة غير الأحمديين، لأن النكاح من نساء أهل الكتاب أيضًا جائز"([93]).

2-  "ولكن لا تزوّجوا ابنتكم من غير أحمدي. فإذا أعطوكم فتزوجوها إذ لا ذنب في الزواج منها، ولكن في تزويجها منهم ذنب"([94]).

3-  "يمكن أن تزوجوا الأبناء من فتيات المعارضين، ولكن لا يجوز تزويج بناتكم منهم"([95]).


 

2- الطائفة الأحمدية القاديانية أخطر على المسلمين من اليهود والنصارى([96])

المسلم يعتقد يقينًا بضلال وكفر اليهودية والنصرانية، وأي دين غير الإسلام، وبالتالي فمن الصعوبة والندرة أنْ يتحول المسلم إلى دين آخر ويترك الإسلام، بينما الطائفة الأحمدية القاديانية تخدع الناس حيث تدّعي أنّها تمثل الإسلام الحقيقي وتظهر بمظهره، فالأحمدي في دعوته للمسلمين يُخفي في أول الأمر أنّه يتبع رجلًا يدّعي النبوّة والرسالة، فيبدأ بمحاولة امتلاك عقول المسلمين بالتفسيرات العلمية المعاصرة للقرآن الكريم، وبالتالي فمن السهل جدَّا إيقاع المسلم غير العارف بأصول دينه أو لا يجيد اللغة العربية في شِراكهم.

وقولي بخطورة مدعي النبوة على المجتمع المسلم وعلى الشريعة الإسلامية يؤكده بشير الدين محمود.، حيث يقول([97]): “إن شرط تسمية الله إياه([98]) نبيًّا وُضع لأن الله تعالى وحده يستطيع أن يحكم في أهمية وعظمة الأخبار الغيبية التي يُطلع عليها أحدًا من الناس. وإضافة إلى ذلك لو شرع الناس بعَدِّ بعضهم أنبياء جزافًا لكان هناك خطر دمارٍ كبير. والمعلوم أن الله تعالى حدّد في القرآن الكريم بعض الإنعامات والخصائص للأنبياء. فلو حكم الناس بأنفسهم على من يُظهر الغيب بالقدر الذي يؤهله ليسمَّى نبيًّا لعدّ كثير من الناس أنفسهم أنبياء بناء على بعض الرؤى أو الإلهامات ويرثوا تلك الخواص بأنفسهم، ولحدث فساد ودمار خطير".

ويقول([99]): “فلأن اتّباعًا كاملًا لأناس آخرين غير الأنبياء -الذين هم الحَكَم والعَدل في أمور الشريعة- يؤدي إلى أخطار وفساد لذا كان ضروريًّا لدرء هذا الفساد أن يكون النبيّ ذلك الذي يعُدّه الله نبيًّا وإلا لا يجوز للناس أن يعُدّوا أحدًا نبيًّا من تلقاء أنفسهم. النبوة هبة من الله، والله تعالى وحده يقدر على أن يخبر هل أطْلع أحدًا على الأمور الغيبية أم لا بقدر يؤهله ليُسمَّى نبيًّا، وهل تملك أخبارُ ذلك المخبر شأنًا يؤهله أن يُطلق عليه اسم "النبي"".

ويقول([100]): “فلو لم يسمِّ الله نبيًّا لأطلق كثير من الناس الذين يكونون قد رأوا رؤى كثيرة هذه التسمية على أنفسهم ولحسبوا قولهم حجة على العالم، ولحسبوا أنفسهم جديرين بالاتباع في فهمهم الشريعة وتفسيرها ولخلقوا أخطاء كثيرة في الشريعة".

إذا كان مصلح الأحمديين الموعود؛ الخليفة الأحمدي الثاني؛ وهو من وصفه الميرزا([101]) بقوله "كأن الله نزل من السماء"، يعترف بخطورة مدعين النبوة على المجتمع، فهذا يؤكد ما ادعيته من خطورة الطائفة الأحمدية القاديانية على المجتمعات غير الأحمدية على العموم، وعلى المسلمين بالخصوص.

 

أوجه خطورة الطائفة الأحمدية القاديانية على المسلمين، وعلى المجتمع العالمي.

أولا: الأحمديون القاديانيون يتبعون رجلًا ادعى النبوّة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

النصوص من كتب الميرزا التي تثبت الادّعاء بالنبوة والرسالة([102]):

1- يقول الميرزا([103]): “هذا الوحي الإلهي: “هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله "، انظروا الصفحة 498([104]) من (البراهين الأحمدية)([105]) ففيه خوطب هذا العاجز بوضوح بـ "رسول". ثم بعد ذلك في هذا الكتاب (البراهين) وُصفتُ في وحي الله بـ "جريّ الله في حلل الأنبياء" أي رسول الله في حلل الأنبياء؛ انظروا الصفحة 504 من (البراهين الأحمدية)([106]) ثم ورد في هذا الكتاب قرب ذلك الوحيُ التالي: “مُحَمَّد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم "؛ ففي هذا الوحي سميت مُحَمَّدًا ورسولا أيضاً. ثم في الصفحة 557 من "البراهين"([107]) هذا الوحي الإلهي: “جاء نذير في الدنيا"، وقراءته الثانية: “جاء نبيّ في الدنيا".

2- ويقول الميرزا([108]): “فنبوتي ورسالتي هي بسبب كوني مُحَمَّدًا وأحمد، وليست من نفسي، كما نلت هذا الاسم بفنائي في الرسول صلى الله عليه وسلم، فلذا إن مفهوم خاتم النبيّين لم يتغير، لكنه يتغير حتما بنزول عيسى عليه السلام. وجدير بالذكر أيضًا أن النبيّ لغة هو من يخبر عن الغيب بإلهام الله تعالى، فحيثما يتحقق هذا المعنى يتحقق لفظ نبيّ. ولا بد أن يكون النبيّ رسولًا، وإلا لن يتلقى أخبار الغيب المصفى، وتمنعه من ذلك الآية التالية "فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول"؛ فإذا أنْكِرَت النبوة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وفق هذه المعاني لزم الاعتقاد بأن هذه الأمّة لا نصيب لها أي المكالمات المخاطبات الإلهية([109])، لأن الذي تظهر على يده الأخبار الغيبية من عند الله تعالى ينطبق عليه بالضرورة مفهوم "نبيّ" وفقًا للآية: “لا يظهر على غيبه...". والسر الحقيقي في ذلك إنما هو أنّ من مقتضى مفهوم خاتم النبيّين أنه إذا أعلن أحد أنه نبيّ، في حين يكون بينه وبين النبيّ صلى الله عليه وسلم مغايرة، فإنه يكسر الختم الذي هو على خاتم النبيّين، ولكن الذي يفنى في خاتم النبيّين صلى الله عليه وسلم نفسَه فناءً بحيث ينال اسمه بسبب اتحاده المتناهي وانتفاءِ الغيرية بينهما، وينعكس فيه وجه النبيّ صلى الله عليه وسلم كما في المرآة الصافية؛ فإنه سيسُمى نبيّا من دون أن يكسر الختم، لأنه مُحَمَّد ولو على سبيل الظلية. فحتى مع ادّعاء النبوة من قِبَل مَنْ سمي مُحَمَّدًا وأحمد ظليا، فقد ظلَّ سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيّين؛ لأن مُحَمَّدًا الثاني هذا هو انعكاس لمُحَمَّد صلى الله عليه وسلم نفسه، ويحمل اسمه. أما عيسى فلا يمكن أن يأتي من دون أن يكسر ختم النبوة، لأن نبوته مستقلة ومنفصلة"

3- ويقول الميرزا([110]): “إذا لم يكن أحد سيبعث نبيّا ورسولا على سبيل البروز فما معنى دعاء "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ" لذا ينبغي تذكر أنني لم أنكر نبوتي ورسالتي وفق هذه المعاني. وبهذا المعنى سمي المسيح الموعود نبيّا في صحيح مسلم أيضاً، إذا كان الذي يتلقى أخبار الغيب من الله تعالى لا يسمى نبيّا فبالله أخبروني بأي اسم يجب أن يُدعى؟ فلو قلتم يجب أن يسمى "مُحَدَّثا" لقلت لم يرد في أي قاموس أن التحديث يعني الإظهار على الغيب، لكن النبوة تعني الإظهار على الغيب. والنبيّ لفظ مشترك بين العربية والعبرية، في العبرانية يقال له: نابي، هو مشتق من نابا، الذي معناه مَن يتلقى الأخبار من الله تعالى وينبئ بها. ليس شرطًا أن يكون النبيّ مشرعا، إنها ليست إلا موهبة تنكشف من خلالها أمور غيبية. فما دمت قد تلقيت إلى هذا الأوان نحو مائة وخمسين نبوءة ورأيت تحققها بكل جلاء بأم عيني فكيف يمكن أن أرفض إطلاق تسمية النبيّ أو الرسول على نفسي؟ وما دام الله تعالى بنفسه قد سماني بهذين الاسمين، أنى لي أن أرفضهما أو أخاف غيره سبحانه وتعالى؟".

4- ويقول الميرزا([111]): “وحيثما أنكرت نبوتي ورسالتي فبمعنى أنني لست حامل شرع مستقل، كما أنني لست بنبيّ مستقل؛ ولكن حيث إني قد تلقيت علم الغيب من الله تعالى بواسطة رسولي المقتدى صلى الله عليه وسلم، مستفيضًا بفيوضه الباطنة، نائلا اسمه؛ فإنني رسول ونبيّ، لكن بدون أي شرع جديد. ولم أنكر أني نبيّ من هذا المنطلق قط، لإن الله تعالى قد ناداني نبيّا ورسولا بهذا المعنى نفسه. لذلك لا أنكر الآن أيضًا أني نبيّ ورسول بهذا المفهوم. وقولي هذا: “لست رسولا ولم آت بأي كتاب لا يعني إلا أنني لست صاحب شريعة. لا بد من أن تتذكروا أمرا هاما ولا تنسوه أبدا وهو أنه مع أنني قد نوديت بكلمات "نبيّ" و“رسول" إلا أنني قد أخبرت من عند الله تعالى أن كل هذه الفيوض لم تنزل عليّ مباشرة، لكن ببركة الإفاضة الروحانية من شخصية مقدسة في السماء، عني مُحَمَّدًا المصطفى صلى الله عليه وسلم. فبالنظر إلى الوسيلة، من خلالها، بفضل نيلي اسميه مُحَمَّدًا وأحمد، أنا رسول ونبيّ أيضاً".

5- ويقول الميرزا([112]): “غايتي الآن من هذا الرسالة هي أن معارضيّ الجهلة ينسبون إليّ أنني أدعي أنني نبيّ ورسول، الحق أنني لم أدع ذلك. فلست نبيّا ولا رسولا على نحو ما يفكرون. نعم، أنا نبيّ ورسول بهذا المعنى الذي بينته. فالذي يتهمني بطريقته الشريرة بأنني أدعي النبوة والرسالة، إن فكرته باطلة ونجسة. لقد صرت نبيّا ورسولا بطريقة البروز. وعلى هذا الأساس سماني الله مرارا نبيّ الله ورسول الله، كن في صورة البروز".

6- ويقول الميرزا([113]): “وأخبرت أن النبأ عني موجود في القرآن الكريم والحديث الشريف، وأنا مصداق آية "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ([114])".

7- ويقول الميرزا([115]): “كذلك تمامًا كنت أعتقد في أول الأمر وأقول: أين أنا من المسيح ابن مريم؟ إذ إنه نبيّ ومن كبار المقربين عند الله تعالى، وكلما ظهر أمر يدل على فضلي كنت أعتبره فضلا جزئيًّا، ولكن وحي الله - سبحانه وتعالى - الذي نزل عليَّ بعد ذلك كالمطر لم يدعني ثابتًا على العقيدة السابقة، وأُعطيتُ لقب "نبيّ" بصراحة تامة، بحيث إنني نبيّ من ناحية، وتابعٌ للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - ومِن أُمته من ناحية أخرى. (1) وقد كتبت بعض الفقرات في هذا الكتاب نموذجا من إلهامِ الله يتبين منها أيضًا ما قال الله فيَّ مقابل المسيح بن مريم. فأنّى لي أن أرد الوحي المتواتر الذي نزل عليَّ إلى 23 عاما. أؤمن بوحيه المقدس هذا([116]) كما أؤمن بالوحي الذي نزل من قبلي".

وفي الحاشية: (1) "ولا يغيبنّ عن البال أن كثيرًا من الناس ينخدعون لدى سماع كلمة "نبيّ" في دعواي، ظانين وكأنني قد ادعيت تلك النبوة التي نالها الأنبياء في الأزمنة الخالية بشكل مباشر. إنهم على خطأ في هذا الظن. أنا لم أدّعِ ذلك قط، بل قد وهبتْ لي الحكمةُ الإلهية هذه المرتبةَ تدليلا على كمال الإفاضة الروحانية للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، حيث أوصلتني إلى درجة النبوة ببركة فيوضه - صلى الله عليه وسلم -. لذلك لا يمكن أن أُدعى نبيّا فقط، بل نبيّا من جهة، وتابعا للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - ومِن أُمته من جهة أخرى. وإن نبوتي ظلٌّ لنبوة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وليست نبوةً أصلية (تأسيسية). ولذلك فكما سُمِّيتُ نبيّا في الحديث الشريف وفي إلهاماتي، كذلك سُمِّيتُ نبيّا تابعا للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - ومِن أُمته أيضًا، ليُعلَم أن كل ما نلتُه من كمال إنما نلتُه بسبب اتّباعي للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - وبواسطته. منه".

8- ويقول الميرزا([117]): “ لأن النبوات كلها قد انقطعت الآن ما عدا النبوة المُحَمَّدية. لا يمكن أن يأتي نبيّ بشرع جديد، ولكن يمكن أن يأتي نبيّ بغير شرع جديد، ولكن بشرط أن يكون من الأُمة أولا. فبناءً على ذلك أنا من الأُمة ونبيّ أيضا. وإن نبوتي، أعني المكالمة والمخاطبة الإلهية، ظلٌّ لنبوة النبيّ، وليست أكثر من ذلك".

9- ويقول الميرزا([118]): “فما السبب إذن وراء تفشي الطاعون هذا الذي يلتهم البلد من ناحية وعدم انقطاع الزلازل المهيبة من جهة ثانية. أيها الغافلون، انهضوا فتحسسوا لعل نبيّا من الله قد بُعث فيكم وأنتم تكذّبونه" وفي الحاشية: “إنما يقصد الله - سبحانه وتعالى - من كلمة "النبيّ" في هذا الزمن أن ينال الإنسان شرف المكالمة والمخاطبة الإلهية فقط وأن يكون مأمورا من الله لتجديد الدين ولا يلزم أن يأتي بشريعة جديدة. لأن الشريعة قد ختمت على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ولا يجوز حتى إطلاقُ لفظ النبيّ على أحد بعده - صلى الله عليه وسلم - ما لم يكن من أمته - صلى الله عليه وسلم -، مما يعني أنه نال كل إنعام عن طريق اتباعه - صلى الله عليه وسلم - وليس مباشرة. "منه"".


ثانيا: إفسادهم لعقيدة المسلمين بادّعاء بنوة الميرزا الاستعارية لله.

يدّعي الميرزا أنّ روح العابد المفعمة بالحب لله بسبب حبها وتعلقها بالله كأنّها تُولد روحًا من جديد ووصفها بعلاقة البنوة لله، وتتولد من هذين الروحين – أي روح الله تعالى وروح العابد - الروح القدس الذي هو بمثابة الابن لكليهما، أي لكلا الروحين روح الله وروح العابد المفعم بالحب لله، وهذا هو الثالوث المقدس الذي هو للمسيح سَيِّدنا عيسى عليه السلام كما هو للميرزا غلام القادياني!!!!

1-  يقول الميرزا([119]) "ليس في غير محله([120]) القولُ على سبيل الاستعارة، عن الحب الذي بلغَ هذا المبلغ، إنّ الروح المفعمة بحب الله تعالى تتسبب بمشيئة الله تعالى في ولادة جديدة لروح الإنسان المليئة بالحب للمخلوق. ولهذا السبب تكون لهذه الروح المفعمة بالحب علاقة البنوة على سبيل الاستعارة مع روح الله التي تنفخ المحبة. ولأن روح القدس تتولد في قلب الإنسان نتيجة التقائهما؛ فيمكن القول بأنها بمنـزلة الأبن لكليهما، وهذا هو الثالوث المقدس الذي لا بد منه في هذه الدرجة من الحب، وقد اتخذته الطبائع الخبيثة شركًا، واعتبروا مجرد ذرةٍ هالكة الذات، باطلة الحقيقة؛ شريكًا لله الأعلى واجبِ الوجود".

ويقصد الميرزا بـ "الذرة هالكة الذات باطلة الحقيقة" سيدنا عيسى عليه السلام.

2-  ويقول الميرزا([121]): “إنّ الأنبياء السابقين الذين بشروا بمجيئ النبيّ صلى الله عليه وسلم قد فعلوا ذلك بناء على هذه العلامة، وأشاروا إلى هذه المرتبة. فكما يمكن على سبيل الاستعارة إطلاق مقام البنوة على مرتبتي أنا ومرتبة المسيح عليه السلام، كذلك إنّ مرتبة النبيّ صلى الله عليه وسلم هي من العلو والرفعة بحيث إنّ الأنبياء السابقين قد ذكروا على سبيل الاستعارة ظهور صاحب هذه المرتبة على أنّه ظهور الله، وعدوا مجيئه مجيء الله، وفي هذا ضرب المسيح - عليه السلام - مثَل الكرّامين؛ وهو أن صاحب الكَرْم أرسل في البداية عبيده ليأخذوا الثمار، أي أرسل مقرَّبيه الحائزين على المرتبة الأولى عنده، والمراد منهم هو جميع الصلحاء الذين كانوا في زمن المسيح وفي قرنه ولكنهم أتوا قبله بقليل. وعندما رفض الكرّامون إعطاء الثمار، أرسل صاحبُ الكَرْم ابنَه إليهم مؤكِّدا، لكي يعطوه الثمار كونه ابنا له. والمراد من ذلك الابن هو المسيح - عليه السلام - نفسه الذي يحتل المرتبة الثانية من القرب والحب. ولكن الكرّامين لم يعطوه أيضا الثمار، بل قتلوه في زعمهم. ثم يقول المسيح - عليه السلام - إن صاحب الكَرْم سيأتي الآن بنفسه، أي سيأتي الله تعالى بنفسه ليهلك الكَرَّامين ويعطي الكَرْم لكرّامين يسلِّمون الثمار في حينها. المراد من مجيء الله هنا ومجيء النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الذي يحتل المرتبة الثالثة من القرب والحب إنها مراتبٌ روحانية كلها، وقد ذُكرت على سبيل الاستعارة بكلمات مناسبة حسب مقتضى الحال. وليس المراد هنا البنوةُ الحقيقية ولا الألوهية الحقيقة..".

والمثال الذي أتى به الميرزا لإثبات أنّه من الممكن أن يطلق عليه مقام البنوة لله كما أطلق على عيسى عليه السلام مقام البنوة مثال غير مطابق للادّعاء للأسباب الآتية:

·      الإنجيل بحسب اعتقاد الميرزا محرف ومبدل، وبالتالي لا يصح الاستدلال بما فيه وبخاصة إذا كانت المسألة فيها مخالفة لشرع الله تعالى، وهو مقام البنوة لله سبحانه وتعالى، فالقول بالبنوة لله سواء بالاستعارة أو الحقيقة مرفوض تمامًا([122])، فهل يصح أيضًا بالاستعارة إدعاء الزوجة لله؟

·      لو قبلنا على سبيل التنزل بصحة الرواية التي في الإنجيل فإنّ فيها ما يناقض عقيدة المسلمين وعقيدة الميرزا وهي أنّ عيسى عليه السلام قد قتله اليهود، فمثال الكرّامين أثّبت قتل ابن صاحب الكرم، والذي يمثل الله تعالى كما يزعم الميرزا، وبالتالي لا يصح الاستدلال به للمخالفة، وقد أنكر الله تعالى قتل أو صلب عيسى عليه السلام([123](.

·      حتى لو صح عند النصارى على سبيل الاستعارة البنوة لله، فهذا مرفوض تمامًا عندنا لغلق أي نافذة للشرك، فإذا كان الميرزا والأحمديون يتشدقون بأنّ مرجعهم الأساسي هو القرآن الكريم ثم الأحاديث الصحيحة في الكتب المُسَلَّم بها عندهم، فهل يوجد في كل ذلك ما يدل على عقيدة البنوة الاستعارية لله تعالى!!!

·      -قد يعترض بعض الأحمديين بحديثٍ أنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قال فيه رواية عن الله تعالى "الفقراء عيالي"([124])، وهنا يجب التفرقة بين الأبناء والعيال، فالعيال هم من يعولهم الإنسان ولا يشترط لهم البنوة، فالفعل هو عال يعول واسم الفاعل عائل، فكلنا عيال على الله تعالى، ولا يصح القول كلنا أبناء الله تعالى([125]).

3-  واضح أنّ هذا المبدأ والمعتقد من أصول الاعتقاد عند الميرزا حيث ورد في وحيه من ربه يلاش الوحي "أنت مني بمنزلة أولادي" وهو وحي متكرر كما في كتاب (التذكرة) النسخة العربية الصفحات صفحة 405 و430 و433. ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.

4-   وهذا نص آخر يؤكد فيه الميرزا غلام عقيدة بنوته وبنوة الأولياء الاستعارية لله تعالى:

يقول الميرزا([126]): “كذلك ورد في كتابي "أربعين رقم 4" عن بابو إلهي بخش إلهام نصه: “يريدون أن يروا طمثك، والله يريد أن يريك إنعامه. الإنعامات المتواترة. أنت مني بمنزلة أولادي. والله ولِيُّك وربك، فقلنا يا نار كوني بردا." أي يريد بابو إلهي بخش أن يرى طمثك أو يطلع على عيب أو مثلبة، ولكن الله تعالى سيُريك إنعاماته المتتالية. ولا طمث لك، بل قد وُلد ولدٌ هو بمنزلة أبناء الله. بمعنى أن الحيض شيء قذر، ولكن منه يتكوّن جسم الجنين.... وبناء على ذلك فإن الفانين في الله تعالى يُسمَّون أبناء الله، ولكنهم ليسوا أبناء الله حقيقةً لأن ذلك كفر، فالله تعالى منزه عن أن يكون له أبناء. إنهم يُسمّون أبناء الله على سبيل الاستعارة لأنهم يذكرون الله تعالى دائما بحماس القلب مثل الطفل الصغير؛ فقد أشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى هذه المرتبة فقال: {فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}. ولهذا السبب ذُكر الله تعالى بكلمة "الأب" في كتب جميع الأقوام. وهناك تشابه بين الله تعالى والأم أيضًا على سبيل الاستعارة؛ وهو كما أن الأم تربِّي الجنين في بطنها، كذلك يتربّى عباد الله المحبوبون لديه في حضن حبه تعالى وينالون جسما طاهرا بدلا من الطبيعة السيئة. إذن، فالأولياء والصوفيون إنما يسمَّون أبناء الله على سبيل الاستعارة، إذ أن الله تعالى منزَّه عن الأبناء ومن صفاته أنه: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}".

 

ثالثا: اتهامهم للأنبياء وبخاصة سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم؛ بعدم فهم بعض الوحي من الله تعالى

والسبب في اتهام الميرزا للأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم، بأنهم فهموا بعض الوحي من الله سبحانه وتعالى بالخطأ؛ هو أنّ الميرزا في كتابه الإلهامي (البراهين الأحمدية) الأجزاء الأربعة الأولى، قد تنبأ بكثير من النبوءات فلم تتحقق، وفهم بالخطأ بعض ما يدعيه أنه وحي وإلهام من الله تعالى، فبدلًا من أن يفيق من اعتقاده أنه ملهم من الله تعالى، وأنّ الله تعالى هو من يخاطبه ويكلمه، قرر الميرزا بداية من كتابه (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام) توجيه نقيصة عدم فهم ما يتصوره إلهامًا ووحيًا من الله تعالى للأنبياء.

يقول الميرزا([127]): “بل تضم معظم الأنباء في طياتها بعض الأسرار الكامنة التي قد لا يفهمها حتى الأنبياء الذين ينزل عليهم ذلك الوحي"، ويقول في نفس الصفحة: “والجدير بالتدبر الآن أنه إذا كان احتمال خطأ وقوع الأنبياء أنفسهم في فهم النبوءات وارد ".

ويقول([128]): “ولكن لمّا كان من المستحيل أن يسلم رأي أنبياء الله الأطهار أيضًا من الخطأ في الاجتهاد بصدد الأنباء"([129]).

ويقول([130]): “يتبيّن من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بجلاء تام إمكانية حدوث الخطأ في تفسير وحي يتلقاه نبيّ في الكشف[131] أو الرؤيا. كذلك هناك حديث آخر يقول فيه النبيّ عن هذا النوع من الخطأ".

ويقول([132]): “ولوافترضنا جدلًا أنّ أحدًا من الصحابة حسِبَ أنّ المراد من ابن مريم هو عيسى بن مريم نفسه، لما حدث أي خلل، فقد صدرت أحيانًا أخطاء من الأنبياء أيضًا في فهم النبوءات قبل تحققها، فلا غرابة إذا أخطأ صحابي في ذلك. إن فراسة رسولنا صلى الله عليه وسلم وفهمه، أكثر من فراسة كافة أفراد الأمة وفهمها مجتمعة. ولولا أن يغضب إخواننا المسلمون بسرعة، فإنّ مسلكي الذي أستطيع إثباته بالحجة هو أنّ فراسة جميع الأنبياء وفهمهم لا يساوي فراسة النبيّ الأكرم صلى الله عليه وسلم ومع ذلك اعتَرَفَ صلى الله عليه وسلم بنفسه أنّه أخطأ في فهم حقيقة بعض النبوءات".

ويقول([133])" ما فهمه النبيّ صلى الله عليه وسلم محل النبوءة ومصداقها بناء على اجتهاده، لم يكن صحيحًا.أمّا نبوءات المسيح عليه السلام فحالها أغرب؛ إذ كثيرًا ما فَهِم معاني النبوءات بطريقة وتحققت بطريقة أخرى تمامًا".

ويقول([134]): “فثبت أنّ هذه الواقعة كان لـه تأويل آخر ما فهم إبراهيم عليه السلام، وكيف يفهم عبد شيئًا ما أراد الله تفهيمه، بل أراد أن يسبل عليه سترا".

 

رابعًا: فتح باب النبوّة إلى يوم القيامة

وهذا بخلاف أنّه كفر بالله وبكتابه، إلا أنّه سياسيًا واقتصاديًا يزيد من تفرقة وتفتيت الأمة الإسلامية إلى مكونات أصغر وأصغر، فيصبح لكل مدَّعي للنبوة أتباع وكتاب يجمع فيه وحيه وسنته، وقد رأينا إقرار بشير الدين محمود بخطورة وجود مدعين للنبوة على الأمة.

ومن النصوص التي ورد من كلام الميرزا استمرار النبوة إلى يوم القيامة:

قول الميرزا([135]): “ولو قُدِّم عذرٌ أنّ باب النبوة مسدود، وأنّ الوحي الذي ينزل على الأنبياء قد انقطع؛ لقلت: لم يُغلَق باب النبوة من كل الوجوه ولم ينقطع الوحي أيضًا من كل نوع، بل إن باب الوحي والنبوة الجزئية مفتوح للأبد على هذه الأمة المرحومة. ولكن يجب الانتباه جيدا إلى أن النبوة التي بابها مفتوح إلى الأبد ليست نبوة تامة، بل كما قلت قبل قليل: إنها نبوة جزئية وتسمى بتعبير آخر "المُحَدَّثية" التي تُنال بالاقتداء بالإنسان الكامل الذي يجمع في نفسه جميع كمالات النبوة التامة؛ أي سيدنا ومولانا مُحَمَّد المصطفى - صلى الله عليه وسلم ".

ويقول الميرزا([136]): “ما أروع هذا الطريق الذي لم ينقض وفقه ختم نبوة خاتم النبيين ولم يحرم جميع أفراد الأمّة من النبوة وفق ما يفهم من آية {لا يظهر على غيبه أحدا}، لكن لن يبقى للإسلام شيء من إرجاع عيسى - الذي بعث قبل الإسلام بـ 600 سنة - مرة ثانية، يلزم منه تكذيب آية خاتم النبيين".

 


 

النصوص من كلام بشير الدين محمود الذي ورد فيه استمرار النبوة إلى يوم القيامة:

يقول بشير الدين محمود([137]): “...إن المسلم لا يدعو لأجل النبوة، بل الأمة المسلمة تدعو أن تكون ممن أنعم الله عليهم، وهذا هو معنى الآية. ثم إذا شاء الله أن يخلع على أحد منهم نعمة النبوة فلا راد لفضله (الله أعلم حيث يجعل رسالته) "الأنعام: 125". والنبوة هبة من الله بلا مراء، لكن لماذا اختص الله بها مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم -، ولم يهبها لأبي جهل مثلا؟ لابد أن تكون في نبيّنا مؤهلات لهذه النعمة من تضحية وإيثار في سبيل الله. ثم متى قلنا إن الآية تعلم المؤمن أن يسأل نعمة النبوة لنفسه، لأن هذا النوع من الأدعية التي يُصر فيها الإنسان أمر خاص لنفسه مردودة ومكروهة في الأمور الدنيوية فضلا عن أمور الدين، ومثل هذه الأدعية كمثل الحدّاد الذي يدعو الله أن يجعله عميدا لكلية الطب، أو الأعرج الذي يدعو أن يكون بطلا للعالم في العدو. فهذه الأدعية عقيمة باطلة، لأن الدعوات إنما تجاب حسب الظروف الروحية والمصالح السماوية. فلا يجدر بالمؤمن أن يدعو ويلح على طلب شيء خاص من المراتب الروحية، ولو أنه دعا أن يصبح صديقا أو شهيدا أو قطبا كان دعاؤه مكروها عند الله، فما بالك بالإصرار على النبوة؟! لأجل ذلك تعلمنا الآية الدعاء بصيغة الجمع فنقول: (اهدنا) وليس (اهدني)، لأن صيغة الجمع تحفز للمصالح الاجتماعية القومية. ولذا يصطفي الله من القوم من يراه حقيقا لدرجة روحية. ثم لا يغربن عن البال أيضًا أن هذا الدعاء يراد به الحصول على الإنعام، والنبوة أيضًا إنعام وهبة، فأي حرج لو اعتبرنا أن هذا الدعاء بقيام النبوة في القوم؟ والقرآن يؤكد لنا أن جميع النعم، وعلى رأسها النبوة، سوف توهَب للمسلمين، فلا يحق لأحد أن يحرمها عليهم. وأما قولهم: كيف يمكن أن يبعث نبيّ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيّين، فجوابه موجود في قوله: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النبيّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا)، أي لا يستحق هذه النعمة إلا من أطاع الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -. ومن البين أن المطيع بهذه الصفة لا يمكن أن يتعدى عمله عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أن يأتي بشرع جديد غير شرعه - صلى الله عليه وسلم -. فالنبيّ التابع لشريعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكون مخالفا ولا معارضا (لخاتم النبيّين)، بل يكون مكملا لمعناه".

وقد يقول بعض الأحمديين: “إنّ هذه النصوص قد فسرت على غير المراد منها، فالنصوص كثيرة وواضحة تثبتُ أنّ عقيدة الميرزا وبشير الدين محمود؛ هي أنّ الميرزا غلام هو النبيّ الوحيد بعد سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فالقول باستمرار النبوة إلى يوم القيامة؛ لا يُقصد منه إلا استمرار مقام ودرجة النبوة في الأمة، ولكن لا يصح أن يسمى أحد من هؤلاء بنبيّ، فلا نبيّ بعد سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم إلا المسيح الموعود وهو الميرزا غلام".

وأجيب بالتالي: قد بيّنتُ في الباب الثالث([138]) من هذا الجزء الأول؛ أنّ الميرزا غلام يرى أنه لا يصح استخدام المصطلحات الشرعية بمعانيها اللغوية مثل الصوم والصلاة والنبيّ وغيرها؛ إلا فيما أراده الله تعالى لها من دلالات اصطلاحية شرعية محددة، وحتى لو كان استخدامها بمعانيها اللغوية صحيحًا، فمثل هذا الاستخدام اللغوي للمصطلحات الشرعية خطأ، وقد جاء مثل ذلك الاستخدام في كتابات المتصوفة([139]).

وبناء على ما قرره الميرزا وهو صحيح؛ فالقول بدرجة أو مقام النبوة ما هو إلا بناء عقيدة على أسس غير صحيحة، وما بني على باطل فهو باطل، إلا أنّ خليفتهم الخامس الحالي (الميرزا مسرور) قد أقر بإمكانية أن يأتي نبيٌّ بعد الميرزا غلام([140])، ولكنه اشترط أن يكون من خلفائه، أي من خلفاء الميرزا غلام، وذلك كما سنرى في الباب الثاني، في الأساس الرابع من الأسس التي بُنِيَّت عليها العقيدة الأحمدية القاديانية.

 

خامسًا: تعطيل جهاد المحتل الكافر لبلاد المسلمين.

ويعللون ذلك السلوك أنه طالما يسمح هذا المحتل للمسلمين بإقامة شعائرهم، وإنْ كان في حقيقة الأمر يشجع ليس فقط في الخفاء، بل في الظاهر أيضًا على تنصير المسلمين، ليتسنّى له إتمام السيطرة على البلاد الإسلامية وإمكانياتها، وهذا كان حال نبيّهم الميرزا مع الحكومة الإنجليزية في الهند، وليس هذا فقط، بل كان يفخر الميرزا بمساعدة أبيه وأخيه للإنجليز في مقاومتهم المسلحة للثورة الإسلامية على المحتل الإنجليزي في الهند([141]).

سادسًا: لا يحبون الخير لغير الأحمديين القاديانيين

ليس فقط لا يحبون الخير لغير الأحمديين، بل يتمَنَّون فساد حال غيرهم بدعوى أنهم لم يؤمنوا بالميرزا القادياني نبيًّا ورسولًا، فيستحقون الأوبئة والزلازل والحروب لإهلاكهم، فحينما رأى الميرزا الأوبئة تفتك بالناس، توقف عن الدعاء لإزالة هذه المُهلكات عنهم، بل في موقف آخر توجه إلى ربه بالدعاء لإيقاف التأثير الوقائي للتطعيم ضد مرض الطاعون في زمنه، والأحمديون ينتظرون الآن هلاك الناس بوباء مثل (الكورونا) لأنّه يثبتُ في زعمهم صدق نبيّهم الدجَّال لأنّ الناس لم تؤمن به، وهذا يُثبتُ كذب شعارهم "الحب للجميع ولا كراهية لأحد"([142]).

قال الميرزا([143]): “ذات يوم عزمت على الدعاء نظرًا إلى حر شديد واضطراب الناس، فخطر ببالي فجأة أنّ ما يفعله الله تعالى إنما هو لتأييدنا. فلو زال الطاعون اليوم وسلم الناس من الزلازل ونضجت الزروع جيدًا سيبدأ الناس مرة أخرى بكيل الشتائم والسباب لي. يقول الله تعالى: “سأظهر صدقك بصولات قوية". هذه هي صولاته، فلماذا أدعو لإيقافها؟ إن راحتنا لا تكمن في راحة العالم، فكل ما يحدث إنما هو لصالحنا. إنّ سنة الله جارية منذ القِدم على هذا النحو. ما دام الله كافل أمورنا كلها فلماذا نحزن نحن. ما سيظهر ستكون آية لنا"([144]).

وأضع لكم في الحاشية صورة الصفحات الحاوية للنص بالأردية([145]) وبالعربية([146])، وإذا كان الأحمديون يكذبوننا في الإحالة أو في صحة أو دقة الترجمة([147])، فهذه صور كتبهم وعليهم إثبات العكس.

 

كما أنّ الجزء من النص الذي قبل الفقرة التي قام علماء الأحمدية بتحريفها، يكفي لبيان كره وحقد الميرزا على كل ما هو غير أحمدي، يقول الميرزا: “... فخطر ببالي فجأة أن ما يفعله الله تعالى إنما هو لتأييدنا. فلو زال الطاعون اليوم وتوقفت الزلازل ونضجت الزروع جيدا سيبدأ الناس مرة أخرى بكيل الشتائم والسباب لي بعد حيازتهم الأمن. لقد قال الله تعالى لي: "سأظهر صدقك بصولات قوية". فهذه هي صولاته، فلماذا أدعو لإيقافها؟...".

فعقيدة الميرزا هذه تتعارض بشكل واضح مع الشعار المعلن للطائفة الأحمدية القاديانية.

والحمد لله فإنّ الله تعالى لا يترك الجناة المحرفين الذين يخدعون السذج من أتباعهم إلا ويفضحهم أمام الخلق؛ فهناك نص آخر أفاد نفس المعنى الذي يتهرب منه علماء الأحمدية بالتحريف، حيث يعتقد الميرزا أنه ليس من الفرحة أو السرور أن ينحسر مرض الطاعون في زمنه، وليس الطاعون فقط، بل الميرزا يرى أنّ كلمة الطاعون تعني جميع الأمراض القاتلة سواء الوبائية أو غير الوبائية، فلا بد من استمرار كل هذه الأوبئة، ليس إلا لتعذيب الناس لأنهم لم يؤمنوا بالميرزا نبيًّا ورسولًا.

يقول الميرزا([148]): “الطاعون قد انحسر نوعا ما هذا العام، لكن ذلك ليس من دواعي السرور. لأن الناس لم يستفيدوا منه، والهدف من مجيئه لم يتحقق بعدُ. فالطاعون في الحقيقة اسم للموت. فالعوارض الخطيرة التي تؤدي إلى الموت قد سميت في اللغة بالطاعون، وهذه الكلمة واسعة جدًا في اللغة، فمن المحتمل أن يظهر في صورة جديدة، أو يتفشى في المستقبل في هذه الصورة بشدة أكثر، فقد ورد في كلام الله النازل علي "أفطر وأصوم"([149]). أي كما يجوز في الإفطار الأكل والشرب كذلك سيظل الطاعون يلتهم الناس، لكنه سيأتي وقت يسود فيه السلام كالصوم. "إني مع الرسول أقوم، وأفطر وأصوم، ولن أبرح الأرض إلى الوقت المعلوم"....الطاعون الموت، فكل الأوبئة والأمراض الدورية مثل الجدري وذات الجنب والحمى والأورام والقيء والسكتة، تندرج تحت كلمة الطاعون. فهذه الكلمة جديرة بالتذكر إذ كان قد تفشى نوع من الطاعون في زمن الصحابة أيضًا، لكنه كان بثرة صغيرة جدًا كحّبة تظهر على راحة اليد...إن توقف المرض هذا أيضًا ليس مفيدا في الحقيقة، بل خطير جدا ... باختصار، هذا التوقف ليس مدعاة للفرحة، بل هو مدعاة للخوف. ففي زمن كان قد نزل فيه عذاب الله على العالم في صورة الطاعون، تلقيت إلهاما "أفطر وأصوم"، وهذا مجاز، والمراد منه أنه سيشتد هذا المرض أحيانًا ويخف أحيانًا أخرى. إن الله لا يغير ما بِقَوْم حَتى يغيروا مَا ِبأنْفُسِهِمْ، (الرعد 17)،‏ فلن يترك الله الناس أبدا ما لم يُحدثوا تغيرا في أخلاقهم وأعمالهم وأفكارهم...".

 

وأخيرًا فإنّ أسباب ضرورة مقاومة هذه الطائفة المنحرفة كثيرة جدَّا، ولا يصح لمن يملك القدرة على ذلك التراخي، فمعظم النارِ من مستصغر الشرر، ومع العلم فهم ينتشرون في الكثير من بلاد العالم وبخاصة في أفريقيا.

 

مقال (555) مقدمة الجزء الأول من كتاب (حقيقية الطائفة الأحمدية القاديانية).

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2025/01/555.html





([1]) الاسم (يلاش) هو أحد أسماء رب الميرزا كما جاء في كتاب (التذكرة) صفحة 388، وكتاب (التحفة الجولروية) صفحة 166 بالحاشية. وأما الكلمة "عاج" فهي وصف لرب الميرزا يلاش لنفسه في إلهام للميرزا كما في قوله "ربنا عاج" صفحة 96 من كتاب (التذكرةويعلق الميرزا بقوله "لم ينكشف على معنى (ربنا عاج)".

([2]) سيأتي التعريف التفصيلي بالميرزا غلام القادياني مدعي النبوة المؤسس الأول للجماعة الأحمدية القاديانية بعد الانتهاء من الكلام عن الطائفة الأحمدية القاديانية.

([3]) أي الأكبر من أبناء الميرزا علام من الزوج الثانية (نصرت جيهان).

([4]) (الحكيم نور الدين) هو صاحب الميرزا الأول، وأول مبايع له، وهو الخليفة الأحمدي الأول بعد الميرزا غلام، يقال إن سنة مولده هي 1841م، وأما وفاته ففي سنة 13/3/1914م.

([5]) وهذا كلام بشير الدين محمود بنفسه، كما جاء في كتاب (الخلافة الراشدة) صفحة 204، حيث يصف بشير الدين محمود نفسه، فيذكر ما يقول الناس عنه من صفات، منها الجهل، وعدم الإلمام باللغة العربية أو الإنجليزية، والبلادة والغباء، وأنّه لا يملك أي مهارات أو كفاءات تؤهله ليكون محط أنظار الناس، يقول محمود: " ثم لم أكن عالــمًا بالعربيـة ولا بالإنجليزية، ولم يكن عندي أية مهارات ولا كفاءات تجعلني محط أنظار الناس، ولم يكن لي في الجماعة منصب ولا نفوذ، وإنما كان المولـوي محمد علي يتمتع بكل الصلاحيات، وكان يفعل ما يـشاء"، وفي صفحة 206 يقول: " ثم لا شـك أيـضا أن حضرة الخليفة الأول كان يتمتع بمهارة كاملة في علـوم القـرآن الكريم، وكان عاشقا له، وإن مننه على جماعتنا عظيمة،  ولكن لا أحـد من هؤلاء وصِم بتهمة الجهل [يقصد كما يقال عنه]،... كنت ذلك الشخص الذي كان يسمى ابن البارحة، وكنت ذلك الذي كان يـسمى بليـدًا وغبيًا،  ولكن الله قد كشف علي بعد أن توليت منصب الخلافة علومـًا قرآنية بكثرة بحيث إنّ الأمة الإسلامية مضطرة إلى يوم القيامة إلى قراءة كتبي والاستفادة منها".

([6]) المصلح الموعود: تنبأ الميرزا غلام في سنة 1886م بأنّ أحد أبنائه سيكون مصلحًا موعودًا ذا كفاءات عالية، ومنها أنه سيكون كأنّ الله نزل من السماء، ولم تتحقق هذه النبوءة حتى مات الميرزا غلام في سنة 1908م، وقد خصصت فصلًا كاملًا في الجزء الثالث لدراسة هذه النبوءة وبيان عدم تحققها.

([7]) وذلك بناء على نبوءة للميرزا غلام؛ حيث تنبأ الميرزا بأنّ أحد أبنائه سيكون في علومه كأنّ الله نزل من السماء، وقد أفردتُ فصلًا كاملًا في الجزء الثالث بخصوص إثبات عدم تحقق نبوءة المصلح الموعود.

([8]) ولد (مرزا ناصر أحمد) في السادس عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1909م في مدينة (قاديان) في الهند، كان ابنا للخليفة الثاني، نال شهادة الماجستير في الاقتصاد من جامعة أكسفورد بإنجلترا. تقلد منصب مدير كلية تعليم الإسلام بقاديان فور عودته من إنجلترا. وصار رئيساً لمجلس خدام الأحمدية لشباب الجماعة الإسلامية الأحمدية في عام 1939م، ورئيساً لمجلس أنصار الله (من هم فوق سن الأربعين) في الجماعة الإسلامية الأحمدية في عام 1954م، وتوفي في 8 يونيو (حزيران) 1982م.

([9]) ولد (مرزا طاهر أحمد) في الثامن عشر من كانون الأول (ديسمبر) عام 1928 في مدينة (قاديان) في الهند. كان ثمرة زواج بين الخليفة الثاني حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد (رضي الله عنه) والسيدة مريم بيغام، وتوفي في 19 من إبريل 2003.

([10]) ولد (الميرزا مسرور) في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل الميرزا غلام أحمد. حصل على درجة البكالوريوس من كلية "تعليم الإسلام" في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

([11]) من سنوات قليلة تراجع الخليفة الخامس مسرور عن هذا العدد المبالغ فيه جدًا، وقرر أنّ عدد الأحمديين على مستوى العالم حوالي 10 مليون فقط.

([12]) في كتاب الميرزا غلام (الحكم السماوي) 1892 صفحة 6 يقول الميرزا: "ينبغي أن يكون من واجب العلماء المتقين المتدينين والورعين ألا يستعجلوا في تكفير أحد ما لم تكن بأيديهم أسباب قطعية ويقينية صحيحة تستلزم تكفيره، وما لم يعترف أحد بلسانه بما يستلزم الكفر ولم ينكره".

([13]) كتاب الميرزا غلام ( ترياق القلوب) تأليف سنة 1898، والمنشور سنة 1902 صفحة 305.

([14]) كتاب (التذكرة) الصفحة 662.

([15]) معنى المؤاخذة عند الله في كلام الميرزا ما ورد في كتاب (حقيقة الوحي) 1905-1907 صفحة 165: "وأي شك في أنّ الذي تمت عليه الحجة عند الله بالكفر من النوع الأول أو الثاني، جدير بالمؤاخذة يوم القيامة".

([16]) كتاب (التبليغ) 1892 وهو يصف ابنه الذي سيكون المصلح الموعود في حاشية (1) صفحة 136.

([17]) أي الميرزا غلام.

[18] كتاب (الحكم السماوي والآية السماوية) 1892 صفحة 93.

([19]) كتاب (التذكرة) صفحة 164، وكتاب (التذكرة) هو من جمع اتباع الميرزا بعد موته، حيث جمعوا فيه ما يدعيه الميرزا من إلهامات ووحي ورؤى وكشوف.

([20]) كتاب (التذكرة) صفحة 342.

([21]) في كتاب (حمامة البشرى) 1894م صفحة 28 بالحاشية، يقول الميرزا: "والقسم يدل على أنّ الخبر محمول على الظاهر لا تأويل فيه ولا استثناء وإلا فأي فائدة من ذكر القسم؟ فتدبر كالمفتشين المحققين"، وسيتم مناقشة هذا النص في باب أصول الاستدلال في هذا الجزء.

([22]) كتاب (إزالة الأوهام) 1891 صفحة 200.

([23]) كتاب (تحفة بغداد) 1893م صفحة 36.

([24]) كتاب (تحفة الندوة) 1902 صفحة 14.

([25]) كتاب (ترياق القلوب) 1899-1902 صفحة 305.

([26]) كتاب (حقيقة الوحي) 1905-1907م صفحة 164.

([27]) يقصد الميرزا بالأدلة العقلية احتياج العصر والزمن إلى بعثة مصلح.

([28]) يقصد الميرزا بالأدلة النقلية؛ الأدلة في الكتب السابقة لزمن الميرزا كما في القرآن والحديث وكتب اليهود والنصارى من قبل ذلك مثل النبوءات على أنّه هو بالفعل المسيح الموعود وأنّه نبيّ ورسول.

([29]) يقصد الميرزا بالآيات السماوية الآيات الخارقة للعادة وهي ما يطلق عليها المعجزات، وبالنسبة لحاله يقصد الميرزا النبوءات الغيبية المستقبلية.

([30]) كتاب (حقيقة الوحي) 1905-1907 صفحة 164.

([31]) كتاب (حقيقة الوحي) 1905-1907 صفحة 166.

([32]) سورة المائدة 3.

([33]) كتاب (التحفة الجولروية) 1900م والمنشور في 1902 صفحة 34 بالحاشية.

([34]) يقصد الميرزا الحديث التالي: "كَيْفَ أَنْتُمْ إذا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ" حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم.

([35]) وصف الميرزا لنفسه بالحكم العدل متكرر جدًا في كتبه، وبإذن الله تعالى سنرى بعض هذه النصوص في الفصل الثالث في هذا الباب.

([36]) كتبتُ مقالات كثيرة في هذا الأمر، وبإذن الله تعالى سوف أتناول هذا الموضوع في أجزاء لاحقة من هذا الكتاب في مواضعها المناسبة.

([37])كتاب (فقه المسيح)، هو كتاب من جمع أتباع الميرزا، ينظر الصفحات 93 و94 و95 ومن 174 الى 178، والصفحات 217، 223 و224.

([38]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 466، ونفس النص في كتاب (التحفة الجولروية) صفحة 48.

([39]) كتاب (الملفوظات) المجلد 8 صفحة 37.

([40]) يقصد الميرزا غلام بقوله "لم يقتصر الأمر على ذلك" أي على عدم الإيمان به مبعوثًا،  ولكن بابًا آخرًا أي التعدي باللسان وسلب التوفيق منهم.

([42]) كتاب (الملفوظات) المجلد السادس بتاريخ 21/8/1904م، صفحة 283.

([43]) ذكرتُ نصوص التكفير لبشير الدين محمود، وهو الخليفة الأحمدي الثاني قبل ذكر نصوص التكفير عند الخليفة الأحمدي الأول الحكيم نور الدين، نظرا لأهمية شخصية بشير الدين محمود في العقيدة الأحمدية القاديانية، فهو مصلحهم الموعود، والمصلح الموعود هو نبوءة الميرزا غلام، وبالتالي فإنّ أهمية بشير الدين محمود وما يقوله مقدم على غيره من بعد الميرزا غلام القادياني.

([44]) كتاب (مرآة الحق) باللغة الأردية، وقد قام المكتب العربي الأحمدي بترجمته إلى اللغة العربية، وقد حصلنا على نسخة منه من أحد أعضاء المكتب العربي الأحمدي الذين تابوا إلى الله وتركوا الأحمدية،  ولكن المكتب العربي لم ينشر ترجمته رسميًّا إلى الآن، وسوف نصل إلى نفس ما ورد في هذا الكتاب من نصوص تكفيرية من خلال نصوص أخرى متناثرة في كتب بشير الدين محمود المنشورة في الموقع الرسمي للطائفة الأحمدية القاديانية.

([45]) سبق تعريفه.

([46]) أي بشير الدين محمود.

([47]) هذا هو النص المشار إليه في كتاب (التحفة الجولروية) تأليف الميرزا سنة 1900م والمنشور في 1902 صفحة 34 بالحاشية: " (1) يتضح من هذا الكلام الإلهي أنّ الذين يُكفِّرون ويُكذبون هم قوم هالكون، فلا يستحقون أن يُصلِّي وراءهم أحد أبناء جماعتي، فهل يمكن لحيٍّ أن يُصلِّي خلف ميت، فتذكروا أنّ الله - سبحانه وتعالى - أخبرني أنّه حرام عليكم قطعا أنّ تُصلّوا خلف أي مكفِّر أو مكذب أو متردد، بل يجب أنْ يؤمّكم أحدٌ منكم، وإلى هذا يشير جانب من حديثِ البخاري "إمامكم منكم" أي عندما سينزل المسيح فسيكون لزاما عليكم أن تتركوا نهائيا سائرَ الفِرق التي تدَّعي الإسلام، وسيكون إمامكم منكم. فعليكم أن تعملوا بذلك، فهل تُريدون أن تقوم عليكم حجةُ الله وتَحبط أعمالُكم وأنتم لا تشعرون، فالذي يقبلني بصدق القلب فهو يطيعني أيضًا بإخلاص، ويعتبرني حَكَما في كل أمر ويطلب مني الحكم في كل نزاع. أما الذي لا يقبلني بصدق القلب فسترون فيه نخوة وأنانية؛ فاعلموا أنّه ليس مني لأنه لا ينظر إلى أقوالي التي تلقيتُها من الله بعظمة فلا تعظيمَ له في السماء" منه ".

([48]) صفحة 662.

([49]) كتاب (التفسير الكبير) الجزء 9 تفسير سورة البيّنة صفحة 477.

([50]) يقصد الحديث التالي: "عَن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلا يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ". (مسلم، كتاب الإيمان)"، حديث صحيح.

([51]) هم الجماعة الأحمدية اللاهورية.

كتاب (الخلافة الراشدة) تأليف بشير الدين محمود الخليفة الأحمدي الثاني صفحة 9 بالحاشية يقول المترجم: " هم الذين أرادوا إلغاء الخلافة في الجماعة في عهد الخليفة الثاني رضي الله عنه، ولم يبايعوه، وانشقوا عن الجماعة التابعة للخلافة واتخذوا مدينة لاهور مركزا لهم، وكان أول رئيس لهم هو المولوي محمد علي اللاهوري، واشتهروا بألقاب عديدة مثل "غير المبايعين" لرفضهم بيعة الخليفة الثاني رضي الله عنه، و"اللاهوريين" نظرا لمركزهم لاهور، و"البيغاميين" نظرا لجريدتهم "بيغام صلح" أي "رسالة الصلح". (المترجم).

([52]) سوف نرى من كلام (بشير الدين محمود) واستدلاله بالحديث الشريف بخصوص أهل الفَتْرة أنّ الله تعالى سوف يأمرهم بدخول النار على سبيل اختبار طاعتهم له سبحانه وتعالى؛ فيأمرهم بأن يذهبوا إلى النار، فمن أطاعه يدخله الجنة، فهل ثبت أنّ الله تعالى سيسأله عن الميرزا لماذا لم تؤمن به!

([53]) كتاب (التفسير الكبير) الجزء 4 سورة الإسراء صفحة 477.

([54]) إسناده صحيح.

([55]) وهذا رأي الميرزا في ابن القيم كما جاء في كتاب (إتمام الحجة) 1893 صفحة 56 يقول الميرزا: " انظروا إلى ابن القيّم المحدّث المشهود له بالتدقيقات...".

([56]) إسناده صحيح.

([57]) كتاب (السياحة الروحانية) تأليف (بشير الدين محمود).صفحة 716.

([58]) سورة البقرة 102.

([59]) يقصد وإن لم يتهم غيره بالكفر.

([60]) سبق ذكره في الحواشي السابقة.

([61]) كتاب (المؤمن من يؤمن بالمبعوثين جميعًا) لبشير الدين محمود، تحت العنوان (فتوى التكفير بحق المتردد).

([62]) كتاب (حقيقة النبوة) لبشير الدين محمود صفحة 259.

([63]) "محمد ظفرالله خان"؛ كان سياسياً ودبلوماسياً باكستانيا ومحلف عالمي وباحث من الطائفة الأحمدية، وكان أول وزير خارجية باكستاني، كما انه مثل باكستان في الأمم المتحدة، وتولى رئاسة الجمعية العامة بها فيما بعد، وخدم أيضاً كقاضي في محكمة العدل الدولية.

([64]) كتاب (إزالة الأوهام) 1891 صفحة 302.

([65]) كتاب (إزالة الأوهام) 1891 صفحة 467.

([66]) هما ميانْ عبد الحق الغزنوي والشيخ "محيي الدين اللكهوكي"، وكانا من المشايخ المعارضين للميرزا.

([67]) كتاب (فلسفة تعاليم الإسلام) صفحة 174.

([68]) كتاب (تحفة الندوة) 1902 صفحة 14.

([69]) كتاب (البراهين الأحمدية) 1905-1908 الجزء الخامس صفحة 124.

([70]) كتاب (البراهين الأحمدية) 1905-1908 الجزء الخامس صفحة 132.

([71]) النصوص كاملة:

كتاب فقه المسيح صفحة 93، في عنوان: الصلاة خلف المكفرين والمكذبين محرمة: "الذين يكفِّرون ويكذبون هم قوم هالكون، فلا يستحقون أن يصلي وراءهم أحد من أبناء جماعتي، فهل يمكن لحيٍّ أن يصلي خلف ميت؟ تذكروا أن الله - سبحانه وتعالى - أخبرني أنه حرام عليكم قطعا أن تصلّوا خلف أي مكفِّر أو مكذب أو متردد، بل يجب أن يكون إمامكم منكم، وإلى ذلك إشارة في جزء من حديثِ "كَيْفَ أَنْتُمْ إذا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ" حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم.

كتاب فقه المسيح صفحة 94، في عنوان: لا تصلوا خلف غير الأحمديين، يقول الصاحبزاده ميرزا بشير أحمد رضي الله عنه حدثني الحافظ مُحَمَّد إبراهيم وقال: لعل تاريخ هذا الحادث يعود الى عام 1904م أن شخصا سأل المسيح الموعود عليه السلام في المسجد المبارك: إذا كان غير الأحمديين يصلّون جماعة فكيف يجب أن نصلّي نحن؟ قال عليه السلام: صلّوا منفصلين. قال السائل: الصلاة منفصلة لا تجوز يا سيدي عندما كانت الصلاة قائمة جماعة. قال عليه السلام: لو كانت صلاتهم شيئا يذكر عند الله لما أمرت جماعتي أصلا بالصلاة منفصلين عنهم لا حقيقة لصلاتهم وجماعتهم عند الله، لذا عليكم أن تصلّوا منفصلين عنهم، ويمكنكم أن تصلّوا مَتى تشاؤون في حدود المواقيت المحددة. أقول: هذا لا يعني أنه إذا كان الآخرون يصلّون جماعة في مسجد فيجب أن يصلّي الأحمديون أيضًا في الوقت نفسه لأن ذلك قد يحدث فتنة، بل المراد هو أن يصلّي الأحمديون منفصلين عنهم على أية حال ولا يصلّوا خلف غير الأحمديين. في عنوان: السبب وراء عدم جواز الصلاة خلف غير الأحمديين، طرح أحد سؤالا: لماذا تمنع مريديك من الصلاة وراء الذين ليسوا من مريديك؟، قال - عليه السلام -: الذين رفضوا جماعة أقامها الله تعالى، لسوء ظنهم مستعجلين، وغير حافلين بالعدد الهائل من الآيات، ولم يكترثوا بالمصائب التي تصبّ على الإسلام، إنهم لا يتقون اللهَ، واللهُ تعالى يقول في كتابه المقدس: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}. أي أن الله يقبل صلاة المتقين فقط، لذلك قلنا: لا تصلّوا وراء شخص لا تبلغ صلاتُه درجةَ القبول. (الحكم، العدد: 17/ 3/1901 م، الصفحة 8)

كتاب (فقه المسيح) صفحة 95، بايع شخصان وسأل أحدهما: هل تجوز الصلاة وراء غير أحمدي أم لا؟ فقال المسيح الموعود - عليه السلام -: إنهم يكفّروننا، وإن لم نكن كافرين فيعود الكفر عليهم. الذي يكفّر مسلما يكون هو الكافر بنفسه. لذا لا تصلح الصلاة وراءهم. أما الذين يلزمون الصمت من بينهم فإنهم أيضًا منهم، ولا تصلح الصلاة خلفهم أيضًا لأنهم يكنّون في قلوبهم مذهبا معارضا لنا فلا ينضمون إلينا علنًا. (البدر، العدد: 15/ 12/1905م الصفحة 2) كان الحديث جاريا حول عدم أداء صلاة أفراد الجماعة وراء الآخرين فقال - عليه السلام -: اصبروا ولا تصلّوا وراء مَن ليس من جماعتنا، ففي ذلك خيرٌ وبرّ، وفي ذلك نصرتكم وفتحكم العظيم، وهذا هو سبب تقدم هذه الجماعة. ترون أن الذين يتباغضون ويتساخطون فيما بينهم في الدنيا لا يتصالحون مع عدوهم إلى بضعة أيام، بينما سخطكم وبُغضكم فهو لله تعالى. فإذا بقيتم مختلطين معهم فلن يكون نظر الله الخاص عليكم كما هو الآن. عندما تنفصل الجماعة الطاهرة عن الآخرين تنال تقدما. في عنوان: الصلاة في مساجد غير الأحمديين، بايع شخص بعد صلاة المغرب ثم قال: لقد ورد في جريدة "الحكم": لا تصلوا وراء غير الأحمديين، فقال - عليه السلام -: هذا صحيح، إذا كان المسجد لغير الأحمديين فصلوا في البيت وحدكم ولا ضير في ذلك. الأمر لا يقتضي إلا قليلا من الصبر." (البدر، العدد: 28/ 12/1902 م، الصفحة 36) التعليم للأحمديين الساكنين فرادى في مناطقهم، سأل الإخوة هل يمكنهم أن يصلُّوا وحدهم؟ قال - عليه السلام -: نعم، يمكن أن تصلُّوا وحدكم. هذه جماعة ربانية، ويريد الله أن تنفصلوا عن الآخرين. الوقت قريب حين يجعلكم الله جماعةً.".

كتاب (فقه المسيح) صفحة 96، في عنوان: صلُّوا خلف المصدِّقين فقط، سأل السيد عبد الله عرب: أنا أسافر إلى وطني العربي فهل أصلي وراءهم هنالك أم لا؟ قال - عليه السلام -: لا تصلّ وراء أحد إلا المصدّقين. قال السيد عبد الله عرب: ماذا عن الذين لا يعرفون حضرتكم ولم تبلغهم الدعوة؟ قال - عليه السلام -: عليك أن تبلغهم الدعوة أولا، فإما مصدّقون أو مكذبون. قال السيد عرب: إن أهل وطني قساة جدا وقومنا من الشيعة. قال - عليه السلام -: كن لله تعالى، فمن كانت معاملته مع الله تعالى سوية تولاه وتكفّله بنفسه. (جريدة "الحكَم، العدد: 24/ 9/1901 م، صفحة 6) استفسر السيد خان عجب خان المسؤول على المديرية: قائلا: إذا وُجد في مكان أناس لا نعرف هل هم من الجماعة أم لا، أَفنُصلّي وراءهم أم لا؟، فأجاب - عليه السلام -: يجب أن تسألوا إماما لا تعرفونه، فإذا كان مصدّقا فصلُّوا خلفه وإلا فلا. إن الله تعالى يريد أن يؤسس جماعة مستقلة، فلماذا نخالف مشيئته؟ الاختلاط مرةً بعد أخرى مع أولئك الذين يريد الله فصلنا عنهم مخالفٌ لمشيئة الله. (جريدة "البدر"، العدد: 20/ 2/1903 م، صفحة 35) طُرح سؤال: إذا كان الإمام لا يعرف عنكم شيئا فهل نصلي خلفه أم لا؟ قال - عليه السلام -: من واجبكم أن تُخبروه أولا، وإذا صدّق فبها ونعم، وإلا لا تضيعوا صلاتكم خلفه. وإذا لجأ إلى الصمت، لا يصدّق ولا يكذّب فهو منافق، فلا تصلّوا خلفه. (ذكر الحبيب للمفتي مُحَمَّد صادق، الصفحة: 299).

 

كتاب (فقه المسيح) صفحة 174، في عنوان: صلاة الجنازة على غير الأحمديين، قال - عليه السلام -: إن لم يكن المتوفَّى مكفِّرا ومكذّبا جهرا فلا ضير في صلاة الجنازة عليه، لأن علام الغيوب هو الله تعالى وحده. قال أيضا: الذين يكفّروننا ويشتموننا صراحة، لا تسلموا عليهم، ولا تأكلوا معهم، غير أن البيع والشراء جائز، إذ لا منة فيه لأحد. أما الذي يدل سلوكه على أنه لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فإنه أيضًا مكذِّب لنا في الحقيقة. وأما الذي لا يصدّقنا ويكتفي بقوله عنا بأنه رجل صالح فإنه أيضًا معارض لنا في الواقع. والحق أن هؤلاء منافقون بطبعهم، ودأبهم كدأب الذين يقولون "الله الله" حين يكونون عند المسلمين، ويقولون "رام رام" حين يكونون لدى الهندوس. لا علاقة لهؤلاء مع الله تعالى. إنهم يحتجون قائلين: لا نريد تجريح مشاعر أحد، ولكن تذكَّروا أنه حينما ينضم أحد إلى أحد الفريقين فلا مناص من أن تُجرح مشاعرُ البعض. (البدر، عدد: 24/ 4/1903 م، صفحة 105)

كتاب فقه المسيح صفحة 175، قال - عليه السلام - بمناسبة أخرى: لقد أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحد المنافقين قميصه وصلّى عليه صلاة الجنازة أيضا، إذ من الممكن أن يكون قد تاب في الغرغرة. يجب على المؤمن أن يحسن الظن دائما. لذا فقد أجيز في صلاة الجنازة أنه يمكن أن تُصلّى على كل شخص. أما إذا كان معاندا بشدة أو كان هناك خطر للفساد فينبغي تحاشيها. وهي ليست واجبة على أفراد جماعتنا غير أنهم أفراد جماعتنا على غير الأحمديين إحسانا إليهم. المراد من الصلاة في: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} (التوبة: 104) هو صلاة الجنازة، وكلمة: {سَكَنٌ لَهُمْ} تدل على أن دعاء النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يهب المذنب السكينة والطمأنينة. (البدر، العدد: 14/ 11/1902 م، صفحة 19) يقول الله تعالى أن اتركوهم وشأنهم، فلو أراد الله لجعلهم أصدقاء بنفسه أي لأسلموا. لقد أقام الله تعالى هذه الجماعة على منهاج النبوة، فلن تفيد المداهنة قط، بل تضيعون إيمانكم أيضا. (جريدة بدر، العدد: 15/ 5/1903 م، صفحة 130)

كتاب فقه المسيح صفحة 176، مسألة صلاة الجنازة على غير الأحمديين، يقول الخليفة الثاني - رضي الله عنه -: يُطرَح سؤال عن صلاة الجنازة على غير الأحمديين. المشكلة التي تقدَّم في هذا الموضوع هي أن المسيح الموعود - عليه السلام - سمح بها في بعض الحالات. لا شك أن هناك بعض النصوص يبدو منها ذلك، كذلك وُجدت رسالة أيضًا سوف نمعن النظر فيها،  ولكن عمل المسيح الموعود - عليه السلام - ينافي ذلك. لقد مات أحد أبنائه الذي كان مصّدقا له - عليه السلام - شفهيا. أذكر أنه عندما مات هذا الابن، كان المسيح الموعود - عليه السلام - يتمشى ويقول: لم يقم بأيّ فساد قط، بل كان يطيعني دائما، ذات مرة أصبتُ بمرض شديد حتى أُغمي عليّ من شدة المرض، وعندما أفقتُ رأيتُه واقفا بجانبيّ ويبكي بألم شديد. وقد قال - عليه السلام - أيضًا بأنه كان يحترمه كثيرا، ولكنه - عليه السلام - لم يصلّ عليه صلاة الجنازة، مع أنه كان مطيعا لدرجة قد لا يبلغها بعض الأحمديين أيضًا ... يثبت من القرآن الكريم أن الذي أسلم في الظاهر، ولكن تبيّن كفرٌ يكنّه قلبه لا تجوز صلاة الجنازة عليه، فكيف إذًا، تجوز الصلاة على غير أحمدي. (أنوار الخلافة، أنوار العلوم، المجلد 3، صفحة 148 - 149) يقول المصلح الموعود - رضي الله عنه - بمناسبة أخرى: يقال بأن المسيح الموعود - عليه السلام - صلّى الجنازة على غير أحمدي،  ولكن من الممكن أن يكون قد صلّى نتيجة طلب أحد. فليقل أحد حالفا بالله بأنه قال للمسيح الموعود - عليه السلام - أن شخصا غير أحمدي فلاني قد مات فصلِّ عليه. الحقيقة أنه قد قيل له أن يصلّي على فلان فصلّى حاسبا إياه أحمديا. لا بد أن يكون قد حدث ذلك فقط. يعلم الجميع عني أنني لا أرى صلاة الجنازة على غير أحمدي جائزة، ولكني أيضًا تعرضت لموقف مثله، وهو أن طالبا هنا قال لي أن والدته قد ماتت فأرجو أن تصلّي عليها فصليتُ، ثم تبين لي بعد ذلك أنها كانت غير أحمدية. كان ذلك الطالب يطلب مني الدعاء لها أيضًا أن يوفقها الله للبيعة، ولكني لم أذكر ذلك، فإذا صلّى المسيح الموعود - عليه السلام - أيضًا على أحد على غرار ذلك فتلك ليست حجة علينا. إلا أنه لو حلف بالله بعض الناس الموثوق بهم على أنهم أخبروا المسيح الموعود - عليه السلام - أن غير أحمدي مات فصلِّ عليه فصلّى، عندئذ سنقبل ذلك. هل من شهود يشهدون على ذلك؟

كتاب (فقه المسيح) صفحة 177، فما لم يفعل أحد ذلك لما ثبت أنه - عليه السلام - أجاز صلاة الجنازة على غير أحمدي. وأكبر دليل عندنا على عدم صلاة الجنازة على غير أحمدي هو أنه قد جيء بجثة ابن المسيح الموعود - عليه السلام - نفسه وقيل له أن يصلّي عليه الجنازة، ولكنه رفض. ثم هناك رسالة المولوي المرحوم عبد الكريم عن السير سيد أحمد أنه - عليه السلام - لم يصلِّ عليه الجنازة. هل كان يكفِّره - عليه السلام -؟ كلا. كان مذهبه أنه ليس هناك كافر، ولكن عندما كُتبت رسالة عن جنازته -كما كتب المولوي عبد الكريم في رسالته التالية إلى شخص- أظهر المسيح الموعود - عليه السلام - سُخطه على ذلك: "بقي - عليه السلام - صامتا عند سماع خبر موت المتوفَّى. أرسلت جماعتنا من لاهور رسالة متفق عليها بإلحاح شديد أن تُصلّى هنالك صلاة الجنازة عليه، ثم أن يُرسل إشعار ليصلّي أفراد الجماعة كلهم في كل مدينة الجنازة أيضا؛ وهكذا سوف يتضح للشباب أن فرقتنا فرقة مسالمة. فاحمر وجه المسيح الموعود - عليه السلام - وقال: لو فعل الناس الآخرون هكذا نفاقا يمكن أن ينجوا، ولكن سوف يحلّ بنا غضب الله حتما. وقال - عليه السلام - أيضا: نحن خاضعون لمحرك ولا نستطيع أن نفعل شيئا دون تحريك منه. لا نقول كلمة نابية بحقه ولا شيئا آخر، بل نفوّض أمره إلى الله. وقال - عليه السلام -: التغيُّر الذي ننتظره لا نستطيع الحصول عليه إن لم يرض الله بنا ولو رضي العالم كله. (الفضل، العدد: 28/ 3/1915 م، صفحة 8) ثم يقول الخليفة الثاني - رضي الله عنه -: كيف يمكننا أن نصلّي الجنازة على غير أحمدي. (خطاب في الجلسة السنوية، في 27/ 12/1916 م، أنوار العلوم مجلد 3، صفحة 422 - 423).

صلاة الجنازة على مشتبه الحال، في عنوان: طُرح سؤال: هل تجوز صلاة الجنازة على الذي ليس من هذه الجماعة؟ فقال - عليه السلام -: إذا كان يعارض هذه الجماعة وكان يسيء إلينا فلا تصلوا عليه، وإذا كان صامتا وكان في الوسط فصلاة الجنازة عليه جائزة بشرط أن يكون الإمام منكم وإلا فلا.

كتاب (فقه المسيح) صفحة 178، في عنوان: طُرح سؤال: إذا كان الإمام في مكان ما يعرف عن الجماعة شيئا فهل نصلي خلفه أم لا؟، قال - عليه السلام -: من واجبكم أن تُخبروه أولا، وإذا صدّق فبها ونعم، وإلا لا تضيعوا صلاتكم خلفه. وإذا لجأ إلى الصمت، لم يصدّق ولم يكذّب فهو منافق، فلا تصلوا خلفه أيضا. إذا مات شخص ليس منكم، وكان هناك من يؤمّ صلاة الجنازة ويصلي عليه من غير الأحمديين، ولا يحبون أن يؤمّها أحدكم وكان هناك خطر للنزاع فاتركوا ذلك المكان وانشغلوا في عمل حسن يهمّكم. (الحكم، العدد: 30/ 4/1902 م، صفحة 7) (في عهد الخليفة الثاني - رضي الله عنه - كتب مجلس الإفتاء إلى حضرته - رضي الله عنه - في ضوء فتوى المسيح الموعود - عليه السلام - المذكورة في الأسفل وقبل - رضي الله عنه - شفاعته) يرى المجلس أن المراد في هذه الرسالة من شخص مشتبه الحال هو شخص ليس من الجماعة الأحمدية رسميا ولكنه لا يكذّبها، بل يخالط الأحمديين ويوافقهم الرأي حول صدق المسيح الموعود - عليه السلام - ويصدّقه نوعا ما، فلم ير المسيح الموعود - عليه السلام - ضيرا في صلاة الجنازة عليه ظاهريا، وإن رأى الانقطاع أفضل. الجماعة تعمل بشأن شخص مثله بالجزء الأخير من قوله، أي لقد عُدّ الانقطاع أفضل. ولا ضير في العمل بالجزء الأول منه أيضًا في ظروف مواتية (ويمكن الاستئذان له) بشرط أن يكون الإمام أحمديا. وإذا استحال أن يكون الأحمدي إماما فلا مجال لصلاة الجنازة عليه. رسالة المسيح الموعود - عليه السلام - بتاريخ 23/ 2/1902 م: "الذي يشتم بصراحة ويكفّر وهو مكذّب بشدة فلا تصح صلاة الجنازة عليه بأي حال، أما إن كانت حالته مشبوه فيها وكأنه من المنافقين فلا ضير في الظاهر في صلاة الجنازة عليه لأن الجنازة دعاء فقط، والانقطاع أفضل على أية حال".

كتاب (فقه المسيح) صفحة 217، في عنوان: الأضحية بالاشتراك مع غير الأحمديين، سأل شخص: هل يجوز أن نشترك مع غير الأحمديين في تضحية دابة بالمساهمة بقسط من النقود في ثمن بقرة أو حيوان آخر؟ فقال - عليه السلام: "أية حاجة ألمَّت بك حتى تشترك مع غير الأحمديين. إذا كانت الأضحية واجبة عليك فلك أن تذبح ماعزا، وإن لم تستطع فهي ليست فرضا عليك أصلا. إن هؤلاء الذين يطردونكم من بينهم ويكفِّرونكم ولا يحبون أن يشتركوا معكم فما حاجتكم إلى الاشتراك معهم؟ توكلوا على الله وحده. ((بدر العدد: 14/ 2/1907 م، صفحة 8))

كتاب فقه المسيح صفحة 223، في عنوان: لا يجوز نكاح فتاة أحمدية من غير أحمدي، عُرض سؤال أن هناك فتاة أحمدية، ولكن أبواها ليسا أحمديين، ويريدان أن يزوجاها من غير أحمدي، والفتاة تريد الزواج من أحمدي. فأصر الوالدان على موقفهما، وفي أثناء هذا الاختلاف بلغت الفتاة 22 عاما من العمر. فنكحت مضطرة بأحمدي بغير إذن والديها، فهل نكاحها جائز أم لا؟ فقال - عليه السلام -: النكاح جائز. (بدر، العدد: 31/ 10/1907 م، صفحة 7) في عنوان: تزويج الفتاة الأحمدية من غير أحمدي ذنب، لا ضير في الزواج من ابنة غير الأحمديين، لأن النكاح من نساء أهل الكتاب أيضًا جائز، بل في ذلك فائدة أن يهتدي إنسانٌ آخر".

كتاب فقه المسيح صفحة 224،  ولكن لا تزوّجوا ابنتكم من غير أحمدي. فإذا أعطوكم فتزوجوها إذ لا ذنب في الزواج منها، ولكن في تزويجها منهم ذنب. (الحكم، العدد: 14/ 4/1908 م، صفحة 2)".

في عنوان: لا تزوجوا بناتكم من المعارضين أبدا، يقول الصاحبزاده مرزا بشير أحمد رضي الله عنه: أخبرني ميان فضل مُحَمَّد - صاحب المحل في حارة دار الفضل - خطيا وقال: كان ابني عبد الغفور صغير السن وكانت جدته لأمه تريد أن تزوج حفيدتها (ابنة ابنها) وكانت تلح علي في هذا الموضوع، ولكني ما كنت لأرضى بالاقتراح.فذهبت ذات يوم إلى المسيح الموعود عليه السلام وقالت له: أريد أن أزوج حفيدتي من ابن ابنتي، ولكن والده هذا لا يرضى بذلك. فدعاني حضرته عليه السلام فدعاني حضرته وسألني: لماذا لا ترضى بهذا الزواج؟ قلت يا سيدي هذه العائلة معارضة ويستخدمون لسانا قاسيا جدا، لذلك أنا أرفض هذا، فقال عليه السلام يمكن أن تزوجوا الأبناء من فتيات المعارضين، ولكن لا يجوز تزويج بناتكم منهم".

([72]) كتاب (فقه المسيح)، من مؤلفات علماء الجماعة الأحمدية، صفحة 93.

([73]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 94.

([74]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 95.

([75]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 95.

([76]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 95.

([77]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 95.

([78]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 96.

([79]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 95.

([80]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 94.

([81]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 95.

([82]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 96.

([83]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 174.

([84]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 174.

([85]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 217.

([86]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 177.

([87]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 178.

([88]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 177.

([89]) كتاب فقه المسيح صفحة 176.

([90]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 176.

([91]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 176.

([92]) كتاب (فقه المسيح) صفحة 176.

([93]) كتاب فقه المسيح صفحة 223.

([94]) كتاب فقه المسيح صفحة 224.

([95]) كتاب فقه المسيح صفحة 224.

([96]) لا أقصد بخطورة الأحمدية الخطورة المسلحة، وإنما أقصد خطورة الاعتقاد والأفكار الهدامة كما سنرى.

([97]) كتاب (حقيقة النبوة) صفحة 85.

([98]) أي مدعي النبوة.

([99]) كتاب (حقيقة النبوة) صفحة 86.

([100]) كتاب (حقيقة النبوة) صفحة 86.

([101]) أقصد وصف الميرزا لمن سيكون المصلح الموعود، مع العلم فإنّ الميرزا– كما سنرى في الجزء الثالث- لم يصرح بأنّ بشير الدين محمود هو من سيكون المصلح الموعود، وإنما صرح كما في كتابه ترياق القلوب أنّ ابنه (مبارك أحمد) هو من سيكون المصلح الموعود.

([102]) النصوص مرتبة زمنيًّا؛ من الأقدم إلى الأحدث.

([103]) كتاب (إزالة خطأ)1901 صفحة 2.

([104]) الصفحة 573 في الترجمة العربية.

([105]) التعريف بأجزاء كتاب (البراهين الأحمدية): الجزء الأول المنشور في سنة 1880 يبدأ من صفحة 2 ينتهي في صفحة 30، الجزء الثاني المنشور في سنة 1880 يبدأ من صفحة 31 ينتهي في صفحة 102، الجزء الثالث المنشور في 1882 يبدأ في صفحة 103 وينتهي في صفحة 146، الجزء الرابع المنشور في سنة 1884 يبدأ من الصفحة 147.

([106]) صفحة 578 في الترجمة العربية.

([107]) صفحة 609 في الترجمة العربية.

([108]) كتاب (إزالة خطأ) 1901م صفحة 4.

([109]) العقيدة الإسلامية مصادرها معروفة ومحددة، ولم يصرح الشرع بعقيدة المكالمات والمخاطبات الإلهية، وإنّما صرح سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم بالرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له بعد تصريحه صلى الله عليه وسلم – كما سنرى من أحاديث سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم- بانقطاع النبوة والرسالة من بعده، فهل كل من يرى رؤى منامية وتتحقق يصح تسميته بالنبيّ والرسول!!!

([110]) كتاب (إزالة خطأ) 1901م صفحة 6.

([111]) كتاب (إزالة خطأ) 1901م صفحة 8.

([112]) كتاب (إزالة خطأ) 1901م صفحة 16.

([113]) كتاب (إعجاز أحمدي) 1902 صفحة 237.

([114]) سورة التوبة 33.

([115]) كتاب (حقيقة الوحي) 1905-1907 صفحة 133.

([116]) أي يؤمن الميرزا بوحي ربه يلاش العاج له.

([117]) كتاب (التجليات الإلهية) 1906 صفحة 24.

([118]) كتاب (التجليات الإلهية) 1906 صفحة 9.

([119]) كتاب الميرزا (توضيح المرام) سنة 1891م الصفحات من 70 إلى 73.

([120]) معنى التعبير " ليس في غير محله" أي من المناسب.

([121]) كتاب (توضيح المرام) 1891م، الصفحة 73.

([122]) أصول الاستدلال من الكتاب المقدس قد ذكرتها في الباب الثالث المخصص لدراسة أصول الاستدلال عند الميرزا غلام بنفس هذا الجزء.

([123]) يقول الله تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ، ولكن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} (157) سورة النساء.

([124]) هذا الأثر لا أصل له في كتب أهل السنة، وهذا هو نصه: "المال مالي والفقراء عيالي والأغنياء وكلائي فإن بخل وكلائي على عيالي أذقتهم وبالي ولا أبالي ...".

([125]) وهذا نص من كلام الميرزا يؤكد فيه على الفرق بين الأهل والأبناء والعيال.

في كتاب (التذكرة) بتاريخ 2/ 12/1903 يقول الميرزا: "رأيت في المنام أني جالس في مكان في البيت، وتهدمتْ فجأةً الغرفة الفوقانية التي يسكن فيها أخي المولوي عبد الكريم، وسقطتْ كلها على الأرض، وسقوطها أحدث صدمة كبيرة ودويًّا قويا. ففكّرت على الفور أن أخي غلام قادر كان في تلك الغرفة ولعله قد مات تحتها. ثم أُلقيَ في رُوعي أنه لم يكن في تلك الغرفة، بل قد نجا. هذه هي الرؤيا التي رأيتها هذه الليلةَ ليلةَ الأربعاء الثانيةَ عشرة من شهر الصيام، وأدعو الله تعالى أن يحميني وعيالي وأطفالي وأصدقائي كلهم من شرها. آمين ثم آمين. (دفتر الهامات سيدنا المسيح الموعود - عليه السلام -، ص 20).

ونص آخر في كتاب (الوصية) 1905م صفحة 36 بخصوص مقبرة أهل الجنة واستثناء الميرزا غلام وأولاده من الدفع المالي كاشتراط للدفن فيها: " 20 - ولقد استثناني الله تعالى أنا وأهلي وعيالي من دون الناس. والواجب على كل واحد غيرنا أن يتقيد بجميع هذه الشروط، رجلا كان أم امرأة. ومن اعترض كان منافقًا".

([126]) كتاب (حقيقة الوحي) 1905م والمنشور في سنة 1907م صفحة 544.

([127]) كتاب (إزالة الأوهام) 1891 صفحة 184.

([128]) كتاب (إزالة الأوهام) 1891 صفحة 185.

([129]) يقصد الميرزا بالأنباء الأخبار الغيبية.

([130]) كتاب (إزالة الأوهام) 1891 صفحة 219

([131]) في كتاب (مناظرة لدهيانة) 1892م صفحة 132، يقول الميرزا: " فباختصار، إن القرآن الكريم ليس كتابا مجملا لا يفيد كمعيار بأيّ حال. ومن ظنّ ذلك فهو جاهل أشد الجهل، بل إيمانه في خطر. وماذا يفيد حديث: "إني أوتيت الكتاب ومثله" موقفك؟ إنك لا تدري أن من خواص الوحي المتلو أنه يكون مصحوبا بثلاثة أشياء حتما سواء كان وحي الرسول، أم وحي النبيّ ،أم المحدَّث.

الأول: المكاشفات الصحيحة التي تُظهر الأخبارَ وبيانات الوحي بصورة الكشف، كأنها تجعل الخبر كالمعاينة..."

وهذا النص يوضح أنّ الكشف غير الرؤيا، فالكشف هو المشاهدة والمعاينة، يرى المكشوف عليه ما غاب عن غيره، ويؤكد هذا معنى الكشف عند الجورجاني في كتاب (التعريفات) هو: "في اللفظ: رفع الحجاب، وفي الاصطلاح: هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية، والأمور الحقيقية وجوداً وشهوداً"

([132]) كتاب (إزالة الأوهام) 1891 صفحة 325.

([133]) كتاب (إزالة الأوهام) 1891 صفحة 503.

([134]) كتاب (التبليغ) 1892 صفحة 47.

([135]) كتاب (توضيح المرام) 1891م صفحة 68، و69.

([136]) كتاب (إزالة خطأ) 1901م صفحة 9.

([137]) كتاب (التفسير الكبير) الجزء الأول صفحة 60 في تفسير سورة الفاتحة.

([138]) باب أصول الاستدلال.

([139]) كتاب (أيام الصلح) 1899م صفحة يقول الميرزا: "ويقول الله في القرآن الكريم: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}، وجميع المفسرين يقولون بأن الهدف من {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} هو التشابه بالأنبياء، وهو أصل حقيقة الاتباع. ومن مذهب الصوفية أن الإنسان ما لم يحرز المماثلة مع الأنبياء عليهم السلام في الإيمان والأعمال والأخلاق لدرجة أنْ يحوز هو نفسه درجتَهم، فلا يكتمل إيمانُه ولا يسمى رجلا صالحًا".

([140]) التالي هو مختصر لما قاله (الميرزا مسرور)، وسيأتي التفصيل في الباب الثاني بإذن الله تعالى.

يقول مسرور: "والثابتُ من آيات القرآن الكريم أنه يمكن أن ينال أحدٌ مقام النبوة في المستقبل".

ويقول: "عليه السلام [يقصد الميرزا غلام] أخبر عن نبيّ جلاليّ يأتي بعده أيضًا".

ويقول: "وعليه فإذا شاء الله تعالى فيمكن أن يبعث نبياً جلاليًا في المستقبل في أي زمن من الأزمان، ولكنه سيكون من خلفاء المسيح الموعود عليه السلام أنفسهم".

ويقول: "هذه إمكانيةٌ ضئيلة على ظهور نبيّ في المستقبل، ولكن الله أعلم متى يظهر وماذا يحدث عندها".

([141]) النصوص التي تبين بوضوح علاقة الميرزا بالحكومة الإنجليزية سوف يأتي ذكرها والتعليق عليها في الباب الثاني، وعلى سبيل الاختصار أكتفي بالنص التالي من كتاب (شهادة القرآن) 1893 صفحة 392 حيث يقول الميرزا: " أقول أنا العبد الضعيف بكلمات واضحة ووجيزة بأن عواطف الشكر تجاه الحكومة الإنجليزية المحسنة مترسخة في كل جزء من كياني، ليس تكلُّفا مني، بل بناء على مننها التي غمرت أسرتنا منذ عهد والدي المرحوم الميرزا غلام مرتضى إلى يومنا هذا. لا يمكن أن تُفصَل عن سوانح والدي المرحوم تلك الخدمات التي أدّاها لصالح هذه الحكومة بإخلاص القلب. لقد أظهر صدقه ووفاءه دائما قدر استطاعته وقدرته في خدمة الحكومة في ظروفها المختلفة وعند حاجتها، بما لا يمكن للإنسان إبداؤه ما لم يكن ناصحا أمينا لأحد بصدق القلب ومن الأعماق. ففي عام 1857م حين أثار الناس قليلو الأدب ضجة في البلاد متمردين على حكومتهم المحسنة، اشترى والدي المحترم خمسين فرسا من جيبه الخاص وقدّمها للحكومة مع الفرسان. كما خدمها بتقديم 14 فارسا بمناسبة أخرى. فبسبب هذه الخدمات المخلصة صار محبَّبا عند الحكومة. فكان يتلقى كرسيا احتراما وتقديرا في بلاط الحاكم العام. وكان الحكام الإنجليز من كل المستويات يعاملونه باحترام وتقدير. لقد أرسل أخي ليشترك في بعض الحروب لخدمة الحكومة. ونال استحسان الحكومة في كل باب، حتى انتقل من هذه الدنيا الفانية بعد أن قضى عمره كله مصحوبا بسمعة جيدة. وبعد ذلك ظل أخي الأكبر السيد غلام قادر عاكفا على خدمة الحكومة بالإخلاص قلبا وروحا ما دام حيا متأسيا في ذلك بوالدي المرحوم، حتى انتقل من هذه الدنيا الفانية".

([142]) هذا الشعار "الحب للجميع ولا كراهية لأحد" لم يرد في الكتب الأحمدية، ولكنه -بحسب ما ورد في مجلة التقوى الأحمدية العدد يوليو 2015- شعار أطلقه الخليفة الأحمدي الثالث الميرزا (ناصر أحمد).

([143]) كتاب (الملفوظات) المجلد 7 صفحة 201 و202 النسخة الأردية، وفي النسخة المترجمة للعربية المجلد 7 صفحة 185.

([144]) سنتعرف على أسلوب الطائفة الأحمدية في تحريف النصوص، فقد نقلتُ هذا النص من النسخة التي لدينا، وهي ترجمة عربية قام بها مترجم أمين في ترجمته وهو من مترجمي المكتب العربي،  ولكن علماء المكتب العربي الأحمدي الذين يقومون بمراجعة الترجمة قبل النشر على الموقع الرسمي قاموا بتغيير ترجمة النص ليتفادوا ما سطره الميرزا من كرهه للمجتمعات غير الأحمدية، وبالرغم من فعلتهم هذه إلا إنّ هناك نصوصًا أخرى تبين يقينًا السلوك العام للميرزا والأحمديين تجاه كل ما هو غير أحمدي.

([147]) وقد قمت بسؤال بعض الإخوة الباكستانيين عن الترجمة الصحيحة فأفادوا بأنّ النص القائل: "إنّ راحتنا لا تكمن في راحة العالم، فكل ما يحدث إنما هو لصالحنا" هو الترجمة الأصح والأوفق.

([148]) كتاب (الملفوظات) المجلد 10 صفحة 223، وقد حذفت هنا بعض السطور نظرًا لطول النص.

([149]) النص في كتاب (التذكرة) بتاريخ 1902 يبين أنّ وحي الميرزا" أُفطرُ وأصوم" لم يكن لتعذيب الله تعالى للناس بسبب ذنوبهم وأعمالهم الإجرامية على عمومها،  ولكن كان بسبب عدم إيمانهم واستهزائهم بالذي بُعث إليهم لإصلاح الخَلق؛ أي الميرزا غلام.

يقول الميرزا: "لقد تحقّقَ ما قيل قبْل أربع سنوات ... ثم بعد ذلك قد أنبأني الله - عز وجل - في هذه الأيام أيضًا وقال: "ما كان الله ليعذِّبهم وأنت فيهم. إنه آوى القريةَ. لولا الإكرامُ لهلك المُقام. إني أنا الرحمن دافعُ الأذى. إني لا يخاف لديّ المرسلون. إني حفيظ. إني مع الرسول أقوم، وألوم من يلوم، أُفطرُ وأصوم. غضبتُ غضبًا شديدًا.

وفي الحاشية يقول الميرزا: " أقسم بالله جل شأنه أنه قد كشف عليّ بوحيه أن غضبه قد اشتعل في الأرض، لأن معظم أهل هذا العصر أصبحوا غرقى في المعصية وعبادة الدنيا حتى لم يبق عندهم إيمان بربهم مطلقًا، واستهزأوا بالذي بُعث إليهم لإصلاح الخَلق، وقد تجاوزوا في سخريتهم ولعنهم وطعنهم فيه الحدود كلها، فيقول الله تعالى إني سأحاربهم (ليس المراد من الحرب هنا الحرب بجيوش البشر، بل الحرب بجنود الملائكة وجنود القضاء والقدر) وسوف أصول عليهم صولات لم تخطر لهم ببال، ذلك لأنهم قد أحبوا الكذب حتى أرادوا أن يدوسوا الحق تحت أرجلهم. فيقول الله تعالى لقد أردتُ أن أنقذ عبادي الضعفاء هؤلاء من هجمات هؤلاء الوحوش، وأُري آيات كثيرة تأييدًا للحق. (إعلان يوم 4/ 4/1905، مجموعة الإعلانات، مجلد 3، ص 518).


فهرس الجزء الأول من كتاب (حقيقة الطائفة الأحمدية القاديانية) المسمّى

(التأسيس العلمي للكوادر المسلمة)

إهداء وعرفان بالجميل       3

المقدمة        4

تنبيهات لا بد منها    8

تقريظ فضيلة الدكتور/ سعيد أحمد عنايت الله       19

الباب الأول   22

الفصل الأول  25

التعريف بالجماعة الأحمدية القاديانية       25

1- الطائفة الأحمدية القاديانية طائفة تكفيرية انفصالية     28

أولًا: بعض نصوص تكفير الميرزا لغير الأحمديين 30

ثانيًا بعض نصوص تكفير بشير الدين محمود لغير الأحمديين()  40

نص كلام محمود في أهل الفترة وقد تحدث عنهم هو نفسه:       45

ثالثا نصوص التكفير عند الخليفة الأحمدي الأول الحكيم نور الدين.      49

رابعا: تصريح علماء الطائفة بتكفير غير الأحمديين، حتى من لم يسمع باسم الميرزا.   50

خامسا: النصوص من كلام الميرزا التي تبيّن قصده بأهل النار   52

أدلة اعتبار الطائفة الأحمدية جماعة انفصالية      54

مختصر النصوص، وتجدون النصوص بكاملها في الحاشية():   54

أولا: تحريم الصلاة خلف غير الأحمديين:  58

ثانيا: حرمة الاختلاط مع غير الأحمديين   58

ثالثا: تحريم الصلاة على موتى المسلمين:  59

رابعا: تحريم تزويج بنات الأحمديين لغير الأحمديين.     60

2- الطائفة الأحمدية القاديانية أخطر على المسلمين من اليهود والنصارى()     61

أوجه خطورة الطائفة الأحمدية القاديانية على المسلمين، وعلى المجتمع العالمي. 62

أولا: الأحمديون القاديانيون يتبعون رجلًا ادعى النبوّة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم     62

النصوص من كتب الميرزا التي تثبت الادّعاء بالنبوة والرسالة(): 62

ثانيا: إفسادهم لعقيدة المسلمين بادّعاء بنوة الميرزا الاستعارية لله. 66

ثالثا: اتهامهم للأنبياء وبخاصة سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم؛ بعدم فهم بعض الوحي من الله تعالى      68

رابعًا: فتح باب النبوّة إلى يوم القيامة       70

ومن النصوص التي ورد من كلام الميرزا استمرار النبوة إلى يوم القيامة:      70

النصوص من كلام بشير الدين محمود الذي ورد فيه استمرار النبوة إلى يوم القيامة:   71

خامسًا: تعطيل جهاد المحتل الكافر لبلاد المسلمين. 72

سادسًا: لا يحبون الخير لغير الأحمديين القاديانيين 73

الفصل الثاني 77

مَنْ هو الميرزا غلام أحمد القادياني مؤسس الطائفة الأحمدية القاديانية   77

مرض الميرزا بالهستيريا    85

الإقرارات التي وردت في كتاب (سيرة المهدي) أن الميرزا مصاب بالهستيريا  85

هل الميرزا مريض بالضعف الدماغي والتشنجات المتكررة؟     88

هل الميرزا مريض نفسي بأوهام الولاية، والمهدوية، والنبوة، أم هو كذاب؟     89

الفصل الثالث 93

العطاءات اليلاشية للميرزا غلام     93

الأمر الأول: أهمية معرفة متى بدأ وحي النبوة والرسالة التي ادّعاها الميرزا غلام      94

أقوال علماء الأحمدية لتحديد بداية وحي النبوّة تأكيدًا لكلام الميرزا غلام 100

الأمر الثاني: أهمية كتاب (البراهين الأحمدية)()   102

مختصر العطاءات اليلاشية().      109

نصوص العطاءات كاملة    110

أولًا: ادعاؤه أنه هو الحَكُم العَدل     110

ثانيا: ادعاؤه أنَّ الله تعالى قد أصلحه بالتمام والكمال في سنة 1878م    114

ثالثًا: ادعاؤه أنه من المُطَهَّرين، وأنّ الرحمن علمه القرآن، وأنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم هو معلمه  119

النصوص المتعلقة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو معلمه بعد الله تعالى  123

رابعًا: ادعاؤه أنّ ربه سماه آدم والمهدي    124

خامسًا: ادعاؤه العصمة      126

أولا: مجموعة العطاءات اليلاشية في كتاب (مرآة كمالات الإسلام)      127

ثانيًا: ما ادعاه من مجموعة عطاءات في كتاب (الأربعين) 130

ثالثًا: ما ادعاه من عطاءات في كتاب (ترياق القلوب)()   131

رابعا: ما ادعاه من عطاءات في كتاب (الهدى والتبصرة لمن يرى)      134

الباب الثاني   139

الأسس العقدية والفكرية للطائفة الأحمدية القاديانية 139

الفصل الأول: نبوة الميرزا غلام وما يتعلق بها.   141

1- الأساس الأول: اعتقادهم بنبوة حقيقية للميرزا، وأنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم ليس بآخر الأنبياء، واستمرار النبوة إلى يوم القيامة. 141

أولا: إنكار الميرزا أنْ تكون نبوته حقيقية، وإصراره أنّ نبوته مجازية.  147

ثانيا: اعتقاد الميرزا أنه النبيّ الوحيد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه اللبنة الأخيرة()     152

تفسير الميرزا للخاتمية كما في التعبير {وَخَاتَمَ النبيّينَ}.   153

أولا: استخدام الميرزا كلمة "خاتم" وبعدها جمع العقلاء وفي مقام المدح بمعنى الأخير  153

ثانيا: تفسير الميرزا للآية {مَا كَانَ مُحَمَّد أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النبيّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}()    156

ثالثا: نصوص الميرزا أنّ كلمة "خاتم" وبعدها جمع للعقلاء وفي مقام المدح بمعنى الأخير     157

رابعا: وصف الميرزا لسَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم بأنه النبيّ الأخير لكافة أنواع النبوات     158

2- الأساس الثاني: الاعتقاد بعقائد لا يمنعها القرآن الكريم مثل نبوة الميرزا غلام.      161

3- الأساس الثالث: اعتبار بعض عقائد أهل الكتاب صحيحة، لإثبات صحة عقائد قاديانية()     170

4- الأساس الرابع: تعريف الميرزا للنبيّ والنبوة التشريعية.      177

المفهوم القديم والجديد للنبوة حسب رأي الميرزا:  177

أولا: المفهوم القديم للنبيّ:    177

النصوص من كلام الميرزا لبيان معنى الشريعة والنبيّ التشريعي.       182

ثانيًا: المفهوم الجديد للنبيّ    185

التعليق على كلام الميرزا أنه لا بد لإمام المسلمين أن يولد مسلمًا، وأنه هو نفسه الإمام المهدي.     188

نصوص أحمدية تبين الفرق بين الزمن قبل (واو الحال) والزمن بعد (واو الحال):      189

عقيدة الميرزا في تعاصر إمامين؛ إمام حكومي سلطوي من قريش، وإمام روحاني.    190

فائدة قول الميرزا إنّ (الإمام) في "وإمامكم منكم" تعني أن يولد هذا الإمام في المسلمين.     192

5- الأساس الخامس: ادعاء الميرزا بأنه ظل وبروز لسَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم ومثيل لسَيِّدنا عيسى عليه السلام 194

6-     الأساس السادس: علاقة الأحاديث بالقرآن الكريم، ومفهوم النسخ عند الميرزا.  199

المبحث الأول: عقيدة الميرزا غلام بخصوص الأحاديث وعلاقتها بالقرآن:      199

المبحث الثاني:عقيدة النسخ عند الميرزا     217

أنواع النسخ في القرآن:      217

خلاصة عقيدة النسخ عند الميرزا غلام:    218

خلاصة النسخ عند بشير الدين محمود:     218

7- الأساس السابع: الادعاء أنّ من أدلة صدق الميرزا أنّ ربه قد وعده أنه سيهين من يهينه     238

مفهوم الإهانة عند الميرزا غلام القادياني   238

مفهوم الإهانة عند بشير الدين محمود       239

8- الأساس الثامن: ادعاء فصاحة الميرزا الإعجازية في اللغة العربية   241

9- الأساس التاسع: الادعاء أنّ الزيادة العددية للطائفة تعني أنهم على الحق.    255

الفصل الثاني : سيدنا عيسى عليه السلام في العقيدة الأحمدية وما يتعلق به.     256

10-. الأساس العاشر: الاعتقاد بموت سَيِّدنا عيسى عليه السلام، وأنّ الله تعالى أخفى عن المسلمين موته لمدة تزيد على 1300 سنة.     256

11- الأساس الحادي عشر: إنكار نزول الملائكة من السماء      258

12- الأساس الثاني عشر:.إنكار معجزات الأنبياء الحسية.       263

الفصل الثالث: الأنبياء.      266

13- الأساس الثالث عشر: ادعاء سوء فهم الأنبياء للوحي من الله تعالى وبخاصة النبوءات المستقبلية  266

النصوص من الميرزا التي تبيّن عدم فهمه لما يدّعي أنّه وحي من ربه ياش العاج      268

بعض النصوص مِن كلام الميرزا ينكر فيها الوحي للأنبياء بلغات لا يفهمونها:  277

رأي الميرزا في حال المصلحين والباحثين بخصوص فهم الوحي والإلهام ولغته 277

نصوص الميرزا بخصوص مستوى ما يقوله المصلحون أهل الله تعالى للناس   282

النصوص المثبتة من كلام الميرزا لاعتقاده بإمكانية إحياء الموتى في الحياة الدنيا:      286

الفصل الرابع: تأويل النصوص     290

14- الأساس الرابع عشر: التأويل الباطني للنصوص القُرآنية والأحاديث 290

15- الأساس الخامس عشر: التأويل الباطني لنبوءات سابقة لتناسب الميرزا     292

16-الأساس السادس عشر: التنبؤات الغيبية المطاطية     295

الفصل الخامس: علاقة الأحمدية بالعالم.    299

17- الأساس السابع عشر: استحقاق العالم للعذاب لأنّهم لم يؤمنوا بالميرزا نبيًّا. 299

18- الأساس الثامن عشر: عدم الالتزام بالتعهدات. 303

الفصل السادس: الأحمدية والحكومة الإنجليزية    306

19- الأساس التاسع عشر: إسقاط فريضة جهاد الحكومة الانجليزية.    306

أوّلا: علاقة الميرزا بملكة بريطانيا رئيسة الكنيسة الانجيلية وتودده لها بشكل مهين     307

ثانيا: إقرار الميرزا بأنه وعائلته من غرس الانجليز.      311

ثالثا: الميرزا يمنع جهاد الحكومة الإنجليزية بالرغم من حرصها على تنصير المسلمين. 312

إثبات حرص الحكومة الإنجليزية على تنصير المسلمين   314

رابعا: دعم الميرزا للحكومة الإنجليزية لاحتلال دولة (ترانسفال)().     315

خامسا: علاقة الميرزا بالقساوسة.   318

سادسا: لماذا كان الميرزا يظهر العداوة للقساوسة ويعتبرهم الدجال، ولكنه يرفض محاكمتهم!!     320

الفصل السابع: ارتداد الميرزا عن الكثير من العقائد والأفكار.    321

20 - الأساس العشرون: الاعتداد بعقائد متأخرة، والارتداد عن العقائد سابقة.   321

الارتداد الأول:       321

الارتداد الثاني:       321

الارتداد الثالث:       321

الارتداد الرابع:       322

وهذه جملة من النصوص تبين عقيدة الميرزا في النبوّة والمُحَدَّثية():     323

الارتداد الخامس:     332

الارتداد السادس:     333

الارتداد السابع:      334

الارتداد الثامن:       343

الارتداد التاسع:      343

الارتداد العاشر:      344

الفصل الثامن: متفرقات.     350

21- الأساس الواحد والعشرون: نَسَبُ وعائلة الميرزا     350

22- الأساس الثاني والعشرون: الكشوف ومشاركة الغير مع صاحب الكشف.  354

أولّا: تعريف الكشف في اللغة والاصطلاح: 356

الكشف في (لسان العرب)() :       356

الكشف بالمعنى اللغوي في القرآن:  356

الكشف بالمعنى اللغوي والاصطلاحي عند (الجرجاني)(): 357

الكشف عند الميرزا غلام:   358

الكشف عند بشير الدين محمود      364

23- الأساس الثالث والعشرون: مماثلة سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم لسيدنا موسى عليه السلام.     366

24- الأساس الرابع والعشرون: المؤمنون يدخلون الجنة بمجرد موتهم، ولا يخرجون منها حتى في يوم الحساب.  368

الرد على ما ذكره الميرزا غلام من آيات وأحاديث:       383

أولّا: الآيات التي تدل على أنّ استيفاء الأجر لا يكون إلا في يوم القيامة، ثم يدخل أهل الجنة الجنة ويدخل أهل النار النار:     383

ثانيًا:‏ الأحاديث التي تثبت وتؤكد أن التوفي للأعمال بالحساب تفصيلًا لا يكون إلا في يوم القيامة:     388

ثالثًا:‏ الآيات التي تبين أنّ فتح أبواب الجنة والدخول إليها لا يكون قبل يوم القيامة:      393

رابعاً:‏ الآيات التي تثبت عذاب القبر قبل يوم القيامة، ثم النار يوم القيامة. 394

خامسًا:‏ الآيات التي تثبت إمساك الله تعالى للنفس عند الموت، وعدم التصريح بدخول الجنة:     394

سادسًا:‏ الآيات التي قد يُفهم منها دخول الجنة قبل يوم القيامة:     395

سابعا: الآيات التي يفهم منها عدم رجوع من مات إلى الحياة في الدنيا أي قبل يوم القيامة:     399

الباب الثالث   400

أصول الاستدلال والتفسير بحسب ما أقر بها الميرزا      400

الفصل الأول  402

الأصل الأول: الكتب المَوْثُوق والمُسَلَّم والمُعْتَرف بها، وأصول تفسير القرآن الكريم عند الميرزا وأتباعه.   402

الكتب المُسَلَّم بها كما ذكرها الميرزا 403

التفسير بالرأي:      410

الحديث الصحيح:    412

الحديث المتصل:     414

الحديث المرفوع:     415

الحديث المتواتر:     415

الأصل الثاني: إذا ثبتت الرسالة يثبت كل كلام الرسول    421

الأصل الثالث: لا يصح الادعاء بلا دليل.   423

الأصل الرابع: نوعيات ومستويات الأدلة التي تصلح للاستدلال بها      427

مختصر لأقوال الميرزا في بيانه نوعيات الأدلة ومستوياتها.     427

النصوص كاملة      428

الأصل الخامس: علاقة الأحاديث بالقرآن.  432

الأصل السادس: الأدلة القطعية هي البَيِّنات التي أرسل الله تعالى بها الأنبياء لإثبات صدقهم.     440

نصوص للميرزا يقرر فيها بضرورة المجيء بالأدلة القطعية على صدق المرسلين أولا.     442

بشير الدين محمود يقر بضرورة المجيء بالأدلة القطعية على صدق المرسلين. 444

بطلان استدلال الأحمديين بالآية {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ}       446

أسباب بطلان استدلال الأحمديين بالآية {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ}:      446

الأصل السابع: الدليل المركب من أجزاء لا يمكن الاستدلال به إلا بوجود الأجزاء جميعها معًا.     449

الأصل الثامن: إذا تطرق الاحتمال إلى الدليل سقط الاستدلال به. 451

الأصل التاسع: منع تخصيص العام أو الاستثناء منه إلا بدليل قطعي     452

نصوص الميرزا في منع تخصيص العام أو الاستثناء منه إلا بدليل قطعي       452

الأصل العاشر: رفض الميرزا غلام للاستخارة لإثبات صدقه.    456

الفصل الثاني: أصول الاستدلال بالنصوص القرآنية والأحاديث.  457

الأصل الحادي عشر: أولوية تفسير النصوص القُرآنية والحديثية بالظاهر.      457

النصوص من كلام الميرزا بخصوص معرفة الحقيقة والمجاز وما يتعلق بهذه المسألة. 458

النصوص من كلام الميرزا تثبت أنّ الصحابة كانت طريقتهم لفهم النصوص هي الأخذ بالمعنى الظاهر بداية،() ولا يحيدون إلى المعنى المجازي إلا بقرينة قوية صارفة.    459

الأصل الثاني عشر: إنكار إخراج ألفاظ القُرآن والحديث الاصطلاحية إلى معانيها اللغوية، واعتبار المصطلحات الصوفية المبتكرة خاطئة. 463

إقرار الميرزا أنّ البروز هو من المصطلحات الصوفية    467

علاقة الصوفية بالمصطلحات التي استخدمها الميرزا      468

مخالفة الميرزا لما أقره من عدم صحة استعمال المعاني اللغوية لما اصطلحه الشرع من مصطلحات.       471

ضرورة عرض الإلهامات والأفكار على القرآن الكريم قبل التصريح بها.       475

الأصل الثالث عشر:  ضرورة توافق دلالات النصوص القرآنية والحديثية مع الواقع العملي الملموس   479

أولا: النصوص من كلام الميرزا بخصوص ضرورة توافق دلالات الآيات القرآنية مع الواقع الملموس المعايش. 479

ثانيًا: النصوص من كلام بشير الدين محمود بخصوص ضرورة توافق دلالات الآيات القرآنية مع الواقع الملموس المعايش.     481

الأصل الرابع عشر: مراعاة المقابلة مِن سنن القرآن ومن أهم أمور البلاغة وحسن البيان     482

الأصل الخامس عشر: القَسَمُ يدل على أنّ الخبر محمول على الظاهر لا تأويل فيه ولا استثناء.     482

الأصل السادس عشر: تعريف القدر المبرم والقدر المشروط.     487

أمثلة من كلام الميرزا بخصوص تعريف القضاء المبرم:  488

الفصل الثالث: من هم الأنبياء، وما هو مدى فهمهم للنبوءات الغيبية من الله تعالى       492

الأصل السابع عشر: حتمية ذكر اسم مدَّعي النبوّة في القُرآن وإلا كان كاذبًا     492

الأصل الثامن عشر: مواصفات النبوءات الغيبية للأنبياء والمُحَدَّثين وغيرهم.   495

تفسير الميرزا لكلمة "الإظهار" كما وردت في الآية {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27)}().       496

النصوص في الفترة من 1880م إلى ما قبل نشر كتاب (إزالة خطأ) في شهر 11/1901:     497

التعليق على جاء من نصوص من كتاب (حقيقة الوحي) و(التجليات) و(الوصية):      505

النصوص التي عاود الميرزا مرة أخرى الإقرار فيها بأنّ للمُحَدَّث إلهام بنبوءات مستقبلية:     505

رأي الميرزا في النبوءات مثل الزلازل والحروب والمجاعات أنها بلا قيمة لأنها أحداث معتادة.     509

الأصل التاسع عشر:  الأنبياء لا يعلمون الغيب إلا ما أعلمهم الله تعالى به.      510

الأصل العشرون: سيدنا جبريل هو معلم الأنبياء.  512

الأصل الواحد والعشرون: عصمة الأنبياء  514

المقصود بعصمة الأنبياء:   514

النصوص التي تثبت اعتقاد الميرزا بعصمته       515

إنكار الميرزا لعصمته كليًا   517

الأصل الثاني والعشرون: صاحب الإلهام هو أول من يملك التفسير الصحيح للإلهام.   518

الأصل الثالث والعشرون: مختصر لبعض الأصول المتعلقة بفهم الأنبياء للوحي من الله تعالى     521

الفصل الرابع: تحريف التوراة والإنجيل وعلاقة القرآن بهما.     523

الأصل الرابع والعشرون: تحريف التوراة والإنجيل       523

نصوص إثبات تحريف كتب أهل الكتاب في كتب الميرزا وبشير الدين محمود: 525

رأي الميرزا في إنجيل برنابا.      529

الأصل الخامس والعشرون: معنى أن يكون القُرآن حكمٌ على كتب أهل الكتاب  534

والخلاصة من كلام الميرزا وبشير الدين محمود من خلال الكتب: (التحفة الغولروية)، و(ينبوع المسيحية)، و(الملفوظات):       541

خلاصة ما قاله الميرزا في كتابه (ضياء الحق) بخصوص علاقة القرآن بالأناجيل.     542

الأصل السادس و العشرون: القرآن الكريم جامع لجميع التعاليم الدينية.  548

الباب الرابع   550

الفصل الأول  551

إصرار الأحمديين القاديانيين على الباطل بالرغم من ظهور الحق.       551

الفصل الثاني 557

إبراء الطائفة الأحمدية من بعض ما نسب إليها     557

1- هل الغلام القادياني ادعى الألوهية؟     558

2- هل مات الغلام القادياني في بيت الخلاء؟      558

3- هل ادعى الغلام القادياني أنه تلقى كتابًا جديدًا غير القرآن الكريم؟.   558

4-هل يوجد عند الطائفة الأحمدية كتابًا مقدسًا يسمى ا"لكتاب المبين"؟.  559

5-هل تبيح الطائفة الأحمدية المخدرات والخمور؟ 559

6-هل تصلي الطائفة الأحمدية باتجاه قاديان بلد الغلام القادياني؟ 559

7-هل تحج الطائفة الأحمدية لقاديان؟       559

8-هل الطائفة الأحمدية تشكل مسلحًاعلى الأمن في المجتمعات؟  559

-9     هل "الدولة الإلهية السماوية" التي ذكرها الميرزا كثيرًا هي الحكومة الإنجليزية؟.     559

فهرس الجزء الأول من كتاب (حقيقة الطائفة الأحمدية القاديانية) المسمّى 563

 


تعليقات

التنقل السريع