القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (557) مَنْ هو الميرزا غلام أحمد القادياني مؤسس الطائفة الأحمدية القاديانية؟


 

 

 

 

 

 

مقال (557) مَنْ هو الميرزا غلام أحمد القادياني مؤسس الطائفة الأحمدية القاديانية؟

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2025/01/557.html


الميرزا غلام أحمد القادياني مؤسس الطائفة الأحمدية القاديانية يعرف نفسه حيث يقول([1]): “...اسمي غلام أحمد واسم والدي غلام مرتضى واسم جدي عطا محمد واسم جد والدي غل محمد، وكما قيل إن قومي برلاس([2]) من المغول. وفي الحاشية يقول الميرزا: “ لقد علمت قبل 17 أو 18 عامًا من خلال الإلهامات الإلهية([3]) المتواترة أن آبائي هم فارسيو الأصل...".

ويقول([4]): “...أني وُلدت([5]) في أواخر أيام السيخ في 1839 أو 1840([6]) وكنت في عام 1857 في السادسة عشرة أو السابعة عشرة من عمري، ولم تكن قد نبتت اللحية والشوارب...عندما بلغت السادسة أو السابعة من عمري وُظِّف معلمٌ فارسي لتعليمي؛ فعلمني قراءة القرآن الكريم وعددًا من الكتب الفارسية، وكان اسم ذلك الصالح فضل إلهي. فلما أصبحتُ ابن عشر سنين تقريبًا عُيِّن لتربيتي أستاذ في اللغة العربية واسمه فضل أحمد...فالمولوي فضل أحمد الذي كان متديِّنًا وشيخًا جليلًا، ظل يدرِّسني بجهد واهتمام كبيرَين، ودرست على يده بعض كتب الصرف وبعض قواعد النحو. وبعد ذلك حين بلغ عمري 17 أو 18 عامًا تعلمت بضع سنين على يد شيخ آخر يدعى "غل علي شاه"، كان والدي قد وظفه وعيّنه لتدريسي في قاديان. ولقد تلقّيت منه العلوم المتداولة آنذاك من النحو والمنطق والطب قدرَ ما أراد الله - سبحانه وتعالى -، كما درست بعض كتب الطب من والدي أيضًا إذ كان خبيرًا في الطب وكان طبيبًا حاذقًا. وكنت يومذاك منكبًّا على قراءة الكتب وكأنني لم أكن في هذا العالم.".

ويقول([7]): “...وما كان لي حظ من رياسة آبائي العبقريين، فصرتُ بعد موت أبي كالمحرومين. وقد أتى عليّ حين من الدهر لم أكن شيئا مذكورا، وكنت أعيش خفيًّا ومستورًا، لا يعرفني أحد إلا قليل من أهل القرية، أو نفرٌ من القرى القريبة. فكنت إنْ قدِمتُ من سفر فما سألني أحد من أين أقبلتَ، وإن نزلتُ بمكان فما سأل سائل بأي مكان حللتَ. وكنت أحبّ هذا الخمول وهذا الحال، وأجتنب الشهرة والعزّة والإقبال، وكانت جِبلّتي خُلقتْ على حُبّ الاستتار".

ادعى الميرزا غلام أحمد القادياني في أول أمره أنّه وليّ مُحَدَّث([8]) من أولياء الله الصالحين، وأنّ الله تعالى يكلمه ويخاطبه ويوحي إليه كما حدث - من وجهة نظره - مع سَيِّدنا الخَضِر عليه السلام عندما أمره الله تعالى بخرق السفينة، وقَتْلَ الغلام، ومثل أم سَيِّدنا موسى عليه السلام عندما خافت من قتل فرعون لابنها موسى فأمرها الله تعالى بوضعه في تابوت ثم قذفه في اليَم، وأنّه –أي- الميرزا مثيلٌ لسَيِّدنا عيسى عليه السلام روحانيًا للتشابه معه في بعض الصفات كما يدّعي الميرزا.

وهذا الرجل يُلقب بالميرزا وهو لقب العائلة، وعادةً يُبدأ بلقب العائلة قبل الاسم الشخصي، واسمه الشخصي غلام أحمد أي خادم أحمد، أي خادم سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، وكان مشهورًا بالاسم الميرزا نسبةً إلى قريته قاديان([9])

ويعتبر نفسه على عقيدة أهل السُنَّة والجماعة بإقرار متكرر منه في كتبه([10])، وكان من ضمن ما يعتقده بخصوص سَيِّدنا عيسى عليه السلام أنّه حي في السماء وأنّه نازل آخر الزمان لإكمال مهمته تابعًا لسَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، وكان يقر بأنّ معجزات سَيِّدنا عيسى عليه السلام على الحقيقة([11])، وكان يقر أيضًا لمدة لا تقل عن عشرين سنة أنّه وليّ مُحَدَّث يعلم الغيب اليقيني من الله تعالى، وذلك كله في كتابه الأول والأهم بالنسبة له (البراهين الأحمدية) الأجزاء الأربعة الأولى من 1880م إلى 1884م الصفحات 502 و573 و579.

في سنة 1889م أسس الميرزا الجماعة الإسلامية الأحمدية، وفي سنة 1891م ارتد عن الكثير من أفكاره وعقائده السابقة فادعى أنّ سَيِّدنا عيسى عليه السلام مات ومدفون في الجليل بفلسطين، ثم غير رأيه عن مكان دفن سَيِّدنا عيسى عليه السلام؛ فقال إنّه مدفون في بيت المقدس، ثم غير كلامه مرة ثالثة وقال إنّ سَيِّدنا عيسى عليه السلام مدفون في كشمير، وأنّه – أي الميرزا - هو المقصود بعيسى بن مريم النازل آخر الزمان، وأنّ معجزات سَيِّدنا عيسى عليه السلام ليست حقيقية، بل بسبب أنّه كان نجارًا ماهرًا، أو بسبب مقدرة سيدنا عيسى عليه السلام على التنويم المغناطيسي، أو ما سمّاه الميرزا بالمِسْمَرية([12]).

ثم بدأ الميرزا في نفس كتاب (إزالة الأوهام) وما بعده من كتب قبل سنة 1901م، في توضيح اعتقاده أنه فقط وليٌّ مُحَدَّث، وأنّ المُحَدَّث فيه جزء من النبوّة وهو علم الغيب اليقيني، وبالتالي – بحسب اعتقاد الميرزا – فإنّ المُحَدَّث هو نبيّ بالقوة وليس بالفعل، وهو نوع من أنواع النبوّة، وسماها بالنبوة الجزئية أو النبوّة الناقصة أو المجازية أو الاستعارية أو الاصطلاحية أو التابعة لسَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فهو ظلٌ وبروزٌ له صلى الله عليه وسلم، وحينما قال له علماء المسلمين الهنود إنك إذا كنت فعلًا المسيح الموعود أي مَنْ وَعَدَ سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم بمجيئه آخر الزمان، فأين المهدي المنتظر الذي سوف يسبق وجودُه وجودَ المسيح الموعود سيدنا عيسى عليه السلام؟، فقال الميرزا إنّه هو أيضًا المهدي المنتظر. وعندما حاوره أحد علماء المسلمين في شأن ادّعاء النبوّة، وأقام العالمُ المسلمُ الحُجَّة عليه اضطر الميرزا إلى الإعلان كتابةً بالتراجع عن ادّعاء النبوة، وطلب من المسلمين استبدال كلمة نبيّ الواردة في حقه في كتبه (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام) بكلمة مُحَدَّث فقط ويشطبون كلمة نبيّ من الكتاب([13]).

وفي سنة 1901م في كتابه (إزالة خطأ) وما بعده من كتب، ارتد الميرزا على كلامه مرة أخرى، وقال إنّه نبيّ ورسول فعلًا، وأنكر ما كان يقوله عن المُحَدَّث إنه يعرف الغيب، فقال الميرزا إنّ الله خاطبه وكلمه باسم النبيّ والرسول في الكثير من الوحي والإلهام، وهو أفضل من بعض الأنبياء، وأفضل من سَيِّدنا عيسى عليه السلام مئات المرات.

في سنة 1902 بدأ الميرزا يبيّن لماذا سُمِّي بالمسيح بن مريم فقال إنّه مر بحالة مريمية لمدة سنتين، ثم بحالة حمل استعارية لمدة عشرة أشهر، ثم تمت ولادته الاستعارية فأصبح عيسى بن مريم([14](

في سنة 1906م، أعلن الميرزا أنّ مَنْ لا يؤمن بأنّه صادق في دعواه فهو غير مسلم كما في كتاب (التذكرة)([15])، وحرّم على أتباعه أنْ يزوجّوا بناتَهم للمسلمين غير المقرين بنبوته، أو أن يصلوا خلفهم([16]).

اتهمه علماء الهند المسلمون بأنّه كذَّاب ودجَّال، وكيف يكون نبيًّا ظليًّا أي تابعًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجيد الكتابة باللغة العربية، فقام بالادّعاء بأنّ الله أصلحه وعلّمه اللغة العربية الفصحى في ليلة واحدة ([17])، وبدأ يكتب بالعربية الفصحى، ولكن علماء الهند اكتشفوا أنّه يسرق العبارات الأدبية البليغة من كتب أدباء العربية مثل كتاب (مقامات الحريري) و(مقامات الهمذاني) فاضطر للاعتراف بذلك، وسمَّى هذه السرقات بالاقتباس، بل اعتبره من عبقريته([18])، وازداد الأمر معه سوءًا فكان يقول إنّه ابن الله الاستعاري كما أنّ سَيِّدنا عيسى عليه السلام - في زعم الميرزا - ابن الله الاستعاري أيضًا([19]).

كان يعتبر مِنْ أدلة نبوته تحقق النبوءات التي يتنبأ بها لأنّها تثبتُ أنّه من عند الله تعالى، ولكن في الحقيقة كان الكثير منها يتحقق بشكل عكسي ومهين له، فادعى أنّ عدم تحقق هذه النبوءات كان بسبب فهمه الخاطئ لوحي الله الغيبي له، ولكنّه للأسف علل فهمه الخاطئ للنبوءات بأنّه في ذلك مثله مثل بقية الأنبياء، وأنّه لا بد من تغيير فهمه للوحي لإثبات تحقق النبوءات.

كان الميرزا سيء الأخلاق، فكان كثير السب والشتم واللعن لمعارضيه المسلمين وغيرهم، وكان يتهم مخالفيه حتى من المسلمين بأنهم من ذرية البغايا وأولاد الحرام([20])، وكتب في أحد كتبه ليلعن أحد معارضيه، نصًا عدد ألف كلمة (لعنة)، أي قام بتكرار كتابة كلمة (اللعنة) ألف مرة في كتابه في أكثر من عشر صفحات([21]).

طلب الميرزا الزواج من إحدى قريباته واسمها (مُحَمَّدي بيجوم)، وكان تنبأ باعتقاد جازم أنّ الزواج منها آية سماوية له، لأنّ ربه يلاش([22]وعده بالزواج منها، وأنّ الزواج منها قدر مبرم محتوم لا راد له، فرفضت العائلة تزويج بنتهم للميرزا وزوجوها لغيره، فقال الميرزا إنّ زوج السَيِّدة (مُحَمَّدي بيجوم) سوف يموت في غضون سنتين ونصف ليتزوجها الميرزا بعد ذلك وهي ثيب وإنّ موت زوجها قدر مبرم محتوم لا راد له، وظل بعد ذلك يطارد هذه المرأة بالنبوءات والرؤى والكشوف المعلنة في الصحف وفي كتبه بحتمية الزواج منها بعد موت زوجها، كما وعده ربه يلاش العاج، ولم يكتفِ بهذا، بل ظل ينشر في الجرائد أنّه يراها في المنام ترتدي ملابس شبكية وتعانقه، فأراد الله إهانته فلم يمت زوجها قبل الميرزا، ولا تزوجها الميرزا، بل مات الميرزا كمدًا([23]).

أراد الله تعالى إهانته في آخر عمره فدبر له مجموعة من النبوءات المنشورة في كتبه وفي الجرائد العالمية، وقد علّق الميرزا صدق نبوته على تحقق هذه النبوءات، ولكنّ الله لم يحققها له ليعرف القاصي والداني أنّ الميرزا كذَّاب ودجَّال، ومِن هذه النبوءات أنّه نشر إعلانًا أنّه يطلب من الله تعالى أنْ يَفْصِل بينه وبين أحد شيوخ المسلمين المعارضين له وهو فضيلة الشيخ المفسِّر ثناء الله الأمْرِتْسِرِي؛ بأنْ يميتَ الله تعالى الكاذب منهما في حياة الصادق بمرض وبائيّ قاتل مثل الكوليرا أو الطاعون وليس بالقتل، فأمات الله تعالى الميرزا في حياة الشيخ المسلم بمرض الكوليرا الوبائية([24])

كما نشر الأحمديون في جريدة عالمية أنّ الميرزا يتحدى أحد القساوسة الذي كان يدّعي هو الآخر أنه المسيح الموعود الإله؛ بأنَّ الله تعالى سيميت هذا القس في حياة الميرزا، وإذا لم تتحقق هذه النبوءة فإنه أي الميرزا سيكون من الشيطان وليس من عند الله تعالى، وفعلًا مات الميرزا قبل القس، وعاش القس بعد الميرزا بحوالي 17 سنة([25]).


 

مرض الميرزا بالهستيريا

هناك في كتب الأحمديين المنشورة في الموقع الرسمي إقرارات من الميرزا ومرافقيه أنه كان مريضًا بالهستيريا أو المراق، وهناك مشابهة وراثية لحال الميرزا في عائلته.

أولًا: ما ورد من روايات في كتاب (سيرة المهدي) تأليف (البشير أحمد) ابن الميرزا عبارة عن إقرارات من الميرزا ومن زوجته نصرت جيهان بأنه مصاب بالهستيريا أو كما هو سماه المراق، فهذه الإقرارات ملزمة للأحمديين، أمّا رأي ابن الميرزا دفاعًا عن أبيه بأنّ الهستيريا المذكورة لم تكن مرض الهستيريا المعروف، وإنّما مشابهة في الأعراض فقط، فهذه شهادة مجروحة، وسأثبتُ بإذن الله تعالى خطأ ما قاله البشير أحمد.

الإقرارات التي وردت في كتاب (سيرة المهدي) أن الميرزا مصاب بالهستيريا

1- الرواية 372([26])، وفيها يقر الميرزا بأنه مصاب بالهِسْتِيريا أو كما وصفه بالمراق، ثم يأتي (البشير أحمد) برأي الطبيب المعالج، أنّ ما عند الميرزا ليس مرض الهستيريا المعروف، وإنّما هي أعراض التعب والإرهاق الشديد التي تشابه مرض الهستيريا، فإذا كان الميرزا هو الحَكَمُ العَدْلُ، والذي سماه ربه آدم والمهدي لأنّ ربه يلاش هو معلمه الوحيد، وأنّ الله لا يتركه على خطأ طرفة عين، فلماذا تركه ربه يقرر أنه مصاب بالهستيريا أو المراق، ولا يقوم بالتصحيح لهذه المعلومة المخالفة لشرف النبوة، وللعلم عندما سُئِلَ الميرزا عن إصابة الأنبياء بالهِسْتِيريا نفى ذلك قطعيا([27])، إذَنْ الميرزا يعرف مرض الهستيريا وقد نفاه عن الأنبياء بشكل واضح وأثبته لنفسه، وبالتالي لا يصح أنْ يقول (البشير أحمد) نقلًا عن الطبيب المعالج إنّ الميرزا لم يكن يعرف مرض الهِسْتِيريا، وإنّما تشابهت عليه الأعراض، والأمر الآخر المهم أنّ الميرزا نفسه كان قد تعلم في شبابه الكثير من العلوم الطبية من أبيه كما في كتاب (البراءة) 1898م([28])، كما أننا نجد في الرواية 19([29]) إقرار السيدة (نصرت جيهان) زوج الميرزا بأنه مصاب بالهِسْتِيريا، وهي لم تكن طبيبة، فبالتأكيد قد عرفت إصابة الميرزا بالهِسْتِيريا من زوجها الميرزا نفسه بسبب تكرار النوبات.

2- ومما يثبت العنصر الوراثي في مرض الميرزا، الإقرارات المهمة التي وردت في كتاب (سيرة المهدي)، أنّ والدة الميرزا([30])، وأخته([31]كانتا تريان رؤى وكشوف وتتحقق، أي أنّ مسألة الرؤى والكشوف التي تتحقق لم يتفرد بها الميرزا، بل هي كما قال هو في كتابه (حقيقة الوحي)، هي بسبب البُنية الدماغية لبعض الناس، وقد يكونوا مؤمنين أو فساق أو زناة أو كافرين([32])، وعائلة الميرزا كانت عائلة فاسقة مساندة على الدوام للمحتل الأجنبيّ مثل الاستعمار الإنجليزي ضد مجاهدي المسلمين الذين يجاهدون الاحتلال، كما سنرى في الباب الثاني في مناقشة علاقة الميرزا وعائلته بالاستعمار الأجنبي للهند.

هل الميرزا مريض بالضعف الدماغي والتشنجات المتكررة؟

نعم، كان الميرزا يعاني من كل هذا، فالميرزا كان يعاني من نوبات الضعف الدماغي بإقراره المتكرر، وكان يحرص على العلاج منها باستخدام الأدوية والنباتات والأعشاب، وهذا مما يؤكد على الحالة النفسية والعصبية التي كان يعاني منها، والله تعالى لا يرسل نبيًّا أو حتى مصلحًا ويعاني من الهِسْتِيريا، أو من نوبات الضعف الدماغي، ويبحث عن العلاجات لتقوية دماغه باعتراف الميرزا.

 يقول الميرزا([33]): “ يعترض منشي إلهي بخش ورفقاؤه بأنّي استخدم "المسك" و"كيوره"(1)، وأدوية مثلهما. إنني أستغرب أنهم يعترضون على تناول الحلال والطيبات من الأشياء. لو تأملوا وأمعنوا النظر في حالة المولوي عبد الله الغزنوي لخجلوا عند مقارنتي به. كان المولوي عبد الله مشغوفا بالزوجات فكان يأكل البيض والدواجن بكثرة لدرجة كان يريد الزواج في الفترة الأخيرة من عمره أيضا. أما أنا فيمكن العثور على شهادة بحقي متى أكون بحاجة إلى "كيوره" وغيره. أتناول "كيوره" وما شابهه عندما أشعر بشيء من الاختلال في الدماغ أو التشنج في القلب. والله تعالى يعلم أني لا أحتاج إليهما ما عدا ذلك. عندما أعمل طويلا جالسا أُصابُ بالنوبة أحيانا فجأة، وفي بعض الأحيان تقارب الحالة إلى الإغماء، فأضطر لتناوله كعلاج. وللسبب نفسه أخرج للتنزه كل يوم".

وفي الحاشية على النص السابق (1) "كيوره": هو عصير نوع من الأشجار وتسمى بالإنجليزية Pandanus، يستخدم في القارة الهندية، يفرح القلب ويقوي الدماغ (المترجم (.

يقول الميرزا([34]): “ 1889سافرتُ مرة إلى مدينة "عليجرة"، وما كنتُ قادرًا على الحديث الطويل أو الجهد الذهني بسبب نوبة الضعف الدماغي التي أصابتني قبل مدة في قاديان ... فقابلَني شيخ من مشايخ "عليجرة" اسمه محمد إسماعيل والتمس مني بتواضع مفرط أن ألقي كلمة ... فقبلتُ طلبه بسرور القلب، وأحببتُ أن أبيّن حقيقة الإسلام في اجتماع عام ... ولكن حدث بعد ذلك أن منعني الله تعالى من ذلك ... وإنني واثق من أن الله تعالى لم يرد أن أبذل جهدًا ذهنيًا مضنيًا فأُصاب بمرض جسدي، لأن صحّتي لم تكن على ما يرام أصلاً، لذا منَعني الله تعالى من الخطاب".

 يقول الميرزا([35]): “ لا أزال مصابا بضعف الدماغ وتتدهور الحالة أحيانا لدرجة تصبح قريبة من الموت. لقد شاهد معظمكم حالتي هذه. كذلك أنا مصاب بمرض كثرة البول أيضًا منذ مدة طويلة وكأنني أُلبستُ مهرودتين، إحداهما في الجزء العلوي من الجسم والأخرى في الجزء السفلي منه".

هل الميرزا مريض نفسي بأوهام الولاية، والمهدوية، والنبوة، أم هو كذاب؟

1- أي مدعي للنبوة إمّا أن يكون صادقًا أو كاذبًا، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل مثال للمدعين الصادقين، ونلاحظ في الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أقصد كلام الله تعالى أي القرآن الكريم البلاغة والنظام والترتيب والسهولة والعمق وغير ذلك الكثير من أوجه البلاغة، وقد قال الله تعالى {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}([36]) فكلام الله تعالى لا يوجد ما يقارنه.

2- أما المدعون للنبوة الكذبة؛ فهم إمّا أن يكونوا عقلاء أصحاء ويقصدون الافتراء، وإمّا أن يكونوا مرضى نفسيين، ومدعو النبوة العقلاء الأصحاء حينما يكذبون ويفترون على الله تعالى بادعاء الوحي والإلهام يكتبون نصوصًا للوحي بالكذب، ولكنهم يحاولون أن يكون ما يدعونه من نصوص من الوحي جميلة بليغة مرتبة قدر الإمكان، وأمّا المرضى النفسيون فلا يكونون على الدوام في حالة اللاوعي النسبي التي يأتي لهم فيها الوحي والإلهام، فنجد ما يدعونه من إلهام ووحي عبارة عن ألفاظ وجمل قد تكون بلا معنى يعرفه صاحب الوحي، وقد تكون غير مترابطة لأنها ليست من كلام الله تعالى، أو قد تكون نصوصًا من آيات القرآن أو الحديث الشريف أو وقد تكون بعض أشعار العرب، ولكن لا يجمعها ترتيب أو نظام ولا بلاغة فيها، ومع ذلك لا يجد هذا المريض النفسي حرجًا في نشرها على أنها من كلام الله تعالى، فهو مقتنع تمامًا وبشكل قطعي أنّ الله تعالى يوحي إليه، وبالتالي لا يستطيع التدخل في نصوص الوحي الذي يدّعيه، فمهما كانت متناثرة غير مرتبة وغير مفهومة وبلغات قد لا يعرفها، ولا حتى بترتيب معقول، فنجده يكتبه كما هو مهما كان، ونجده يجزم بنبوءات – لا يقولها عاقل- وأنها لا بد أنّ تتحقق بشكل قطعي، فإذا لم تتحقق يقول إنه لم يفهم الوحي، وإنّ ربه صحح له الفهم بعد ذلك، والميرزا أقر كثيرًا جدًا بعدم فهمه للوحي، ووصل به الأمر إلى اتهام الأنبياء بأنهم هم أيضًا لم يفهموا الوحي من الله تعالى، ولكنه لا يتراجع أبدًا عن وحيه أنه من الله تعالى، ومن هذه النبوءات نبوءة عمره؛ أنه سيعيش ثمانين سنة قد تزيد قليلًا أو تقل قليلًا، فلا يمكن أنْ يكون عاقلًا صحيحًا من يقول هذا الكلام، إلا أنْ يكون مريضًا نفسيًا بأوهام مكالمة الله تعالى له، بينما نجد ما يكتبه في كتبه من غير الوحي منمقًا مرتبًا لأنه يكتبه حالة الوعي.

3- يقول الميرزا أنّ وحيه من ربه هو ظل للقرآن الكريم، والظل هو المتابعة اللصيقة ومشابهة الظل للأصل أحيانًا، فهل وحي وإلهام الميرزا يشابه القرآن الكريم، فبنظرة سريعة في كتاب (التذكرة)([37]) وبقية كتب الميرزا وبخاصة التي كتبها باللغة العربية سنجد الفرق الهائل بين ما كتبه الميرزا على أنه من وحي ربه، وبين ما كتبه باللغة العربية من غير الوحي والإلهام، فالميرزا كان يقتبس من كتب أدباء العربية، وكان يطلب التحسين لما يكتبه باللغة العربية من علماء اللغة العربية المرافقين له، بل ويستعين بالقواميس العربية كما في الرواية 104 من كتاب سيرة المهدي([38])، وقد أقر الميرزا بالاقتباس من كتب الأدباء العرب مثل كتاب مقامات الحريري([39]).

والخلاصة: الميرزا مريض نفسي بأوهام المهدوية والولاية التي قد تصل إلى الاعتقاد بالنبوة([40])، ويعتقد الميرزا جازمًا أنّ الله تعالى يكلمه ويخاطبه، ولا يستطيع التخلص من هذه الأوهام، وحينما رأى أنّ ما يتصوره من نبوءات قد سقطت، لم يتراجع عن أوهامه، بل يبدأ في التحايل والبحث في النصوص عن أي مخرج يعلل به فشله، بحيث لا يخرجه من حالة الأوهام التي يعيشها بالفعل، وقد يلجأ للكذب بالادعاء أنّ ما يحدث له قد حدث مع الأنبياء من قبل.

وأخيرًا هلك الميرزا في 26 مايو سنة 1908م بالإسهال والقيء بسبب مرض الكوليرا الوبائي، ولم يستطع الذهاب إلى بيت الخلاء بسبب شدة الإعياء، فنقلوا له كل ما يلزم لقضاء الحاجة في حجرة نومه فتحولت حجرة نومه إلى بيت خلاء من كثرة القيء والإسهال([41]).

 


 

الفصل الثالث

العطاءات اليلاشية للميرزا غلام

سأتحدث في هذا الفصل بعون الله تعالى عما ادّعاه الميرزا من عطاءات([42]) ربانية علمية وروحية وسلوكية، وهبها له ربه "يلاش العاج" وهذا الفصل مُكَمّل للتعريف بالميرزا غلام.

وسأثبتُ ورود مثل هذه العطاءات المدعاة في الفترة ما قبل ادّعائه النبوّة والرسالة، وقبل وقوعه في أخطاء عقدية وأخطاء في فهمه لآيات القرآن الكريم.

كما سأثبتُ استمراره في ذِكر هذه العطاءات على مدى سنوات طوال مؤكدًا إصراره على هذه العطاءات وأنّها من الثوابت العلمية والنفسية له.

وهدفي من ذكر وتأكيد هذه العطاءات إثبات دجل وكذب الميرزا([43])، لأننا سوف نراه يخالف كل هذه العطاءات بشكل واضح ومتكرر في كتبه، وهو ما سأقوم بإثباته سواء في هذا الجزء من الكتاب أو في أجزاء تالية بعون الله تعالى.

وقبل دراسة عطاءات الميرزا الشخصية، أبدأ بذكر أمرين أراهما في منتهى الأهمية:

الأمر الأول: متى بدأ وحي نبوة ورسالة الميرزا المدعاة.

الأمر الثاني : بيان أهمية كتاب (البراهين الأحمدية) عند الميرزا.


 

الأمر الأول: أهمية معرفة متى بدأ وحي النبوة والرسالة التي ادّعاها الميرزا غلام

الميرزا يعتبر نفسه نبيًّا ورسولًا أفضل من بعض الأنبياء، وأفضل بمئات المرات من سيدنا عيسى عليه السلام، فلو عرفنا تاريخ بداية وحي نبوة الميرزا، والذي بموجبه استحق الميرزا هذه العطاءات التي منحها له ربه يلاش العاج، فلا يصح من نبيّ بهذه العطاءات اللدنية أنْ يكون في كلامه أخطاء عقدية ولغوية، أو أنْ يترك نصًا من وحي وإلهام ربه ويعمل باجتهاده الشخصي- كما سنرى لاحقًا- كما لا يصح له الارتداد وترك عقائد نَصَّ عليها في فترة نبوته لسنوات تزيد على العشرين سنة، ثم يقول بعد ذلك بغيرها أو ينفيها كليًا.

أولًا: النصوص التي تثبت إقرار الميرزا أنّ بداية وحي النبوّة كان في سنة 1882م.

أول هذه النصوص وأهمها ما ورد في كتاب (التذكرة)([44]) حيث يقول الميرزا: “تلقّيتُ ذات مرة إلهامًا فحواه أنّ الملأ الأعلى في خصام؛ أعني أنّ مشيئة الله تعالى هائجة لإحياء الدين، ولكن لم ينكشف على الملأ الأعلى بعد تعيين الشخص المحيي، ولذلك فهم يختلفون".

ويقول الميرزا([45]): “وفي هذه الأثناء رأيت في الرؤيا أنّ الناس يبحثون عن هذا المحيي، وأتى أحدهم حذاء هذا العبد المتواضع وقال مشيرًا إليّ: “هذا رجلٌ يحبّ رسول الله". وكان المراد من قوله هذا أنّ أعظم شرطٍ لهذا المنصب حبّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأنه متوفر في هذا الشخص".

التعليق: واضح مِنْ كلام الميرزا أنّه حتى هذا الوقت أي سنة 1882 لم يكن هناك تحديد لشخصية هذا الرجل الذي سوف يحيى الله تعالى به الإسلام، فلا نقبل أنْ تكون بداية وحي النبوّة للميرزا قبل ذلك أي في سنة 1875م تدليسًا من الطائفة الأحمدية القاديانية لتثبت زورًا تحقق نبوءة عُمْر الميرزا كما سنرى تفصيل ذلك في جزء لاحق بإذن الله تعالى.

يقول الميرزا([46]): “وكنتُ ذات ليلة أكتب شيئًا، فنمت بين ذلك، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووجهه كالبدر التامّ، فدنا مني كأنه يريد أن يعانقني فكان من المعانقين. ورأيت أنّ الأنوار قد سطعت من وجهه ونزلت عليّ، كنت أراها كالأنوار المحسوسة حتى أيقنت أني أدركها بالحسّ لا ببصر الروح. وما رأيت أنه انفصل مني بعد المعانقة، وما رأيت أنه كان ذاهبًا كالذاهبين. ثم بعد تلك الأيام، فُتحتْ عليّ أبواب الإلهام، وخاطبني ربي وقال: “يا أحمد، بارك الله فيك".

التعليق: واضح من إقرار الميرزا أنّ بعد هذه الأيام فتحت عليه أبواب الإلهام، وليس قبل ذلك، كما سنرى في نصٍ تالٍ.

 ثم يذكر الميرزا الوحي والإلهام التالي([47]): “يا أحمد بارك الله فيك، ما رميتَ إذ رميتَ، ولكنّ الله رمى. الرحمن علّم القرآنَ، لِتنذرَ قومًا ما أُنذِرَ آباؤهم، ولِتستبين سبيل المجرمين. قلْ إني أُمِرتُ وأنا أوّل المؤمنين. قلْ جاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زَهوقًا. كلُّ بركةٍ من مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - فتباركَ مَن علَّم وتعلّمَ... قلْ إنْ افتريتُه فعليّ إجرامي. هو الّذي أرسل رسوله بالهدى ودينِ الحقِّ لِيظهره على الدِّينِ كلِّه... هذا مِن رّحمة ربِّك، يُتِمّ نعمته عليك لِيكون آيةً لِّلمؤمنين. أنت على بينةٍ من ربِّك، فبشِّرْ وما أنت بنعمة ربك بمجنونٍ. قلْ إن كنتم تُحبّون اللهَ فاتِّبعوني يحبِبْكم الله. إنّا كفيناك المستهزئين... إنّك بأعينِنا. سمّيتُك المتوكِّل. يحمدك الله مِن عرشِه. نحمدك ونصلِّي... إنِّي معك وكنْ معي أينما كنتَ، كُنْ مع اللهِ حيث ما كنتَ... ينصرك الله مِن عنده. ينصرك رجالٌ نوحي إليهم من السماء... إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا... يا أحمد فاضت الرحمةُ على شفتيْك. إنّك بأعيننا. يرفعُ الله ذِكرك، ويُتِمّ نِعمته عليك في الدنيا والآخِرة. ووجدك ضالاً فهدى...، يا أيّها المُدَّثِّرُ، قُمْ فأَنْذِرْ ورَبَّك فكَبِّرْ. يا أحمد، يَتِمُّ اسمُك ولا يَتِمُّ اسمي".

التعليق: واضح من كلام الميرزا أنّ وحي النبوّة لم يكن قد بدأ قبل مارس 1882م وذلك من خلال قوله "ثم بعد تلك الأيام، فُتحتْ عليّ أبواب الإلهام، وخاطبني ربي وقال "يا أحمد، بارك الله فيك"، بينما في مارس 1882م بدأ بإقرار من الميرزا وحي النبوّة والتبليغ والإنذار، ويظهر هذا جليًا من الحاشية في كتاب التذكرة حيث يقر الميرزا بالإقرارات التالية:

أ- "أنني تلقيتُ في أوائل أيام بعثتي([48]) الوحيَ التالي "يا أحمد بارك الله فيك... إلى قوله: وأنا أول المؤمنين.([49])"

ب- "لما انتهى القرن الثالث عشر وبدأ القرن الرابع عشر أُخبرتُ بوحي الله تعالى أنك مجدد هذا القرن، وتلقيت من الله تعالى الوحي التالي: “الرحمن علّم القرآن... إلى قوله وأنا أول المؤمنين"([50]).

ج - "وتحقيقًا لهذا الوحي وهَبني الله تعالى علوم القرآن، وسمّاني أول المؤمنين، وملأني بالمعارف والحقائق كالبحر، وأوحى إلى مرة بعد أخرى وقال: لا يوجد في هذا العصر مَن يباريك في معرفة الله ومحبّته سبحانه وتعالى"([51]).

فإذا كان العِلم الذي تعلمه من الرحمن وتعلمه من سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم كما قرر وصرح في النصوص السابقة في سنة 1882، فلا يصح قبول منه الأخطاء العقائدية واللغوية وفهمه الخاطئ لآيات القرآن الكريم بعد زمن بداية وحي النبوّة والتعلم كما حدث في سنة 1883م أي بعد زمن وحي النبوّة في 1882 بسنة على الأقل، ومع العلم فإنّ كل تلك الأخطاء أقر بها الميرزا في كتبه اللاحقة([52]).

ويقول الميرزا([53]): “يا أيها المشايخ الجافون، ويأيها الزهاد المبتدعون؛ الأسف عليكم! لا ترى أعينكم بقدر ما ترى عيون عامة الناس أيضا، دعْ عنك أن ترى بشكل أوضح منهم. أنتم الذين تقرؤون على مسامع الناس أحاديث مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: “الآيات بعد المائتين"، وتقولون إنّ ظهور العلامات - مثل المسيح الموعود وغيرها- بعد 1200 عامًا ضروري، بل منكم المشايخ الذين ألّفوا كتبا مشروطة بشروط ونشروها أيضا: أن ظهور المسيح والمهدي الموعود في أوائل القرن الرابع عشر ضروري، ولكن حين أظهر الله تعالى آياته المقدسة كنتم أول المنكرين".

التعليق: بداية القرن الرابع عشر الهجري أي سنة 1300 توافق سنة 1882م، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنّ بداية وحي البعثة للميرزا كانت في سنة 1882م، وهناك عدد آخر من النصوص بنفس دلالة النص السابق، أضعها في الحاشية([54]).

جاء الميرزا غلام([55]) ببعض الأبيات الشعرية من قصيدة لأحد الأولياء اسمه "نعمت الله الولي"، وقد تصور ناشرها كما يقول الميرزا أنّ هذه النبوءة سوف تتحقق في رجلٍ اسمه "سيد أحمد"، فما كان من الميرزا إلا أن أنكر اختصاص هذه النبوءة بهذا الرجل "سيد أحمد"، وأنها تختص به هو أي بالميرزا نفسه. وسوف أذكر بعض كلام الميرزا في شرحه لهذه الأبيات الشعرية الحاوية للنبوءة المزعومة حيث بدأ بالأبيات باللغة الفارسية ثم تولى شرحها بنفسه ليُظهر نفسه أمام القارئ أنه هو المقصود، وسيظهر جليًا بإذن الله تعالى أنّ هذه النبوءة لم تتحقق في الميرزا غلام، وليس هذا فقط، بل تبيّن بجلاء أنّ الميرزا كذّاب في دعواه، وتبيّن أيضًا بداية وحي بعثة الميرزا غلام، وعدم تحقق نبوءة عُمْر الميرزا، بل تظهر أن سنة مولد الميرزا في سنة 1842م، بالمخالفة الواضحة لم تَبَنَّتَه الطائفة الأحمدية القاديانية، أنّ سنة مولد الميرزا في 1835م.

وسنرى من كلام الميرزا في شرحه للنبوءة أنّ زمن بعثته مجددًا كان قبل عشر سنوات من زمن تأليف كتاب (الآية السماوية)([56]) كان في سنة 1892م، أي أنّ سنة بعثة الميرزا كانت في سنة 1882م، وقال الميرزا إنّه سيعيش لمدة أربعين سنة بعد البعثة، فإذا كان زمن بداية البعثة هو 1882م، فالمفروض أنْ يعيش الميرزا إلى سنة 1922م، فهل عاش الميرزا إلى هذا العمر؟ أمْ أنه هلك بالكوليرا في سنة 1908م؟ وسنرى أيضًا في شرح الميرزا أنّ عائلته يجب أنْ تكون عائلة ملكية عظيمة، فهل عائلة الميرزا كانت من عائلة ملكية عظيمة؟ أمْ أنها كانت من الحرّاثين أي المزارعين([57]) كما يدعي الميرزا غلام!!!

ويقول الميرزا في شرحه للنبوءة إنّ ابنه المصلح الموعود يَخْلُفُه([58])، وسيكون على أثره وأسوته ومتصبغًا بصبغته، ولكن في الحقيقة الذي خلف الميرزا بعد موته هو صاحبه (الحكيم نور الدين) وليس ابنه بشير الدين محمود، ولقد خالف بشير الدين محمود والده الميرزا في الكثير من المسائل، ومنها معارضته لحدوث الخوارق الإعجازية للأنبياء، وأنّ سيدنا الخَضِر ليس إلا كشفًا، وغير ذلك الكثير من المخالفات([59]).

ويكمل الميرزا في شرحه للنبوءة أنّ هذا الموعود أي المسيح الموعود سيكون اسمه أحمد([60])، وفي الحقيقة إنّ اسم الميرزا غلام ليس أحمد، بل اسمه غلام أحمد، أي خادم أحمد، وقد اعترف الميرزا بأنّ الاسم أحمد إنما هو اسمه في السماء، وأيضًا اسمه في السماء مُحَمَّد، وطبعا يستطيع أي دجال أن يقول إنّ الله تعالى سماه أحمد أو غير ذلك من مثل التخاريف الميرزائية.

وأخيرًا يقر الميرزا بأنّ صاحب النبوءة وَصَفَ الموعود بأنّ ظاهره وباطنه كالنبيّ[61]، وعظمة شأن النبوة بارزة فيه، أي لم يقل صاحب النبوءة إنّ الموعود سيكون نبيًّا، ويؤكد الميرزا هذا المفهوم من نبوءة "نعمت الله الولي" بالوحي الذي يدّعيه الميرزا ويقول فيه "جريِ الله في حلل الأنبيّاء" أي "رسول الله في لباس الأنبيّاء"([62])، فقد فسر الميرزا وحيه بأنه في حلل أي في لباس الأنبياء، وليس من الأنبياء، فليس لمن يرتدي لباس الأطباء أو الحكماء أو الشيوخ أنه واحد منهم.

ويقرر الميرزا([63]) أنه لا بد من أنْ يكون - بحسب النبوءة - الموعود من بلاد فارس، والسؤال هل هناك دليل أنّ الميرزا من بلاد فارس!!!

في الحقيقة الميرزا يقرر في كتبه مرارًا وتكرارًا أنّه من بلاد فارس بحسب الإلهام من ربه ولا يملك أي دليل أنّه من فارس([64])، وطبعًا أي عاقل يرفض الاستدلال بالادّعاء، فالإلهام للميرزا ليس إلا ادّعاء.

وهذا هو نص كلام الميرزا غلام، يقول الميرزا([65]): “بعد مضي الخريف من القرن الثالث عشر ستطلع شمس الربيع على رأس القرن الرابع عشر، أي سيظهر مجدد الوقت". أي: حين ينقضي عصر هذا المبعوث بكل نجاح يخلفه ابنه الذي سيكون تذكارا له. أي أنه قد قُدر له أن يهبه الله تعالى ولدا صالحا يكون على أثره وأسوته ومتصبغا بصبغته، ويكون تذكارا له من بعده، وهذا يتطابق مع نبوءتي التي أنبأت فيها عن ابن موعود لي" ويقول: “سيعيش هذا الإمام إلى أربعين سنة من يوم إعلانه عن تلقي الوحي. فليكن واضحا أنني أمرت بإلهام من الله تعالى في السنة الأربعين من عمري بدعوة الحق هذه، ولقد بشرني الله تعالى أن عمري ثمانون حولا أو قريب من ذلك، وتثبت من هذا الإلهام أيضًا فترة دعوتي إلى أربعين سنة، ولقد مضت منها عشر سنوات إلى الآن، انظروا البراهين الأحمدية صفحة 238 والله على، كل شيء قدير. لم تظهر ثمار الدعوة الحقة إلى الآن كما حصل مع نوح عليه السلام، ولكن ستتحقق جميع الأمور في وقتها" ويقول: “لقد أشير في هذا البيت إلى أنه سيكون ثمة أناس يعارضون ويعصون أمر هذا الإمام الذي سيبعث على رأس القرن الرابع عشر، إلا انهم سيواجهون في آخر المطاف الخزي والندم"، "إن ظاهره وباطنه كالنبيّ، وعظمة شأن النبوة بارزة فيه" و“علمت عن طريق الكشف أن اسم هذا الإمام هو: أحمد"، أراه بصورة كشفية من أسرة ملكية عظيمة والحمد لله رب العالمين".


 

أقوال علماء الأحمدية لتحديد بداية وحي النبوّة تأكيدًا لكلام الميرزا غلام

 يقول بشير الدين محمود([66]): “وجوابه: لقد أثبتُ أن المسيح الموعود عليه السلام كان يفوق المجدد والمحدَّث من أول يوم، وقد أعطاه الله تعالى من أول يوم لقب "نبيّ" أي النبيّ الذي لم يأت بشريعة جديدة وكانت نبوته نتيجة اتّباعه النبي صلى الله عليه وسلم. فمن الخطأ تمامًا القول بأن المسيح الموعود عليه السلام كان مجددًا ومحدَّثًا فقط إلى 13 عامًا.، بل الحق أنه كان نبيًا منذ بداية بعثته([67]). فالقول المذكور آنفًا باطل تمامًا وناتج عن سوء فهم قصدي".

 يقول (البشير أحمد)([68]): “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. أقول: قد بدأت سلسلة الوحي للمسيح الموعود منذ أمد طويل إلا أنّ الوحي الذي أُمر فيه من الله تعالى لإصلاح الخلق بصراحة تامة قد تلقاها في مارس 1882 أي حين كان يؤلف الجزء الثالث من البراهين الأحمدية. (انظروا البراهين الأحمدية، الجزء الثالث صفحة 238([69]) ولكنه لم يبدأ أخذ البيعة، بل انتظر لذلك أمرًا إلهيًا آخر، فلما نزل عليه أمر الله تعالى أعلن عن أخذ البيعة في ديسمبر 1888 ودعا الناس إلى ذلك من خلال إعلان نشره. ثم في بداية 1889 بدأ أخذ البيعة إلا أنه لم يعلن إلى ذلك الحين إلا أنه مجدد ومأمور من الله مع أنه منذ بداية إعلانه لم يصرّح فقط أنه مأمور من الله، بل وحيه يحتوي على إشارات صريحة إلى أنه المسيح الموعود، ولكنه وفق قدر الله تعالى لم يعلن بأنه المسيح الموعود واقتصر على أنه بُعث من الله تعالى مصطبغًا بصبغة المسيح الناصري من أجل إصلاح خلق الله، وقال: إنّ لي مماثلة مع المسيح الناصري. ثم أعلن في بداية عام 1891 عن وفاة المسيح وأعلن أنه هو المسيح الذي وعد بمجيئه في هذه الأمة. ولقد بدأت معارضته العامة بسبب إعلانه هذا".

 يقول مصطفى ثابت([70]): “ في مارس (آذار) 1882 تلقى سَيِّدنا أحمد أول إشارات الوحي الإلهي بأن الله تعالى قد اختاره ليكون مجدد القرن الرابع عشر الهجري. وفي ذلك الحين. طلب إليه بعض المخلصين من أصحابه أن يأخذ منهم عهد البيعة، ولكنه لم يوافق على ذلك، وقال بأن الله لم يأمره بأخذ البيعة من الناس".

في كتاب (معلومات دينية) الأحمدي([71])تأليف بعض علماء الأحمدية على شكل سؤال وجواب، حيث يقرون بنفس تاريخ بدء وحي البعثة النبوية، كما يقرون بأنّ بداية الوحي والإلهام على العموم - وهو ليس وحي البعثة النبوية - كان في سنة 1865 وهذا يعارض مَنْ قال بأن بداية الوحي كانت في 1875، هكذا:

س: متى تلقى عليه السلام أول وحي من الله تعالى، وما هو؟

ج: في عام 1865م وقد أوحي إليه عليه السلام باللغة العربية: “ثمانين حولًا أو قريبًا من ذلك أو تزيد عليه سنينا وترى نسلًا بعيدًا".

س: متى تلقى أول وحي للبعثة؟

ج: في مارس /آذار عام 1882م أوحى الله إليه باللغة العربية: “قل إني أُمرت وأنا أول المؤمنين".


 

الأمر الثاني: أهمية كتاب (البراهين الأحمدية)([72])

إنّ كتاب (البراهين الأحمدية)، هو أهم وأخطر كتاب كتبه الميرزا، وقد كتبه الميرزا بداية من سنة 1880م ونشر الجزء الرابع منه في سنة 1884م، فبحسب ما قاله الميرزا فإنه أراد من هذا الكتاب إثبات حَقية الإسلام والقرآن الكريم ونبوة سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، فذكر في الكتاب أصولًا للاستدلال يَستدل بها على أصحاب الديانات التي كانت تعاصره وأهمها الهندوسية والنصرانية، وذكر في الكتاب عقيدته وهي عقيدة أهل السنة والجماعة، وكان من جملة ما سطره في الكتاب الأمور التالية والتي تراجع عنها بعد عدة سنوات:

قال الميرزا غلام إنّ الأنبياء أولهم آدم وآخرهم سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم([73])، وإنّه أي الميرزا هو فقط ولي مُحَدَّث([74])، وأنّ المُحَدَّث يعلم الغيب اليقيني القطعي من الله تعالى، وكان مثاله سيدنا الخَضِر عليه السلام([75])، وقد ارتد الميرزا وقال عن نفسه إنّه نبيّ ورسول([76])، بل أفضل من بعض من الأنبياء([77])، وأنكر كليًا أنّ المُحَدَّث يعلم الغيب من الله تعالى([78]).

وقال إنّ الأنبياء من الناحية العقلية والقلبية هم على أعلى درجة في البشرية([79])؛ لأنّ الله تعالى هو من اختارهم واجتباهم لهذه المهمة الشريفة، ثم ارتد وقال إنّ كثيرًا من الأنبياء– ومنهم أولي العزم وعلى رأسهم سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم - قد أخطأوا في فهم وحي الله تعالى لهم في مسألة النبوءات المستقبلية([80])، وأنه مثلهم في هذا الأمر.

وقال إنّ الله تعالى لا يميت طفلًا رزقه الكفاءة العلمية والنفسية ليكون وليًّا أو نبيًّا([81])، ثم ارتد وقال إنّ ابنه البشير الأول الذي مات طفلًا كان ذو كفاءات نفسية وعقلية عليا([82]).

وقال إنّ الله تعالى قد ختم النبوة فلا كتاب ولا نبيّ ولا رسول ولا شريعة بعد الإسلام ولا بعد سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم([83])، ثم ارتد وقال إنّه نبيّ ورسول.

وقال إنّ سيدنا عيسى عليه السلام حي في السماء، وأنه نازل آخر الزمان ليكمل مهمته ويستأصل بالقوة كل الكفر والشرك قبل يوم القيامة([84]).

وقال إنّ عودة الشرك إلى الأمة الإسلامية محال([85])، ثم ارتد وقال إنّ عقيدة حياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء التي يعتقدها المسلمون هي عقيدة شركية([86]).

وقال إنّ معجزات سيدنا عيسى عليه السلام وسيدنا موسى عليه السلام حقيقية([87])، وأنّ إحياء الموتى في الدنيا حق([88])، ثم ارتد وقال إنّ معجزات سيدنا عيسى عليه السلام لم تكن على الحقيقة، وإنما فعلها بالحيلة والتنويم المغناطيسي([89]) ولأنه أيضًا كان نجارًا ماهرًا([90]).

وقال إنّ الله تعالى لا يُخفي أصلًا من أصول الدين إلّا ويبيّنه لهم([91])، ثم ارتد وقال إنّ الله تعالى أخفى عقيدة موت سيدنا عيسى عليه السلام عن المسلمين لمدة 1300سنة إلى أن يأتي الميرزا ليبيّنها لهم ([92]).

وقال إنّ معنى التوفي في الآية "يا عيسى إنّي متوفيك ..." يعني استيفاء الأجر أو الموت([93])، ثم ارتد وقال إنّ التوفي في الآية الكريمة لا يكون معناه إلّا الموت([94]).

وقال إنّ من أصول الاستدلال بدليل مركب من أجزاء حتمية الاحتياج لبعضها البعض لتكون دليلًا معتبرًا([95])، فلا يمكن ولا يصح الاستدلال بمثل هذه الأدلة المركبة إلّا بمجموع الأجزاء معًا، ثم ارتد وادعى النبوة والرسالة لأنه يرى رؤى منامية وتتحقق – بحسب زعمه – وأنّ هذا هو دليل نبوته ورسالته، لأنّ المبشرات التي وَعَدَ سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم باستمرارها بعد رفع النبوة سوف تستمر.

 النصوص التي تثبت أهمية هذا الكتاب، والتي لا أبالغ حين أقول إنّ هذا الكتاب لو تمت دراسته من الراغبين في نقد الطائفة الأحمدية القاديانية دراسة مستفيضة، سيستطيعون بسهولة هدم هذه الطائفة، وكما أسلفتُ أنّ ذكر أهمية هذا الكتاب إنما هو لإلزام الأحمديين بأنّ هذا الكتاب هو كتاب إلهامي من رب الميرزا.

1- في سنة 1878 أي قبل كتابة كتاب (البراهين الأحمديةفي سنة 1880م، قال الميرزا إنّ الله أصلحه بالكمال والتمام وطهره تَطْهِيرًا، وهذا يعني أنّ كل ما يلي تاريخ 1878م من كتب الميرزا يجب ألّا يكون فيه أخطاء اجتهادية، وبخاصة أنّ الميرزا يقول إنّه يكتب بحول الله تعالى، وإنّ كتاباته مصطبغة بصبغة الوحي كما ورد في كتاب (سيرة المهدي) تأليف ابنه (البشير أحمد) الرواية رقم 104([96]).

2- الميرزا نفسه سمّى هذا الكتاب([97]في رؤيا له مع سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم "القطبي"، وهذا الاسم مشتق من النجم القطبي أي من الثبات والهداية وعدم التزلزل، فيقول الميرزا: “...قلت: سميتُه (قطبي). وقد كُشِفَ الآن تفسير هذا الاسم بعد تأليف هذا الكتاب المصحوب بالإعلان بأنه كتاب محكَم لا يتزلزل مثل الكوكب (القطب)([98]) "، ويقول في نفس الصفحة أيضًا "...ولم يخطر ببالي قط أني سأؤلف كتابًا دينيًّا وسأنشر معه إعلان جائزة بعشرة آلاف روبية معلنًا أنه مُحكم، ومتحديًا بصدقه، ولكن من الواضح تمامًا أنّ الأمور التي دلت عليها الرؤيا قد تحققت إلى حد ما. وأمّا (القطبية) التي سمَّيتُ بها الكتاب في تلك الرؤيا، فقد قدمتُ (القطبية) نفسها للأعداء مقرونة بوعد جائزة كبيرة، وأتممت عليها حُجّة الإسلام. أمّا أجزاء الرؤيا التي لم تتحقق بعد، فليترقب الجميع تحققها؛ لأن الكلام السماوي لا يمكن أن يُردَّ أبدًا ".

ويدّعي الميرزا أنّ الله هو وليّ هذا الكتاب وكفيله ظاهرًا وباطنًا؛ فيقول تحت العنوان الكبير "نحن وكتابنا"([99]): “عندما أُلِّف هذا الكتاب بداية كان وضعه مختلفًا ثم أطلعني، أنا أحقر العباد، التجلي المباغت لقدرة الله تعالى – مثل موسى تمامًا – على عالم ما كنت مطلعًا عليه من قبل. أي كنت أتجول أنا العبد المتواضع أيضًا مثل ابن عمران في ليلة مظلمة لأفكاري، إذ سمعت دفعة واحدة صوتًا من الغيب: (إني أنا ربك)، وكُشِفَت الأسرار التي لم تكن في متناول العقل والتصور. فالآن إن وليّ هذا الكتاب وكفيله ظاهرًا وباطنًا هو الله رب العالمين، ولا أدري إلى أي مدى وقدر يريد الله تعالى إيصاله. والحق أنّ أنوار صدق الإسلام التي كشفها علي الله تعالى إلى الجزء الرابع من الكتاب، تكفي لإتمام الحجة ".

كلام الميرزا السابق يدل على أن هذه المقدمة هي بعد الانتهاء من الجزء الرابع من الكتاب وأنّ هذا الوحي "إني أنا ربك" إنما كان بعد الانتهاء من الكتاب، كما في قوله "الجزء الرابع من الكتاب، تكفي لإتمام الحجة".

4- ويدّعي الميرزا([100]) أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك هذا الكتاب في الرؤيا عند لمسه للكتاب فتحول إلى ثمرة أحيا الله تعالى بها الإسلام.

5- ويدّعي الميرزا أنّ من علامات بركة الكتاب ما ذكره في نفس الكتاب([101]): “فلُباب القول إنّ هذا الكتاب ضروري جدًا ومبارك جدًا لطلاب الحق، ويتبيّن ويتألق به صدق الإسلام مثل شمس ساطعة، وتستبين عظمة ذلك الكتاب المجيد([102]) الذي به يرتبط شرف الإسلام وعظمته وصدقه"، وقال أيضًا: “وإنّ هذا الكتاب يشمل إعلانًا، ومقدمة، وأربعة فصول ،وخاتمة. جعله الله مباركًا لطلاب الحق وهدى بقراءته كثيرًا إلى الدين الحق، آمين".

6- ويقول الميرزا([103]) إنّ الله تعالى أرسل في الرؤيا للميرزا تفسير القرآن الكريم الذي ألفه سَيِّدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبعد مباركة السَيِّدة فاطمة الزهراء واعتبار الميرزا – كما يدّعي هو- في مقام الحسين رضي الله عنه، يقول الميرزا شارحًا وحيه "وصدوا عن سبيل الله رد عليهم رجل من فارس، شكر الله سعيه. كتاب الوليّ ذو الفقار علي"؛ "أي أنّ كتاب الوليّ هو سيف علي، أي أن هذا الكتاب يفني المعارض ويبيده، وكما أنّ ذو الفقار على رضي الله عنه أنجز أعمالًا عظيمة في معارك خطيرة، كذلك سينجز هذا الكتاب مهمات عظيمة أيضًا. وهذه أيضًا نبوءة عن تأثيرات هذا الكتاب العظيمة".

7- وقد أقر الميرزا في كتابه (البراهين الأحمدية) بأنه لم يجتهد في كتاب (البراهين الأحمدية)، وإنما ذكر الأدلة والبراهين لبيان حقية الإسلام وصدق نبوة سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم نفسه؛ حيث قال في بيان أدلة صدق القرآن الكريم وبيان فضائله ومحاسنه([104]): “ثالثا: ليكن واضحًا أيضًا لكل شخص أنّ الأدلة والبراهين التي أوردتها في هذا الكتاب على صدق القرآن الكريم وصدق رسالة سَيِّدنا خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، أو ما بينته من فضائل القرآن الكريم ومحاسنه، أو الآيات البينات التي سجلتها على أنّها من الله تعالى، أو ما أدعيته عن القرآن الكريم ؛ فكل تلك الأدلة مأخوذة ومستنبطة من هذا الكتاب المقدس نفسه، أي أنني سجلت الادعاء الذي ادعاه القرآن الكريم نفسه وأوردت أيضًا الدليل نفسه الذي أشار إليه هذا الكتاب المقدس، فلم أُورد دليلًا باجتهادي الشخصي ولم ادّع شيئًا من تلقاء نفسي، بل سجلت في كل مكان الآيات كلها التي أخذت منها أدلتي وادعاءاتي".

8-ويقول الميرزا([105]إنّ الله تعالى فقط هو مَنْ علّمه الأمور الدينية بدليل أنه (المهدي) ولم يعلمه أحد من البشر، وأكد على هذا المعنى بالتأكيد المتكرر لكلمة (فقط) أي أنّ الله تعالى هو فقط معلمه في الأمور الدينية، وهذا بناءً على وحي من ربه في (البراهين الأحمدية) والوحي هو: “هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق..." كما في (البراهين الأحمدية)([106])، وقال إنّ ربه خاطبه في (البراهين الأحمدية) بأنه "آدم" مرات كثيرة([107])، ودلالة الاسم (آدم) كما يقول الميرزا هي أنّ الله تعالى هو معلم الميرزا الوحيد للأمور الدينية كما أنّ الله تعالى هو معلم سَيِّدنا آدم عليه السلام الوحيد([108]).

9- ويقول الميرزا([109]) جوابًا على انتقاد من الشيخ (مُحَمَّد إسماعيلشيخ عليجرة، الذي توقع ألا يكون الميرزا هو مؤلف الكتب المنشورة باسم الميرزا، يقول الميرزا: “...كذلك الكتب التي ألفتُها ونشرتُها إنما هي نتيجة نصرة من الغيب([110]) وتفوق قدرة هذا العبد المتواضع واستطاعته العلمية، ونشكر الله تعالى على أنه قد تحققت نتيجة طعن هذا الشيخ نبوءة وردت في (البراهين الأحمدية) جاء فيها أنّ بعض الناس سيقولون هذا الكتاب بأنّه ليس من تأليف هذا الشخص، بل أعانه عليه قوم آخرون".

10- ويقول الميرزا([111]): “بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، أفضل الرسل وخاتم النبيّين. لقد ألّفتُ كتاب (البراهين الأحمدية) ملهمًا ومأمورًا من الله بهدف إصلاح الدين وتجديده."

وهنا سؤال هو: فكيف يُلهِمُ ويأمُرُ الله تعالى الميرزا بتأليف كتاب وهو كتاب (البراهين الأحمدية)، ويتركه يكتب فيه عقائدًا وأفكارًا، ثم يقول الميرزا لاحقًا إنّها أخطاء وعقائد شركية؟ وهذا من أكبر الأدلة على ارتداد الميرزا عما كتبه في كتاب (البراهين الأحمدية).

إذَنْ الميرزا يعتبر كتابه (البراهين الأحمدية) الأجزاء الأربعة الأولى كتابًا إلهاميًّا، ومن نصرة من الله تعالى، وأنّه أعلى من استطاعته العلمية، ولا يفوق الاستطاعة العلمية إلا الوحي، وهذا يؤكد أنّ عقيدة وأفكار الميرزا في كتابه (البراهين الأحمدية) كانت صحيحة إلى قدر كبير، ثم ارتد عنها كما سنبيّن بعون الله تعالى في الباب الثاني تفصيلًا.


 

مختصر العطاءات اليلاشية([112]).

يدّعي الميرزا أنّ ربه طهّره تطهيرًا، وقام بإصلاحه تمام وكمال الإصلاح، وكان ذلك في سنة 1878م([113]).

وأنّ حال الباحثين عن الحق – ومنهم الميرزا- أنّ الأوامر والعقائد التي قَبِلها الإنسان من قبل إيمانًا وعلى سبيل السماع فقط تُكشف عليهم في هذه المرحلة مشهودةً ومحسوسة بواسطة الكشوف الصحيحة والإلهامات اليقينية القاطعة وتُظهَر عليهم دفائن الشرع والدين والأسرارُ الكامنة في الملة الحنيفة".([114])، وأنّ ربه وهب له علم الأولين والآخرين([115]).

وأنّ ربه أعطاه علمًا لا يحصل في المدارس الدنيوية، بل ينال من المعلم السماوي فقط([116])، وأنّ العلم الذي لا يصحبه نور سماوي ليس علمًا، بل هو جهل، وهو ليس نورا، بل ظلام، وأن ديننا قد نزل من السماء، فلا يفهمه إلا الذي جاء من السماء([117]).

وأنه هو المهدي المنتظر([118])، والحكم العدل([119])، يحكم في الاختلافات والنزاعات العقائدية الموجودة في المسلمين، فيختار لهم العقيدة الصحيحة، ويحكم أيضًا في الخلافات بين المسلمين وغيرهم، كما ادعى لنفسه العصمة، وأنه بمنزلة الحرم من حضرة العزّة، ومقامُ الأدب يقتضي أن يعرَض كلُّ أمر عليه، ولا يؤخذ شيء إلا مِن يديه ([120])، وأنه لا ينطق إلا بإنطاق الرحمان([121])، وأنّ كل ما يقوله من أنواع حسن البيان أو تفسير القرآن، فهو من الله الرحمن، وأنّ الله لا يتركه على خطأ طرفة عين([122])، وأنّ ربه لا يتركه ثابتًا على الخطأ([123]).وأنه كما حال المقرَّبين؛ فيتكلمون حين تُنطقهم روحُ القدس ويرون حين تُريهم روح القدس، ويسمعون حين تُسمعهم روح القدس وتنشأ جميع إراداتهم بنفخٍ من روح القدس، وأنهم يكونون مصداقًا ظليًّا للآية: “وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إن هو إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى..."([124]).

وأنّ ربه علمه من المعارف والدقائق ما لا يتأتى بقدرة الإنسان، بل يعثر عليها بقدرة الله وحده، وهذا ليس من تكلفات الإنسان، بل حلت المعضلات بتعليم من روح القدس"([125])، وأنّ روح القدس ترافقه في كل حين، وأنّ له من الله تعالى في كل يوم نظرة([126]).

وما كان له أن يكتب حرفًا لولا عونُ حضرة الكبرياء، وأن ربه عصم قلمه وكَلِمه من الخطأ)[127](.

وأنّ ربه وهب له دراية تُعَدّ مِن خرق العادة، ويعصمه من الخطأ في الآراء([128]).

وأنه يتلقى علم الدين من الله حصرًا، ولم يكن الميرزا تلميذ أي أستاذ في القرآن والحديث([129]).

وأنّ من آيات صدقه أنّ ربه أعطاه علم القرآن، وأخبره من دقائق الفرقان"([130])، وأنّ من تبع القرآن فسيجد نورًا وجده النبيّون([131]).

وأنّ ربه أيده بتأييدات متعالية عن طور العقل، وآتاه من لدنه العلوم الإلهية، والمعارف والنكات، ليتعاطى الناس منه كأس البصيرة واليقين"([132]).

 

نصوص العطاءات كاملة

أولًا: ادعاؤه أنه هو الحَكُم العَدل

يقول الميرزا([133]): “ومن جملة تلك الأدلة أن المسيح([134]) سيصحح على إثر مجيئه الأخطاء في معتقدات الناس وأفكارهم؛ فقد ورد في صحيح البخاري حديث أنّ المسيح ابن مريم سينزل حَكَمًا عدلا. فلكل عاقل أن يدرك من كلمتي "الحكَم" و"العَدْل" أن المسيح سيحكم بالحق والعدل، وذلك على عكس فهم الكثيرين وأفكارهم. وكما يسخط الناس قليلو الفهم عادة من الحَكَم العَدْل، كذلك يسخطون من المسيح أيضا. فلقد جئت أنا أيضًا حَكَما عَدْلا، وبيّنتُ الأوهام الباطلة كلها على حقيقتها".

ويدعي الميرزا إنّ ربه يلاش أعطاه قوة من لدنه يدرأ بها الشبه عن قلوب الناس، وفتح عليه أبواب تعليم الخلق وإتمام الحجة وإراءة الحق([135])، كما قال في نفس الكتاب([136]): “أيها الأخ الشريف الصالح ! لا تنظر إلى تكفير العلماء وتكذيبهم، فإني أعلم من الله ما لا يعلمون، وقد علمتُ حقيقة الأمر من ربي وهم من الغافلين...فإنّ لي من الله تعالى في كل يوم نظرة ".

كما قال قاصدًا نفسه([137]): “وأسماء هذا المجدد ثلاثة وذِكرها في الأحاديث الصحيحة صريح: حَكَمٌ ومهديٌّ ومسيح. أما الحَكَم فبما رُوِيَ أنه يخرج في زمن اختلاف الأمّة، فيحكُم بينهم بقوله الفصل والأدلة القاطعة، وعند زمن ظهوره لا توجد عقيدة إلا وفيها أقوال، فيختار القولَ الحق منها ويترك ما هو باطل وضلال. وأمّا المهدي فبما رُوِيَ أنه لا يأخذ العلم من العلماء، ويُهدى مِن لدن ربه كما كان سُنّة الله بنبيّه مُحَمَّد خير الأنبياء، فإنه هُديَ وعُلّمَ من حضرة الكبرياء، وما كان له معلِّم آخر من غير الله ذي العزّة والعلاء. وأما المسيح فبما رُوِيَ أنه لا يستعمل للدّين سيوفا مشهَّرة ولا أسنّة مذرَّبة، بل يكون مُداره على مسحِ بركات السماء، وتكون حَرْبتُه أنواع التضرّعات والدعاء. فاشكروا الله أنه موجود في زمنكم وفي هذه البلدان، وأنه هو الذي يكلّمكم في هذا الأوان".

التعليق:

إذا كان الميرزا هو الحكم العدل- كما يدّعي- وله أن يحكم في عقيدة المسلمين، ويحدد الصالح والفاسد منها، فكيف نقبل من الحكم العدل التصريح بأنه أخطأ في عقيدته ولغة القرآن الكريم وتفسيره([138])، ثم يقوم بتغيير عقيدته أكثر من مرة، فما الفرق بينه وبين عوام الناس!!! ولا ننسى أنه ادعى أنّ ربه يلاش قد طَهّره تطهيرا وأصلحه بالتمام والكمال في سنة 1878، وكانت بداية وحي البعثة النبوية والرسالة للميرزا– كما يدّعي هو - في مارس سنة 1882م([139])، وعقيدة الميرزا كما يدعي هي عقيدة أهل السُنَّة والجماعة، ولقد صرح الميرزا بذلك أكثر من مرة([140])، ومعلوم أنّ أهل السُنَّة والجماعة يعتقدون أنّ سَيِّدنا عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب، وقد رفعه الله سبحانه وتعالى حيًّا في السماء، وأنه نازل آخر الزمان، وقد صرح الميرزا باعتقاده بحياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء، وأنه نازل قبل يوم القيامة في سنة 1883م([141])، وهذا هو النص الذي أقر فيه الميرزا بوقوعه في الخطأ الاعتقادي - من وجهة نظره- عندما ارتد عن عقيدة حياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء، يقول الميرزا([142]): “كنتُ فسّرتُ خطأً لفظ التوفي بمعنى الاستيفاء في موضع من (البراهين الأحمدية)، ويقدّم بعضُ المشايخ قولي هذا بقصد الطعن، مع أنه لا يصح الطعن فيه، فإني أعترف أنه كان خطأً مني، ولكنه ليس خطأً في الوحي. إنما أنا بشر، ولستُ بريئًا كسائر البشر من اللوازم البشرية من سهو ونسيان وخطأ. ومع أني أعلم أن الله تعالى لا يتركني ثابتًا على الخطأ، إلا أنني لا أدّعي أني بريء من أن أخطئ في الاجتهاد([143]). إن وحي الله يكون منزهًا عن الخطأ، أما كلام البشر ففيه احتمال الخطأ، لأن السهو والنسيان من لوازم البشر".

ولقد استمر الميرزا على عقيدة حياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء حتى نشره للجزء الرابع من كتاب (البراهين الأحمدية)- أي سنة 1884م، ولم يذكر أي مخالفة لهذه العقيدة حتى سنة 1891م، بل في مجلد الإعلانات الأول؛ الإعلان رقم 48 لسنة 1888م يقر الميرزا برفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء([144])، ثم يرتد عن كل هذا ويقول في وصف عقيدة حياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء إنها عقيدة شركية([145])، ويزيد ويصفها بالأوصاف التالية: أنها أفكار عبثية([146])، وأنها معتقد سخيف([147])، وأنها أفكار بالية([148])، وأنها اعتقاد فاسد وتصحبه آلاف المثالب المعقدة([149])، وأنّ هذه العقيدة معصية بلا شك([150])، وأنها تتيح للمعارضين فرصة للاستهزاء والسخرية([151])، بل دعا المسلمين للتخلص من هذه العقيدة قائلًا: "سبيل الاستعارة والمجاز مفتوح أمامكم للتخلص منه"([152]).

وهناك عقيدة أخرى غيّرها الميرزا خلال فترة ادعائه النبوة والرسالة؛ ألا وهي "المُحَدَّثية"، حيث كان يعتقد جازمًا أنّ المُحَدَّث يعلم الغيب اليقيني من الله تعالى، وظل يؤكد الميرزا أنّ عِلم المُحَدَّث للغيب اليقيني مذكور في القرآن الكريم، وبقيَ الميرزا على هذا الادعاء من سنة 1880م إلى أنْ أنكر كل ذلك في كتابه (إزالة خطأ) سنة 1901م أي بعد 21 سنة. فيقول الميرزا بشأن المُحَدَّثية وعلم الغيب للمُحَدَّث في كتابه (إزالة الأوهام) 1891م جوابًا على سؤال من معترض على ادعائه للنبوة([153]): “ السؤال 11: لقد ورد في الجزء الأول من الكتاب أي (فتح الإسلام) أنك ادّعيت النبوة. أما الجواب: ليس ذلك ادّعاء النبوة، وإنما هو ادّعاء المُحَدَّثية بأمر من الله تعالى، ولا شك أن المُحَدَّثية أيضًا تضم في طياتها شعبة قوية من شعب النبوة. من المعلوم أن الرؤيا الصالحة هي الجزء السادس والأربعين من النبوة، وقد ذُكرت المُحَدَّثية في القرآن الكريم جنبًا إلى جنب مع النبوّة والرسالة. وقد ورد بشأنها حديث صحيح أيضًا في صحيح البخاري، فإذا اعتُبرتْ - والحال هذه - نبوة مجازية أو شعبة قوية من شعب النبوة، فهل يلزم ذلك ادّعاء النبوة؟ تذكّروا قراءة آية القرآن الكريم التي رواها ابن عباس وهي: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيّ ولا مُحَدَّث إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يُحكم الله آياته}"([154]).

كما قال نافيًّا لمُحَدَّثيته وعلم الغيب للمُحَدَّث ومثبتًا لنبوته في كتاب (إزالة خطأ)([155]): “إذا كان الذي يتلقى أخبار الغيب من الله تعالى لا يسمى نبيًّا فبالله أخبروني بأي اسم يجب أن يُدعى؟ فلو قلتم يجب أن يسمى (مُحَدَّثا) لقلتُ لم يرد في أي قاموس أنّ التحديث يعني الإظهار على الغيب، ولكن النبوة تعني الإظهار على الغيب".

وكل ما سبق يوضح بطلان ما يدّعيه الميرزا وما صرح به من أنّ الله قد اختصه بأنه الحكم العدل ليختار العقيدة الصحيحة للمسلمين بقوله: “وعند زمن ظهوره لا توجد عقيدة إلا وفيها أقوال، فيختار القولَ الحق منها ويترك ما هو باطل وضلال([156]) ". فهل هناك معضلة يجب حلها والحُكْم فيها وبيان صحيحها مثل عقيدة يراها الميرزا أنّها عقيدة شركية!

والتعبير "عند زمن ظهوره"، يعني بداية بعثته المدعاة، أي في مارس سنة 1882م، بينما كما رأينا استمر الميرزا على عقيدته بحياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء بعد بداية بعثته لسنوات، فكيف عند ظهوره لم يختر العقيدة الصحيحة بزعمه!!!

 

ثانيا: ادعاؤه أنَّ الله تعالى قد أصلحه بالتمام والكمال في سنة 1878م

يقول الميرزا([157]) : “ومن جملة تلك الآيات، رؤيا رأيتها حين كنت في (غورداسبور)([158]) قبل 25 عاما تقريبا، ووجدتني فيها جالسا على سرير، وعلى يساري يجلس المولوي المرحوم عبد الله الغزنوي الذي يسكن أولاده في أمرتسر([159]) حاليا. وفي هذه الأثناء أُلقي الله في بالي أن أُزيحَ المولوي المذكور عن السرير، فتوجّهت إليه تاركا مكاني، أي أردتُ الجلوس حيث كان جالسا هو على الجانب الأيسر من السرير. فترك المكان وجلس عند مؤخرة السرير تاركا مكانا يقدَّر ببضعة أصابع. فألقِي في بالي مرة أخرى أن أزيحه من هذا المكان أيضًا، فملتُ نحوه فتحرك مرة أخرى بقدر بضعة أصابع. ثم أُلقي في قلبي أن أزيحه أكثر إلى مؤخرة السرير فتحرك أكثر. باختصار، ظللت أتحرك إليه وظل هو يتحرك إلى مؤخرة السرير حتى اضطر إلى النزول عنه، وجلس على الأرض وكانت ترابا فقط دون أن يكون عليها حصير أو ما شابهه. وفي هذه الأثناء جاء ثلاثة ملائكة من السماء، كان اسم أحدهم (خيراتِيٌّ) فجلسوا معه على الأرض وبقيتُ أنا جالسا على السرير. عندها قلت للملائكة وللمولوي عبد الله: تعالوا سأدعو الله تعالى فأمِّنوا. ثم دعوتُ ما نصه: (ربِّ اذهِبْ عني الرجس وطهِّرني تطهيرا)، فطارت الملائكة الثلاثة والمولوي عبد الله إلى السماء، ثم استيقظتُ. ووجدت على إثر الاستيقاظ أن قوة عليا جذبتني من الحياة الأرضية إلى الأعلى. وفي تلك الليلة الواحدة أصلحني الله تعالى بالتمام والكمال، وحدث في نفسي تغيُّرٌ لا يحدث بيد الإنسان أو إرادته. ثم حدث تماما كما كنت فسّرت جلوس المولوي عبد الله على الأرض ثم صعوده إلى السماء. فقد مات بعد ذلك سريعا وصار جسمه في التراب وروحه في السماء".

كما ذُكرت نفس الرؤيا مع بعض الاختلافات البسيطة في كتاب (التذكرة) قائلًا([160]): “في سنة 1878 أي قبْل نحو 25 عامًا رأيتُ في الرؤيا وأنا في (غورداسبور) أني جالس على سرير، والمولوي عبد الله الغزنوي جالس على يسار السرير نفسه، فخطر ببالي أن أُنزِله عن السرير، فبدأت أدفعه شيئا فشيئا حتى نزل وجلس على الأرض. وفيما أنا في ذلك ظهر من السماء ثلاثة ملائكة أحدهم اسمه (خَيْرائتي)، وجلس الثلاثة على الأرض مثل المولوي عبد الله، أما أنا فظللت جالسًا على السرير. عندها قلت لهم جميعا: سأقوم بالدعاء فقولوا: آمين. ثم دعوتُ: (رَبِّ أَذْهِبْ عني الرجس، وطهِّرْني تطهيرًا). فأمّن الملائكة الثلاثة والمولوي عبد الله، ثم طار الملائكة والمولوي عبد الله إلى السماء، ثم استيقظت. وبمجرد أن استيقظت أيقنت أن وفاة المولوي عبد الله قريبة، وأنه قد أرِيد لي في السماء فضل خاص. ثم ظللت أشعر على الدوام أن جذبًا سماويا خاصا يعمل بداخلي، إلى أن بدأ نزول الوحي الإلهي عليّ. إنها هي تلك الليلة التي أصلحني الله تعالى فيها بالتمام والكمال، وحدث في نفسي انقلاب يستحيل أن يحدث بيد الإنسان أو إرادته".

التعليق:

الميرزا غلام بقوله "إنها هي تلك الليلة التي أصلحني الله تعالى فيها بالتمام والكمال"، يحاول التلبس بما جاء في بعض أحاديث المهدي أنّ الله تعالى يصلحه في ليلة ليكون ضمن أدلته أنه المهدي([161]).

من المفترض أنْ يكون الإصلاح التام والكامل و التطهير لعبد من عباد الله في البدن والنفس، وإذا كان قد ثَبُتَ لدينا من سيرة حياة الميرزا نفسه أنه كان يعاني من مرض البول السكري وضعف الدماغ والدُوار أي الدوخة، وكثرة التبول المفرطة([162])، فليس أمامنا إلا اعتبار أنّ الإصلاح الذي تم للميرزا لم يكن إلا في النفس؛ أي إصلاح روحاني، والإصلاح والتطهير في النفس يكون بضبط عقيدة الإنسان ولغته وفهمه عمومًا، ولكلام الله تعالى خاصة، فلو كان في هذا العبد أي خللٌ في العقيدة وفَهْمِ القرآن الكريم، فلا يكون الادعاء بالإصلاح التام والكامل والتطهير المؤكد بالمصدر (وطهِّرني تطهيرًا) إلا كذبًا وتدليسًا على الناس، أو هي أوهام في قلبه ونفسه، وحاله حال المريض النفسي الذي يتصور أنه من الأنبياء والرسل.

كانت بداية النص على عقيدة حياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء في كتاب (البراهين الأحمدية) الجزء الرابع سنة 1883م، أي بعد خمس سنوات من رؤيا الإصلاح والتطهير، وكان موضوع كتاب (البراهين الأحمدية) إثبات حقية الإسلام والقرآن والرسول، فكيف نقبل منه قوله بأنّ عقيدة حياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء شركية بينما كانت نفس العقيدة من أدلة صدق الإسلام والقرآن ونبوة سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم كما جاء في كتاب(البراهين الأحمدية)!!!

أما عن إصلاحه في اللغة العربية؛ فقد قال العالم الأحمدي (جلال الدين شمس) في مقدمة كتاب التبليغ([163]) تحت العنوان (هبة إلهية محضة): “ولقد أكد سَيِّدنا أحمد (عليه السلام) بنفسه أن معرفته بالعربية هبة إلهية محضة، فقال ما نصه: (إنّ كمالي في اللسان العربي، مع قلة جهدي وقصور طلبي، آية واضحة من ربي، ليظهر على الناس علمي وأدبي. فهل من معارض في جميع المخالفين؟ وإني مع ذلك عُلّمت أربعين ألفًا من اللغات العربية([164])، وأعطيت بسطة كاملة في العلوم الأدبية)، وصرح في مكان آخر بما تعريبه: (لقد أعطيت آية الفصاحة والبلاغة بالعربية كظل لمعجزة القرآن الكريم فلا أحد يستطيع أن يبارزني في هذا المضمار)، ثم تحدث سَيِّدنا أحمد عليه السلام عن التأييد الإلهي الذي تلقاه أثناء الكتابة فقال ما تعريبه: (وهنا يجدر ذكرُ أنني ألاحظ أن التأييد الإلهي الإعجازي يحالفني وقتَ التأليف والكتابة بشكل خاص؛ فأشعر لدى كتابة شيء بالعربية أو الأُردية كأن أحدًا من داخلي يعلّمني. إن كتاباتي كلها، سواء العربية منها أو الأردية أو الفارسية، تنقسم دائمًا إلى قسمينِ: الأول: تتراءى لي على التوالي سلسلة من الألفاظ والمعاني بمنتهى السهولة فأكتبها، ومع أنني لا أتجشم أي مشقة وعناء في مثل هذه الكتابة، إلا أن تلك الكلمات والمفاهيم في واقع الأمر لا تفوق قدراتي العقلية كثيرًا، بمعنى أنه وإن لم يرافقني التأييد الإلهي بشكل خاص فإنني أستطيع بفضل الله تعالى أن أكتبها ببذل شيءٍ من الجهد وكثيرٍ من الوقت، وذلك ببركة التأييد الإلهي الطبيعي العام الذي هو جزء لا يتجزأ من خواص الفطرة الإنسانية، والله أعلم.. والقسم الثاني من كتاباتي يتم بطريق خارق للعادة كليةً؛ وذلك أنني حين أكتب شيئًا بالعربية مثلا وأحتاج إلى بعض المفردات التي يتطلبها السياق ولا أعرفها فإن الوحي الإلهي يهديني إليها، حيث يُلقي روحُ القدس تلك الكلمةَ في قلبي على شكل وحي متلوٍّ، ويُجريها على لساني دون وعي مني. وعلى سبيل المثال، احتجتُ أثناء الكتابة بالعربية إلى كلمة بمعنى {كثرة العيال} ولم أكن أعرف تلك الكلمة، بينما كان السياق يتطلبها، فأُلقيَ في قلبي فورًا لفظُ {الضفف} بصورة وحي متلوّ. كذلك احتجتُ أثناء الكتابة مثلًا إلى كلمة تعني لزوم الصمت غمًّا وغضبًا، ولم أعرف تلك الكلمة العربية، فنزل على قلبي وحيٌ يقول: {الوجوم}. والحال نفسه بالنسبة إلى الجُمل، فأثناء الكتابة بالعربية تَرِدُ على قلبي مئاتُ الجُمل بصورة وحي متلوٍّ، أو يُرينيها مَلاكٌ مكتوبةً على ورقة، ويكون بعضها آياتٍ من القرآن الكريم، وبعضها شبهَ آيات مع شيء من التصرف. في بعض الأحيان يتناهى إليّ فيما بعد أن الجملة الفلانية التي كانت قد أُلقيت عليَّ من عند الله تعالى بصورة وحي متلوٍّ توجد أيضًا في كتاب كذا. وبما أن الله تعالى هو مالكُ كل شيء فله الخيار كله أن يُنزل وحيًا على قلبي جملةً رائعة أو شعرًا جميلًا سبق أن ورد أيضًا في أحد الكتب أو الدواوين)".... ويكمل جلال الدين شمس: وهذا يؤكد أن ما ألفه سَيِّدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام باللغة العربية الفصيحة البليغة إنما ألفه بتأييد إلهي، وليس بناء على علم مكتسب".

التعليق على ادعاء الميرزا علمه اللدني للغة العربية:

إذا كانت كل هذه العطاءات للميرزا وقد كان يعتبر نفسه - في هذه الفترة- مجرد مُحَدَّث، ومُكَلَم؛ أي وليّ وإمام ، وليس بنبيّ ولا رسول- وإنْ اعتبر نفسه لاحقًا أنه نبيّ ناقص النبوّة أو نبيّ بالاصطلاح أو نبيّ بالمجاز- فما هو الوزن العلمي وحُسْن الفهم لكلام رب العالمين الذي يجب أن يكون عليه السادة الأنبياء؟ فإننا نجد أنّ الميرزا يدّعي أن الكثير من الأنبياء قد فهموا وحي الله المستقبلي (النبوءات) لهم بالخطأ، ومن جملتهم سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم ؛ كما جاء في كتاب (إزالة الأوهام)([165])، وهذا ما سنجيب عليه؛ أي تبرئة أنبياء الله تعالى من هذه التهمة الكفرية لهم من الميرزا الدجال الكذاب.

كما أنه مع هذا الكمال والتمام اجتهد وأخطأ – بحسب قوله - في تفسير كلمة من كلمات القرآن وهي: (متوفيك)، وكتب في كتاب (البراهين الأحمدية) أنّ هذه الكلمة تعني إعطاء أو أخذ الأجر الكامل وقد تكون للموت([166])، ثم فسر لاحقًا (التوفيبعد ذلك؛ بأنه اذا كان من الله ولنفس يقع عليها الموت، فلا يكون معنى التوفي إلا الموت كما في كتاب (إزالة الأوهام)، وقد أقر بهذا الخطأ اللغوي في أكثر من كتاب، وكيف مع هذا الكمال والتمام اللغوي يطلب من أتباعه المقربين المعاونة في الترجمة له من الأردية إلى اللغة العربية، والتحسين لما يكتبه قبل الطباعة([167])، وكيف مع هذا الكمال والتمام اللغوي كان يبحث في القواميس العربية ليعرف معاني بعض الكلمات التي لم يعرفها([168])، فأين هذا الكمال والتمام إنْ لم يكن على الأقل في الدين واللغة؟، بل وبلا حياء يعترف الميرزا غلام باقتباسه من كتب الأدباء بعد أن فضحه العلماء المسلمون بأنه يسرق النصوص البليغة من كتب الأدباء السابقين.

وسيتم بإذن الله تعالى مناقشة إدعاء الميرزا بالفصاحة الإعجازية في اللغة العربية، وذكر إقراره بالاقتباس من كتب الأدباء في الباب الثاني تحت العنوان "الإدعاء بفصاحة الميرزا الإعجازية في اللغة العربية".


 

ثالثًا: ادعاؤه أنه من المُطَهَّرين، وأنّ الرحمن علمه القرآن، وأنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم هو معلمه

يرى الميرزا أنّ تفسير التعبير "لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ" في الآية {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80)}([169])، أنّ المس يقصد به التفسير، وأنّ المطهرين هم من طهر الله تعالى قلوبهم وأرواحهم، فهم وحدهم من يملكون التفسير والفهم الحقيقي لآيات القرآن الكريم([170])، ويرى الميرزا أنه من المطهرين بداية من سنة 1882م أي في بداية وحي يلاش العاج له، أو قبل ذلك في سنة 1878م([171])، ومع ذلك نراه في سنة 1883م أي بعد التطهير وإتمام الإصلاح في سنة 1878م، يؤمن بحياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء، وغير ذلك الكثير من العقائد التي ارتد عنها بعد ذلك.

وقد بنى الميرزا آراءه على أنه من المطهرين بناء على فهمه للآية {لا يمسه إلا المطهرون}، واعتبر أنّ فهمه للآية من جهة، وأنه من المطهرين من جهة أخرى، هو أصل مُحْكم، بينما قد بلغ الاختلاف والتنوع في معاني كل كلمات الآية مبلغًا كبيرًا، فالمس له أكثر من معنى، والضمير "الهاء" في التعبير {يمسه} له أكثر من معنى، وقد اختلف أيضًا المفسرون في مَنْ هم "المطهرون"، وبالتالي فالبناء العقائدي على نص ذي دلالات متعددة ظنية لا يصح، ومسالة عدم صحة البناء على الأدلة الظنية قال به أيضًا الميرزا وعلماء الأحمدية كثيرًا، بناء على المبدأ "إذا تطرق الاحتمال إلى الدليل سقط الاستدلال به".

كما أنّ تفسير الميرزا للحكمة أيضًا يعتمد على وجه واحد، أنّ الحكمة هي علم القرآن، والميرزا اختار أحد المعاني وترك بقية المعاني التي قال بها المفسرون والبعض منهم مجددون، يقول القرطبي في تفسيره لسورة البقرة: “قُلْتُ: وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ كُلُّهُا مَا عَدَا قَوْلَ السُّدِّيِّ وَالرَّبِيعِ وَالْحَسَنِ قَرِيبٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، لِأَنَّ الْحِكْمَةَ مَصْدَرٌ مِنَ الْإِحْكَامِ وَهُوَ الْإِتْقَانُ فِي قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ، فَكُلُّ مَا ذُكِرَ فَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الْحِكْمَةِ الَّتِي هِيَ الْجِنْسُ، فَكِتَابُ اللَّهِ حِكْمَةٌ، وَسُنَّةُ نَبِيِّهِ حِكْمَةٌ، وَكُلُّ مَا ذُكِرَ مِنَ التَّفْضِيلِ فَهُوَ حِكْمَةٌ. وَأَصْلُ الْحِكْمَةِ مَا يُمْتَنَعُ بِهِ مِنَ السَّفَهِ، فَقِيلَ لِلْعِلْمِ حِكْمَةٌ، لِأَنَّهُ يُمْتَنَعُ بِهِ، وَبِهِ يُعْلَمُ الِامْتِنَاعُ مِنَ السَّفَهِ وَهُوَ كُلُّ فِعْلٍ قَبِيحٍ، وَكَذَا الْقُرْآنُ وَالْعَقْلُ وَالْفَهْمُ"([172]).

ولقد ذكر الميرزا معنى "المُطَهَّرِين" في كلامه أنه عن علامات أحباء الله المخلصين([173])، حيث يقول الميرزا غلام: “...وعلامتهم الخامسة عشرة هي علم القرآن الكريمإن معارف القرآن الكريم وحقائقه ولطائفه التي يُعطَونها لا يُعطَاها الآخرون مطلقا. هؤلاء هم المطَهَّرون الذين يقول الله جلَّ شأنه عنهم: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}".

في سنة 1893م قال الميرزا([174]): “ ثم أُوحيَ إليَّ بعد ذلك: قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم، يوحى إليّ أنما إلهكم إلهٌ واحدٌ. والخير كلّه في القرآن. لا يمسّه إلا المُطَهَّرون. ولقد لبثتُ فيكم عمرًا من قبله أفلا تعقلون".

وفي سنة 1900 يقول الميرزا([175]): “الرحمنُ علَّم القرآنَ، ولا يمسّه إلا المطهَّرون... كم هي عظيمة هذه الآية إذ علّمه الرحمن القرآن، ولا يعطى علم القرآن إلا المطهَّرون من عند الله تعالى...".

ويقول الميرزا([176]): “وقد يهوى المرء أن يُعطَى له دُرَرُ معارفَ وعلومٌ نُخَبٌ، وأن يحصُل له نُضار وعَقار ونَشَبٌ، فوهب لي ربي هذه كلها بكمال الإحسان والمنّة وقد يحبّ أن يُفتَح عليه أبواب الكشوف والإلهامات، وأخبار الغيب والآيات، وتُستجاب دعواتُه بأسرع الأوقات، وتصدر منه عجائب الخوارق والكرامات، ويكلِّمه ربُّه ويشرّفه بشرف المكالمات والمخاطبات، فالحمد لله على أنه أعطاني ذلك أجمعَ، ووهب لي علم الأولين والآخرين، وحلَّ عقدةً من لساني، وأملأَ بمُلَحِ الأدب بياني، وحلَّي كلامي بحُلل البلاغة وقوّي سُلطاني".

يقول الميرزا([177]): “والآية الثانية هي أن الله تعالى قد خصّني بالأنوار التي يُعطاها العباد المصطَفون ولا يسع أحدا أن يبارزهم فيها. فإن كنتم في شك فتعالوا للنزال، واعلموا يقينا أنكم لن تقدروا على ذلك...".

يقول الميرزا([178]): “يكفيني أن رحمة الله أخذت بيدي وأعطاني علما لا يحصل في المدارس الدنيوية، بل ينال من المعلم السماوي فقط".

وقال أيضًا([179]): “والمعلوم أنه لا يمكن لأحد أن ينال مرتبةً ما بمجرد الكلام ما لم يرافقه نور من السماء. والعلم الذي لا يصحبه نور سماوي ليس علمًا، بل هو جهل، وهو ليس نورا، بل ظلام، وليس لبًّا، بل عظمٌ. إن ديننا قد نزل من السماء، فلا يفهمه إلا الذي جاء من السماء. ألم يقل الله تعالى: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}. لن أقبل ولا أصدّق أنه يمكن أن يدرك الأرضيون من تلقاء أنفسهم العلومَ السماوية وأسرارها الباطنة وغوامضها الخفية المتراكمة. إنْ هم إلا دابة الأرض، وليسوا مسيحا من السماء. إن مسيح السماء ينزل من السماء، وتنزل أفكاره بعد أن تمسح السماء. وينزل عليه روح القدس، فيرافقه نور من السماء. أما دابة الأرض فترافقها أرجاس أرضية، ولا تملك صورة إنسانية كاملةً، بل تكون بعض أعضائها ممسوخة".

ويقول الميرزا([180]): “ومن آيات صدقي أنه أعطاني علم القرآن، وأخبرني من دقائق الفرقان، الذي لا يمسه إلا المطهرون "، وقال أيضًا في نفس الكتاب صفحة 301: “ إن هذا القرآن يطهّر الصدور، ويلقي فيها النور، ويُري الحبور الروحاني والسرور، ومن تبعه فسيجد نورًا وجده النبيّون. ولا يلقى أنواره إلا الذين لا يريدون عُلُوًّا في الأرض ولا فسادًا، ويأتونه راغبًا في أنواره، فأولئك الذين تفتح أعينهم، وتُزكَّى أنفسهم، فإذا هم مبصرون. وإني بفضل الله من الذين أعطاهم الله من أنوار الفرقان، وأصابهم من أتم حظوظ القرآن، فأنار قلبي ووجدتْ نفسي هداها، كما يجد الواصلون. ثم بعد ذلك أرسلني ربي لدعوة الخلق، وآتاني من آيات بينة، لأدعو خلقه إلى دينه، فطوبى للذين يقبلونني ويذكرون الموت، أو يطلبون الآيات وبعد رؤيتها يؤمنون ".

وقال الميرزا([181]): “ آية روحانية تُثبت إن كنتُ صادقًا ومؤيَّدا من الله أم لا؟ وهل الشيخ مُحَمَّد حسين البطالوي صادق أو كاذب ودجال في اعتباري كاذبا ودجالا؟ يدرك العقلاء أن من جملة الآيات هناك آيات الحقائق والمعارف واللطائف الحكيمة أيضًا التي يُعطاها بوجه خاص ذوو النفوس الطاهرة الذين يكون فضل الله عليهم عظيمًا، كما تشهد بأعلى صوت الآيتان: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}، {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}. فهذه العلامة ستُعتَبر آية بينة لاختبار كذبي أو صدقي مقابل الشيخ مُحَمَّد حسين. والأسلوب الأحسن لهذا الحكم هو أن تُعقد جلسة قصيرة ينتخب فيها المنصفون المتفق عليهم بضع سور من القرآن الكريم للتفسير لا تقل آياتها عن ثمانين آية. ثم تُنتَخب من بينها سورة واحدة بالقرعة ليكون تفسيرها معيارا للاختبار. ويجب أن يُكتَب التفسير باللغة العربية الفصيحة والبليغة وبعبارات مقفاه ولا يقل عن عشرة أجزاء. ويجب ألا تورَد فيها الحقائق والمعارف بنقل العبارات، بل ينبغي أن تكون معارف مبتَكَرة ولطائف غريبة لم توجد في أيّ كتاب آخر، ومع كل ذلك ينبغي ألا تخالف تعليم القرآن الكريم الحقيقي، بل يجب أن تكون مدعاة لإظهار قوته وشوكته. وفي نهاية الكتاب يجب أن تُكتب قصيدة تحتوي على مئة بيت مليح باللغة العربية الفصيحة والبليغة في مدح النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. ويجب أن يُختار البحر الذي تُكتب الأبيات فيه بالقرعة في الجلسة نفسها. ويُعطى الفريقان مهلة أربعين يوما لهذا العمل. وبعد مرور أربعين يوما يجب أن يقرأ الفريقان تفسيرهما وقصيدتهما بالعربية في جلسة عامة. ثم إذا عجزتُ عن بيان الحقائق والمعارف وتأليف قصيدة رشيقة بالعربية الفصيحة والبليغة في مدح النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مقابل الشيخ مُحَمَّد حسين البطالوي أو كان بياني أدنى درجة من بيانه، أو إذا ساواني الشيخ مُحَمَّد حسين درجةً أيضًا فسأعترف بخطئي وسأحرق كتبي كلها".

ويقول الميرزا([182]): “أيها الأعزة.. اعلموا، رحمكم الله، أني أمرؤٌ عُلّمتُ من حضرة الله القدير، ويسّرني ربي لكل دقيقة، ... وخصصني لطفُ ربي بتجديد المدارك وإدراك الأسرار...، وأخذتُ من لدنه كلَّ علم من الدقائق والأسرار، وصُبّغتُ منه في جميع الأنظار والأفكار... وفتّشتُ في كل أمر من السبب والعلة، وما تركتُ موطنًا من مواطن البحث والتدقيق، إلا واستخرجتُ أصله على وجه التحقيق"، وقال أيضًا في نفس الكتاب: “فاعلموا أنّ الله قد أرسلني لإصلاح هذا الزمان، وأعطاني علم كتابه القرآن، وجعلني مجددًا لأحكم بينكم فيما كنتم فيه مختلفين. فلِمَ لا تطيعون حَكَمَكُم ولِمَ تصولون منكرين؟ وما كنتُ من الكافرين ولا من المرتدين، ولكن ما فهمتم سرَّ الله، وحار فهمكم، وفرط وهمكم، وكفّرتموني، وما بلغتم معشار ما قلتُ لكم، وكنتم قومًا مستعجلين".

كما قال([183]): “ فالصراط المستقيم للذين لا يقدرون على استخراج المعارف القرآنية واستنباطها لكونهم غير ملهَمين هو أن يقبلوا دون تردد وتوقُّف التعاليم التي وصلت بواسطة السنن المتوارثة والمعمول بها دون أن يتوجَّهوا إلى استخراجها واستنباطها من القرآنأما الذين نُوِّروا بنور وحي الولاية العظمى، ويدخلون في حزب: {إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}، فقد جرت سُنَّة الله معهم بلا شك أنه - عز وجل - يكشف عليهم بين حين وآخر دقائق القرآن الكامنة، ويُثبت لهم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يُعطِ تعليما إضافيا قط، بل الأحاديث الصحيحة تتضمن تفصيلا لمجملات القرآن الكريم وإشاراته. فبعد تلقيهم هذه المعرفة ينكشف عليهم إعجاز القرآن الكريم ويتبين لهم صدق آياته البينات كما يقول الله جلّ شأنه بأنه لا يوجد شيء خارجه"

وقد قال عن حفظ الدين الإسلامي ومجدده المبعوث من السماء قاصدًا نفسه([184]): “فتتوجه القيومية الإلهية إلى حفظه وصيانته، ويبعث عبدا لإعانته، فيجدد دين الله بعلمه وصدقه وأمانته، ويجعل الله ذلك المبعوث زكيا وبالفيوض حريا، ويكشف عينه ويهب له علما غضا طريا، ويجعله لعلوم الأنبياء من الوارثين. فيأتي في حلل تقابل حلل فساد الزمان، وما يقول إلا ما علمه لسان الرحمن، وتعطى له فنون من مبدأ الفيضان"

وقال([185]): “إنني أعلن جهارًا أن كل ما أُعْطيته من الله تعالى؛ إنما أعطيته آية على منصب الإمامة. فمن يريني مثل هذه الآية برهانا للإمامة ويثبت لي أنه أكثر مني فضلا؛ يجدني مستعدا بأنّ أضع يدي في يده للمبايعة. ولكن لا تبديل لوعود الله تعالى، ولا يد لأحد فيها. ولقد سُجِّلَ في البراهين الأحمدية قبل 20 سنة الإلهام التالي: “ الرحمن علم القرآن. لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم ولتستبين سبيل المجرمين. قل إني أمرت وأنا أول المؤمنين ". فلقد أعطاني الله تعالى العلوم القرآنية تحقيقا لهذا الإلهام، وسماني أول المؤمنين، وغمرني بالمعارف والحقائق كالبحر الزاخر، وأخبرني بالإلهام مرارا وتكرارا أنه ليس من أحد يوازيك في المعرفة والمحبة الإلهية... ".

وقال([186]): “فأرسلني الرب الرحيم في هذه الأيام... ووهب لي علم دقائق القرآن، وعلم أحاديث رسوله وما بلغ من أحكام الرحمن ".

 

النصوص المتعلقة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو معلمه بعد الله تعالى

يقول الميرزا([187]): “كُلُّ بَرَكَةٍ مِنْ مُحَمَّد- صلى الله عليه وسلم - فَتَبَارَكَ مَنْ عَلَّمَ وَتَعَلَّمَ. "أيْ... مبارك ذلك الذي علّم، أي النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وبعده مبارك ذلك الذي تعلّم منه، أي أنا العبد الضعيف. فبسبب الاتباع الكامل سُمِّيت فردًا من الأمة، وبسبب حيازة الانعكاس الكامل صار اسمي نبيّا، وبذلك حزتُ اسمينِ اثنينِ".

ويقول([188]): “وإنّ آدمَ آخرِ الزمانِ حقيقةً هو نبيّنا - صلى الله عليه وسلم -، والنسبةُ بيني وبينه كنسبة مَن علّم وتعلَّمَ".

وسيكون الرد على هذا الادعاء وما ارتبط به من معارف لدنية في الباب الثالث في بيان ارتداد الميرزا عن الكثير من العقائد وتفسيراته للقرآن الكريم، بل وتفسيره وشرحه للكثير من وحيه وإلهاماته التي يدّعيها حيث كرر اعترافه بخطئه في فهم الكثير من وحيه.

 


 

رابعًا: ادعاؤه أنّ ربه سماه آدم والمهدي

قال الميرزا([189]): “... وتأييدًا لذلك هناك إلهام آخر مسجَّل في الهامش رقم 2 في الصفحة 492 من البراهين الأحمدية، والصفحة 496 ونصه([190]): “أردتُ أن أستخلف فخلقت آدمَ. يا آدم اسكنْ أنت وزوجك الجنة. يا مريم اسكن أنتَ وزوجك الجنة، يا أحمد اسكنْ أنت وزوجك الجنة. (انظروا البراهين الأحمدية صفحة 492 و496) ومعناه: يا آدم الذي بواسطته يوضَع أساس أنوار الإسلام من جديد - أي سيكون هناك تجديد عظيم الشأن، وتظهر البركات، وتُمسح وتُرمى الأخطاء والتفاسير الخاطئة في زمن الفَيْج([191]) الأعوج، وتقوم جماعة جديدة لنصرة الإسلام - اُدخُلِ الجنة مع زوجك. ففي هذا الإلهام سُمِّيتُ آدم لأن الله تعالى كان يعرف أنه ستنزل معارف وحقائق متجددة، وتكون أرض جديدة وسماء جديدة وآيات متجددة. وأن عائلة جديدة سوف تُبدأ بي، لذا فقد وعدني في هذا الإلهام بزوجة جديدة لتبدأ بها أسرة جديدة".

وقال الميرزا([192]): “وتفصيل ذلك أن نبيّنا - صلى الله عليه وسلم - لم يتلقَّ العلم الظاهري من أي أستاذ كما تلقاها الأنبياء الآخرون، بينما جلس عيسى - عليه السلام - وموسى - عليه السلام - في الكتاتيب، وكان عيسى - عليه السلام - قد تعلَّم التوراة كلها من أستاذ يهودي([193]). باختصار، لمّا كان نبيّنا - صلى الله عليه وسلم - لم يتتلمذ على يد أي أستاذ من البشر، وإنما قال له الله أولًا: {اقرأْ} ولم يقل له هذا القولَ غيرُه - سبحانه وتعالى - لهذا قد تلقى الهدي الديني كله بعناية خاصة من الله، بينما تلقى الأنبياء الآخرون معلومات دينية عن طريق الناس أيضًا، فحين سُميَّ القادم بالمهدي، ففي ذلك إشارة إلى أن القادم سيتلقى علم الدين من الله حصرًاولن يكون تلميذ أي أستاذ في القرآن والحديث، فها أنا أقول حالفًا بالله إن هذا هو حالي؛ إذ لا أحد يستطيع أن يُثبت أني تلقيت درسًا واحدًا من القرآن والحديث والتفسير من أي إنسان أو تتلمذت على يد أي مفسِّر أو مُحَدَّث. فهذه هي المهدوية التي تلقيتها على منهاج النبوّة المُحَمَّدية، إذ قد كُشفت عليَّ أسرار الدين بلا واسطة؛ فكما سوف يُدعى القادم المذكور آنفًا بالمهديّ، فسَيِّدعى المسيحَ أيضًا، إذ سوف تؤثر فيه روحانيةُ عيسى - عليه السلام - أيضًا، ومِنْ ثَمَّ سَيُدْعى عيسى بنَ مريم أيضًا. فكما نفخت روحانية النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فيه صفته المهدوية، كذلك قد نفخت روحانية المسيح عليه السلام فيه كونه روح ".

وقال الميرزا غلام([194]): “النبوءة رقم: 6. زمن بيانه: 1880 و1882م. زمن تحققه: قبل ثمانية أعوام من اليوم. نصه: “أردتُ أن أستخلف فخلقت آدم. إني جاعل في الأرض خليفة"... فأنا الأخير كما كان آدم هو الأول. أما عيسى بن مريم فكان بينه وبين آدم تشابه واحد، وذلك في الولادة بغير الأب. ولكن هذا التشابه أيضًا ناقص؛ إذ إن أمه كانت موجودة. أما أنا فبدون أبٍ وأمٍ من حيث الروحانية، أي ليس لي مرشد يكون بمنزلة الأب وليس لي عائلة نبوة لتكون بمنزلة الأملذا فأنا المظهر الأتم لآدم، ولم يخلقني في عائلة نبوة لتكون بمنزلة الأم، ولم يجعل لي معلِّما مرشدا يعلِّمني التعليم الروحاني فيكون بمنزلة الأب الروحاني".

وقال الميرزا([195]): “ففي تلك الأيام التي يموج فيها بحر الموت والضلال، ويسقط الناس على الدنيا الدنيّة ويعرضون عن الله ذي الجلال، يخلق الله عبدًا كخلقه آدم من كمال القدرة والربوبية، مِن غير وسائل التعاليم الظاهرية، ويُسمّيه آدم نظرا على هذه النسبة، فإن الله خلق آدم بيديه وعلّمه الأسماء كلها، ومنّ منًّا عظيمًا عليه وجعله مهديا، وجعله من المستبصرين".

التعليق:

إنّ (البشير أحمد) صاحب كتاب (سيرة المهدي) وهو ابن الميرزا يصرح بخلاف كلام أبيه، كما في الرواية رقم 190 حيث يذكر أنّ الميرزا كان دائم القراءة في كتب الصوفية؛ وهذا هو نص الرواية: “ 190. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد عن طريق المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: كان والدي المحترم يكثر من قراءة ثلاثة كتب أي القرآن المجيد، و(المثنوي الرومي)، و(دلائل الخيرات)، وكان يكتب ملاحظات أيضًا، وكان يكثر من قراءة القرآن الشريف"، وهذا يعني أنّ الميرزا لم يكن معلمه الوحيد الله كما كان يدّعي، فقد تعلم قبل ذلك اللغة العربية والفارسية بالإضافة إلى لغته الأصلية (الأردو) والمنطق والنحو وغير ذلك من العلوم على يد ثلاثة أساتذة([196]).

خامسًا: ادعاؤه العصمة

نظرا لأنّ عصمة الميرزا غلام ذات أهمية كبيرة كأصل من الأصول الاستدلال، فقد فَصّلتُ ذكرها في الباب الثالث.

ومن العطاءات التي لا بد من ذكرها والتركيز عليها ما ورد في كُتُب الميرزا التي ادعى أنّها كانت بوحي وإلهام من ربه يلاش العاج، وبالتالي فكل ما في هذه الكتب كما سنرى ملزم للميرزا ولأتباعه، كما سأذكر بعض الكتب الأخرى التي جمع فيها الميرزا مجموعة من العطاءات:

وقبل سرد النصوص الخاصة بالعطاءات كما جاءت في كتاب (مرآة كمالات الإسلام)، أذكر ما يثبت أهمية وخصوصية هذا الكتاب في الحاشية([197]).

أولا: مجموعة العطاءات اليلاشية في كتاب (مرآة كمالات الإسلام)

بداية من الصفحة 135 وما يليها يذكر الميرزا صفات الباحث عن الحق وسنرى مدى تحققها في الميرزا:

يقول الميرزا([198]): “تجليات هدى الله العليا تتوجّه إليه خارقةً كل الحُجُب"([199]).

ويقول([200]): “والأوامر والعقائد التي قَبِلها الإنسان من قبل إيمانًا وعلى سبيل السماع فقط تُكشف عليه في هذه المرحلة مشهودةً ومحسوسة بواسطة الكشوف الصحيحة والإلهامات اليقينية القاطعة وتُظهَر عليه دفائن الشرع والدين والأسرارُ الكامنة في الملة الحنيفة"([201]).

ويقول([202]): “ففي هذه الدرجة تُجاب أدعيته اصطفاءً وليس ابتلاء"([203]).

ويقول([204]): “والعطية العليا التي يُعطاها هي مكالمات الله ومخاطباته التي تنـزل على قلبه باستمرار - دون أدنى شك وريب وغبار - ساطعةً مثل القمر"([205]).

ويقول الميرزا([206]): “نبع الإلهام يجري دائما في المقرَّبين؛ فيتكلمون حين تُنطقهم روحُ القدس ويرون حين تُريهم روح القدس، ويسمعون حين تُسمعهم روح القدس وتنشأ جميع إراداتهم بنفخٍ من روح القدس والحق والحق أقول بأنهم يكونون مصداقًا ظليًّا للآية: “وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إن هو إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى..."، "ويتلقّون أجوبة على أسئلتهم كما يجيب صديقٌ صديقَه"([207]).

"ويحظى بصورة ظلية بكافة مراتب الهداية والمقامات السامية التي نالها الأنبياء والرسل من قبل، ويصبح وارثًا للأنبياء والرسل ونائبًا لهم. والحقيقةُ التي تُسمّى معجزة للأنبياء، تظهر فيه باسم الكرامة. والحقيقة التي تُسمّى للأنبياء عصمة، تُذكر فيه باسم المحفوظية. والحقيقة التي تُسمّى للأنبياء نبوّة، تظهر فيه في حلّة المُحَدَّثية. فالحقيقة تبقى هِيَ هِيَ، ولكنها تُعطى أسماء مختلفة نظرًا إلى ضعفها أو قوتها؛ لذا تشير ألفاظ النبيّ صلى الله عليه وسلم المباركة إلى أن المُحَدَّث يكون نبيّا من حيث القوةولولا انسداد باب النبوّة لكان في كل مُحَدَّث قوة وموهبة ليكون نبيًّا فمن منطلق هذه القوة والموهبة يجوز حمل المُحَدَّث على أنّه نبيّ؛ بمعنى أنّه يجوز القول: “المُحَدَّث نبيّ"، حيث يقولون: “العنب خمرٌ"، نظرًا إلى القوة والاستعداد؛ ومثل هذا الحَمل شائع متعارف في عبارات القوم، وقد جرت المحاورات على ذلك، كما لا يخفى على كل ذكي عالم مطّلع على كتب الأدب والكلام والتصوف"([208]).

 

ثانيًا: ما ادعاه من مجموعة عطاءات في كتاب (الأربعين)

يقول الميرزا في كتاب (الأربعين) إنّ الله تعالى فقط هو مَنْ علّمه الأمور الدينية بدليل أنه (المهدي) ولم يعلمه أحد من البشر، وأكد على هذا المعنى بالتأكيد المتكرر لكلمة (فقط)، وهذا بناءً على وحي من ربه "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق..." كما في (البراهين الأحمدية)([209])، وقال إنّ ربه خاطبه في (البراهين الأحمدية) بأنه "آدم" مرات كثيرة([210])، ودلالة الاسم (آدم)؛ أنّ الله تعالى هو معلم الميرزا الوحيد للأمور الدينية كما أنّ الله تعالى هو معلم سَيِّدنا آدم عليه السلام الوحيد.

وهذه هي النصوص من كتاب (الأربعين):

في صفحة 22 يقول الميرزا: “أمّا المهدي في آخر الزمان الذي اسمه الثاني المسيح الموعود أيضًا، فمن الضروري جدَّا أن يتصف بهاتين الصفتين على وجه الكمال: مهديًا من الله، ولا يكون تلميذ أحد الناس في الأمور الدينية، متلقي العلوم والمعارف العامة من الله فقط، لا يكون تلميذًا لأحد في علوم الدين".

وفي الصفحة 23 يقول الميرزا: “ من الضروري أن يظهر المبعوث كآدم حيث يكون أستاذه ومرشده الله فقط، وهو الذي يسمى بتعبير آخر "مهديا"، أي الذي ينال الهدى من الله فقط، ويكسب الكيان الروحاني منه سبحانه وتعالى وينشر العلوم والمعارف التي يجهلها الناس، فالمهدي يجب أن يكون آدم العصر من كل ناحية ومن كل وجه".

وفي الصفحة 24 يقول الميرزا: “ يشترط على المهدي أن يكون آدم العصر، لا يكون له أي أستاذ أو مرشد من الناس في علوم الدين، الله سبحانه وتعالى بنفسه قد علّمه الأسرار والعلوم كما علم آدم، ألا يكون في علوم الدين تلميذًا أو مريدًا لأحد من الناس ".

ثالثًا: ما ادعاه من عطاءات في كتاب (ترياق القلوب)([211])

يقول الميرزا: “ومن الجدير بالذكر أن الله تعالى عندما يُكرم أحدًا بفضله العظيم وكرمه العميم، ويُشرِّفه بخِلعة الولاية([212]) ومرتبة الكرامة؛ يجعله متميزا بوجه خاص بين أبناء جنسه ومعاصريه جميعا في أربعة أمور. وكلّ من حالفه هذا التميّز، يصبح من الضروري؛ الإيمان بكل معنى الكلمة أنه من عباد الله الكمّل وأوليائه من الدرجة العليا الذين اصطفاهم الله بيده وربّاهم بعنايته الخاصة. والأمور الأربعة التي تمثل علامة مميزة للأولياء الكمَّل ورجال الله هي أربع كمالات تنشأ فيهم كآية، وبصورة خارقة للعادة، فيكونون أبرز وأعلى من الجميع ويتميزون عن غيرهم في كل كمال، بل تكون تلك الكمالات بالغة درجة الإعجاز. والحائز على تلك الكمالات يكون كالكبريت الأحمر. ولا ينال هذه المرتبة أحد إلا الذي اصطفته رحمة الله الأزلية منذ الأزل لإفادة العالَموالكمالات الأربعة التي هي بمنزلة أربع آيات أو أربع معجزات، وتشكل علامة متميزة للولي الأعظم وقطب الأقطاب وسيد الأولياء هي التالية:

 

أولا: أن تظل الأمور الغيبية تنكشف عليه([213]) - بعد استجابة الدعاء أو بطريق آخر - بكثرة هائلة، وأن تتحقق كثير من نبوءاته بجلاء([214]) بحيث لا يسع أحدا أن يجاريه فيها كيفا وكمًّا وصفاء([215])، وأن تكون إمكانية اشتراك غيره في كمال كيفيتها وكميتها معدومة تماما، بل من المحالات([216]). أي لا يقدر أحد على مواجهته، ويستحيل تماما لغيره الإتيانُ بنظير ما يظهر عليه من الأسرار الغيبية، وما يُستجابُ من أدعيته ويُطلَع على استجابتها من حيث الكَمّ، وما يظهر لتأييده من الخوارق في السماء والأرض وفي الأنفس وفي الآفاق. وأن يُعطَى قدرا كبيرا من علم الغيب الإلهي، وتُكشف عليه الأنوار اللامتناهية([217]) والتأييدات السماوية بصورة خارقة للعادة، وكمعجزة وكرامة، وكأنها بحر زخار أو نور عظيم الشأن ينزل من السماء وينتشر في الأرض. وأن تبلغ هذه الأمور درجة تتراءى فيها بالبداهة أنها خارقة للعادة وتفوق عصرها. وهذا الكمال يسمّى كمال النبوة.

 

ثانيا: والكمال الثاني والمهمُّ لإمام الأولياء وسيد الأصفياء إنما هو فهم القرآن الكريم والوصول إلى حقيقة المعارف العليا. والجدير بالذكر بوجه خاص أن للقرآن تعليما أدنى وتعليما أوسط وتعليما أعلى. إن تعليمه الأعلى مليء بالأنوار والأشعة المنيرة للمعارف والحقائق والحسن والجمال الحقيقي، إذ لا يمكن أن يبلغها مَن يملك القدرة الدنيا أو الوسطى، بل ينالها أهل الاصطفاء وذوو الفطرة الطاهرة من الدرجة العليا، الذين صارت فطرتهم نورا متجسدا فتجذب النور إلى نفسها.

فالدرجة الأولى من الصدق التي ينالونها هي النفور من الدنيا والكراهية الفطرية للَّغْو. وبعد رسوخ هذه العادة تأتي الدرجة الثانية التي ينشأ فيها الصدق الذي يمكن أن يُعبَّر عنه بالأُنس والشوق والرجوع إلى الله. ثم بعد رسوخ هذه العادة تتولد الدرجة الثالثة من الصدق الذي يمكن تسميته بدرجة التبتل الأعظم والانقطاع الأتم والحب الذاتي والفناء في الله. وبعد رسوخ هذه العادة تحل روح الحق في الإنسان فتنزل على روحه الطاهرة - كطبيعة وجبِلّة - كافة الحقائق المقدسة والمعارف بكمال الوجد وانشراح الصدروتهيج في قلبه معارفُ القرآن العميقةُ للغاية ونقاطُ الشريعة وتجري على لسانهوتنكشف عليه أسرار الشريعة والدقائق الدينية التي لا تصلها عقول الذين يتبعون العادات والتقاليد فقط، لأن هذا الشخص يحتل مقام النفحات الإلهية، وتنطق بداخله روح القدس، وتُقطع عنه كل شائبة من شوائب الكذب والزور، لأنه يتلقى بواسطة الروح وينطق بالروح، وبالروح يؤثّر في الناس. وفي هذه الحالة يُسمّى صديقًا؛ لأن ظلمة الكذب تزول من داخله نهائيا وتحل محلها الطهارةُ ونور الصدق. وإن ظهور الحق من الدرجة العالية عليه وسريان المعارف العليا على لسانه في هذا المقام؛ يكون آيةً له. وإن تعليمه الطاهر الذي منشؤه نور الصدق يحيّر العالم، وإن معارفه المقدسة النابعة من ينبوع الفناء في الله ومعرفة الحق؛ تجعل الناس جميعا يستغربون. وإن هذا النوع من الكمال يسمَّى كمال "الصِّدِّيقية". وليكن معلوما أن الصِّدِّيق هو ذلك الذي يكون مطّلعا على الحقائق كاملةً وثابتا عليها كليًّا وبشكل طبيعي. فمثلا يجب أن يكون مطّلعا على حقائق تلك المعارف حتى يعلم ما معنى وحدانية الله، وما معنى طاعته سبحانه وتعالى، وما معنى حب الله عزَّ اسمه، وأيّ مبلغ من الإخلاص يجب أن يبلغه الإنسان من أجل الحصول على النجاة؟ ومتى يمكن الخلاص من الشرك، وما حقيقة العبودية والإخلاص والتوبة، والصبر والتوكل والرضا والفناء والصدق والوفاء والتواضع والسخاء والابتهال والدعاء والعفو والحياء والأمانة والإخلاص والتقوى وغيرها من الأخلاق الفاضلة. ثم يجب أن يكون ثابتا أيضًا على تلك الصفات الحسنة.

ثالثًاوالكمال الثالث الذي يوهَب لكبار الأولياء هو مرتبة الشهادة. والمراد من ذلك أنه حين يحرز الإنسان يقينا بالله تعالى وبيوم الجزاء نتيجة قوته الإيمانية، كأنه يرى الله تعالى بأم عينيه؛ عندها تزول مرارة الأعمال الصالحة ببركة هذا اليقين، وينزل قضاء الله تعالى وقدره على القلب مثل العسل نتيجة التوفيق الحاصل، ويملأ صحن القلب بالحلاوة، فيرى الإنسانُ الإيلام إنعامًا.

فالشهيد هو الذي يرى اللهَ تعالى نتيجة قوة إيمانه، ويتلذذ من مرارة قضاء الله وقدره وكأنها العسل اللذيذ، فمن هذا المنطلق يُسمّى شهيدا. وهذه المرتبة إنما هي كالآية للمؤمن الكامل.

 

رابعا: ثم هناك مرتبة رابعة أيضًا توهب للأصفياء والأولياء الكُمَّل بوجه أتم وأكمل، وهي مرتبة الصالحين. ويسمَّى الإنسان صالحا حين يخلو باطنه من كل فساد ويتطهر، وتبلغ متعة عبادة الله وذكره عز وجل مستوى أعلى نتيجة زوال المواد القذرة والمريرة كلها، لأنه كما يفسد مذاق اللسان بسبب المرارات المادية، كذلك تتغير المتعة الروحانية أيضًا بسبب الفساد الروحاني، وفي هذه الحالة لا يشعر المرء بمتعة ولا لذة في عبادة الله وذكره، ولا يجد أُنسًا ولا مذاقا ولا شوقا. أما الإنسان الكامل فلا يتطهّر من المواد الفاسدة فحسب، بل تتطور قدرته هذه كثيرا وسريعا وتظهر فيه كآية وأمرٍ خارق للعادة. فهذه مراتب الكمال الأربعة التي يجب على كل مؤمن أن يتحراها. ومن كان محرومًا منها فإنه محروم من الإيمان أصلًا. لذلك فقد بيّن الله سبحانه وتعالى للمسلمين دعاءً في سورة الفاتحة أن يدعوا للحصول على هذه المراتب الأربعة، فقال: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم). وقد فُصِّلت هذه الآية في موضع آخر من القرآن الكريم وقيل إن المراد من "المنعَم عليهم" هم النبيّون، والصِّدِّيقون، والشهداء، والصالحون. وأما الإنسان الكامل فيجمع في نفسه هذه الكمالات الأربعة كلها".

التعليق: في الحقيقة ما قاله الميرزا في النصوص السابقة لا يجتمع أبدًا مع حال الميرزا، ولا يصح بناء عليه اتهام السادة الأنبياء بعدم أو سوء الفهم للوحي من الله سبحانه وتعالى، كما أننا نتحرى الكمالات لنكون صدّيقين أو شهداء أو صالحين، ولكن مهما تحرينا كمالات النبوة فلن نكون أنبياء.

 


 

رابعا: ما ادعاه من عطاءات في كتاب (الهدى والتبصرة لمن يرى)

في كتاب (الهدى والتبصرة لمن يرى) 1902م، يذكر الميرزا بعض العطاءات التي وهبها له ربه يلاش فيقول([218]): "جعله الله من الموفَّقين المنصورين"، "ومَنَّ عليه بالامتياز بالعلم والبصيرة... ووهب له دراية تُعَدّ مِن خرق العادة"، "ومع ذلك مِن شرائط مصلح أهل الزمان، أن يفوق غيرَه في التفقّه وقوّة البيان وأن يقدر على إتمام الحجّة"، "ويعصم نفسه من الخطأ في الآراء، ويرى الحقَّ والباطل كالنهار والليلة الليلاء"، "وما ترَكه كحِرْباء يتعلق بالأشجار" و"ويؤكّد قوله بالبرهان".

التعليق: لم يوفقه الله ولم ينصره حينما قال إنّ القس بيجوت سيموت في حياته، وأضاف الميرزا أنه لو مات الميرزا في حياة القس بيجوت فهذا يعني أنه من الشيطان، ومات الميرزا قبل القس بسنوات، ولم يوفقه الله ولم ينصره حينما قال إنّ زوج السَيِّدة مُحَمَّدي بيجوم سيموت في حياته، وإنّ موته قدر مبرم، وإنّ زواجه من السَيِّدة مُحَمَّدي بيجوم قدر مبرم أيضًا لا راد له، فمات الميرزا، ولم يمت زوجها في حياة الميرزا، ولم يتزوج الميرزا السَيِّدة مُحَمَّدي، ولم يوفقه الله ولم ينصره حينما وعده ربه يلاش العاج أنّه سيطيل عمره أكثر ممّا تنبأ به الدكتور عبد الحكيم البتالوي الذي عرف دجل الميرزا وترك الأحمدية، ومات الميرزا قبل الموعد الذي وعده ربه به؛ حيث قال إنّ عمره سيكون بين 74 و86 سنة فمات عن عمر 66 سنة.

وسيأتي تفصيل كل ما سبق في الجزء الثالث بعون الله تعالى.

والرد على ادعائه بأن الله وهب له دراية تُعَدّ مِن خرق العادة بما يلي:

هل من الدراية الخارقة للعادة ما قرره الميرزا أنّ المادة أي الجُسَيم المسبب لمرض الجرب([219]) هو نفسه الجسيم المسبب لمرض الطاعون([220])، ولذلك يقرر الميرزا([221]) أنّ العلاج الوقائي للطاعون هو نشر الجرب بين الناس، ويشرح الميرزا؛ أنه إذا أردنا منع انتشار الطاعون في بلد محتمل أنْ يصاب بالطاعون فلننشر فيها الجرب أولًا، فلا ينتشر الطاعون به، والاعتراض الرئيسي على كلام الميرزا هو في قوله إنّ "مادة الجرب والطاعون واحدة"، وهذه مخالفة علمية لأنّ المسبب للجرب هو حشرة، بينما المسبب للطاعون بكتيريا.

وإذا قال الميرزا في أول الفقرة الخاصة بهذا الموضوع: “لقد علمت بوسيلة روحانية"، فما هي الوسيلة الروحانية إنْ لم تكن الوحي من ربه؟ فالعلم إمّا بالتعلم والاكتساب ولا يقال له روحانيا([222])، وإمّا من الله تعالى وإمّا من الشيطان، فلماذا تركه ربه يلاش العاج من سنة 1898 إلى أن هلك الميرزا في سن 1908م ولم يصحح له هذه المعلومة الروحانية!

وقد قال الميرزا في آخر النص: “لأن هذه الفكرة نشأت في قلبي بقوة لم أستطع أنْ أقاومها"([223])، فما هي القوة التي تستطيع أنْ تسيطر على نبيٍّ وتجعله لا يستطيع المقاومة فيكتب معلومة علمية فاضحة؟ إنْ لم تكن من الله فمن أين! أكيد من شيطانه يلاش العاج.

والذي يؤكد أنّ ما قاله الميرزا بخصوص مادة الجرب والطاعون أنّهما مادة واحدة وأنّ كلامه هذا كان بوحي من ربه يلاش العاج وليس اجتهادًا منه يحتمل الصواب والخطأ، ما أقر به علماء الأحمدية في كتاب (التذكرة) في صفحة 314 حيث يقولون: “ في تشرين الثاني 1897، ورد في "الحَكَمَ"([224]): “لقد رأى حضرة حجة الإسلام (أي المسيح الموعود - عليه السلام -) رؤيا كأنّ الطاعون قد تفشّى في قاديان دار الأمان. ففَهِمَ أنّ المراد منه الجَرَب، فقال - عليه السلام -: “ستظل قاديان مأمونة ومصونة من الطاعون غير الميمون، أما تفشّي مرض الجَرَب فلا غرابة فيه"، وقال صلى الله عليه وسلم على سبيل الاجتهاد([225]): (الدواء الذي يسبّب الجَرَب يحول دون الإصابة بالطاعون)([226])، علمًا أنّ الكلمات بين القوسين إنّما هي اجتهاد وقياس منه([227]) - عليه السلام -، وليست وحيًا".

وهل من الدراية الخارقة للعادة التي ينسبها الميرزا لنفسه الاعتقاد أنّ ثمار التين البري تتحول إلى حشرات وتطير، يقول الميرزا غلام([228]): “والأغرب من كل ذلك أن هناك شجرة معروفة اسمها التين البري، لا تتولد في ثمرتها الديدان ما بقيت خضراء، وكلما نضجت تكونت فيها الديدان، وعندما تُفتح الثمرة تطير منها الديدان أحيانا. وفي بعض الأحيان عندما يفسد بيض الدجاج أو البط تتولد فيه مئات الديدان بدلا من الفراخ. كل هذه الأمور تدل على أن هذا سرّ مختلف تماما. وهو السر نفسه الذي نسميه الخلْق من العدم. فمثلا افتحوا ثمرة التين البري التي يأكلها الهندوس والمسلمون جميعا، لن تجدوا فيها أي دودة، ولكن عندما تنضج تتحول المادة نفسها([229]) إلى ديدان".

ويقول([230]): “كذلك هناك خطأ آخر أيضًا في العلوم أي في البحوث الطبيعية إذ يُظَنُّ على وجه القطعية أنّ الديدان التي تتولد في الأشياء المادية تأتي من الهواء أي أنّ ديدان الهواء تدخل تلك الأشياء، ولكن هذه القاعدة نقضت في عدة مرات. فمثلا الدودة التي تتكون في المثانة بواسطة النطفة، فإنها لا تتكون من الهواء بحسب اعتراف العلماء ولا دخل فيها للهواء. كذلك الحشرات الصغيرة ذات الأجنحة التي تتكون في ثمرة التين البري ولا تؤدي إلى فساد الثمرة، بل تجعلها حلوة وقابلة للأكل، لا علاقة لها أيضًا بالهواء. فلأنّ ثمرة التين البري غير الناضجة تكون كنطفة لها بقدرة الله لا تُلاحظ فيها دودة ما دامت غير ناضجة فيُنضجها الناس ويأكلونها. ثم كلما نضجت رويدا رويدا تكونت من مغزاها كائنات صغيرة ذات أجنحة خضراء ولامعة إلى حد ما، ويأكل الناس تلك الثمرة مع تلك الكائنات".

ويقول([231]): “كذلك هناك بعض الأشجار التي حين تنضج ثمارها وتكون قابلة للأكل تصبح كلها حشرات طائرة فتطير كالطيور الأخرى، ومثال ذلك ثمرة التين البري".

 

وهل من الدراية الخارقة للعادة أنّ الفصول الأربعة تتغير بسبب تغيرات تحدث في الشمس!!!

يقول الميرزا([232]): “لقد قال الله تعالى بكل صراحة في عدة مواضع من القرآن الكريم بأنّ كل ما خُلق في السماء من الأشياء فإنها قد خُلقت لفائدة الإنسان فقط. والإنسان أعلى وأرفع مرتبة من كل شيء، فقد سُخِّر كل شيء لخدمته كما يقول تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ(34)}([233])، ويقول: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}([234])، أي سخر لكم الشمس والقمر اللذَينِ لا يبقيان على حالة واحدة من حيث الكيفية والخواص؛ فمثلا الصفات التي تتحلى بها الشمس في أشهر الربيع لا تتحلى بها في الخريف قط. فمن هذا المنطلق تكون الشمس والقمر في حركة ظاهريةٍ مستمرة، وبحركتهما يحل فصل الربيع حينا ويحل فصل الخريف في حين آخر. وفي فترة تظهر لهما صفات وخواص معينة ثم تظهر في فترة أخرى على عكس ذلك تماما".

فهل الصفات التي تتحلى بها الشمس في أشهر الربيع لا تتحلى بها في الخريف؟ وهل الشمس والقمر لا يبقيان على حالة واحدة من حيث الكيفية والخواص؟ وهل بحركة الشمس والقمر يحل فصل الربيع حينا ويحل فصل الخريف في حين آخر!!!

 

وهل من الدراية الخارقة للعادة التصديق على قول من قال إنّ الشمس والقمر عامران بالحياة الحيوانية والنباتية مثل الأرض؟

يقول الميرزا([235]): “...وهنا نقول أيضًا إن البحوث العلمية المعاصرة تشهد على أن انشقاق القمر لم يحدث مرة واحدة فقط، بل إن الاتصال والانشقاق جاريان سرا في الشمس والقمر باستمرار، لأن العلوم المعاصرة تبدي رأيها المحكم بأن الشمس والقمر عامرتان بالحيوانات والنباتات وغيرهما كما هي الأرض وهذا الأمر يثبت الانشقاق والاتصال للقمر، لأن من الواضح جدا أن الحيوانات والنباتات وغيرها تتخذ جسمها من مادة الكوكب نفسه الذي تكون عليه، وليس صحيحا أن تلك المادة تنقل إليها بالعجلات والمركبات من كوكب آخر. الآن حين لم نجد بدا من الإقرار بأنه قدر ما يوجد في القمر من كائنات حية وهي تتحرك بإرادتها وتتولد بانتظام، فإن مادة جسمها هي نفس التي كانت تتصل بجرم القمر؛ فهذا يستلزم الإقرار بأن جرم القمر يلزمه الانشقاق دوما. ثم بموت هذه الكائنات يلزم الاتصال أيضًا. فالواضح من هذا التحقيق أن الانشقاق والاتصال موجودان في القمر كل حين وآن، بل في الشمس أيضًا. وإن مثالا عظيما لهذا الانشقاق والاتصال يكمن في حادثة انشقاق القمر المذكور في القرآن الكريم. فما دام العلماء يقرون بأنفسهم بنموذج أصغر فما الذي يدفعهم إلى إنكار العظيم؟ فالأمر الحقيقي ثابت بحسب طريق العلماء أيضًا أن الانشقاق والاتصال يحدثان بانتظام في جرمي الشمس والقمر؛ فبناء على ذلك قد سلّم بكون هاتين الكرتين عامرتين بالحياة".

التعليق:

أولًا- باعتبار أنّ الميرزا هو الحكم العدل، وأنّ الروح القدس ترافقه على الدوام، وأن ربه لا يتركه على خطأ طرفة عين، فإذا صدّق الميرزا على قول سواء أكان من كلام علماء الدين، أو كان من كلام علماء الطبيعة([236])، فلا بد من اعتبار أنّ ما صدّق عليه الميرزا هو قول صحيح، لأنّ الميرزا أقر بما فيه، وإلا كان من الواجب عليه رفضه، وقد رفض بالفعل بعض أقوال الفلاسفة في بعض المسائل.

ثانيًا- قول الميرزا "البحوث العلمية المعاصرة تشهد"، يعني التصديق من الميرزا لهذه البحوث العلمية، بدليل قوله "تشهد"، لأنّ الشهادة الثبوتية هي من أعلى مراتب الثبوت.

ثالثا- قول الميرزا: “المحكم" في قوله "العلوم المعاصرة تبدي رأيها المحكم"، وقوله: “فالأمر الحقيقي" في قوله" فالأمر الحقيقي ثابت بحسب طريق العلماء"، يؤكد منتهى التصديق من الميرزا لرأي العلوم المعاصرة، واعتبارها من الحقائق التي تثبت صدق ما ورد في القرآن.

رابعا- وأخيرًا، فلا يُقبل من الأحمديين قولهم: "إنّ ما نقله الميرزا هو رأي العلوم المعاصرة في زمنه، وليس رأيه الشخصي، كما أنه من الممكن أن يخطئ الأنبياء في الاجتهاد".

والرد على قولهم كالتالي:

نحن نحاسب الميرزا بما يدعي، فقد ادعى أنّ الروح القدس ترافقه على الدوام، وأنّ الله تعالى لا يتركه على خطأ طرفة عين، وأنّ ما يكتبه مصطبغ بصبغة الوحي، ولم يقل نبيّ مثل ما قال الميرزا، فلا نساوي الخطأ في الاجتهاد للأنبياء بخطأ الميرزا في الاجتهاد.

الميرزا قال بالتسليم بكون هاتين الكرتين عامرتين بالحياة، فلماذا لم يصحح له كل هذه الأخطاء الروح القدس أو ربه الذي لا يتركه على خطأ طرفة عين، وبخاصة أننا رأينا أنّ الميرزا يستدل بما في هذه الأبحاث لبيان حقيقة انشقاق القمر، ومع العلم فإنّ الميرزا قال بهذه العقيدة سنة 1886م، ولم نر نصًا من الميرزا قال فيه بأنه اجتهد في هذا الأمر ثم ثبت له أنه أخطأ، كما قال في كتبه مثل (إزالة الأوهام) و(حقيقة الوحي) وغيرهما، بأنه أخطأ في مسألة حياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء، وفي معنى التوفي في سنة 1884م.


 مقال (555) مقدمة الجزء الأول من كتاب (حقيقية الطائفة الأحمدية القاديانية).

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2025/01/555.html


 مقال (556) التعريف بالجماعة الأحمدية القاديانية وبيان خطورتها على المسلمين.

من كتاب "حقيقة الطائفة الاحمدية القاديانية"

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2025/01/556.html



مقال (557) مَنْ هو الميرزا غلام أحمد القادياني مؤسس الطائفة الأحمدية القاديانية؟




مقال (558) الأساس الأول من الأسس التي قامت عليها عقائد وأفكار الأحمدية القاديانية






([1]) كتاب (البراءة) 1898م صفحة 260.

([2]) برلاس قبيلة من قبائل المغول.

([3]) أي أنّ نسب الميرزا الفارسيّ ليس إلا عن طريق الإلهام.

([4]) كتاب (البراءة) 1898م صفحة 266.

([5]) الميرزا غلام مولود في قرية قاديان، بمقاطعة غورداسبورة، محافظة البنجاب بالهند.

([6]) توفي الميرزا غلام في 26/5/1908م (كتاب (السيرة المطهرة) تأليف (مصطفى ثابت) صفحة 191)، وقد أثبتُ في بحث في الجزء الثالث أنّ مولد الميرزا كان في سنة 1842م، وبالتالي فإنّ عمر الميرزا عند موته هو 66 سنة وبعض الشهور، وكل مصادري من الكتب الأحمدية للميرزا المنشورة في الموقع الرسمي للطائفة الأحمدية القاديانية.

([7]) في كتاب نجمُ الهدى 1898 صفحة 19.

([8]) التعبير "المُحَدَّث" بفتح حرف الدال المشددة؛ شرحه الميرزا لمدة أكثر من 20 سنة بأنه من يكلمه ويخاطبه الله تعالى ويوحي إليه بالغيب اليقيني كما حدث مع الخَضِر عليه السلام.

([9]) معلومات عن الميرزا وعائلته وقريته قاديان كما في كتاب (البراءة) صفحة 260 و261 .

([10]) كتاب (حمامة البشرى) 1894م صفحة 41.

([11]) كتاب (البراهين الأحمدية) الأجزاء الأربعة الأولى صفحة 166.

([12]) يشرح الميرزا "المِسْمَرية" في الصفحة 271 من كتاب (إزالة الأوهام) ويقول: "وإضافة إلى ذلك من الأقرب إلى الفهم أيضًا أنّه من الممكن أن تظهر مثل هذه المعجزات نتيجة عمل التِّرب.. أيْ المِسْمَرية أو المسمريزم، على سبيل اللهو واللعب وليس على وجه الحقيقة. لأن عمل التِّرب الذي يُسمَّى في الأيام الراهنة بالمسمرية يضم في طياته أمورا عجيبة وغريبة بحيث إنّ المتمرسين فيه يُلقون طاقتهم الحيوية على الأشياء الأخرى فتبدو كأنها حية. إن في روح الإنسان ميزة بحيث تستطيع أن تُلقي بطاقتها الحيوية على جماد لا حياة فيه قط، فتصدر من ذلك الجماد حركات مثل الأحياء." وفي كتابه (مرآة كمالات الإسلام) يوضح المترجم المِسْمَرية في الصفحة 190 ويقول: " المِسْمَرية: طريقةٌ منسوبة إلى الطبيب الألماني "فرانز أنطون مسمر" (Franz Anton Mesmer) (1734 - 1818) تبحث في الوسائل العلمية - بعيدًا عن السحر والشعوذة- في إمكانية التأثير في عقول وأبدان الآخرين؛ إذ يرى "مِسْمَر" أنّ كافة الكائنات الحية غارقة في بحر من سائل أو أثير، ويمكن لها من خلاله أن تتواصل عن طريق ما سمّاه "المغناطيسية الحيوانية". وكما أنّ الشيء المعدني يمكن أن ينقل تأثيره المغناطيسي إلى غيره، كذلك يمكن للكائن البشري أن يركز السائل الأثيري وينقله إلى داخل جسد شخص آخر. (المترجم).

([13]) سيتم ذكر الإعلان كاملًا بشطب كلمة نبيّ من كلامه واستبدالها بكلمة مُحَدَّث سنة 1892 لاحقًا.

([14]) كتاب (سفينة نوح) 1902صفحة 68 يقول الميرزا غلام: "وإلى الأمر نفسه قد أشار الله - سبحانه وتعالى - في سورة التحريم إذ قال في حق بعض أفراد هذه الأمة إنهم سيشابهون مريم الصِّدّيقة التي أحصنت فرجَها فنُفِخ في رحمها روحُ عيسى، فوُلِدَ منها عيسى. إن في هذه الآية إشارة إلى أنه سيكون في هذه الأمة رجلٌ يُعطى أولاً درجة مريم، ثم يُنفخ فيه روح عيسى، فيخرج عيسى من مريم هذه، بمعنى أن هذا الرجل ينتقل من صفاته المريمية إلى صفاته العيسوية، فكأن صفته المريمية ستنتج فيه الصفة العيسوية، فيسمى ابنَ مريم على هذا النحو".

وفي صفحة 71 يقول الميرزا غلام: "أيها الأعزّة، فكِّروا وخافوا الله! فهذا ليس من فعل الإنسان أبدًا. إنّ هذه الحِكَم الإلهية الدقيقة اللطيفة تفوق فَهْمَ الإنسان وقياسَه. لو كانت هذه الخطة ببالي وقت تأليف "البراهين الأحمديّة" -الذي قد مضى على صدوره زمان- لما كتبتُ في "البراهين الأحمديّة" نفسِه أن عيسى المسيح ابن مريم سينزل من السماءِ ثانية. فبما أنّ الله تعالى كان يعلم أنه باطّلاعي على هذا الأمر سيضعف هذا الدليل، فلم يُطلِعني على هذا السر الخفي في زمن تأليف "البراهين الأحمدية"، مع أنه تعالى كان قد سماني مريم في الجزء الثالث من "البراهين الأحمديّة". فلم أزل أتربى وأنمو في الخفاء لمدة حولين في حالتي المريمية كما هو واضح من "البراهين الأحمديّة"، ثم بعد انقضاء عامين -كما هو مذكور في الجزء الرابع من "البراهين الأحمديّة" الصفحة 496 - نُفختْ فيَّ روح عيسى كما نُفختْ في مريم، ووُصفتْ حاملاً على سبيل الاستعارة، وأخيرًا بعد عدة أشهر -لا تتجاوز عشرةً- جُعلتُ عيسى بن مريم من خلال الإلهام المسجل في آخر "البراهين الأحمديّة" .. أي الجزء الرابع منه وفي الصفحة 556، فصرتُ ابنَ مريم على هذا النحو. فمع أن الوحي الإلهي المشتمل على هذا السر قد نزل عليّ وقد سجّلتُه في "البراهين الأحمديّة" في حينه، إلا أن الله تعالى لم يُطْلِعني على معانيه وعلى هذا الترتيب وقتَ تأليف "البراهين الأحمديّة"، ومن أجل ذلك كتبتُ في "البراهين الأحمديّة" عقيدة المسلمين التقليدية بشأن نزول المسيح - عليه السلام -، ليكون ذلك شاهدًا على بساطتي وعدمِ احتيالي. وإنّ ما كتبتُه آنذاك - ولم يكُنْ وحيًا، وإنما كان تقليدًا محضًا- لا يصلح لأن يكون حجةً للمخالفين، لأني لا أدَّعي معرفة الغيب إلا ما يكشفه اللهُ لي منه".

([15]) صفحة 662.

([16]) كتاب (فقه المسيح) الصفحات: 93، 94،96،95، 174، 175، 176، 177، 178، 217، 223، 224.

([17]) الميرزا تعلم اللغة العربية وعلوم أخرى كثيرة من ثلاثة أساتذة في مراحل عمره المختلفة، وكان يمارس الترجمة من الأردية إلى العربية أثناء عمله في محكمة سيالكوت لمدة أربع سنوات قبل البدء في تأليف كتاب البراهين الأحمدية، وعُرِضَ عليه العمل كـأستاذ للغة العربية في جامعة البنجاب ورفض، وكان سبب رفضه ليس قلة علمه باللغة العربية، بل كما قال هو أنه يخشى الوقوع في الحرام ( كتاب سيرة المهدي الرواية 150).

([18]) سيتم ذكر إقرار الميرزا غلام بالاقتباس من كتب الأدباء في الباب الثاني تحت العنوان "الادعاء بفصاحة الميرزا الإعجازية في اللغة العربية".

([19]) كتاب (توضيح المرام) 1891م صفحة 70 و73.

([20]) كتاب (الديانة الآرية) صفحة 76 يقول الميرزا غلام: " فحين نفكر لماذا يتهم أبناءُ الحرام - الذين هم أعداء أسافل منحطون - عبادَ الله الأحبة المقدسين، فلا نجد أي سبب سوى أن الله يريد أن يُظهر المادة الخبيثة للظُلمة مقابل النور، لأن الأشياء في العالم تعرف بالأضداد، فلو لم يكن ظلام الليل لما تبين جمال ضوء النهار، فالله - سبحانه وتعالى - يُظهر الأرواح الخبيثة إزاء الروح الطيبة على هذا النحو ليجلي طهارة الروح الطيبة بصفاء أكثر".

وفي كتاب (التبليغ) 1892م صفحة 100 (ذرية البغايا). يقول الميرزا غلام: " تلك كتب ينظر إليها كل مسلم بعين المحبة والمودة وينتفع من معارفها، ويقبلني ويصدق دعوتي، إلا ذرية البغايا الذين ختم الله على قلوبهم فهم لا يقبلون".

وفي كتاب (نور الحق) 1894م صفحة 109 أو 110 (ذرية البغايا). في معرض الجدال والتحدي للقسيس عماد الدين يقول الميرزا "واعلم أن كل من هو وُلْدِ الحلال، وليس من ذرية البغايا ونسل الدجال، فليفعل أمرًا من أمرين ...".

كتاب (أنوار الإسلام) 1894 صفحة 61 (ولد الحرام).

كتاب (أنوار الإسلام) 1894 صفحة 51 (ولد الحرام).

كتاب (أنوار الإسلام) 1894 صفحة 50 (ولد الحرام).

([21]) كتاب (نور الحق) من صفحة 97 إلى صفحة 108 يقول الميرزا غلام: " واعلموا أن هذا الإنعام في صورة إذا أتوا برسالة كمثل رسالتنا، وعُجالة كمثل عجالتنا، وأثبتوا أنفسهم كمماثلين ومشابهين، وأمّا إذا أبوا وولّوا الدبر كالثعالب، وما استطاعوا على هذه المطالب، وما تركوا عادة توهين القرآن، وما امتنعوا من قَدْحِ كتاب الله الفرقان، وما تابوا من أن يسمّوا أنفسهم مولويين، وما ازدجروا مِن سبّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيّين، وما ازدجروا من قولهم أن القرآن ليس بفصيح، وما تركوا سبيل التحقير والتوهين، فعليهم من الله ألف لعنة فَلْيَقُلِ القوم كلهم آمين.. 1 لعنة، 2 لعنة، 3 لعنة، 4 لعنة، 5 لعنة، 6 لعنة، 7 لعنة، 8 لعنة، 9 لعنة، 10 لعنة، 11 لعنة، 12 لعنة، 13 لعنة، 14 لعنة، 15 لعنة، 16 لعنة، 17 لعنة، 18 لعنة، 19 لعنة، 20 لعنة، 21 لعن ...". واستمر الميرزا في كتابة اللعنات حتى الرقم 1000 لعنة في عدد 11 صفحة كاملة ومسألة سوء أخلاق الميرزا وطريقته القاسية، واعتبار هذا الأسلوب من أساليب الله تعالى، والأنبياء سوف نناقشها تفصيلا في الجزء الثالث من هذا الكتاب إنْ شاء الله تعالى.

([22]) ذكرت قبل ذلك أن الاسم " يلاش " هو أحد أسماء رب الميرزا كما جاء في كتاب (التذكرة) صفحة 388 وكتاب (التحفة الجولروية) صفحة 166 بالحاشية.

([23]) يبرر (نور الدينبعد موت الميرزا غلام عدم زواجه من السيدة محمدي بيجوم، ويحاول تأويل النبوءة بكل الطرق الممكنة، ليثبت أنّ تحقق النبوءة ممكن عن طريق زواج أولاد الميرزا ببنات السيدة محمدي بيجوم بعد ذلك.

في كتاب (حياة نور) المنشور في الموقع الرسمي للجماعة الأحمدية القاديانية، يقول مؤلف الكتاب في صفحة 446: "ثم تناول حضرته[يقصد الحكيم نور الدين ] ذكر محمدي بيغام فقال: "إذا كان الخطاب يشمل أولاد المخاطب وخلفاءه وأمثاله أيضًا فما المانع من أنْ تكون النبوءة تشمل ابنة مرزا أحمد بيك وحفيدتها أيضًا . ألا ترون أنّ بنات البنات يأخذن حكم البنات في علم الفروض؟ أفليس أولاد الميرزا المحترم عليه السلام هم عصبته، لقد قلتُ مرارًا لعزيزي ميان محمود إذا توفى حضرته عليه السلام بدون الزواج من هذه السيدة فلا يمكن أن يؤثر ذلك في مدى التقدير والاحترام الذي أكنه تجاه حضرته، ثم ذكرت له الشرح المذكور، والحمد لله رب العالمين".

([24]) كتاب (حياة ناصر) ومؤلفه هو (مير ناصر والد زوج الميرزا السيدة نصرت جيهان)، وقد كان حاضرًا في منزل الميرزا وهو في حالة مرضه الأخير الذي مات فيه، ويروي قصة موت الميرزا وأنّ الميرزا قال له أنه قد أصيب بالهيضة الوبائية أي الكوليرا الوبائية، وهذه صورة الصفحة المذكورة من الكتاب"(حياة ناصر) الصفحة 14، وعلى الأحمديين إذا تشككوا في الصورة من الصفحة المرفقة أن يسألوا هم علماء الأحمدية عن صحة المعلومة. وفي أحد المواقع الرسمية للجماعة الأحمدية وهو باللغة الإنجليزية جاءوا بنص كلام والد زوج الميرزا باللغة الأردية من كتاب حياة ناصر، ثم قاموا بالترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وبدأوا في وضع التبريرات لنفي موت الميرزا بالكوليرا الوبائية مثل قولهم لعل مير ناصر لم يسمع جيدا من الميرزا، وعموما سوف أضع لكم عنوان الموقع، والنص بالأردية وبالإنجليزية كما كتبوه هم:

 تو مجھے جگایا گیا تھا۔ جب میں حضرت صاحب کے پاس پہنچا۔ اور آپ کا حال دیکھا۔ تو آپ نے مجھے مخاطب کر کے فرمایا۔ میر صاحب مجھے وبائی ہیضہ ہو گیا ہے۔ (حیات ناصر، صفحہ ۱۴)

"The night Hazrat Sahib became sick، that night I had already gone to sleep in my quarters. When he was greatly afflicted،I was awoken. When I reached Hazrat Sahib، and saw his condition، he saw me and remarked، “Mir Sahib، I have (have I) been afflicted with epidemic cholera. (?) (Hayat-e-Nasir، pg. 14)

وهذه ترجمة النص الإنجليزي للغة العربية "ليلة مَرَضَ حضرة صاحب [أي الميرزا غلام]، في تلك الليلة كنت قد ذهبت للنوم بالفعل في مسكني. وعندما كان يعاني بشدة، استيقظت. وعندما وصلت إلى حضرة صاحب، ورأيت حالته، رآني وقال: "مير صاحب، لقد أصبت (هل) وباء الكوليرا. (؟) (حياة ناصر، صفحة 14)

لاحظوا أنهم وضعوا بين الأقواس (have I) (هل) ليوهموا القارئ أنه لعل مير ناصر كان يقصد (have I) بدلا من (I have) فيحولوا الكلام من الإثبات الى الاستفهام، وقاموا بوضع علامة استفهام في آخر النص. بينما ترجمة النص من الأردية الى العربية ليس فيها استفهام، ولكنها تثبت نصا أن الميرزا صرح يقينا لمير ناصر بأنه قد أصيب بمرض الكوليرا الوبائي "وعندما استيقظت. ووصلت الى حضرة صاحب. ورأيت حالته. فخاطبني وقال: مير سيدي، لقد أصبت بوباء الكوليرا. (حياة ناصر 1 صفحة 14) "والتالي هو عنوان الموقع:

https: //www.alislam.org/articles/did-hazrat-mirza-ghulam-ahmad-die-objectionable-death/

صورة تحتوي على خط يد, نص, الخط, فن الخط

تم إنشاء الوصف تلقائياً

([25]) سأذكر بإذن الله تعالى تفصيل هذه النبوءات الفاشلة، في الجزء الثالث.

([26]) الرواية 372. - بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. حدثني الدكتور مير محمد إسماعيل وقال: سمعت المسيح الموعود يقول مرات عديدة: إنني مصاب بالهستيريا، وأحيانًا كان يصفه بالمراق، والحقيقة أنه بسبب جهوده الفكرية وأعماله اليومية الشاقة من أجل تأليف الكتب كان يتعرض لأعراض عصبية توجد عمومًا في مرضى الهستيريا، منها مثلا التعرض للضعف الفجائي أثناء العمل الجهيد، والتعرض للدوار، وبرودة اليدين والقدمين، ونوبة الإرهاق والقلق، أو الشعور بحالة موشكة على الموت، أو التعرض للاضطرابات القلبية في الأماكن الضيقة أو بين الناس وغير ذلك من الأعراض. إنها علامة لحساسية الأعصاب أو الإرهاق، ومريض الهستيريا أيضا يعاني من هذه الأعراض. وبهذا المعنى كان حضرته مصابًا بهذا المرض الهستيري أو المراق. أقول: ما تقدّم في رواية المولوي شير علي أن حضرته كان يقول: يظن البعض عن الأنبياء أنهم مصابون بمرض الهستيريا إلا أن هذا خطأ الناس، الحقيقة هي أنه تظهر لدى الأنبياء بسبب رهافة الحس أعراضٌ تشابه أعراض الهستيريا مما يجعل البعض يخطئون فيظنون أنه الهستيريا؛ وهذا يعني أن ما كان حضرته يقول أحيانًا أنه مصاب بالهستيريا إنما كان تماشيًا مع هذا التعبير السائد وإلا فكان يعرف علميًّا أنه ليس بالهستيريا وإنما هي أعراض تشابه أعراض الهستيريا التي تولدت من رهافة الحواس والإرهاق الشديد لكثرة الأشغال. وأقول أيضا بأن الدكتور مير محمد إسماعيل طبيب حاذق وماهر جدًّا. كان ينجح بعلامات عالية في الامتحانات في فترة دراسته وفي الامتحان الأخير للطب احتل المركز الأول في إقليم البنجاب كله، كما أن مهارته وحذاقته وجدارته أيضا معروفة ومعترف بها في أيام وظيفته. ولكونه قريبًا للمسيح الموعود تمتع بصحبة حضرته وتسنت له فرص كثيرة لمعالجته أيضا لذلك فيقام لرأيه وزن لا يحظى به رأي آخر.

([27]) الأنبياء والهستيريا، 367 - بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. حدثني المولوي شير علي وقال: قال حضرته مرة أثناء النزهة: يظن البعض عن الأنبياء أنهم مصابون بمرض الهستيريا إلا أن هذا خطأ الناس، الحقيقة هي أن حواس الأنبياء تصبح أرهف وأسرع إلى أبعد الحدود مما يجعل البعض يخطئون فيظنون أنها الهستيريا، في حين أنها ليست بالهستيريا البتة، بل هي حالة مشابهة لها من حيث الظاهر فقط مما يجعل الناس يخطئون فيصفونها بالهستيريا.

([28]) يقول الميرزا في كتاب (البراءة) صفحة 266: "وأقول عودًا إلى الموضوع السابق بأن دراستي في الطفولة بدأت على هذا النحو ... أني عندما بلغت السادسة أو السابعة من عمري وُظِّف معلمٌ فارسي لتعليمي؛ فعلمني قراءة القرآن الكريم وعددًا من الكتب الفارسية، وكان اسم ذلك الصالح فضل إلهي. فلما أصبحتُ ابن عشر سنين تقريبًا عُيِّن لتربيتي أستاذ في اللغة العربية واسمه فضل أحمد. وأعتقد أنه لما كانت دراستي هذه بذرة ابتدائية لفضل الله - سبحانه وتعالى - لذلك كان "فضل" هو الاسم الأول للأستاذَين المذكورَين. فالمولوي فضل أحمد الذي كان متديِّنًا وشيخًا جليلًا، ظل يدرِّسني بجهد واهتمام كبيرَين، ودرست على يده بعض كتب الصرف وبعض قواعد النحو. وبعد ذلك حين بلغ عمري 17 أو 18 عامًا تعلمت بضع سنين على يد شيخ آخر يدعى "غل علي شاه"، كان والدي قد وظفه وعيّنه لتدريسي في قاديان. ولقد تلقّيت منه العلوم المتداولة آنذاك من النحو والمنطق والطب قدرَ ما أراد الله - سبحانه وتعالى -، كما درست بعض كتب الطب من والدي أيضًا إذ كان خبيرًا في الطب وكان طبيبًا حاذقًا. وكنت يومذاك منكبًّا على قراءة الكتب وكأنني لم أكن في هذا العالم. كان والدي يوصيني مرة بعد أخرى بالتقليل من مطالعة الكتب، لأنه كان يخشى بدافع اللطف المتناهي أن تختل صحتي، كما كان يقصد من ذلك أن أبتعد عن هذا الأمر وأشاركه في همومه وغمومه"

([29]) 19. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. حدثتني والدتي أن المسيح الموعود تعرض لنوبة الصداع والهستيريا للمرة الأولى بعد بضعة أيام من وفاة بشير الأول (وهو أخونا الكبير الذي توفي في 1888). كان نائمًا إذ أصيب بحازوقة سببت له وعكة صحية إلا أن هذه النوبة كانت خفيفة. ثم بعد مدة يسيرة خرج للصلاة وأخبرني بأنه يعاني من وعكة صحية خفيفة. تقول والدتي: بعد قليل طرق شيخ حامد علي الباب (وهو كان خادمًا قديمًا للمسيح الموعود، وقد توفي الآن) وقال: سخّني إبريقًا من الماء. تقول والدتي بأنني أدركت أن صحته ليست على ما يرام، فقلت لإحدى الخادمات أن تسأل عن حاله، فقال شيخ حامد علي: إنه متوعّك قليلا. فتحجبت وذهبت إلى المسجد فوجدته مضطجعًا، فلما دنوتُ منه قال: كانت قد ساءت حالتي كثيرًا، ولكني الآن أشعر بالتحسن. كنت أؤم الصلاة إذ رأيت شيئًا أسود ارتفع من أمامي ووصل إلى السماء، ثم سقطتُ على الأرض صائحًا وتعرضت لحالة تشبه الإغماء. تقول والدتي: ثم أصبح يتعرض لهذه النوبات بصورة مستمرة. سألتُها: كيف كانت هذه النوبة؟ فقالت والدتي: كانت يداه وقدماه تبرد وتتوتر أعصاب بدنه ولا سيما أعصاب الرقبة، وكان يصاب بالدُوار فلم يكن يقوى على القيام في هذه الحالة. كانت هذه النوبات شديدة في البداية ثم بعد ذلك لم تبق فيها الشدة المعهودة كما أن طبعه اعتادها. سألتُها: هل كان يعاني من مرض في الرأس قبل هذا؟ قالت: فيما سبق كانت تأتيه نوبات خفيفة من وجع الرأس. سألتُها: هل كان يصلي بالناس في السابق؟ قالت: نعم، ولكنه بعد هذه النوبات ترك ذلك. أقول: حدث هذا الأمر قبل إعلانه بأنه المسيح الموعود. (إن كلمة الهستيريا التي استخدمتها والدتي المحترمة عند ذكر نوبات الدُوار عند المسيح الموعود ليس المراد منها ذلك المرض الذي يسمى بالهستيريا في علم الطب، بل استخدمت هنا للتشابه الجزئي بين الدُوار ومرض الهستيريا بعيدًا عن المعنى الطبي المعروف، وإلا فلم يكن مصابًا بالهستيريا كما شُرح ذلك في الرواية 365 و369 الواردتين في الجزء الثاني من هذا الكتاب. وحيثما ذكر المسيح الموعود مرضه هذا لم يستخدم قط لفظ الهستيريا عنه، كما لا يمكن أن يسمى مرض الدُوار بحال من الأحول بالهستيريا أو المراق في علم الطب، بل تستخدم كلمة vertigo باللغة الإنجليزية للدُوار ولعله نوع من وجع الرأس الذي يصاب فيه الإنسان بالدوار ويشعر بالتوتر في أعصاب رقبته وفي هذه الحالة يصعب على المريض القيام أو المشي إلا أنه لا يؤثر على حالة يقظته أو حواسه. فلقد رأيتُ أنا أيضا - راقم هذه الأسطر - المسيح الموعود مرات عديدة في حالة تعرضه للنوبة المذكورة إلا أنني لم أره في حالة أثرت على وعيه أو حواسه. وكان مرض المسيح الموعود هذا قد جاء طبقًا لنبوءة النبي ... التي أخبر فيها أن المسيح الموعود سيأتي بين المهرودتين أي ثوبين معصفرين (أي مرضين اثنين). (انظر: مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة). أما ما ورد في الرواية أنه قد رأى شيئًا أسود يرتفع نحو السماء فهو أمر عادي عند من أصيب بالدُوار إذ تبدو له جميع الأشياء حوله تدور وترتفع، وبما أن المريض في مثل هذا الوضع يميل نحو إغماض عينيه لذلك فإن هذه الأشياء تتراءى له سوداء. أما الحالة المشابهة بالإغماء فليس المراد منها - كما تدل عليه كلمات الرواية أيضا- فقْد الوعي بكل معنى الكلمة، بل المراد منه عدم التمكن من فتح العينين أو الكلام جراء الضعف الشديد، والله أعلم) يرجى لمزيد من التوضيح مراجعة الروايات 81 و293 و459 التي تسلط مزيدا من الضوء على هذا الموضوع.

([30]) 10.بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. حدثتني والدتي أن المسيح الموعود أخبرها أنه لما كان المرزا الكبير (أي والد المسيح الموعود) موظفًا في كشمير، كانت والدتنا كثيرًا ما تقول: يقول لي قلبي اليوم أن شيئًا ما سيصلنا من كشمير، فكان يأتينا في اليوم نفسه شخص من كشميروحصل أحيانًا أن والدتنا ما أن تنهي كلامها حتى يطرق أحدٌ الباب فلما نسأله نعلم أنه جاء من كشمير. تقول والدتي: كان جدّك يرسل أحدًا لإيصال رسالةٍ ومبلغٍ من المال بعد كل بضعة أشهر. كان هذا المال وغيره من قطع الذهب والفضة يأتي مخيطًا في صدرية يظل هذا الشخص الموفَد يلبسها أثناء سفره ثم عند وصوله إلى قاديان يخلعها ويرسلها إلى البيت فيُخرج منها أهل البيت تلك النقود وغيرها ويعيدون الصدرية إلى الشخص الموفد. كما قالت والدتي: كان جدك يشغل منصب "صوبه" في إحدى المناطق في كشمير. وبينما كنا نتكلم إذ صعد إلينا الخليفة الثاني للمسيح الموعود فقال: كان منصب "صوبه" في مناطق كشمير في تلك الأيام يوازي الحاكم أو نائب الحاكم في حكومة الإنجليز. أقول: كانت جدتنا والدة المسيح الموعود - واسمها "جراغ بي بي"- قد توفيت في حياة جدّنا، وكانت تحبّه حبًّا شديدًا، وكان أيضا يكنّ لها حبًّا كبيرًا ولاحظت أنه كلما ذكرها اغرورقت عيناه.

([31]) 199. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. حدثني مرزا سلطان أحمد بواسطة المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: كانت أخت لوالدي المحترم ترى رؤى وكشوفًا كثيرة،  ولكن جدّي كان يقول عنها بأن هناك خللا ما في دماغها، ولكنها رأت بعض الرؤى التي اضطر بسببها جدي ليغير فيها رأيه. فقد رأت مرة في الرؤيا أن عجوزًا مسنًّا أعطاها ورقة مكتوبة كتعويذة لها. فلما استيقظت كان بيدها قطعة من الورق التي كتبت عليها بعض الآيات القرآنية. ثم رأت في رؤيا أخرى أنها تمشي على ضفاف النهر وتخاف من الماء وصاحت بأعلى صوتها: ماء ماء. فلما استيقظت كانت قدماها مبللتين بالماء وعليهما آثار الرمال. بعد رؤية كل ذلك كان جدي يقول: لا علاقة لهذه الأمور بالخلل في الدماغ.

([32]) كتاب (حقيقة الوحي) 1905-1907 صفحة 3 يقول الميرزا: " ليكن معلوما أن الشيطان للإنسان عدو مبين، ويحاول أن يهلكه بطرق مختلفة. فمن الممكن أن تكون الرؤيا صادقة ومع ذلك تكون من الشيطان، وأن يكون الإلهام صادقا ومع ذلك يكون من الشيطان، لأن الشيطان مع كونه كذابا يخدع الإنسان باطلاعه على الصدق أحيانا لينزع الإيمان. أما الذين يصلون في صدقهم ووفائهم وحبهم لله تعالى درجة الكمال فلا يمكن أن يكون للشيطان عليهم سلطان، حيث يقول الله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}؛ فهذه علامة على أن أمطار فضل الله تعالى تنزل عليهم، وعلى أنه توجد فيهم ألوف أمارات القبول عند الله التي سنذكرها في هذا الكتاب لاحقا بإذن الله، ولكن الأسف كل الأسف أن كثيرا من الناس يكونون أسرى في قبضة الشيطان، ومع ذلك يعوِّلون على رؤاهم وإلهاماتهم، وبواسطتها يريدون ترويج معتقداتهم الخاطئة ومذاهبهم الباطلة، بل يقدمون تلك الرؤى والإلهامات شهادةً، أو ينوون الاستخفاف بالدين الحق بتقديمهم تلك الرؤى والإلهامات، أو أن يجعلوا أنبياء الله الأطهار في أعين الناس أناسًا عاديين. أو يريدون أن يظهروا أنه إذا كان صدق دين يثبت بالرؤى والإلهامات فلا بد من اعتباره صادقا. ومنهم من لا يُقدِّمون رؤاهم وإلهاماتهم لإثبات صدق دينهم، بل يهدفون من بيانها إلى أن يثبتوا أن الرؤيا والإلهام ليس معيارا لمعرفة دين حق أو شخص صادق. ومنهم من يقصون أحلامهم استكبارا واعتزازا بأنفسهم فقط. ومنهم مَن إذا ظهر صدق بعض أحلامهم وإلهاماتهم - حسب رأيهم - قدموا أنفسهم بناء عليها أئمةً أو رُسُلا. فهذه بعض المفاسد التي انتشرت في هذه البلاد بكثرة هائلة، وقد تطَّرق إلى أصحابها الكبر والغرور بدلا من الإيمان والصدق.

وفي صفحة 13 يقول الميرزا غلام: " إنني أهدف من هذا البيان إلى أن رؤيةَ أحدٍ رؤى صالحة أو تلقّيه بعض الإلهامات الصادقة لا تدل على كماله ما لم تصحبها العلامات الأخرى التي سنذكرها في الباب الثالث بإذن الله القدير، بل تكون نتيجة بُنيته الدماغية. لذا لا يُشتَرَط في ذلك كون صاحبها صالحا وتقيا، كما ليس ضروريا أن يكون مؤمنا ومسلما. وكما يرى بعض الناس رؤى أو يعلمون شيئا بواسطة الهامات بسبب بُنيتهم الدماغية فقط، كذلك تناسب بعضَ الطبائع الحقائقُ والمعارف بناء على بُنيتها الدماغية، فتخطر ببال أصحابها أمور لطيفة. والحق أنه ينطبق عليهم الحديث: "آمن شِعره وكفر قلبه"، لذا فإن معرفة الصادق ليس بوسع كل شخص بسيط. ترجمة بيت فارسي: هناك أبالسة كثُر في صورة آدم، فيجب ألا تُعطَى اليدُ (البيعة) في يد كل واحد منهم.

([33]) في كتاب (فقه المسيح) صفحة 329.

([34]) كتاب (التذكرة) صفحة 172.

([35]) كتاب (مجموعة الإعلانات) - المجلد الثاني.

([36]) سورة القمر (17).

([37]) كتاب (التذكرة) هو كتاب من جمع أتباع الميرزا لكل الهامات ووحي ورؤى وكشوف الميرزا

([38]) 104 - بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. حدثني المولوي شير علي أن المسيح الموعود؟ كان يقول: إن كتاباتي كلها منصبغة بصبغة الوحي لأنها كُتبت بتأييد خاص من الله تعالى. وكان يقول: في بعض الأحيان أكتب بعض الكلمات والجمل، ولكني لا أعرف معناها إلا عندما أرجع إلى القواميس بعد كتابتها.

كان المولوي المذكور يقول: كان الميرزا صاحب يرسل كتبه العربية ومسوداتها إلى الخليفة الأول والمولوي محمد أحسن، وكان يوصيهما أن يحسّنوا إذا كان هناك ما يحتاج إلى التحسين. كان الخليفة الأول يقرأ المسودة ويرسلها كما هي، ولكن المولوي محمد أحسن كان يبذل جهدًا كبيرًا فيغير في بعض الأماكن كلمات بقصد التحسين. كان المولوي شير علي يقول: قال المسيح الموعود؟ في إحدى المرات: إن المولوي محمد أحسن يقوم بالإصلاح والتحسين من ناحيته، ولكني أرى أن كلمتي التي كتبتها هي المناسبة وفي محلها وهي الأفصح، أما ما كتبه المولوي المحترم فهو ضعيف، ولكني أبقي أحيانًا ما كتبه المولوي المحترم حتى لا يصاب بالإحباط بشطبي جميع كلماته المقترحة.

([39]) في كتاب (نزول المسيح) 1902م يعترف الميرزا باقتباسه من كتاب مقامات الحريري صفحة 50 حيث يقول: " والآن اصغوا إلى اعتراضه [أي اعتراض من يتهمونه بالسرقة الأدبية من كتاب مقامات الحريري]؛ يقول: وردت في هذا الكتاب (إعجاز المسيح) - الذي يقع في مئتي صفحة - جُمَلٌ سُرقت من مقامات الحريري- وهي بضع فقرات فقط لو جُمِعت قد لا تربو على أربعة أسطر - وبعضها مسروقة من القرآن الكريم أو كتب أخرى، وبعضها كُتبت بشيء من التغيير والتبديل وبعضها من أمثال العرب المعروفة، هذه هي "سرقتي" التي اطلع عليها مهر علي، إنها عشر فقرات أو اثنتا عشرة فقرة - من بين عشرين ألف فقرة - منها آيات القرآن الكريم وبعضها من أمثال العرب وبعضها، على حد قوله، توارد مع فقرة للحريري أو الهمذاني (أو الهمداني)، ولكن من المؤسف أنه لم يشعر بأدنى حياء عند إثارته هذا الاعتراض، ولم يُعمِل فكره قط أنه حتى إذا لم تُعتبر هذه الجمل القليلة أو بضعة منها تواردا - مع أنه وارد في كلام الأدباء -، بل ظُنَّ أن هذه الجُمل القليلة قد تم اقتباسها، فما الاعتراض على ذلك؟ لقد اقتُبست في كتاب الحريري أيضا آيات قرآنية وفيه بضع فقرات وأبيات لغيره بشيء من التصرف فيها. كذلك توجد فيه بعض الفقرات لأبي الفضل بديع الزمان بعينها. فهل يجوز القول بأن مقامات الحريري كلها مسروقة؟، بل قد أساء البعض الظنَّ بأبي القاسم الحريري باعتبارهم كتابه كله من تأليف غيره. ويقول البعض بأنه عُرض ذات مرة على سبيل الاختبار على حاكم، على أنه كاملٌ في فن التأليف، وأُمِر بأن يكتب بيانا فصيحا بليغاً بالعربية، ولكنه لم يستطع ذلك فتعرض لخجل وندامة كبيرة. ولكنه مع ذلك يعُدَّ من الأدباء العظام ويُنظر إلى كتابه "مقامات الحريري" بنظرة التعظيم والإجلال مع أنه لا ينفع من الناحية الدينية أو العلمية شيئا؛ ذلك لأن الحريري لم يقدر على أن يكتب قصة صادقة أو أسرار الحقائق والمعارف بعبارة فصيحة وبليغة ليثبت أنه قادر على أن يجعل الكلمات تابعة للمعاني والمعارف، بل جعل المعاني تابعة للكلمات من البداية إلى النهاية، الأمر الذي أثبت أنه ما كان قادرا قط على أن يسرد حادثا حقيقيا بالعربية الفصيحة. فالذي يهتم بالمعاني ويهدف إلى بيان المعارف والحقائق لا يستطيع الحصول على النخاع من عظام جمعها الحريري"

([40]) وللعلم فإنني كطبيب قد رأيت الكثير من هذه الحالات في المستشفيات متعددة الأقسام التي عملت بها، بل من هذه الحالات من يدعي الألوهية أيضًا.

([41]) كما جاء في كتاب (سيرة المهدي) تأليف (البشير أحمد) ابن الميرزا الرواية 12.

([42]) أقصد بالعطاءات الهبات والمنح العلمية والروحانية التي يدعي الميرزا غلام أنّ ربه وهبها إياه.

([43]) يعرف الميرزا للدجل والدجالية فيقول في كتابه (نور الحق) صفحة 47: " يقول الميرزا: " فالظالم هو الذي يحل محل المحرّفين، ويبدل العبارات كالخائنين ويجترئ على الزيادة في موضع التقليل، والتقليل في موضع الزيادة كيفا وكما، أو ينقل الكلمات من معنى إلى معنى ظلما وزورا من غير وجود قرينة صارفة إليه، ثم يأخذ الناس إلى مفترياته كالخادعين وما معنى الدجل والدجالة إلا هذا، فيفكر من كان من المفكرين".

([44]) صفحة 45 سنة1882 .

([45]) كتاب (التذكرة) صفحة 45 سنة 1882م.

([46]) كتاب (التذكرة) صفحة 45 سنة 1882.

([47]) كتاب (التذكرة) صفحة 46 في آذار مارس 1882.

([48]) يقصد في مارس 1882.

([49]) كتاب (التذكرة) صفحة 46 في آذار مارس 1882.

([50]) كتاب (التذكرة) صفحة 46 في آذار مارس 1882.

([51]) كتاب (التذكرة) صفحة 46 في آذار مارس 1882.

([52]) مثل كتاب (التذكرةصفحة 91 بالحاشية، وكتاب (حقيقة الوحي) 1905-1907م صفحة 36 بالحاشية.

([53]) كتاب (إزالة الأوهام) 1891 صفحة 161.

([54]) في كتاب (إزالة الأوهام).صفحة 493 يقول الميرزا: "وحين نتأمل في ذلك النهج لا نجد بدًا من الإقرار أنه من المحتوم أن يأتي الخليفة الأخير في هذه الأمة أيضًا مثيلا كاملا للمسيح ابن مريم، وأنْ يأتي في زمن يشبه الزمن الذي جاء فيه المسيح ابن مريم بعد موسى، أي في القرن الرابع عشر أو قريبا من ذلك، وأن يأتي بغير السيف والسنان وبغير أسلحة الحرب كما جاء المسيح ابن مريم - عليه السلام -، وأن يأتي لإصلاح أناس يشبهون اليهود الذين فسدت بواطنهم والذين جاء المسيحُ لإصلاحهم".

وفي كتاب (إزالة الأوهام). صفحة 500 يقول الميرزا غلام: "ومن جملتها أن كشوف أكابر الأولياء تشهد بالاتفاق على أنّ المسيح الموعود سيظهر قبل القرن الرابع عشر، أو على رأسه، ولن يتأخر عن ذلك الموعد. وقد سبق أن ذكرت شيئا من ذلك في هذا الكتاب على سبيل المثال. والمعلوم أنه لا يدّعي في هذا العصر أحد أنه حائز على هذا المقام إلا أنا".

وفي كتاب (التحفة الجولروية) 1900م والمنشور في 1902 صفحة 230 يقول الميرزا غلام: "وكما يضم القرآن الكريم التصريح أنّ الله تعالى قد خلق كل شيء في ستة أيام، إلا أنه خلق الإنسان الذي كانت دائرة المخلوق تنتهي عليه في الجزء الأخير من اليوم السادس؛ كذلك حدد لهذا الإنسان الأخير الجزء الأخير من الألف السادس، فخلق حين كانت بضعة أعوام باقية على انتهاء الألف السادس من حيث الحساب القمري. وإن نضْجه الذي حُدد للمرسلين، أي أربعون عاما، قد تحقق حين جاء رأس القرن الرابع عشر. وكان من الضروري للخليفة الأخير أن يُخلق كآدم في الجزء الأخير من الألف السادس وأن يُبعث مثلَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عند بلوغه أربعين عاما من العمر على رأس القرن، ويستحيل على أي كاذب ومفتر أن يتدخل في هذه الشروط الثلاثة...".

وفي كتاب (التحفة الجولروية) 1900م والمنشور في 1902 صفحة 260.يقول الميرزا غلام: "وكذلك قد ثبت من الأحاديث أن عيسى - عليه السلام - عاش مائة وعشرين عاما، لكن كل واحد يعلم أن عمره عند التعرض لحادث الصلب كان 33 عاما وستة أشهر. وإن قيل إنه سيكمل بقية العمر بعد النزول، فهذه الدعوى تعارض نص الحديث. بالإضافة إلى ذلك نعرف من خلال الحديث أن المسيح الموعود سيبقى في هذا العالم بعد الدعوى أربعين عاما، وإذا أضفنا إليها 33 عاما، يكون المجموع 73 عاما لا 120 عاما، مع أن الحديث يصرِّح بأنه عاش مائة وعشرين عاما"، ملحوظة: هذا الحديث لا يوجد في الكتب التي وصفها الميرزا بأنها مُسَلَّم ومُعترف وموثوق بها، وتفصيل كلام الميرزا في هذا الأمر سيكون مبدئيا في الباب الثالث من هذا الجزء في الأصل الأوّل من أصول الاستدلال بإذن الله تعالى.

وفي كتاب (ترياق القلوب) 1899-1902 صفحة 179.يقول الميرزا: "وحين بلغت من العمر أربعين عاما شرّفني الله تعالى بإلهامه وكلامه، وكان من حسن الصدف أنه حين بلغت من العمر أربعين عاما من عمري حان رأسَ القرن أيضا، عندئذ كشف الله لي بالإلهام: أنك مجدد هذا القرن ومُبطل الفتن الصليبية، وكان تلك إشارة إلى أني أنا المسيح الموعود".

([55]) كتاب (الحكم السماوي والآية السماوية) 1892 صفحة 91.

([56]) كتاب (الحكم السماوي والآية السماوية) 1892 صفحة 73.

([57]) عائلة الميرزا من المزارعين الحرّاثين وليسوا من الملوك العظماء: في كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892م صفحة 308 يقول الميرزا غلام: " والآن أبين لكم من بعض واقعات أرى في تبيينها خيرا وبركة، وتفهيم ما لا تعلمون بعلم اليقين. فاعلموا أيها السّادة أنّ آبائي - كما ذكرت فيما مر - كانوا من عظماء الحراثين، وكانت صناعتهم الفلاحة ...".

وفي كتاب (ترياق القلوب) 1899-1902 صفحة 168 يقول الميرزا غلام: " ثم انظروا كيف يعيش المشايخ المعارضون لنا عيش الضيق والمعاناة حتى اضطر بعضهم لترك مشاريعهم واستعدوا لتحمل خزي الحراثة...".

([58]) كتاب (الحكم السماوي والآية السماوية) 1892 صفحة 76.

([59]) من المخالفات؛ حقيقة نار سيدنا إبراهيم عليه السلام وكيف أطفأها الله تعالى، حيث يرى الميرزا أنّ الله تعالى أوقف خاصية الإحراق للنار، فلم تؤذِ سيدنا إبراهيم عليه السلام كما في كتاب (الملفوظاتالمجلد 9 صفحة 168، بينما بشير الدين محمود يرى أنّ النار لو كانت حقيقية فقد أطفأتها الريح أو المطر [كما في كتاب (التفسير الكبيرالجزء 5 تفسير سورة الأنبياء صفحة 622 و624.

([60]) كتاب (الحكم السماوي والآية السماوية) 1892 صفحة 96.

([61]) كتاب (الحكم السماوي والآية السماوية) 1892 صفحة 95

([62]) كتاب (أيام الصلح1899م صفحة 100 يقول الميرزا: " ثم في الصفحة 504 من البراهين الأحمدية ورد إلهام "جريُّ الله في حلل الأنبياء" ومعناه "رسول الله في حلل الأنبياء" ففي هذا الإلهام سميتُ رسولا ونبيا أيضًا".

([63]) كتاب (الحكم السماوي والآية السماوية) صفحة 90.

([64]) يقول الميرزا في كتاب (التحفة الجولروية) 1900م والمنشور في 1902 صفحة 86: "إلا أنني لا أملك أي دليل على كوني فارسيًا سوى الإلهام الإلهي، إلا أن هذا الإلهام من زمن لم يكن فيه أي أثر لدعواي هذه. أي قد كُتب في (البراهين الأحمدية) قبل عشرين عاما من اليوم، وهو "خذوا التوحيد التوحيد يا أبناء الفارس" وفي موضع آخر إلهام: "إن الذين صدوا عن سبيل الله ردّ عليهم رجل من فارس شكَر الله سعيه".

([65]) كتاب (الحكم السماوي والآية السماوية) صفحة 93.

([66]) كتاب (حقيقة النبوة) صفحة 78.

([67]) في الحاشية يقول المترجم "بعثة حضرته عليه السلام أو مأموريته كانت في عام 1882 أثناء مشروع البراهين، حيث أعلن أنه مأمور من الله تعالى. (المترجم).

([68]) كتاب (سيرة المهدي) الرواية 47.

([69]) يقصد النسخة الأردية.

([70]) كتاب (السيرة المطهرة) صفحة 105 تأليف مصطفى ثابت عالم الأحمدية المصري.

([71]) صفحة 153.

([72]) كتاب (البراهين الأحمدية): الجزء الأول المنشور في سنة 1880 يبدأ من صفحة 2 ينتهي في الصفحة 30، الجزء الثاني المنشور في سنة 1880 يبدأ من الصفحة 31 ينتهي في الصفحة 102، الجزء الثالث المنشور في 1882 يبدأ في الصفحة 103 وينتهي في الصفحة 146، الجزء الرابع المنشور في سنة 1884 يبدأ من الصفحة 147، وينتهي في الصفحة 611.

([73]) كتاب (البراهين الأحمدية) 1880 ج 1 صفحة 23.

([74]) كتاب (البراهين الأحمدية) 1884 ج 4 صفحة 609.

([75]) كتاب (البراهين الأحمدية) 1884 ج 4 صفحة 479.

([76]) كتاب (إزالة خطأ) 1901م صفحة 2.

([77]) كتاب (حمامة البشرى) 1894م صفحة 163، يقول الميرزا غلام: " ثم انظر إلى قوله تعالى ودعائه الذي علّمَنا: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيهِمْ}، فإنّا أُمِرنا أن نقتدي الأنبياء كلهم ونطلب من الله كمالاتهم، ولما كانت كمالات الأنبياء كأجزاء متفرقة وأُمِرنا أن نطلبها كلها ونجمع مجموعة تلك الأجزاء في أنفسنا، فلزم أن يحصل لنا شيء بالظلية ومتابعةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يحصل لفردٍ فردٍ من الأنبياء. وقد اتفق علماء الإسلام أنه قد يوجد فضيلة جزئية في غير نبي لا توجد في نبي. ثم انظر إلى كلام ابن سيرين حين سُئل عن مرتبة المهدي (*) .. وقيل أهو كأبي بكر في فضائله؟ قال: ، بل هو أفضل من بعض الأنبياء. وما اختلف اثنان من علماء هذه الأمة في أن الفضائل الظلية التي توجد في هذه الأمة قد تفوق بعض الفضائل التي توجد في الأنبياء بالأصالة، ولذلك قيل إن الأنبياء السابقين كانوا ينظرون إلى هذه الأمة بعين الغبطة، وتمنى أكثرهم أن يكونوا منهم. فلو لم يكن في هذه الأمة شيء من أنواع الفضائل التي لم توجد في أنبياء بني إسرائيل .. فلِمَ سألوا ربهم أن يجعلهم من هذه الأمة؟".

(*) الميرزا غلام يتكلم على نفسه أنه هو المهدي، وهو في نفس الوقت المسيح الموعود.

([78]) كتاب (إزالة خطأ) 1901م صفحة 6.

([79]) كتاب (البراهين الأحمدية) 1884 ج 4 صفحة 232.

([80]) أمثلة لأخطاء الأنبياء في فهم بعض الوحي بحسب إدعاء الميرزا:

في كتاب (إزالة الأوهام) 1891 صفحة 184يقول الميرزا: "بل تضم معظم الأنباء في طياتها بعض الأسرار الكامنة التي قد لا يفهمها حتى الأنبياء الذين ينزل عليهم ذلك الوحي"، ويقول في نفس الصفحة: "والجدير بالتدبر الآن أنه إذا كان احتمال خطأ وقوع الأنبياء أنفسهم في فهم النبوءات وارد ". ويقول في صفحة 185: "ولكن لمّا كان من المستحيل أن يسلم رأي أنبياء الله الأطهار أيضًا من الخطأ في الاجتهاد بصدد الأنباء".

ويقصد الميرزا بالأنباء الأخبار الغيبية، ويقول في صفحة 219: "يتبيّن من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بجلاء تام إمكانية حدوث الخطأ في تفسير وحي يتلقاه نبيّ في الكشف أو الرؤيا. كذلك هناك حديث آخر يقول فيه النبيّ عن هذا النوع من الخطأ." كما يقول في صفحة 325: "ولو افترضنا جدلًا أنّ أحدًا من الصحابة حسِبَ أنّ المراد من ابن مريم هو عيسى بن مريم نفسه، لما حدث أي خلل، فقد صدرت أحيانًا أخطاء من الأنبياء أيضًا في فهم النبوءات قبل تحققها، فلا غرابة إذا أخطأ صحابي في ذلك. إن فراسة رسولنا صلى الله عليه وسلم وفهمه، أكثر من فراسة كافة أفراد الأمة وفهمها مجتمعة. ولولا أن يغضب إخواننا المسلمون بسرعة، فإنّ مسلكي الذي أستطيع إثباته بالحجة هو أنّ فراسة جميع الأنبياء وفهمهم لا يساوي فراسة النبيّ الأكرم صلى الله عليه وسلم ومع ذلك اعتَرَفَ صلى الله عليه وسلم بنفسه أنّه أخطأ في فهم حقيقة بعض النبوءات"، ويقول في صفحة 503" ما فهمه النبيّ صلى الله عليه وسلم محل النبوءة ومصداقها بناء على اجتهاده، لم يكن صحيحا. أما نبوءات المسيح عليه السلام فحالها أغرب؛ إذ كثيرًا ما فَهِم معاني النبوءات بطريقة وتحققت بطريقة أخرى تمامًا" ويقول في كتاب (التبليغ) 1892 صفحة 47: "فثبت أنّ هذه الواقعة كان لـه تأويل آخر ما فهم إبراهيم عليه السلام، وكيف يفهم عبد شيئًا ما أراد الله تفهيمه، بل أراد أن يسبل عليه سترا".

([81]) كتاب (البراهين الأحمدية) ج 4 صفحة 156.

([82]) تفصيل موت ابن الميرزا غلام الأول من الزوج الثانية نصرت جيهان، ذكرته بتفصيل في نبوءة المصلح الموعود في الجزء الثالث.

([83]) كتاب (البراهين الأحمدية) 1880 ج 2 صفحة 76.

([84]) كتاب (البراهين الأحمدية) ج 4 الصفحات 502، و573، و579.

([85]) كتاب (البراهين الأحمدية) 1880 ج 2 صفحة 77.

([86]) كتاب (الاستفتاء) 1907م صفحة 51.

([87]) كتاب (البراهين الأحمدية) الجزء 4 صفحة 166.

([88]) كتاب (البراهين الأحمدية) الجزء 4 صفحة 165.

([89]) كتاب (إزالة الأوهام) 1891م صفحة 542.

([90]) كتاب (إزالة الأوهام) 1891م صفحة 268 بالحاشية.

([91]) كتاب (البراهين الأحمدية) الجزء الرابع صفحة 161.

([92]) كتاب (التبليغ) 1892م صفحة 35.

([93]) كتاب (البراهين الأحمدية) الجزء الرابع صفحة 608.

([94]) كتاب (إزالة الأوهام) 1891م صفحة 284.

([95]) كتاب (البراهين الأحمدية) 1880م الجزء الأول صفحة 28 و29.

([96]) وهذا نص الرواية: "104 - بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. حدثني المولوي شير علي أن المسيح الموعود؟ كان يقول: إن كتاباتي كلها منصبغة بصبغة الوحي لأنها كُتبت بتأييد خاص من الله تعالى. وكان يقول: في بعض الأحيان أكتب بعض الكلمات والجمل، ولكني لا أعرف معناها إلا عندما أرجع إلى القواميس بعد كتابتها.".

([97]) كتاب (البراهين الأحمدية) الأجزاء الأربعة الأولى..

([98]) كتاب (البراهين الأحمدية) الجزء 4 صفحة 467.

([99]) كتاب (البراهين الأحمدية) الجزء 4 صفحة 193.

([100]) كتاب (التذكرة) صفحة 1: زمن تحصيل العلم: (أ): "رأيتُ ذات ليلة وأنا غلام حديث السنِّ كأني في بيت لطيف نظيف، يذكر فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقلت: أيها الناس، أين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فأشاروا إلى حجرة، فدخلت مع الداخلين. فبشّ بي حين وافيته، وحيّاني بأحسنِ ما حيّيته، وما أنسى حسنه وجماله وملاحته وتحنّنه إلى يومي هذا. شغفني حبًا وجذبني بوجه حسين. قال: ما هذا بيمينك يا أحمد؟ فنظرت فإذا كتاب بيدي اليمنى، وخطر بقلبي أنه مِن مصنّفاتي، قلت: يا رسول الله، كتاب من مصنفاتي. قال: ما اسم كتابك؟ فنظرت إلى الكتاب مرة أخرى وأنا كالمتحيرين، فوجدته يشابه كتابًا كان في دار كتبي واسمه: "قطبي". قلت: يا رسول الله، اسمه قطبي. قال: أرِني كتابك القطبي. فلما أخذه ومسّته يده، فإذا هي ثمرة لطيفة تسرّ الناظرين. فشقّقها كما يشقّق الثمر، فخرج منها عسل مصفى كماءٍ معينٍ. ورأيت بلّة العسل على يده اليمنى من البنان إلى المرفق، كان العسل يتقاطر منها.. وكأنه يريني إياه ليجعلني من المتعجبين. ثم ألقي في قلبي أن عند أسكفّة البيت ميّتٌ قدّر الله إحياءه بهذه الثمرة، وقدّر أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - من المحيين. فبينما أنا في ذلك الخيال فإذا الميّت جاءني حيًّا وهو يسعى، وقام وراء ظهري، وفيه ضعفٌ كأنه من الجائعين. فنظر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إليّ متبسمًا، وجعل الثمرة قطعاتٍ وأكل قطعة منها، وآتاني كل ما بقي، والعسل يجري من القطعات كلها، وقال: يا أحمد، أعطِه قطعةً من هذه ليأكل ويتقوى. فأعطيته، فأخذ يأكل على مقامه كالحريصين. ثم رأيت أن كرسي النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رفع حتى قرب من السقف، ورأيته فإذا وجهه يتلألأ كأن الشمس والقمر ذُرّتا عليه، وكنت أنظر إليه وعبراتي جاريةٌ ذوقًا ووجدًا، ثم استيقظت وأنا من الباكين. فألقى الله في قلبي أن الميّت هو الإسلام، وسيحييه الله على يدي بفيوض روحانية من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما يدريكم لعل الوقت قريب، فكونوا من المنتظرين. وفي هذه الرؤيا ربّاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وكلامه وأنواره وهديّة أثماره".

([101]) كتاب (البراهين الأحمدية) الأجزاء الأربعة الأولى صفحة 26.

([102]) يقصد القرآن الكريم.

([103]) كتاب (التذكرة) صفحة 21 في الحاشية.

([104]) كتاب (البراهين الأحمدية) في صفحة 66.

([105]) كتاب (الأربعين) 1900م الصفحات 22 و23 و24.

([106]) كتاب (البراهين الأحمدية) صفحة 573.

([107]) كتاب (البراهين الأحمدية) صفحة 569 و572.

([108]) كتاب (الأربعين) 1900م الصفحات 23.

([109]) كتاب (فتح الإسلام) 1891م صفحة 22 بالحاشية.

([110]) أي من الله تعالى.

([111]) كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892 صفحة 443.

([112]) ثم أذكر النصوص كاملة التي وردت فيها هذه العطاءات وإثبات مخالفة الميرزا لها.

([113]) كتاب (ترياق القلوب) 1899-1902 صفحة 237.

([114]) كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892م صفحة 135.

([115]) كتاب (لجة النور) 1900، صفحة 36.

([116]) كتاب (فتح الإسلام) 1891 صفحة 21.

([117]) كتاب (إزالة الأوهام) سنة 1891م صفحة صفحة 618.

([118]) كتاب (نجم الهدى) 1898م، صفحة 35.

([119]) كتاب (إزالة الأوهام) 1891 صفحة 508.

([120]) كتاب (الهدى والتبصرة لمن يرى) سنة 1902 صفحة 73 و74.

([121]) كتاب (الهدى والتبصرة لمن يرى) سنة 1902 صفحة 14.

([122]) كتاب (نور الحق) 1894م صفحة 192.

([123]) حاشية كتاب (التذكرة) صفحة 91.

([124]) كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892م صفحة 135.

([125]) كتاب (فتح الإسلام) 1891 صفحة 17.

([126]) كتاب (تحفة بغداد) 1894م، صفحة 17.

([127]) كتاب (إعجاز المسيح) 1901م صفحة 100.

([128]) كتاب (الهدى والتبصرة لمن يرى) سنة 1902م الصفحة 60 و61.

([129]) كتاب (أيام الصلح) سنة 1899صفحة 200.

([130]) كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892 صفحة 286.

([131]) كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892 صفحة 301.

([132]) كتاب (حمامة البشرى) 1894م، صفحة 16.

([133]) كتاب (إزالة الأوهام) 1891 صفحة 508.

([134]) يقصد الميرزا نفسه.

([135]) كتاب (تحفة بغداد) 1893م صفحة 24.

([136]) كتاب (تحفة بغداد) 1893م، صفحة 17.

([137]) كتاب (نجم الهدى) 1898م، صفحة 35.

([138]) كتاب (التذكرة) صفحة 91 بالحاشية.

([139]) سيتم ذكر موضوع بداية وحي الميرزا في مارس سنة 1882 لاحقا.

([140]) منها أنه قال: "والأمر الحق أني ما قلت قولًا يُخالف عقيدةَ أهل السُنّة حقيقة، وما جرى على لساني مثل تلك الألفاظ، وما خطر في قلبي شبيه هذه الافتراءات" كتاب (حمامة البشرى) 1894م صفحة 41

([141]) كتاب (البراهين الأحمدية1884م الجزء الرابع صفحة 502، و573، و579.

([142]) حاشية كتاب (التذكرة) صفحة 91.

([143]) من جملة ما يعصم منه الأنبياء؛ العصمة في التَحَمُّل والتبليغ، والتَحَمُّل هو استيعاب النبيّ للوحي من الله سبحانه وتعالى بشكل سليم، فلا اجتهاد من النبيّ في فهم نص، لأنّ المتولي هذا الأمر هو الله سبحانه وتعالى، فليس على الرسول إلا البلاغ، وإنما الاجتهاد يكون في غير وجود النص، يقول الله سبحانه وتعالى: []

([144]) يقول الميرزا في الحاشية على الإعلان: " (1) يتبين من بعض الإشارات في الإنجيل أن المسيح - عليه السلام - أيضًا كان يفكر في الزواج، ولكنه رُفع عن عمر صغير وإلا كان من المتأكد أنه كان سيتأسى بأسوة أبيه داود، منه".

([145]) في كتاب (الاستفتاء1907م صفحة 51، يقول الميرزا: "فمن سوء الأدب أن يقال إنّ عيسى ما مات، وإن هو إلا شرك عظيم يأكل الحسنات ويخالف الحصاة...".

([146]) كتاب (توضيح المرام) صفحة 63 (إزالة الأوهام) صفحة 117.

([147]) كتاب (توضيح المرام) صفحة 63.

([148]) كتاب (توضيح المرام) صفحة 64 (إزالة الأوهام صفحة 139).

([149]) كتاب (توضيح المرام) صفحة 63.

([150]) كتاب (إزالة خطأ) 1901م صفحة 3

([151]) كتاب (توضيح المرام) 1891م صفحة 63.

([152]) كتاب (توضيح المرام) 1891م صفحة 63.

([153]) كتاب (إزالة الأوهام) 1891م صفحة 339.

([154]) نص الحديث كما ورد في البخاري: " 3689 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ زَادَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا مُحَدَّثٍ".

وفي كتال (الدر المنثور):

قَوْله تَعَالَى: {وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول وَلَا نَبِي إِلَّا إِذا تمنى ألْقى الشَّيْطَان فِي أمْنِيته فَينْسَخ الله مَا يلقِي الشَّيْطَان ثمَّ يحكم الله آيَاته وَالله عليم حَكِيم ليجعل مَا يلقِي الشَّيْطَان فتْنَة للَّذين فِي قُلُوبهم مرض والقاسية قُلُوبهم وَإِن الظَّالِمين لفي شقَاق بعيد وليعلم الَّذين أُوتُوا الْعلم أَنه الْحق من رَبك فيؤمنوا بِهِ فتخبت لَهُ قُلُوبهم وَإِن الله لهاد الَّذين آمنُوا إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم وَلَا يزَال الَّذين كفرُوا فِي مرية مِنْهُ حَتَّى تأتيهم السَّاعَة بَغْتَة أَو يَأْتِيهم عَذَاب يَوْم عقيم الْملك يَوْمئِذٍ لله يحكم بَينهم فَالَّذِينَ آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات فِي جنَّات النَّعيم وَالَّذين كفرُوا وكذبوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِك لَهُم عَذَاب مهين}.

أخرج عبد بن حميد وَابْن الْأَنْبَارِي فِي الْمَصَاحِف عَن عَمْرو بن دِينَار قَالَ: كَانَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ يقْرَأ (وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول وَلَا نَبِي وَلَا مُحدث).

وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سعد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ: إِن فِيمَا أنزل الله {وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول وَلَا نَبِي} وَلَا مُحدث فنسخت مُحدث والمحدثون: صَاحب يس ولقمان وَهُوَ من آل فِرْعَوْن وَصَاحب مُوسَى.

وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: النَّبِي وَحده الَّذِي يكلم وَينزل عَلَيْهِ وَلَا يُرْسل

وَأخرج عبد بن حميد من طَرِيق السّديّ عَن أبي صَالح قَالَ: قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - فَقَالَ الْمُشْركُونَ: إن ذكر آلِهَتنَا بِخَير ذكرنَا آلِهَته بِخَير ف {ألْقى الشَّيْطَان فِي أمْنِيته} {أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى} النَّجْم آيَة 19 إنَّهُنَّ لفي الغرانيق العلى وَإِن شفاعتهن لترتجى.

قَالَ: فَأنْزل الله {وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول وَلَا نَبِي إِلَّا إِذا تمنى ألْقى الشَّيْطَان فِي أمْنِيته}، فَقَالَ ابْن عَبَّاس: إِن أمْنِيته أَن يسلم قومه.

([155]) كتاب (إزالة خطأ) 1901م صفحة 6.

([156]) أي الميرزا يختار العقيدة الصحيحة لنا.

([157]) كتاب (ترياق القلوب) 1899-1902 صفحة 237.

([158]) مدينة في مقاطعة البنجاب في الهند.

([159]) مدينة قريبة من قرية الميرزا قاديان.

([160]) كتاب (التذكرة) صفحة 29.

([161]) "المَهديُّ منَّا أَهلَ البيتِ، يصلحُهُ اللَّهُ في ليلةٍ" حديث حسن كما جاء في سنن ابن ماجة.

([162]) مرض الميرزا بالبول السكري مذكور في مواضع كثيرة في كتبه، منها:

كتاب (حقيقة الوحي) 1905م صفحة 289 حيث يقول الميرزا: "...صحيح أن هناك مرضينِ يلازمانني؛ أحدهما في الجزء العلوي من الجسم والثاني في الجزء السفلي منه. المرض في الجزء العلوي من الجسم هو الدُوار، أما في الجزء السفلي منه فهو كثرة التَبَوُّل. وإن هذين المرضين يرافقانني منذ زمنٍ أعلنت فيه أني مبعوثٌ من الله تعالى. لقد دعوت أيضًا للشفاء منهما، ولكني تلقيت جوابًا بالنفي...".

([163]) كتاب ( التبليغ ) 1892م صفحة حرف (ص) تحت العنوان (هبة إلهية محضة).وهذا الكتاب جزء باللغة العربية من كتاب (مرآة كمالات الإسلام) وهو كما يقرر الميرزا كتاب مؤيد من الله ورسوله والملائكة.

([164]) يقصد أربعين ألف مادة كما ذُكِر كتاب (سيرة المهديالرواية 346.

([165]) النصوص من كتاب (إزالة الأوهام) وغيره، التي قرر فيها الميرزا بخطأ فهم الأنبياء للوحي من الله تعالى من الله تعالى مثل النبوءات ذكرتها في الباب الأول تحت العنوان : استباحة الإساءة للأنبياء والمرسلين وبخاصة سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم

([166]) معاني التوفي التي ذكرها الميرزا قبل الادعاء بتوفي سيدنا عيسى عليه السلام بمعنى الموت: في كتاب (التذكرة) صفحة 91 يقول يلاش (رب الميرزا) للميرزا " إني متوفيك ورافعك إلي..." والعجيب أنه في هذا الموضع لا يفترض الميرزا معنى متوفيك أي مميتك، بل يقول شارحا "أي سأعطيك نعمتي كاملة وأرفعك الي..." ولم يذكر المعنى الآخر وهو الموت، وفي موضع ثالث من كتاب التذكرة صفحة 110 يقول يلاش للميرزا " قل لضيفك إني متوفيك. قل لأخيك إني متوفيك"، ويشرح الميرزا: إنّ هذا الوحي له مفهومان الأول هو " قل لمن هو محط فيضك أو لأخيك إني سأكمل نعمتي عليك والمفهوم الثاني هو إني سأميتك"، يعني معنيان وليس المعنى الوحيد هو الموت.

([167]) كتاب (سيرة المهدي) الرواية 104: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حدثني المولوي شير علي أن المسيح الموعود؟ كان يقول: إن كتاباتي كلها منصبغة بصبغة الوحي لأنها كُتبت بتأييد خاص من الله تعالى. وكان يقول: في بعض الأحيان أكتب بعض الكلمات والجمل، ولكني لا أعرف معناها إلا عندما أرجع إلى القواميس بعد كتابتها. كان المولوي المذكور يقول: كان الميرزا صاحب يرسل كتبه العربية ومسوداتها إلى الخليفة الأول والمولوي مُحَمَّد أحسن، وكان يوصيهما أن يحسّنوا إذا كان هناك ما يحتاج إلى التحسين. كان الخليفة الأول يقرأ المسودة ويرسلها كما هي، ولكن المولوي مُحَمَّد أحسن كان يبذل جهدًا كبيرًا فيغير في بعض الأماكن كلمات بقصد التحسين. كان المولوي شير علي يقول: قال المسيح الموعود؟ في إحدى المرات: إن المولوي مُحَمَّد أحسن يقوم بالإصلاح والتحسين من ناحيته، ولكني أرى أن كلمتي التي كتبتها هي المناسبة وفي محلها وهي الأفصح، أما ما كتبه المولوي المحترم فهو ضعيف، ولكني أبقي أحيانًا ما كتبه المولوي المحترم حتى لا يصاب بالإحباط بشطبي جميع كلماته المقترحة. أقول: كان دأب المسيح الموعود، أنه كان يرسل كراسات كتبه والتجارب الطباعية إلى العلماء مع هذه الوصية أن يحسنوا إذا وجدوا ما يحتاج إلى التحسين، وكان الغرض من ذلك أن يقرأ العلماء كتبه ويكونوا مطلعين على تعاليم الجماعة. هذا رأيي الشخصي وليس مبنيًا على رواية ما"

وفي كتاب (سيرة المهديالرواية 346: "- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. حدثني مِيان غلام نبيّ سيتهي: "كنت في قاديان ذات مرة، وكان المسيح الموعود يقوم بتأليف (مرآة كمالات الإسلام)، فاستشار الجماعةَ في كيفية تبليغ الدعوة إلى العلماء والمتصوفين من أصحاب الزوايا، فبدأ تبادُل الآراء بهذا الشأن، فقال المسيح الموعود: يجب تأليف كتاب بالعربية من أجلهم،  ولكن المشكلة أني لا أجيدها. غير أني سأكتب مقالا بالأردية ونترجمه إلى العربية معًا. ثم دخل حضرته بيته، ولما عاد جاء بشيء مما كتبه بالعربية واطلع عليه المولوي نور الدين والمولوي عبد الكريم فذُهلا لدرجة أن المولوي عبد الكريم قال إنني قرأت الكثير من الكتب العربية غير أنني لم أرَ مثل هذه اللغة الرائعة. فقال المسيح الموعود: لقد كنت دعوت الله بهذا الشأن، فعُلِّمتُ منه 40 ألف مادة من العربية".

([168]) كتاب (سيرة المهدي) الرواية 104.

([169]) سورة الواقعة.

([170]) في كتاب (بركات الدعاء) 1893م صفحة 20 يقول الميرزا غلام: " المعيار الرابع هو التدبر في القرآن الكريم بالنَّفس المطهرة، لأن للنفس المطهرة انسجاما مع القرآن الكريم. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: {لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} أي أنّ حقائق القرآن الكريم لا تنكشف إلا على الذين هم أطهار القلوب، لأن معارف القرآن الكريم المقدسة تنكشف على مُطهَّر القلب بسبب انسجامه معها فيعرفها ويشمّها ويعلن قلبه أن هذا هو الطريق الحق. وإن نور قلبه معيار أمثل لاختبار الصدق فما لم يكن الإنسان صاحب حال وما لم يمر من ذلك الطريق الضيق الذي مرّ منه الأنبياء عليهم السلام، فحري به ألا يُنصب نفسه مفسرا للقرآن الكريم تجاسرا واستكبارا منه وإلا سيكون تفسيره تفسيرا بالرأي الذي منع النبي صلى الله عليه وسلم منه وقال : من فسر القرآن برأيه فأصاب، فقد أخطأ".

([171]) كتاب (التذكرة) بتاريخ 1878م صفحة 29.

([172]) يستنكر الميرزا الإصرار على معنى واحد لكلمة لها أكثر من معنى، في كتاب (التبليغ) 1892 صفحة 51 يقول ‏الميرزا غلام: "وما يغرنهم ما جاء في أحاديث نبيّنا صلى الله عليه وسلم لفظ دمشق، فان له مفهومًا عامًا، وهو مشتمل على معان كما ‏يعرفها العارفون، فمنها اسم البلدة، ومنها اسم سَيِّد قوم من نسل كنعان، ومنها ناقة وجمل، ومنها رجل سريع العمل ‏باليدين، ومنها معان أخرى، فما الحق الخاص للمعنى الذي يصرون عليه وعن غيره يعرضون؟".‏

وفي كتاب (مناظرة لدهيانة ودلهي) 1891 في صفحة 143 يقول الميرزا: "ومع الاحتمال لا يثبت الاستقراء".‏

وفي كتاب (مناظرة لدهيانة ودلهي) 1891 في صفحة 245 يقول الميرزا غلام: "فأنّى لاستنباط المولوي ‏المحترم أن يعتبر قطعيا مع وجود هذه الاحتمالات كلها؟".‏

وفي كتاب (مناظرة لدهيانة ودلهي) 1891 صفحة 348 ويقول صاحب الميرزا (مُحَمَّد أحسن ‏الأمروهي): "فكيف يكون المعنى الذي ذهبت إليه قطعيا؟ يقول المثل المعروف والمقبول: " إذا جاء الاحتمال بطل ‏الاستدلال."

([173]) كتاب (إزالة الأوهام) سنة 1891م صفحة 361.

([174]) كتاب (التذكرة) صفحة 87.

([175]) كتاب (التذكرة) صفحة 380.

([176]) كتاب (لجة النور) 1900، صفحة 36.

([177]) كتاب (فتح الإسلام) 1891 صفحة 15 بالحاشية.

([178]) كتاب (فتح الإسلام) 1891 صفحة 21.

([179]) كتاب (إزالة الأوهام) سنة 1891م صفحة صفحة 618.

([180]) كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892 صفحة 286.

([181]) كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892 صفحة 365.

([182]) كتاب (سر الخلافة) سنة 1894م، صفحة 5.

([183]) كتاب (مناظرة لدهيانة ودلهي) 1891 صفحة.101.

([184]) كتاب (نور الحق) 1894م صفحة 174.

([185]) كتاب (ضرورة الإمام) 1898م صفحة 49.

([186]) كتاب (نجم الهدى) 1898 صفحة 38.

([187]) كتاب (البراهين الأحمدية) 1905-1908 الجزء الخامس صفحة 348.

([188]) كتاب (الخطبة الإلهامية) 1900 صفحة 69.

([189]) كتاب (ترياق القلوب) 1899-1902 صفحة 182.

([190]) في النسخة العربية لكتاب (البراهين الأحمدية) يوجد هذا النص في صفحة 572 و569.

([191]) الفيج أي الجماعة من الناس، كما في كتاب (لسان العرب).

([192]) كتاب (أيام الصلح) سنة 1899صفحة 200.

([193]) الميرزا يكذب، حيث لم يثبت في شرعنا بنصوص قطعية ما يدعيه الميرزا غلام.

([194]) كتاب (نزول المسيح) 1902 صفحة 126.

([195]) كتاب (سر الخلافة) سنة 1894م صفحة 62.

([196]) والتالي هو نص كلام الميرزا في كتابه (البراءة) صفحة 266 حيث يقول: " وأقول عودا إلى الموضوع السابق بأن دراستي في الطفولة بدأت على هذا النحو.. أني عندما بلغت السادسة أو السابعة من عمري وُظِّف معلمٌ فارسي لتعليمي؛ فعلمني قراءة القرآن الكريم وعددًا من الكتب الفارسية، وكان اسم ذلك الصالح فضل إلهي. فلما أصبحتُ ابن عشر سنين تقريبًا عُيِّن لتربيتي أستاذ في اللغة العربية واسمه فضل أحمد. وأعتقد أنه لما كانت دراستي هذه بذرة ابتدائية لفضل الله - سبحانه وتعالى - لذلك كان "فضل" هو الاسم الأول للأستاذَين المذكورَين. فالمولوي فضل أحمد الذي كان متديِّنًا وشيخًا جليلًا، ظل يدرِّسني بجهد واهتمام كبيرَين، ودرست على يده بعض كتب الصرف وبعض قواعد النحو. وبعد ذلك حين بلغ عمري 17 أو 18 عامًا تعلمت بضع سنين على يد شيخ آخر يدعى "غل علي شاه"، كان والدي قد وظفه وعيّنه لتدريسي في قاديان. ولقد تلقّيت منه العلوم المتداولة آنذاك من النحو والمنطق والطب قدرَ ما أراد الله - سبحانه وتعالى -، كما درست بعض كتب الطب من والدي أيضًا إذ كان خبيرًا في الطب وكان طبيبًا حاذقًا. وكنت يومذاك منكبًّا على قراءة الكتب وكأنني لم أكن في هذا العالم. كان والدي يوصيني مرة بعد أخرى بالتقليل من مطالعة الكتب، لأنه كان يخشى بدافع اللطف المتناهي أن تختل صحتي، كما كان يقصد من ذلك أن أبتعد عن هذا الأمر وأشاركه في همومه وغمومه".

وفي كتاب (سيرة المهدي) رواية 150 وهو الذي كتبه ابن الميرزا البشير أحمد (المترجم والمنشور في مجلة (التقوى) القاديانية)، يروي ابن الميرزا أن السيد "المولوي سيد مير حسن" رفيق والده الميرزا أن المحكمة احتاجت لمترجم لغة عربية ليترجم كلام شاب عربي متهم بالتجسس فقام الميرزا بالمهمة وانكشفت كفاءته على الناس، ويؤكد السيد "المولوي سيد مير حسن" أن الميرزا كان يحظى باستعداد كامل على الكتابة والتكلم باللغة العربية لذلك كان يوجه ما أرادت المحكمة من أسئلة بالعربية للشاب العربي ويملي على المحكمة رد الشاب العربي للمحكمة بالأردية، وفي نفس الرواية يؤكد السيد "المولوي سيد مير حسن" أن الميرزا كتب رسالة باللغة العربية إلى السير "سيد أحمد خان" وهذا "سيد أحمد خان" مفسر للقرآن، وما يجب ملاحظته انه إذا كان مستوى الميرزا ضعيفا في اللغة العربية فهل الميرزا يفضح نفسه ببيان جهله باللغة العربية فيراسله بالعربية؟؟ فكان من الأوْلى أن يراسله بلغتهم المشتركة وهي الأردية، ويضيف أن جامعة البنجاب الحديثة كانت في حاجة ماسة لتعيين أستاذ لغة عربية بها ويخاطب السيد "المولوي سيد مير حسن" الميرزا ليتقدم لهذه الوظيفة لكونه يعرف اللغة العربية جيدا كما أفاد "المولوي سيد مير حسن"، ويلاحظ في الرواية أن الميرزا لم ينفِ علمه باللغة العربية، فكان رد الميرزا على العرض السابق أنه لا يحب التدريس لاحتمال الانزلاق في الأعمال الشريرة كما يفعل البعض من الأساتذة على حد وصف الميرزا، ويعلق البشير أحمد مؤلف الكتاب أن رأي "المولوي سيد مير حسن" بخصوص إتقان الميرزا اللغة العربية إتقانا كاملا زمن إقامته في سيالكوت وأنه كان قادرا على الإنشاء والإلقاء فيها كان رأيا صحيحا تماما، إلا أنه أمر نسبي والمراد منه قدرة الميرزا على اللغة العربية ضمن أوساط معينة في سيالكوت كانت أفضل من الآخرين وكان إلى حدٍ ما يستطيع التعبير عن نفسه باللغة العربية، ويكمل ابن الميرزا ويقول "الحقيقة هي أن العلم المكتسب لحضرته لم يكن متجاوزا عن المستوى السائد آنذاك ويمكن تحقيق هذا المستوى بواسطة التعلم من أي أستاذ في البيت في قاديان، ولأن حضرته لم يسافر الى أي مركز أو مدينة لكسب العلم، وطبعا يريد ابن الميرزا التلميح إلى أن كتابات أبيه الميرزا البلاغية بالعربية بعد ذلك إنما كانت بإصلاح الله تعالى له، أي ليس بسب العلم المكتسب، ولكن إعجازًا من الله سبحانه وتعالى".

([197]) بيان أهمية كتاب (مرآة كمالات الإسلام) وأنه كتاب إلهامي:

في النصوص التالية من كلام الميرزا كما جاء في كتابه (مرآة كمالات الإسلام) سنة 1892م، يقرر الميرزا أنّ هذا الكتاب كتاب إلهامي وقد كتبه الميرزا بقوة فوق العقل، حتى أنّه يقول إنّه يستحي أنْ يقول إنّه من تأليفه. وبناء على النصوص التالية من كتاب (مرآة كمالات الإسلام) فلا يُقبل إطلاقًا من الأحمديين أتباع الميرزا الانحراف عما في هذا الكتاب قيد أنملة، وأنّ النصوص في كتب الميرزا الأخرى يجب ألا تتعارض مع نصوصه، وإنْ تعارضت فيجب تأويلها لتتفق مع نصوص الكتاب وليس العكس.

يقول الميرزا في الصفحة 127: "وحين نظرتُ الآن وجدتُ أنّ في يد النبيّ صلى الله عليه وسلم كتاب (مرآة كمالات الإسلام) أي هذا الموضع من الكتاب وبدا لي أنّه مطبوع. فوضع النبيّ صلى الله عليه وسلم إصبعه المباركة على المكان الذي فيه ذِكْر محامده المباركة، وبيان تعليمه المقدس والمؤثر والأعلى. ووضع أصبعًا أخرى حيث ذُكرت كمالات الصحابة وصدقهم ووفاؤهم. وابتسم صلى الله عليه وسلم وقال: “هذا لي وهذا لأصحابي" ويقول في الصفحة 205: “ يبدو أنّ الحكمة في الإذن في هذا الوقت هي أنّ المباهلة كانت غير جائزة من قبل لأن الأمر لم يوضَّح للمعارضين كما ينبغي، فكانوا يجهلون حقيقة الأمر جهلًا تامًا، وما كانوا متحمسين على التكفير أيضًا كما تحمسوا فيما بعد. أما الآن فقد بلغ التفهيم كماله بعد تأليف كتاب (مرآة كمالات الإسلام). ويستطيع كل ذي فهم بسيط أيضًا أن يدرك بعد قراءته بأن المعارضين مخطئون تمامًا في رأيهم ".

في النص السابق من كلام الميرزا يصرح فيه بأنّ تفهيم الميرزا للمعارضين له فيما جاء في كتابه (مرآة كمالات الإسلام) قد وصل إلى الكمال العلمي، وأنّ ما جاء فيه ظاهر ولا يحتاج إلى التأويل بدليل قوله أنّه يستطيع من له فهم بسيط إدراك ذلك بسهولة، وبالتالي فإنّ الميرزا قد جاء في هذا الكتاب بما لا يصح الاعتراض عليه من المعارضين أو حتى من أتباعه لاحقًا بقولهم إنّ ما كتبه الميرزا قبل سنة 1901 منسوخ كما قال بشير الدين محمود في مسألة نبوة ومُحَدَّثية الميرزا ويقول الميرزا في الإعلان عن كتاب (مرآة كمالات الإسلام): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ}، (أيها الأحبة إنّ نصرة الدين المتين عمل لا يتسنى للإنسان ولو بألف زهد) ترجمة بيت فارسي. فليتضح أنّ هذا الكتاب القيّم الذي اسمه الجليل مذكور في العنوان ألَّفتُه بهدف أن يعرف الناس كمالات القرآن الكريم وليطّلعوا على تعليم الإسلام السامي، وإني لأستحيي من قولي بأني ألَّفتُه؛ لأنني أرى أنّ الله نصرني نصرًا عجيبًا في تأليفه من البداية إلى النهاية، وأودعه لطائف ونكات غريبة تفوق قدرات الإنسان العادية كثيرًا، إنني أعلم جيدًا أنه لآيةٌ أظهرها الله سبحانه وتعالى ليُعلَم كيف يؤيد الإسلام بتأييداته الخاصة في أيام غربته، وكيف يتجلى على قلب شخص ضعيف ويخيِّب مكائد مئات آلاف الناس ويمزِّق صولاتهم إربًا إنني أتمنّى بشدة أن يقرأ هذا الكتاب أولاد المسلمين وذرية شرفائهم الذين تزداد أمام أعينهم زلات العلوم الحديثة يومًا فيومًا لو كانت عندي سعةٌ من المال لوزّعتُ نُسخَه كلها مجانًا لوجه الله. فيا أيها الأحبة، إن هذا الكتاب نموذجٌ لقدرة الله، وإلا فلا يمكن لمساعي الإنسان العادية أن تُنشئ هذا القدر من كنوز المعارف. إنه يقارب ست مئة صفحة، وطُبع على ورق عالي الجودة وبخط جميل، وثمنه روبيتان إضافة إلى رسوم البريد؛ وهذا فيما يتعلق بالجزء الأول منه، أما الجزء الثاني فسيُطبع منفصلًا وبسعر مختلف. يحتوي هذا الكتاب - بالإضافة إلى حقائق القرآن الكريم ومعارفه ولطائف كتاب الرب العزيز- على قدر كبير من الأنباء أيضًا التي كنت أودّ في البداية أن أنشرها في كتابي: "سراج منير"، وإن وَجد المشترون الكتابَ خلاف ما كتبتُ في تعريفه فأرضى أن يعيدوه إليّ، وسأرجع لهم ثمنه دون أدنى تأخير، ولكن بشرط أن يعيدوا الكتاب في غضون أسبوعين ودون أن يكون مهترئًا بسبب كثرة التداول بالأيدي. وأريد القول في الأخير بأنني تشرَّفت بزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين في أثناء تأليف هذا الكتاب، وأظهر صلى الله عليه وسلم سروره البالغ على تأليفه. ورأيت أيضًا في أحد الليالي أن ملاكًا يرغِّب قلوب الناس في هذا الكتاب بصوت عال ويقول ما نصه: "هذا كتاب مبارك، فقوموا للإجلال والإكرام." فملخص القول بأنّ الذين يريدون شراءه يجب أن يخبروني بلا تأخير بعزمهم الصميم لنرسله إليهم بالبريد مقابل دفع الثمن. والسلام على من اتبع الهدى. العبد الضعيف، غلام أحمد من قاديان محافظة غورداسبورة، البنجاب. (طُبع في مطبعة "رياض هند" بقاديان) ".

([198]) كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892م صفحة 135.

([199]) خرق الحجب يعني منتهى الشفافية والوضوح والفهم للنصوص، فكيف يمكن التوفيق بين خرق الحجب مع ادعاء الميرزا بعدم فهمه لبعض كلام ربه يلاش العاج، فلماذا هذه التجليات التي تخرق الحجب لم تمكن الميرزا من فهم إلهام ووحي وأنباء ربه الغيبية له، وهو ما أقره مرارًا وتكرارًا في كتبه بأنّه لم يفهم الكثير من هذه الإلهامات والأنباء المستقبلية من ربه يلاش، ومن أهم النصوص التي صرح فيها الميرزا بالخطأ في فهم نبوءاته، ما ورد في نبوءة المصلح الموعود حيث تكرر فيها الخطأ من الميرزا، وسوف بإذن الله تعالى أفرد لها فصلًا خاصًا في الجزء الثالث.

وإذا كانت هذه التجليات تخرق الحجب كلها بالنسبة للباحثين المخلصين، فلماذا حَرَمَ اللهُ تعالى منها الأنبياء كما يدعي الميرزا، والله سبحانه وتعالى هو من اختارهم واجتباهم لإبلاغ دينه للخلق؛ فقد جعل الميرزا الكثير من أنبياء الله الكرام- ومنهم أسيادنا مُحَمَّد وإبراهيم ونوح وموسى وعيسى ويونس عليهم أفضل الصلاة والسلام- لا يفهمون الكثير من وحي الله تعالى لهم المستقبلي (أي النبوءات)، وسيتم ذكر ادعاء الميرزا بأخطاء الأنبياء في فهم الوحي ضمن أسس ديانة الطائفة الأحمدية القاديانية في الباب الثاني.

([200]) كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892م صفحة 135.

([201]) يقصد الميرزا أنّ الأوامر والعقائد التي كان يؤمن بها هذا الباحث الصادق- والميرزا منهم بالقطع- من قَبْلُ من خلال السماع والتعلم من غيره من البشر، يكشفها الله تعالى عليه في مرحلة البحث مشهودة محسوسة بواسطة الكشوف الصحيحة والإلهامات اليقينية القاطعة، فيعرِّفَه الله تعالى الصحيح وغير الصحيح من هذه العقائد والأوامر.

فإذا كان الميرزا في زمن كتابه الأول (البراهين الأحمدية) كان يؤمن بأنّ سَيِّدنا عيسى عليه السلام حي في السماء، فهل الميرزا في هذا الزمن لم يكن باحثًا عن الحق!، دع عنك أنْ يكون نبيًّا أو وليًّا مقربًا، ولماذا لم يكشف الله عليه حقيقة عقيدة حياة سَيِّدنا عيسى عليه السلام أنه مات وأنه ليس في السماء؟ والله تعالى كما يدّعي الميرزا هو هاديه ومعلمه الوحيد!

وفي سنة 1891م كتب الميرزا في كتاب (إزالة الأوهام) صفحة 311 مُقْسِمًا بالله بأنّ ربه كشف عليه معنى الآية الكريمة {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} سورة النساء (159)، وأنّها تثبتُ موت سَيِّدنا عيسى عليه السلام، وكان من ضمن شرحه للآية أنّ الضمير المتصل (الهاء) في قول الله تعالى {قَبْلَ مَوْتِهِ} كما في الآية الكريمة، يعود على سَيِّدنا عيسى عليه السلام؛ أي قبل موت سَيِّدنا عيسى عليه السلام، بينما نجد الميرزا في كتابه (حمامة البشرى) لسنة 1894صفحة 94، وفي كتابه (حقيقة الوحي) 1905-1907 كما في الصفحات 40 و520، تراجع وأنكر كل هذا؛ أي أنكر ما قاله بخصوص الضمير (الهاء)، وتبنى قولًا آخرًا بأنّ الضمير في التعبير "قَبْلَ مَوْتِهِ" يعود لأهل الكتاب ! فهل في زمن كتاب (إزالة الأوهام) لم يكن الميرزا باحثًا عن الحق!

فأين تصحيح العلوم بواسطة الكشوف الصحيحة والإلهامات اليقينية القاطعة والتي تُظهَر عليه دفائن الشرع والدين والأسرارُ الكامنة في الملة الحنيفة.

([202]) كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892م صفحة 135.

([203]) فهل استجاب يلاش العاج رب الميرزا له حينما طلب منه أن يَفْصِلَ بينه وبين الشيخ (ثناء الله الأمْرِتْسِرِي) المعارض للميرزا بأنْ يميت الله تعالى الكاذبَ (يقصد الميرزا الشيخ ثناء الله) في حياة الصادق (يقصد الميرزا نفسه) بمرض وبائي مثل الكوليرا الوبائية أو الطاعون، فمات الميرزا في حياة الشيخ ثناء الله بالكوليرا الوبائية، وسيأتي تفصيل ذلك في الجزء الثالث بعون الله تعالى.

([204]) كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892م صفحة 135.

([205]) فهل كانت مكالمات ومخاطبات يلاش العاج رب الميرزا له ساطعة مثل القمر، حينما قال الميرزا في سنة 1886م كما في كتاب (التذكرة) صفحة 143 إنّه توجه إلى الله ليعرف حقيقة نبوءة المصلح الموعود، حيث كان الميرزا يؤمن بأنّ ابنه المصلح الموعود سيكون من الزوج الثانية، فيقول الميرزا إنّ ربه من خلال الإلهامات المتكررة صَحَّحَ له هذا الفهم، وأنّ هذا الابن سيكون من الزواج الثالث، وأنّ الميرزا سيُرزق من هذا الزواج الثالث بأبناء كثيرة أيضًا، فهل كانت الإلهامات الكثيرة المتكررة ساطعة مثل القمر، وهل كان الميرزا وقتها باحثًا عن الحق، دع عنك أن يكون نبيًّا في سنة 1882، ومع العلم لم يتزوج الميرزا زواجًا ثالثًا.

([206]) كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892م صفحة 135.

([207]) فمن الذي أنطق الميرزا حينما قال بأنّ سَيِّدنا عيسى عليه السلام حي في السماء وأنّه نازل آخر الزمان سنة 1883م ثم ارتد عن هذا الرأي، ومن أنطقه حينما قال إنّ معجزات سَيِّدنا عيسى عليه السلام حقيقية ولم يستفد من البِرْكة (البحيرة) العجيبة زمن سَيِّدنا عيسى عليه السلام ثم ارتد عن هذا الرأي، ومن أنطقه حينما قال بأنّ التوفي قد يكون معناه إعطاء الأجر بالكامل سنة 1883 ثم ارتد عن هذا الرأي، ومن أنطقه حينما قال إنّ الأنبياء أوَّلُهم آدم وآخرهم سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم سنة 1884 في مقدمة كتاب (البراهين) ثم ارتد عن هذا الرأي وأثبت لنفسه النبوّة والرسالة، ومن أنطقه حينما قال إنّ الموت في التعبير (قبل موته) هو لسَيِّدنا عيسى عليه السلام سنة 1891 ثم ارتد عن هذا الرأي، ومن أنطقه حينما قال إنّ المُحَدَّث يعلم الغيب اليقيني القطعي مثله مثل الأنبياء، ثم ارتد عن عقيدته هذه بعد أكثر من 20 سنة ليقول إنّ المُحَدَّث لا يعلم الغيب وأنّ علم الغيب لا يعرفه إلا الأنبياء والرسل، ومن الذي أجاب الميرزا حينما قال له ربه يلاش بوحي وإلهام متكرر أن المصلح الموعود سيكون من الزواج الثالث وهو الذي لم يحدث إطلاقًا.

والكثير الكثير من المخزيات والفضائح والتناقضات سوف نراه بعون الله تعالى لاحقًا.

([208]) الميرزا غلام يرفض تسمية الخوارق والتي تحدث للأولياء- وهو منهم في هذا الوقت- ويسميها كرامات لأنه لا يعتقد بنبوته في هذا الوقت، وينكر العصمة لنفسه ويسميها محفوظية لأنه ليس بنبيّ، وينكر النبوّة الحقيقية لنفسه وأنها فقط مُحَدَّثية لأنه ليس بنبيّ، ويقر بانسداد باب النبوّة، ويعلن استمرار المُحَدَّثية التي فيها من قوة النبوّة، ويقر باعتبار المُحَدَّثية نبوة بالقوة وليست بالفعل، أي ليست بالحقيقة وإنما هي باعتبار ما يقال في كتب الأدب والكلام والتصوف، أي أنّه لم يجد في القُرآن ولا السُنَّة ما يؤيد كلامه فذهب إلى كتب الأدب والكلام والتصوف.

أما القراءة القرآنية التي ذكرها الميرزا فهي غير متواترة وبالتالي لا يمكن اعتبارها قرآنًا يتلى، وهذه القراءة غير المتواترة هي دليل إدانة للميرزا وليست تأييدًا له، لأنّ الله تعالى فرَّق فيها بين الرسول والنبيّ والمُحَدَّث، فلو كان النبيّ هو الرسول ما كان الله يفرّق بينهما في الذكر، وبنفس الطريقة لو كان المُحَدَّث نبيًّا ما فرق الله بينهما في الذكر، فالمُحَدَّث غير النبيّ، والنبيّ غير الرسول، ولوكان وجود المُحَدَّث في الأمة مهمًا ولا يمكن إهماله، وأنّ المُحَدَّثين سوف يجيئون لإنقاذ المسلمين من الشرك والبدع، لكان الله تعالى أبقى كلمة (المُحَدَّث) في القُرآن الكريم إلى يوم الدين.

([209]) كتاب (البراهين الأحمدية) 1884م صفحة 573

([210]) كتاب (البراهين الأحمدية) 1884م صفحة 569 و572.

([211]) كتاب (ترياق القلوب) 1899 إلى 1902 بداية من صفحة 292.

([212]) يقصد الميرزا الأولياء من أعلى درجة وهم سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم والسادة الأنبياء، إلى درجة الأولياء مَنْ هم في أقل درجة.

([213]) سيتكلم الميرزا في هذه الفقرة على أول الكمالات وهو كمال النبوة.

([214]) يجب أن تتحقق جميع نبوءات الأنبياء وليس الكثير فقط، وإلا فما الفرق بينهم صلى الله عليهم وسلم والمنجمين والدجالين.

([215]) الكم يقصد به الكثرة، أما الكيف والصفاء فلا يعني إلا أن النبوءات يجب أن تتحقق بكل وضوح بالمعنى الذي فهمه من سمع النبوءة، لأنّ النبوءة هي لتأكيد أنّ علم صاحب هذه النبوءة من عند الله سبحانه وتعالى، فإذا تحققت بمعنى غير ذلك فلا فرق بين صاحب النبوءة وبين المنجمين، والصفاء يعني أن صاحب النبوءة أي النبيّ قد فهمها بجلاء وصفاء تام بلا أي خفاء، وإلا فلا تعتبر صافية وجلية وهذا لا يتوفر في نبوءات الميرزا.

([216]) يقصد الميرزا بغير النبيّ معارضيه فقط،  ولكن في الحقيقة إنه لا إمكانية لغير النبيّ سواء أكان من معارضيه أو كان من أتباعه الكمل أن يكون له إمكانية الاشتراك في الكمية والكيفية.

([217]) الذي تكشف عليه الأنوار اللامتناهية لا يصح أن يقال في حقه أنه لم يفهم وحي الله سبحانه وتعالى له.

([218]) كتاب (الهدى والتبصرة لمن يرى) سنة 1902م الصفحة 60 و61.

([219]) هو مرض جلدي معدي تسببه حشرة صغيرة جدًا.

([220]) الطاعون هو من الأمراض المعدية القاتلة التي يسببها نوع من البكتيريا، ولا يسببه حشرة.

([221]) كتاب (التذكرة) في نص منقول من كتاب (أيام الصلح) سنة 1898م صفحة 318.

([222]) والنص التالي من كتاب الميرزا (حقيقة الوحي) 1905-1907 صفحة 9 يقرر الميرزا فيه أنّ للإنسان قوى عقلية وقوى روحانية، وأنّ القوى الروحانية تعتمد على صفاء ونقاء القلب، فإذا كان قلب نبيّ يتلقى معلومة روحانية خاطئة فاضحة فهذا لا يعني إلا أنّ قلب وروح هذا المدعي للنبوءة مليء بالأوهام والخرافات ولا علاقة له بالله العلي القدير العليم.

ويقول الميرزا غلام: "إذَنْ، فإن الإله الكريم الرحيم كما جعل فطرة الإنسان تجوع وتتعطش من أجل معرفته الكاملة، كذلك فقد أودع فطرة الإنسان نوعينِ من القوى بُغية إيصاله إلى تلك المعرفة الكاملة: إحداهما القوى العقلية التي مصدرها الدماغ، والثانية هي القوى الروحانية التي مصدرها القلب والتي يعتمد نقاؤها على نقاء القلب. والأمور التي لا يمكن للقوى العقلية أن تكشفها بصورة كاملة فإن القوى الروحانية تبلغ كنهها. والقوى الروحانية إنما تملك القوة الانفعالية فحسب، أي خلق الصفاء والنقاء حتى تنعكس فيها فيوضُ مبدأ الفيض. لذا يُشترَط لها أن تكون مستعدة لجذب الفيض حتى تنال فيض معرفة الله الكاملة، وألا يحول دون ذلك حائل أو عائق...".

([223]) يقول بشير الدين محمود في كتابه (حقيقة النبوة) صفحة 370: "فالحق أن الأنبياء لا يتخلّون عن معتقدات عامة الناس ما لم يُكشف الأمر عليهم تمامًا. ولكنهم يُطلَعون على حقيقة الأمر قبل وفاتهم حتى لا يرفض الناس كل كلامهم حاسبين إياه غير ملهَم به"، فهل صحح يلاش للميرزا هذا الخطأ العلمي الذي عرفه الميرزا عن طريق الوحي!!!

([224]) جريدة (الحَكَمَ) الأحمدية.

([225]) يقصد الميرزا غلام: على سبيل الاجتهاد البشري من سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.

([226]) الميرزا يفتري ويكذب على سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، فلا وجود لما يدعيه الميرزا أنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قال ذلك.

([227]) وهل يصح أن يجتهد أحد فيدعي أنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا ولو حتى بالقياس، إن لم يكن هذا من الكذب على سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، فما هو الكذب!!!

([228]) كتاب (ينبوع المعرفة) 1907م صفحة 132.

([229]) أي مادة نبات التين البري.

([230]) كتاب (ينبوع المعرفة) 1907م صفحة 264.

([231]) كتاب (ينبوع المعرفة) 1907م صفحة 320.

([232]) كتاب (توضيح المرام) 1891 صفحة 83.

([233]) سورة إبراهيم.

([234]) سورة البقرة (29).

([235]) كتاب (الكحل لعيون الآرية) 1886م صفحة 223.

([236]) يسميهم الميرزا أحيانا الفلاسفة.

 

فهرس الجزء الأول من كتاب (حقيقة الطائفة الأحمدية القاديانية) المسمّى

(التأسيس العلمي للكوادر المسلمة)

إهداء وعرفان بالجميل       3

المقدمة        4

تنبيهات لا بد منها    8

تقريظ فضيلة الدكتور/ سعيد أحمد عنايت الله       19

الباب الأول   22

الفصل الأول  25

التعريف بالجماعة الأحمدية القاديانية       25

1- الطائفة الأحمدية القاديانية طائفة تكفيرية انفصالية     28

أولًا: بعض نصوص تكفير الميرزا لغير الأحمديين 30

ثانيًا بعض نصوص تكفير بشير الدين محمود لغير الأحمديين()  40

نص كلام محمود في أهل الفترة وقد تحدث عنهم هو نفسه:       45

ثالثا نصوص التكفير عند الخليفة الأحمدي الأول الحكيم نور الدين.      49

رابعا: تصريح علماء الطائفة بتكفير غير الأحمديين، حتى من لم يسمع باسم الميرزا.   50

خامسا: النصوص من كلام الميرزا التي تبيّن قصده بأهل النار   52

أدلة اعتبار الطائفة الأحمدية جماعة انفصالية      54

مختصر النصوص، وتجدون النصوص بكاملها في الحاشية():   54

أولا: تحريم الصلاة خلف غير الأحمديين:  58

ثانيا: حرمة الاختلاط مع غير الأحمديين   58

ثالثا: تحريم الصلاة على موتى المسلمين:  59

رابعا: تحريم تزويج بنات الأحمديين لغير الأحمديين.     60

2- الطائفة الأحمدية القاديانية أخطر على المسلمين من اليهود والنصارى()     61

أوجه خطورة الطائفة الأحمدية القاديانية على المسلمين، وعلى المجتمع العالمي. 62

أولا: الأحمديون القاديانيون يتبعون رجلًا ادعى النبوّة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم     62

النصوص من كتب الميرزا التي تثبت الادّعاء بالنبوة والرسالة(): 62

ثانيا: إفسادهم لعقيدة المسلمين بادّعاء بنوة الميرزا الاستعارية لله. 66

ثالثا: اتهامهم للأنبياء وبخاصة سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم؛ بعدم فهم بعض الوحي من الله تعالى      68

رابعًا: فتح باب النبوّة إلى يوم القيامة       70

ومن النصوص التي ورد من كلام الميرزا استمرار النبوة إلى يوم القيامة:      70

النصوص من كلام بشير الدين محمود الذي ورد فيه استمرار النبوة إلى يوم القيامة:   71

خامسًا: تعطيل جهاد المحتل الكافر لبلاد المسلمين. 72

سادسًا: لا يحبون الخير لغير الأحمديين القاديانيين 73

الفصل الثاني 77

مَنْ هو الميرزا غلام أحمد القادياني مؤسس الطائفة الأحمدية القاديانية   77

مرض الميرزا بالهستيريا    85

الإقرارات التي وردت في كتاب (سيرة المهدي) أن الميرزا مصاب بالهستيريا  85

هل الميرزا مريض بالضعف الدماغي والتشنجات المتكررة؟     88

هل الميرزا مريض نفسي بأوهام الولاية، والمهدوية، والنبوة، أم هو كذاب؟     89

الفصل الثالث 93

العطاءات اليلاشية للميرزا غلام     93

الأمر الأول: أهمية معرفة متى بدأ وحي النبوة والرسالة التي ادّعاها الميرزا غلام      94

أقوال علماء الأحمدية لتحديد بداية وحي النبوّة تأكيدًا لكلام الميرزا غلام 100

الأمر الثاني: أهمية كتاب (البراهين الأحمدية)()   102

مختصر العطاءات اليلاشية().      109

نصوص العطاءات كاملة    110

أولًا: ادعاؤه أنه هو الحَكُم العَدل     110

ثانيا: ادعاؤه أنَّ الله تعالى قد أصلحه بالتمام والكمال في سنة 1878م    114

ثالثًا: ادعاؤه أنه من المُطَهَّرين، وأنّ الرحمن علمه القرآن، وأنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم هو معلمه  119

النصوص المتعلقة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو معلمه بعد الله تعالى  123

رابعًا: ادعاؤه أنّ ربه سماه آدم والمهدي    124

خامسًا: ادعاؤه العصمة      126

أولا: مجموعة العطاءات اليلاشية في كتاب (مرآة كمالات الإسلام)      127

ثانيًا: ما ادعاه من مجموعة عطاءات في كتاب (الأربعين) 130

ثالثًا: ما ادعاه من عطاءات في كتاب (ترياق القلوب)()   131

رابعا: ما ادعاه من عطاءات في كتاب (الهدى والتبصرة لمن يرى)      134

الباب الثاني   139

الأسس العقدية والفكرية للطائفة الأحمدية القاديانية 139

الفصل الأول: نبوة الميرزا غلام وما يتعلق بها.   141

1- الأساس الأول: اعتقادهم بنبوة حقيقية للميرزا، وأنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم ليس بآخر الأنبياء، واستمرار النبوة إلى يوم القيامة. 141

أولا: إنكار الميرزا أنْ تكون نبوته حقيقية، وإصراره أنّ نبوته مجازية.  147

ثانيا: اعتقاد الميرزا أنه النبيّ الوحيد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه اللبنة الأخيرة()     152

تفسير الميرزا للخاتمية كما في التعبير {وَخَاتَمَ النبيّينَ}.   153

أولا: استخدام الميرزا كلمة "خاتم" وبعدها جمع العقلاء وفي مقام المدح بمعنى الأخير  153

ثانيا: تفسير الميرزا للآية {مَا كَانَ مُحَمَّد أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النبيّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}()    156

ثالثا: نصوص الميرزا أنّ كلمة "خاتم" وبعدها جمع للعقلاء وفي مقام المدح بمعنى الأخير     157

رابعا: وصف الميرزا لسَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم بأنه النبيّ الأخير لكافة أنواع النبوات     158

2- الأساس الثاني: الاعتقاد بعقائد لا يمنعها القرآن الكريم مثل نبوة الميرزا غلام.      161

3- الأساس الثالث: اعتبار بعض عقائد أهل الكتاب صحيحة، لإثبات صحة عقائد قاديانية()     170

4- الأساس الرابع: تعريف الميرزا للنبيّ والنبوة التشريعية.      177

المفهوم القديم والجديد للنبوة حسب رأي الميرزا:  177

أولا: المفهوم القديم للنبيّ:    177

النصوص من كلام الميرزا لبيان معنى الشريعة والنبيّ التشريعي.       182

ثانيًا: المفهوم الجديد للنبيّ    185

التعليق على كلام الميرزا أنه لا بد لإمام المسلمين أن يولد مسلمًا، وأنه هو نفسه الإمام المهدي.     188

نصوص أحمدية تبين الفرق بين الزمن قبل (واو الحال) والزمن بعد (واو الحال):      189

عقيدة الميرزا في تعاصر إمامين؛ إمام حكومي سلطوي من قريش، وإمام روحاني.    190

فائدة قول الميرزا إنّ (الإمام) في "وإمامكم منكم" تعني أن يولد هذا الإمام في المسلمين.     192

5- الأساس الخامس: ادعاء الميرزا بأنه ظل وبروز لسَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم ومثيل لسَيِّدنا عيسى عليه السلام 194

6-     الأساس السادس: علاقة الأحاديث بالقرآن الكريم، ومفهوم النسخ عند الميرزا.  199

المبحث الأول: عقيدة الميرزا غلام بخصوص الأحاديث وعلاقتها بالقرآن:      199

المبحث الثاني:عقيدة النسخ عند الميرزا     217

أنواع النسخ في القرآن:      217

خلاصة عقيدة النسخ عند الميرزا غلام:    218

خلاصة النسخ عند بشير الدين محمود:     218

7- الأساس السابع: الادعاء أنّ من أدلة صدق الميرزا أنّ ربه قد وعده أنه سيهين من يهينه     238

مفهوم الإهانة عند الميرزا غلام القادياني   238

مفهوم الإهانة عند بشير الدين محمود       239

8- الأساس الثامن: ادعاء فصاحة الميرزا الإعجازية في اللغة العربية   241

9- الأساس التاسع: الادعاء أنّ الزيادة العددية للطائفة تعني أنهم على الحق.    255

الفصل الثاني : سيدنا عيسى عليه السلام في العقيدة الأحمدية وما يتعلق به.     256

10-. الأساس العاشر: الاعتقاد بموت سَيِّدنا عيسى عليه السلام، وأنّ الله تعالى أخفى عن المسلمين موته لمدة تزيد على 1300 سنة.     256

11- الأساس الحادي عشر: إنكار نزول الملائكة من السماء      258

12- الأساس الثاني عشر:.إنكار معجزات الأنبياء الحسية.       263

الفصل الثالث: الأنبياء.      266

13- الأساس الثالث عشر: ادعاء سوء فهم الأنبياء للوحي من الله تعالى وبخاصة النبوءات المستقبلية  266

النصوص من الميرزا التي تبيّن عدم فهمه لما يدّعي أنّه وحي من ربه ياش العاج      268

بعض النصوص مِن كلام الميرزا ينكر فيها الوحي للأنبياء بلغات لا يفهمونها:  277

رأي الميرزا في حال المصلحين والباحثين بخصوص فهم الوحي والإلهام ولغته 277

نصوص الميرزا بخصوص مستوى ما يقوله المصلحون أهل الله تعالى للناس   282

النصوص المثبتة من كلام الميرزا لاعتقاده بإمكانية إحياء الموتى في الحياة الدنيا:      286

الفصل الرابع: تأويل النصوص     290

14- الأساس الرابع عشر: التأويل الباطني للنصوص القُرآنية والأحاديث 290

15- الأساس الخامس عشر: التأويل الباطني لنبوءات سابقة لتناسب الميرزا     292

16-الأساس السادس عشر: التنبؤات الغيبية المطاطية     295

الفصل الخامس: علاقة الأحمدية بالعالم.    299

17- الأساس السابع عشر: استحقاق العالم للعذاب لأنّهم لم يؤمنوا بالميرزا نبيًّا. 299

18- الأساس الثامن عشر: عدم الالتزام بالتعهدات. 303

الفصل السادس: الأحمدية والحكومة الإنجليزية    306

19- الأساس التاسع عشر: إسقاط فريضة جهاد الحكومة الانجليزية.    306

أوّلا: علاقة الميرزا بملكة بريطانيا رئيسة الكنيسة الانجيلية وتودده لها بشكل مهين     307

ثانيا: إقرار الميرزا بأنه وعائلته من غرس الانجليز.      311

ثالثا: الميرزا يمنع جهاد الحكومة الإنجليزية بالرغم من حرصها على تنصير المسلمين. 312

إثبات حرص الحكومة الإنجليزية على تنصير المسلمين   314

رابعا: دعم الميرزا للحكومة الإنجليزية لاحتلال دولة (ترانسفال)().     315

خامسا: علاقة الميرزا بالقساوسة.   318

سادسا: لماذا كان الميرزا يظهر العداوة للقساوسة ويعتبرهم الدجال، ولكنه يرفض محاكمتهم!!     320

الفصل السابع: ارتداد الميرزا عن الكثير من العقائد والأفكار.    321

20 - الأساس العشرون: الاعتداد بعقائد متأخرة، والارتداد عن العقائد سابقة.   321

الارتداد الأول:       321

الارتداد الثاني:       321

الارتداد الثالث:       321

الارتداد الرابع:       322

وهذه جملة من النصوص تبين عقيدة الميرزا في النبوّة والمُحَدَّثية():     323

الارتداد الخامس:     332

الارتداد السادس:     333

الارتداد السابع:      334

الارتداد الثامن:       343

الارتداد التاسع:      343

الارتداد العاشر:      344

الفصل الثامن: متفرقات.     350

21- الأساس الواحد والعشرون: نَسَبُ وعائلة الميرزا     350

22- الأساس الثاني والعشرون: الكشوف ومشاركة الغير مع صاحب الكشف.  354

أولّا: تعريف الكشف في اللغة والاصطلاح: 356

الكشف في (لسان العرب)() :       356

الكشف بالمعنى اللغوي في القرآن:  356

الكشف بالمعنى اللغوي والاصطلاحي عند (الجرجاني)(): 357

الكشف عند الميرزا غلام:   358

الكشف عند بشير الدين محمود      364

23- الأساس الثالث والعشرون: مماثلة سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم لسيدنا موسى عليه السلام.     366

24- الأساس الرابع والعشرون: المؤمنون يدخلون الجنة بمجرد موتهم، ولا يخرجون منها حتى في يوم الحساب.  368

الرد على ما ذكره الميرزا غلام من آيات وأحاديث:       383

أولّا: الآيات التي تدل على أنّ استيفاء الأجر لا يكون إلا في يوم القيامة، ثم يدخل أهل الجنة الجنة ويدخل أهل النار النار:     383

ثانيًا:‏ الأحاديث التي تثبت وتؤكد أن التوفي للأعمال بالحساب تفصيلًا لا يكون إلا في يوم القيامة:     388

ثالثًا:‏ الآيات التي تبين أنّ فتح أبواب الجنة والدخول إليها لا يكون قبل يوم القيامة:      393

رابعاً:‏ الآيات التي تثبت عذاب القبر قبل يوم القيامة، ثم النار يوم القيامة. 394

خامسًا:‏ الآيات التي تثبت إمساك الله تعالى للنفس عند الموت، وعدم التصريح بدخول الجنة:     394

سادسًا:‏ الآيات التي قد يُفهم منها دخول الجنة قبل يوم القيامة:     395

سابعا: الآيات التي يفهم منها عدم رجوع من مات إلى الحياة في الدنيا أي قبل يوم القيامة:     399

الباب الثالث   400

أصول الاستدلال والتفسير بحسب ما أقر بها الميرزا      400

الفصل الأول  402

الأصل الأول: الكتب المَوْثُوق والمُسَلَّم والمُعْتَرف بها، وأصول تفسير القرآن الكريم عند الميرزا وأتباعه.   402

الكتب المُسَلَّم بها كما ذكرها الميرزا 403

التفسير بالرأي:      410

الحديث الصحيح:    412

الحديث المتصل:     414

الحديث المرفوع:     415

الحديث المتواتر:     415

الأصل الثاني: إذا ثبتت الرسالة يثبت كل كلام الرسول    421

الأصل الثالث: لا يصح الادعاء بلا دليل.   423

الأصل الرابع: نوعيات ومستويات الأدلة التي تصلح للاستدلال بها      427

مختصر لأقوال الميرزا في بيانه نوعيات الأدلة ومستوياتها.     427

النصوص كاملة      428

الأصل الخامس: علاقة الأحاديث بالقرآن.  432

الأصل السادس: الأدلة القطعية هي البَيِّنات التي أرسل الله تعالى بها الأنبياء لإثبات صدقهم.     440

نصوص للميرزا يقرر فيها بضرورة المجيء بالأدلة القطعية على صدق المرسلين أولا.     442

بشير الدين محمود يقر بضرورة المجيء بالأدلة القطعية على صدق المرسلين. 444

بطلان استدلال الأحمديين بالآية {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ}       446

أسباب بطلان استدلال الأحمديين بالآية {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ}:      446

الأصل السابع: الدليل المركب من أجزاء لا يمكن الاستدلال به إلا بوجود الأجزاء جميعها معًا.     449

الأصل الثامن: إذا تطرق الاحتمال إلى الدليل سقط الاستدلال به. 451

الأصل التاسع: منع تخصيص العام أو الاستثناء منه إلا بدليل قطعي     452

نصوص الميرزا في منع تخصيص العام أو الاستثناء منه إلا بدليل قطعي       452

الأصل العاشر: رفض الميرزا غلام للاستخارة لإثبات صدقه.    456

الفصل الثاني: أصول الاستدلال بالنصوص القرآنية والأحاديث.  457

الأصل الحادي عشر: أولوية تفسير النصوص القُرآنية والحديثية بالظاهر.      457

النصوص من كلام الميرزا بخصوص معرفة الحقيقة والمجاز وما يتعلق بهذه المسألة. 458

النصوص من كلام الميرزا تثبت أنّ الصحابة كانت طريقتهم لفهم النصوص هي الأخذ بالمعنى الظاهر بداية،() ولا يحيدون إلى المعنى المجازي إلا بقرينة قوية صارفة.    459

الأصل الثاني عشر: إنكار إخراج ألفاظ القُرآن والحديث الاصطلاحية إلى معانيها اللغوية، واعتبار المصطلحات الصوفية المبتكرة خاطئة. 463

إقرار الميرزا أنّ البروز هو من المصطلحات الصوفية    467

علاقة الصوفية بالمصطلحات التي استخدمها الميرزا      468

مخالفة الميرزا لما أقره من عدم صحة استعمال المعاني اللغوية لما اصطلحه الشرع من مصطلحات.       471

ضرورة عرض الإلهامات والأفكار على القرآن الكريم قبل التصريح بها.       475

الأصل الثالث عشر:  ضرورة توافق دلالات النصوص القرآنية والحديثية مع الواقع العملي الملموس   479

أولا: النصوص من كلام الميرزا بخصوص ضرورة توافق دلالات الآيات القرآنية مع الواقع الملموس المعايش. 479

ثانيًا: النصوص من كلام بشير الدين محمود بخصوص ضرورة توافق دلالات الآيات القرآنية مع الواقع الملموس المعايش.     481

الأصل الرابع عشر: مراعاة المقابلة مِن سنن القرآن ومن أهم أمور البلاغة وحسن البيان     482

الأصل الخامس عشر: القَسَمُ يدل على أنّ الخبر محمول على الظاهر لا تأويل فيه ولا استثناء.     482

الأصل السادس عشر: تعريف القدر المبرم والقدر المشروط.     487

أمثلة من كلام الميرزا بخصوص تعريف القضاء المبرم:  488

الفصل الثالث: من هم الأنبياء، وما هو مدى فهمهم للنبوءات الغيبية من الله تعالى       492

الأصل السابع عشر: حتمية ذكر اسم مدَّعي النبوّة في القُرآن وإلا كان كاذبًا     492

الأصل الثامن عشر: مواصفات النبوءات الغيبية للأنبياء والمُحَدَّثين وغيرهم.   495

تفسير الميرزا لكلمة "الإظهار" كما وردت في الآية {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27)}().       496

النصوص في الفترة من 1880م إلى ما قبل نشر كتاب (إزالة خطأ) في شهر 11/1901:     497

التعليق على جاء من نصوص من كتاب (حقيقة الوحي) و(التجليات) و(الوصية):      505

النصوص التي عاود الميرزا مرة أخرى الإقرار فيها بأنّ للمُحَدَّث إلهام بنبوءات مستقبلية:     505

رأي الميرزا في النبوءات مثل الزلازل والحروب والمجاعات أنها بلا قيمة لأنها أحداث معتادة.     509

الأصل التاسع عشر:  الأنبياء لا يعلمون الغيب إلا ما أعلمهم الله تعالى به.      510

الأصل العشرون: سيدنا جبريل هو معلم الأنبياء.  512

الأصل الواحد والعشرون: عصمة الأنبياء  514

المقصود بعصمة الأنبياء:   514

النصوص التي تثبت اعتقاد الميرزا بعصمته       515

إنكار الميرزا لعصمته كليًا   517

الأصل الثاني والعشرون: صاحب الإلهام هو أول من يملك التفسير الصحيح للإلهام.   518

الأصل الثالث والعشرون: مختصر لبعض الأصول المتعلقة بفهم الأنبياء للوحي من الله تعالى     521

الفصل الرابع: تحريف التوراة والإنجيل وعلاقة القرآن بهما.     523

الأصل الرابع والعشرون: تحريف التوراة والإنجيل       523

نصوص إثبات تحريف كتب أهل الكتاب في كتب الميرزا وبشير الدين محمود: 525

رأي الميرزا في إنجيل برنابا.      529

الأصل الخامس والعشرون: معنى أن يكون القُرآن حكمٌ على كتب أهل الكتاب  534

والخلاصة من كلام الميرزا وبشير الدين محمود من خلال الكتب: (التحفة الغولروية)، و(ينبوع المسيحية)، و(الملفوظات):       541

خلاصة ما قاله الميرزا في كتابه (ضياء الحق) بخصوص علاقة القرآن بالأناجيل.     542

الأصل السادس و العشرون: القرآن الكريم جامع لجميع التعاليم الدينية.  548

الباب الرابع   550

الفصل الأول  551

إصرار الأحمديين القاديانيين على الباطل بالرغم من ظهور الحق.       551

الفصل الثاني 557

إبراء الطائفة الأحمدية من بعض ما نسب إليها     557

1- هل الغلام القادياني ادعى الألوهية؟     558

2- هل مات الغلام القادياني في بيت الخلاء؟      558

3- هل ادعى الغلام القادياني أنه تلقى كتابًا جديدًا غير القرآن الكريم؟.   558

4-هل يوجد عند الطائفة الأحمدية كتابًا مقدسًا يسمى ا"لكتاب المبين"؟.  559

5-هل تبيح الطائفة الأحمدية المخدرات والخمور؟ 559

6-هل تصلي الطائفة الأحمدية باتجاه قاديان بلد الغلام القادياني؟ 559

7-هل تحج الطائفة الأحمدية لقاديان؟       559

8-هل الطائفة الأحمدية تشكل مسلحًاعلى الأمن في المجتمعات؟  559

-9     هل "الدولة الإلهية السماوية" التي ذكرها الميرزا كثيرًا هي الحكومة الإنجليزية؟.     559

فهرس الجزء الأول من كتاب (حقيقة الطائفة الأحمدية القاديانية) المسمّى 563

 

تعليقات

التنقل السريع