مقال (443) هل قصة ذي القرنين في سورة الكهف تتضمن نبوءة عن الميرزا غلام القادياني ؟
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2021/06/443.html
الميرزا غلام يدعي هذا الكلام في كتبه المختلفة و منها كتابه "محاضرة لاهور " 1904 صفحة 51 وما بعدها , و يعتبر هذه القصة نبوءة في حقه و دليل قرآني على صدقه .
و قبل سرد ادعاء الغلام القادياني أذكر بعض النقاط :
1- الميرزا غلام قال بضرورة اخذ الالفاظ القرآنية و الحديثية بظاهرها و لا يصح التاويل بالمجاز و الاستعارة الا بقرينة قوية صارفة تمنع التفسير بالظاهر كما في كتاب التحفة الجولوروية لسنة 1902 صفحة 88 , و بالتالي فسنطالبه و اتباعه بالقرينة التي جعلته يفسر اية قصة ذي القرنين بهذه الطريقة .
نص كلام الميرزا :
" فمن حق جميع النصوص الحديثية والقرآنية أن تُفسَّر نظرا لظاهر الكلمات ويُحكم عليها بحسب الظاهر إلا أن تنشأ قرينةٌ صارفة.
ودون القرينة الصارفة القوية يجب أن لا تفسَّر خلافا للظاهر."
2- هل القصص القرآني لأحداث قديمة هي في نفس الوقت نبوءة عن أحداث سوف تحدث مستقبلا ؟
في الحقيقة لم أجد أي دليل قطعي من قرآن أو سنة على هذا الافتراض .
3- هل قصة سيدنا يوسف عليه السلام - كما يدعي الميرزا غلام القادياني - هي من قبيل القصص القديمة التي حملت في طياتها نبوءة مستقبلية ؟
الميرزا يدعي أن قصة سيدنا يوسف عليه السلام حملت في طياتها نبوءة عما حدث له في المستقبل , و طبعا هذا من كذب الميرزا , لأن قصة سيدنا يوسف عليه السلام لم تكن فيها أي شيء - كقصة - نستطيع اعتباره نبوءة عما حدث مستقبلا لسيدنا يوسف عليه السلام , و لكن هي النبوءة التي كانت في القصة و هي الرؤيا التي رآها سيدنا يوسف عليه السلام , لأنه من المعلوم أن الرؤيا تكون في كثير من الاحيان إنباء و إخبار عن أحداث مستقبلية سواء بالتحذير أو بالتبشير أو لمجرد الذكر .
اذن لم تكن القصة في ذاتها نبوءة , و لكن الرؤيا هي النبوءة .
و قصة ذي القرنين كانت حكاية عن افعال تمت بالفعل في الماضي و احداث ستحدث مستقبلا ذكرها الله تعالى و يجب أخذها بظاهرها الا بوجود قرينة تمنع الاخذ بالظاهر حتما .
و الان ما هي العلاقة بين الميرزا و بين قصة ذي القرنين ؟
الميرزا يقول أنه ولد في القرن الثالث عشر و بعث في مطلع القرن الرابع عشر فهو ذي القرنين .
و أن القوم الذين كانوا عند مغرب الشمس هم النصارى .
و أن القوم الذين هم عند مشرق الشمس هم المسلمون .
و أن هناك قوم ثالثة استعانوا به على يأجوج و مأجوج , فبنى لهم سدا , فهو هذا السد المنيع , ما علمه لهم من علوم هي ايضا من مكونات هذا السد المنيع.
ثم يقول الميرزا :
" وهذه نبوءة عظيمة الشأن؛ و فقد أُنبئ فيها بصراحة كاملة بظهوري وبوقت بعثتي وبجماعتي. فطوبى للذي يقرأ هذه النبوءات بتدبر" أ هـ
و لنا أن نسأل بعض الأسئلة :
1- اين القرينة القوية الصارفة اللازمة لاخراج النص الظاهر الى التفسير بالاستعارة ؟
2- اين الصراحة الكاملة في النص التي تفيد أنها نبوءة عظيمة الشأن عن ظهور الميرزا و عن وقت بعثته .
3- يقول الله تعالى في عن السد المنيع :
"قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا " (98) سورة الكهف
فاذا كان السد المنيع هو الميرزا و علومه و جماعته , فهل يقبل الاحمديون أن يصبح هذا السد " دكاء " و كان وعد ربي حقا ؟
و حتى لا يفسر الاحمديون انهيار السد و جعله دكاء بتفسيرات هلامية , أعرض عليكم تفسير بشير الدين محمود به1ا الخصوص , يقول :
" أما قول كورش {فإذا جاء وعدُ ربي جعَله دكّاءَ} فيدل على أن الله تعالى أخبره بالإلهام أن هذه الشعوب ستتقدم إلى الجنوب والشرق في يوم من الأيام مرة أخرى، وعندها سيصبح هذا السد بلا جدوى؛ هذا هو المراد من قوله تعالى {جعَله دكّاءَ}. وفي سورة الأنبياء آياتٌ تنبئ صراحة أن هذه الشعوب ستنتشر في العالم كله عن طريق البحر.
وقد يعني تهدُّم الجدار انهيارَ حكم المسلمين." انتهى النقل
اليست هذه نبوءة - بحسب طريقة الميرزا - بما يحدث له و لجماعته الان من تحطم و خروج الاحمديين من جماعته بالافواج بعد انهيار هذا السد المنيع ؟
كانوا - بحسب قولهم - 200 مليون , و أصبحوا الان لا يتعدون عشرة ملايين بحسب الادعاء منهم ايضا .
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
د.ابراهيم بدوي
21/6/2021
مقالات لها صلة بنفس الموضوع :
مقال (411) اقرار الميرزا بضرورة تفسير النصوص القرآنية و الحديثية بالظاهر و مغالطته في تفسير الحديث "وإمامكم منكم "
مقال (173) الالفاظ الحاكمة الحدود و الشهادة تثبت دجل الميرزا مدعي النبوة .
مقال (201) مخالفة وحي و نبوءات مدعي النبوة الميرزا لما أقره بنفسه من مواصفات حتمية للنبوءات الغيبية للرسل و الأنبياء و المحدثين و المجددين .
تعليقات
إرسال تعليق